الملاحظات
2018-05-04, 21:46
#1
الصورة الرمزية Dr.ikrams
Dr.ikrams
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Sep 2015
الدولة : الجزائر - البويرة
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 28,526
تقييم المستوى : 49
Dr.ikrams غير متواجد حالياً
افتراضي مؤشرات الاستقرار السياسي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ان للاستقرار السياسي مجموعة من المؤشرات لايختلف عليها الباحثون, يمكن لنا إجمالها كالتالي:


1- نمط انتقال السلطة في الدولة:
المقصود بانتقال السلطة هنا تغيير شخص رئيس الدولة, وهي عملية تختلف طبقاً لنوع النظام السياسي والأساليب الدستورية المتبعة, فإذا تمت عملية الانتقال طبقاً لما هو متعارف عليه دستورياً فإن ذلك يعد مؤشراً حقيقياً لظاهرة الاستقرار السياسي, أما إذا تم عن طريق الانقلابات والتدخلات العسكرية فهذا مؤشر على عدم الاستقرار السياسي. وقد عانت الدول النامية من ظاهرة الانقلابات العسكرية, ففي الفترة من عام 1958 حتى عام 1977 رُصد (151) انقلاب أي بمعدل (8) انقلابا سنوياً.

2- شرعية النظام السياسي:
تعتبر شرعية النظام السياسي من الدعائم الأساسية للاستقرار السياسي, والاستقرار السياسي يعد بدوره من دلائل الشرعية السياسية. هناك عدة اتجاهات في تعريف الشرعية السياسية: قانوني, سياسي, ديني, والذي يهمنا هو الاتجاه السياسي, الذي يعرف الشرعية السياسية "تبرير السلطة الحاكمة من منطق الإرادة الجماعية". بمعنى أن النظام السياسي يكتسب شرعيته من خلال تحقيق مصالح الشعب وصيانة استقلال البلاد وحماية الحقوق.... وتظهر هذه الشرعية من خلال تقبل أفراد الشعب للنظام وخضوعهم له طواعية.

3- قوة النظام السياسي ومقدرته على حماية المجتمع وسيادة الدولة:
تعتبر قوة النظام السياسي من المؤشرات الهامة لظاهرة الاستقرار السياسي, لأن النظام يتوجب عليه مسؤوليات – لا يمكن تحقيقها دون امتلاك عناصر القوة- كالدفاع عن البلد في حال تعرضه لاعتداء خارجي وكذلك حماية أمن المجتمع. وفي حال كان النظام السياسي ضعيفاً لا يستطيع صون سيادته وتحقيق أمنه الداخلي, فإن النتيجة الطبيعية التبعية للنظم القوية.

4- محدودية التغيير في مناصب القيادات السياسية:
المقصود بالقيادات السياسية هي السلطة التنفيذية, فبقاء القادة السياسيين على رأس أي نظام سياسي لفترة طويلة مؤشراً للاستقرار السياسي, ولكن يجب أن يقترن ذلك برضا الشعب. ويعد التغيير المتلاحق في المناصب القيادية أحد مؤشرات عدم الاستقرار السياسي.

5- الاستقرار البرلماني:
إن البرلمان هو الممثل للشعب أو الأفراد في كل الأنظمة على اختلاف أنماطها (رئاسي, برلماني, مختلط) ولا يجوز للسلطة التنفيذية أو رأس الدولة حل البرلمان, على اعتبار أن شرعية البرلمان تأخذ من الشعب أو الأفراد وفق عملية الانتخاب. ولكن في بعض الأحيان تظهر صور لعدم الاستقرار بالنسبة للبرلمان تتمثل في:
أ- استقالة أو إسقاط العضوية عن عضو أو أكثر من أعضاء البرلمان.
ب- حل البرلمان قبل استيفاء مدته القانونية.

6- الديمقراطية وتدعيم المشاركة السياسية:
تعتبر المشاركة السياسية أحد مقاييس الحكم على النظام بالاستقرار السياسي من حيث تطبيق قواعد الديمقراطية في الحكم, وهي الحالة التي يتوافر للأفراد فيها القنوات الرسمية للتعبير عن آرائهم في القضايا الوطنية واختيار النواب والممثلين في المجالس النيابية والمحلية. بذلك تصبح المشاركة الشعبية وسيلة لتحقيق الاستقرار الداخلي وتدعيم شريعة السلطة السياسية.

7-غياب العنف واختفاء الحروب الأهلية والحركات الانفصالية والتمردات:
إن العنف السياسي هو التغير الرئيسي لعدم الاستقرار السياسي, أما اختفاء العنف السياسي فهو من المؤشرات الجد هامة على ظاهرة الاستقرار السياسي.

