:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jun 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 2,134
تقييم المستوى : 14
رد: روايتي الثانية : ذكريات الطفولة
الفصل 3: أنت جزء من أحلامي
. كان لؤي جالس فوق سريره بينما يشاهد أمه وهي تقوم بنقل أغراضه من الخزانة إلى الحقيبة : لا تتعبي نفسك أمي أستطيع تجهيز الحقيبة بنفسي
خديجة : لا تقل شيئا كهذا مجددا
لؤي: سأشتاق لكم كثيرا
خديجة : نحن أيضا يا بني لكن هذا حلمك عليك تحقيقه..... منذ كنت صغيرا وانت تريد أن تصبح رساما مشهورا ..لقد تم قبولك في أحسن جامعة لأنك بارع حقا يا بني لذا لا ترجع إلا وشهادة التخرج في يدك
لؤي عانق أمه : أعدك بهذا يا أمي
خرجت الأم بعد أن أنهت ترتيب حقيبته ..
أغلق لؤي باب غرفته وعاد إلى خزانته وإمتدت يده نحو الصندوق المزخرف أخذه وجلس إلى سريره و بقي يتأمله : حلمي.. لقد كنت أنت التي زرعتيه ثم أختفيت ..لقد أعتنيت به كثيرا وسيثمر قريبا فهل ستعودين لتفرحي معي ..لقد كنت أنت ملهمتي
فتح لؤي الصندوق وأخرج ورقة مطوية و تأملها بعمق : هل مازلت كالماضي أم قد لعبت بك يد الزمان ؟
تلك ما كانت سوى رسمة لفتاة في 10 من عمرها بيضاء البشرة ذات عينين كبيرتين عسليتين تتدلى جدلتها البنية على كتفها وتلوح بيدها مبتسمة لقد كانت الحياة تنبض في تلك الصورة وكأنها حقيقية
لؤي :لقد مرت 10 سنوات حقا هل مازلت تذكرينني... أروى لم يكن حلمي الرسم وحسب لقد كانت لي أحلام أخرى ..لقد كنت أنت جزء منها
ابتسم وهو يتذكر " إبقي ثابتة قليلا بعد لقد قاربت على إنهائها
أروى: يا لؤي لقد آلمتني يدي حقا ..أنت بطيئ حقا في الرسم
لؤي : ألا تردين الحصول عليها ..حسنا سأذهب
أروي تجاريه : لا..لا .. هاقد هدئت أرجوك صديقي أكملها
لؤي : حسنا مجنونتي
أروى : أخبرتك أن لا تناديني مجنونة
لؤي: لقد أعجبني وأنا حر في ذالك
أروى تحرك رأسها بسرعة يمنة ويسرة : يالك من بغيض
لؤي : أخبرتك أن تبقي ثابتة
أروى باستسلام : ٱووف ..حسنا "
تنهد لؤي و همس : لقد كانت لي معك لحظات جميلة لكنهم أجهضوها قبل أن تكتمل لقد اصبحت مجرد ذكريات لا تفارق عقلي . ووضع الصندوق في الحقيبة وأغلقها ودخل فراشه وبقي يسترجع ذكرياته حتى غلبه النعاس
إستيقظ في الصباح مفعما بالنشاط إستحم وإرتدى ملابسه وتوجه إلى الصالة وجد عائلته مجتمعة : صباح الخير
رد الجميع عليه : صباح النور
أحمد : هل كل شيئ جاهز إبني
لؤي : أجل هل نذهب
أحمد : أجل هيا
ودع لؤي أمه وأخته وهم بركوب السيارة إلا أنه توقف و عاد بسرعة كمن نسي شيئا هام جدا صعد الدرج .. ودق الباب كعادته بسرعة ،قابله عمه مبتسما : جيد انك تذكرتني
عانق لؤي عمه بشدة : آسف عمي لا اعلم كيف لم اتذكرك
محمد : حتى وان ام تتذكرني كنت سألحقك للمطار
لؤي بمزاح : هل ستشتاق إلى هذا الحد
محمد يبتسم : لا ليس لهذا الامر
بدت على لؤي علامات الدهشة وقال بجدية : ما الخطب ؟
محمد : هناك معلومات عن أروى
لؤي توقف مصدوما يحاول الاستيعاب : حقا !!
