قصي وقريش:
قصي هو أحد أحفاد إسماعيل عليه السلام، وكانت أمه قد انتقلت به وهو طفل بعد موت أبيه كلاب إلى الشام، لتعيش مع زوجها الجديد ربيعة بن حرام، فشب قصي بالشام.. لا يعرف له أبا غير ربيعة حتى نما، ثم عيره بعض بني ربيعة بأنه ليس منهم، فسأل أمه، فقالت: إنك يا بني أكرم منهم نسباً، وأنت ابن كلاب بن مرة، وأهلك بمكة. وعندما أراد أن يعود من الشام ليلحق بأعمامه وأسرته بمكة قالت له أمه: يا بني لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام، فتحرج في حاج العرب، فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض الناس. فأقام قصي حتى إذا دخل الشهر الحرام خرج الحاج إلى بيت الله بمكة فخرج معهم.
قصي هو أحد أحفاد إسماعيل عليه السلام، وكانت أمه قد انتقلت به وهو طفل بعد موت أبيه كلاب إلى الشام، لتعيش مع زوجها الجديد ربيعة بن حرام، فشب قصي بالشام.. لا يعرف له أبا غير ربيعة حتى نما، ثم عيره بعض بني ربيعة بأنه ليس منهم، فسأل أمه، فقالت: إنك يا بني أكرم منهم نسباً، وأنت ابن كلاب بن مرة، وأهلك بمكة. وعندما أراد أن يعود من الشام ليلحق بأعمامه وأسرته بمكة قالت له أمه: يا بني لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام، فتحرج في حاج العرب، فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض الناس. فأقام قصي حتى إذا دخل الشهر الحرام خرج الحاج إلى بيت الله بمكة فخرج معهم.
وأقام قصي بمكة، وعرف عنه من الجد والحز ما جعلة موضع احترام أهلها، وكانت سدانة البيت في خزاعة لرجل يدعى حليل، وكان رجلا ثابت النظر.. حسن التقدير، فما لبث أن خطب قصي ابنته وتزوها واستمر دأب قصي في التجارة، فكثرت أمواله كما كثر أولاده، وعظم شرفه بين قومه، ومات حليل بعد أن أوصى بمفتاح البيت لابنته زوج قصي، إلا أنها اعتذرت وجعلت المفتاح لأحد أعمامها، وكان سكيراً، فباع المفتاح لقصي بزق خمر، ونازعت خزاعة قصي رغبة منها في استرداد مفتاح البيت الحرام، إلا أن قصي استنفر قريشاً، وكانوا قد تجمعوا بمكة، ورأت بعض القبائل أن قصي هو أحكم المقيمين بمكة وأعظمهم قدراً، فانضموا له وأجلوا خزاعة عن مكة واجتمعت مناصب البيت كلها لقصي، وأقر القوم له بالسيادة عليهم.
والمناصب التي اجتمعت لقصي هي:
الحجابة أو السدانة: أي تولي مفاتيح مكة.
السقاية: وهي إسقاء الحجيج الماء العذب الذ كان عزيزا بمكة.
الرفادة: إطعام فقراء الحجاج وضيافتهم
الندوة: رياسة الاجتماع كل أيام العام
اللواء: راية يلوونها على رمح وينصبونها علامة للعسكر إذا توجهوا للحرب
القيادة: إمارة الجيش إذا خرجوا للحرب
الحجابة أو السدانة: أي تولي مفاتيح مكة.
السقاية: وهي إسقاء الحجيج الماء العذب الذ كان عزيزا بمكة.