يمكن تعريف العنف السياسي"الاستخدام الفعلي للقوة المادية لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين, وذلك لتحقيق أهداف سياسية أو أهداف اقتصادية واجتماعية لها دلالات سياسية".

والعنف قد يكون رسمي أو غير رسمي, أما الرسمي فهو الموجهة من النظام ضد المواطنين أو ضد جماعات أو تنظيمات أو عناصر معينة, أما غير الرسمي فهو الموجهة من المواطنين أو الجماعات ضد النظام وبعض رموزه.

إما الحركات الانفصالية والتمردات والحروب الأهلية فتمثل أعلى صور عدم الاستقرار السياسي, وذلك لتضمنها اللجوء إلى العنف على نطاق واسع.

7- الوحدة الوطنية واختفاء الولاءات التحتية (الأولية):
إن المجتمعات التي لا تعرف ظاهرة التعدد سواء على المستوى العرقي أو الديني أو اللغوي أو الطائفي غالباً ما تكون أقرب إلى الاستقرار السياسي من تلك التي تعرف التعددية.

العيب ليس في التعددية الاجتماعية وإنما في استراتيجيات النخب الحاكمة في التعامل مع هذه التعددية, وهنا نميز بين نوعين مختلفين: أحدهما يتعامل مع الأقلية من منطق الاستيعاب بالقوة, والثاني يتعامل مع الأقلية من منطق المساواة في الحقوق والواجبات.

إن النموذج الأول غالباً ما ينتج عنه بروز الولاءات غير الوطنية أو ما يدعى بالولاءات التحتية, وبالتالي مطالبة بالاستقلال أو حكم ذاتي... كما حدث في العراق والسودان إما النموذج الثاني فيؤدي إلى تمتين اللحمة الوطنية وإعلاء الهوية الوطنية على الهويات دون الوطنية.


8- نجاح السياسات الاقتصادية للنظام:
ينظر إلى الاستقرار الاقتصادي على أنه مؤشر عام من مؤشرات الاستقرار السياسي في كل المجتمعات, فعندما يكون النظام السياسي مستقراً, فإنه يوجه سياساته الاقتصادية نحو أهداف التنمية, وهذه السياسات التنموية التي ترفع مستوى المعيشة والرفاهية للأفراد, تخلت نوعاً من الطمأنينة والرضا الشعبي تجاه النظام السياسي.

9- قلة تدفق الهجرة الداخلية والخارجية:

إن أسباب الهجرة بشقيها الداخلي والخارجي يمكن إجماله بالوضع الأمني والاقتصادي, وكلا السببين بدورهما يؤشران إلى ظاهرة عدم استقرار سياسي, وكلما كانت معدلات الهجرة قليلة أو معتدلة دل ذلك على وجود الاستقرار السياسي.

وقد تكون أحياناً العمالة الوافدة سبباً من أسباب عدم الاستقرار السياسي في الدول المضيفة
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) ( الحج / 46 )

علَيكَ مُتَوَكلين وبك نَظُن الظَن الجَميل
اللهم قدراً جميلاً ، وخَيرا يتبعهُ رِضاك

معرَّفي السابق : الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى

صــارحـنـي

2021-05-14, 19:43
#2
ماهر 21
:: عضو نشيط ::
تاريخ التسجيل : May 2021
الدولة : غير محددة
العمر : 35 - 40
الجنس : ذكر
المشاركات : 50
تقييم المستوى : 3
ماهر 21 غير متواجد حالياً
افتراضي رد: مؤشرات الاستقرار السياسي
شكراً و بارك الله فيك
2023-05-03, 09:40
#3
zainebk
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Mar 2023
الدولة : غير محددة
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 984
تقييم المستوى : 2
zainebk غير متواجد حالياً
افتراضي رد: مؤشرات الاستقرار السياسي
شكرا جزيلا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مؤشرات بعض الانماط Déja Vu منتدى تحضير بكـالوريا 2024 10 2017-04-03 17:06
بعض الكتب في الفكر السياسي Mirla كليـة العلـوم القانونيـة و الاداريـة 0 2017-01-03 22:00
مقالة جدلية : هل يمكن تحقيق الاستقرار في ظل الديمقراطية الاجتماعية ؟ Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 0 2016-03-07 17:16
شرح: الاستقرار السياسي , التميز العنصري , الديكتااورية , الانظمة الفردية Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 0 2014-06-20 09:08
احتاج بحث حول التنشئة السياسية و التقافة السياسية ayoubriche قسـم الطلبـــات 5 2014-02-11 00:02

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 09:11
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)