محمد : أجل ،أنها في باريس
لؤي عانق عمه : سأجدها يا عمي وسأعيدها إليك
محمد : أتمنى ذالك من كل قلبي
لؤي: والآن يا عمي علي أن أذهب فأنا مستعجل
محمد :حسنا لؤي ..إعتني بنفسك واهتم بدراستك
لؤي : بالتأكيد ....وعانق عمه مرة أخيرة ونزل الدرج بسرعة وركب السيارة وتوجه مع أبيه إلى المطار أين وجد صديقه رياض ينتظره
لؤي عانق أباه وركب الطائرة دمعت عينه لفراق عائلته فكلهم أعزاء على قلبه
جلس وربط حزام الأمان وهاهو يسمع المضيفة تعلن عن إقلاع الطائرة ، لم يعلم أبدا أن فراق الوطن سيكون بهذه الصعوبة أخرجه من شرودها صديقه الجالس جنبه : لؤي أنا فرح جدا اتمنى أن لا يكون هذا مجرد حلم
سكت لؤي ولم يجب فتابع رياض قائلا : هل هناك ما يشغل بالك يا صديقي ؟
لؤي تنهد بعمق : يتملكني إحساس غريب ..
ضحك رياض ورد: نحن ذاهبان إلى باريس لا إلى الصومال ، عليك أن تكون أكثر شخص مرتاح
لؤي ابتسم غصبا عنه : إن شاء الله ، ثم أشاح بنظره نحو النافذة الصغيرة وهو يرى أنه يبتعد عن وطنه شيئا فشيئا وبقي على تلك الحال حتى غلبه النعاس . إعتدل رياض في جلسته وأرخى رأسه على الكرسي ودخل في تفكير عميق : أعلم جيدا ما الذي يجول في خاطرك يا لؤي ، لقد غادرتنا هي ايضا من نفس المطار ولم تعد ، إنتظرناها ولكنها تخلت عنا ، لقد كنا نشكل ثلاثي رائع ولكنها تركتنا ، لقد ضحيت أنا من أجلكما ولكن هي لم تستطع المحافظة عليك .... لقد أحببت أروى أنا أيضا ولكن صديقي قبل كل شيئ. أغمض عينيه هو الآخر عله يستريح من هذه الأفكار التي تزاحمت في عقله .
رياض هو صديق لؤي منذ الطفولة وصادف أن أحبا هذان الشخصان الفتاة نفسها والتي تكون إبنة عم لؤي ، رياض شاب في 25 من عمره طويل القامة مفتول العضلات أسمر البشرة وسيم إلى حد كبير لكنه أصبح لعوب منذ أن علم انه لن يستطيع أن يكمل حياته مع حبه الأول ... في الأغلب لا يبقى مع فتاة واحدة لمدة تتجاوز الأسبوع
إستيقظ لؤي من نومه فالتفت إلى يمينه فوجد رياض مطبقا عينيه وواضح أنه مازال نائما ، جذبه صوت يأتي من المقعد الخلفي فانسجم معه وقد ٱعجب كثيرا به وابتسم وهمس : لديها موهبة كبيرة لقد ذكرتني بأحدهم ..قرر أخيرا أن يلتفت و همس لها : لقد كنت رائعة
إبتسمت الفتاة وردت : شكرا لك ، ماما تقول دائما انني سأصبح مغنية ثم إلتفتت للمرأة الجالسة بجنبها : أليس كذالك أمي
المرأة : أجل صغيرتي
إبتسم لؤي: صوتها رائع ..عليك أن تدعميها ...هذا الصوت الملائكي يجب أن يسمعه العالم
أبتسمت المرأة وردت : شكرا لك أنا أعمل على ذالك ..أظنك مهتما بالفن
لؤي : لست سوى رسام
المرأة : أتمنى ان تتحقق أحلامك
لؤي: شكرا لك
عدل لؤي جلسته وهاهو الإعلان ينبه الركاب بالإستعداد فالطائرة ستنزل ،
إمتدت يده لصديقه وراح يحركه بشكل خفيف
فتح رياض عينيه بتكاسل والتفت إلى صديقه : ماذا
لؤي : إستيقظ لقد وصلنا إلى باريس
عدل رياض نفسه و ارتسمت إبتسامة على شفاهه : وأخيرا
لؤي : لنذهب الآن إلى الفندق ريثما نسجل في الإقامة الجامعية
رياض حسنا لنذهب .
توجه الصديقان إلى الفندق أين أقاما ليلتهما الأولى وإستيقظا باكرا فجهزا نفسيهما وإستقلا الحافلة المتوجهة للجامعة .
وما المطالعة إلا جزء مني...
كبرياء أنثى *-*
التعديل الأخير تم بواسطة كبرياء أنثى ; 2017-12-05 الساعة 22:01