الرفادة: إطعام فقراء الحجاج وضيافتهم
الندوة: رياسة الاجتماع كل أيام العام
اللواء: راية يلوونها على رمح وينصبونها علامة للعسكر إذا توجهوا للحرب
القيادة: إمارة الجيش إذا خرجوا للحرب
ومنذ رجعت السلطة إلى قصي بدأ عهد جديد من الازدهار لبني إسماعيل بعد أن ظلو أمدا بعيدا في ضعف وركود، وكان أول خطوة خطاها قصي أن جمع أفراد قريش المبعثرين في نواح متعددة إلى وادي مكة، فاستحق بذلك لقب "المجمع"، وجعل لكل بطن حيا خاصا على مقربة من مكة، وكان الناس قبل ذلك لا يتجرؤون على البناء بجوار الكعبة مبالغة في تغظيمها، ولكن قصياً كانت حجته في ذلك أن يقوم على مقربة من البيت حماة له يتعهدونه بالصيانة ويدفعون عنه الخطر، وابتنى لنفسه قصرا جعل بابه يؤدي مباشرة إلى الكعبة وكان يسمى (دار الندوة) يتولى هو رئاسته، وقد جعل من اختصاصها البت في كل الشؤون العامة من تجارية وحربية وغيرها، وكان حكيما ومتحدثا مفوهاً.
وقد استطاع قصي بأعماله أن ينمي في نفوس الناس صفة الكرم وحسن الضيافة، فحمل الناس وشجعهم عى دفع ضريبة سنوية تسمى "الرفادة"، كان يقصد بها المعاونة على إطعام الحجاج الفقراء وغيرهم ممن يهبطون مكة في أيام منى في موسىم الحج، فجرى الأمر على ذلك دواما من بعده.
وكان عبد الدار أكبر ابناء قصي، ولكن أخاه عبد مناف كان قد تقدم عليه أمام الناس وقد شرف فيهم. فلما كبر قصي وضعف بدنه، ولم يبق قادرا على تولي أمور مكة، جعل لعبد الدار الحجابة والسقاية واللنواء والرفادة، وتولى عبد الدار المناصب بعد وفاة أبيه، ولكن أبناء عبد مناف نازعوهم السلطة، فأدمع هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف على أن يأخذوا ما بأيدي أبناء عمومتهم، وتفرق رأي قريش، تنصر طائفة هؤلاء وأخرى أولئك، وأوشك القتال أن يوقم بينهم، وانتهى النزاع إلى صلح اتفق فيه على إعطاء بني عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تبقى الحجابة واللواء والندوة لنبي عبد الدار ورضي الفريقان بذلك، وظل الأمر عليه إلى أن جاء الإسلام.
وكان هاشم بن عبد مناف كبير قومه، وكان ذا يسار، فولى السقاية والرفادة، فكان يطعم الحاج جميعا.. حتى يتركوا مكة، ولم يقف أمر هاشم عند هذا الحد، بل اتصل بره وكرمه بأهل مك أنفسهم إذا أصابتهم المجاعة، فكان يأتي لهم بالطعام ويثرد لهم الثرريد، وهو الذي سن ونظم رحلتي الشتاء والصيف (رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام) ((فقال تعالى في سورة قريش: لإيلاف قريش إيلافهم ,, رحلة الشتاء والصيف ,, فليعبدوا رب هذا البيت ,, الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف))
وظل هاشم تتقدم به السن وهو في مكانته على رياسة مكة لا يفكر أحد في منافسه، حتى خيل لابن أخيه أمية بن عبد شمس أنه قد بلغ مكانا يسوغ له هذه المنافسة لكنه لم يقدر وغلب على أمره.
ومات هاشم اثناء احدى رحلات الصيف فخلفه أخوه المطلب في مناصبه، وكانت قريش تسميه "الفيض" لسماحته وفضله، وفكر المطلب يوما بابن أخيه هاشم فذهب إلى يثرب وطلب إلى سلمى أت تدفع إليه الفتى وقد بلغ أشده واستوى، فحمله إلى مكة على بعير ولما دخل مكة تصايحت قريش: عبد المطلب، قال: ويحكم، إنما هو ابن أخي هاشم قدمت به من يثرب، على أن هذا اللقب غلب على الفتى بدعي بـ "عبد المطلب"، وأراد المطلب أن يرد حق ابن أخيه في الميراث ولكن نوفل أخا المطلب أبى ووضع يده عليه، فلما اشتند ساعد عبد المطلب استدعى أخواله بيثرب على عمه كي يردوا عليه حقه، وأقبل ثمانون فارسا من بني النجار (من قبيلة الخزرج) بمدينة يثرب، فاضطر نوفل إلى رد ماله إليه.