صباح الخير مدرستي :
تلكم التي في أحشائها خُلقت هي أمي والدتي التي وضعتني ثم رحلت
وبرحمة من ربي جاءت أخرى - من بين براثن الحياة انتشلتني- فكانت لي بمثابة أم ثانية أرضعتني حليب صدرها الممزوج بالكرامة والعزة والحرية ’ فلما أدركت أنني على وشك أوصتني أن أحافظ على لسانها العربي ’ وأخبرتني أن [ الثقافة المستوردة متاع مستعار] كلمة قالها أحد الجهابذة من أبنائها الأبرار- رحم الله إمامنا ومعلمنا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي المجاهد باللسان والقلم لا يثنيه نصب ولا تعب ولا يعتريه مل ولا كل إنه أحد ابناء الجزائر ... الثوار وأنه قال قولته الثاقبة وتركها صرخة تعلو الديار
وأن إمامنا رائد نهضتنا – شيخنا عبد الحميد بن باديس صدع ساعتها في وجه الإستدمار قائلا دون خوف ولا وجل: الإسلام ديني والعربية لغتي والجزائر وطني
إذن الوطن فوق كل اعتبار وأن هويتي العربية لا يعلوها غبار
صباح الخير مدرستي: فيك تعلم الأباء والأجداد وفيك تخرج الرجال الأبطال الأسياد’ وبين جدرانك وتحت سقفك وعلى أرضيتك نمت وتكونت الكفاءة بما فيه الكفاية وما يكفي ’ في عقول أبنائك من ذكور وإناث صغار وكبار
صباح الخير مدرستي: ما لي أرى على محياك شيئا من الحيرة والغربة وأنت في ديارك حزينة مكتئبة يا شمس الكرامة ويا منبر الأحرار...؟
آآآآه فهمت أو أني قاب قوسين أو أدنى من الإدراك
لا عليك أمـــــــــاه قد طلع النهار بعد ظلام تسرمد وتمدد واستبد
لا بأس عليك’ فأنت أنت حتى وإن حاولوا أن يصبغوك ’ ..يبقى لسانك الناطق بلغة السماء, هل يتنكر ابن الدار لأهل الدار؟ وهل يتنصل الجار من الجوار ؟
لا بأس عليك أماه ... تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها’ ومن الأمثال الشعبية قد قيل
[ قيزْ لعلابْ ولا خبز المنة ’ لَحْرمْ في النار ولا الذل في الجنة]
لا تثريب عليك أمــــــــاه مدرستي : كلا والذي علم بالقلم فأنت مكمن عزتي وسمو همتي وعنوان رجولتي ورمز هويتي وإن سجرت بحار
صباح الخير مدرستي: من هؤلاء الغرباء الذين أراهم يمشطون ساحتك؟’ من هم هؤلاء الدخلاء الذين يمخضون في قربة جلية ثقبها ويخضون فيما لا يفقهون ؟ أيريدون زراعة نبت بنات أفكارهم المهجنة في أديم أرضك المسقاة بدماء الشهداء الأطهار ..؟
دعيني أمــــــــاه اقترب منهم قليلا لأستشف ما ينوون ؟ لا تخشين علي من لهب فإني امرؤ ذو لسان طليق مؤدب