السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يحكى أن رجلا ميسورا كان له ولد وحيد بالغت أمه في تدليله والخوف عليه حتى كبر وأصبح شابا لا يتقن أي عمل ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات واللهو واقتراف الملذات معتمدا على المال الذي تمنحه إياه أمه خفية من دون علم والده. وذات صباح نادى الأب ولده وقال له: لقد كبرت يا بني وصرت شابا قويا ويمكنك منذ هذه اللحظة الاعتماد على نفسك وتحصيل قوتك بكدّك وعرق جبينك. فقال الابن محتجا: ولكنني لا أتقن أي عمل يا أبي. فقال الأب: يمكنك أن تتعلم.. وعليك أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل، وإياك أن تعود منها قبل أن تجمع ليرة ذهبية وتحضرها إلي. خرج الولد من البيت، وما أن تجاوز الباب حتى لحقت به أمه وأعطته ليرة ذهبية وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ويعود منها في المساء ليقدم الليرة إلى والده مدعيا أنه حصل عليها بعمله وكد يده. فعل الابن ما طلبته منه والدته وعاد مساء يحمل الليرة الذهبية وقدمها إلى والده قائلا: لقد عملت وتعبت كثيرا حتى حصلت على هذه الليرة.. تفضل يا أبي. تناول الأب الليرة الذهبية وتأملها جيدا ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد وقال: إنها ليست الليرة التي طلبتها منك.. عليك أن تذهب غدا إلى المدينة وتحضر ليرة أخرى غيرها. سكت الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرف والده. في صباح اليوم التالي خرج الولد يريد المدينة، وما أن تجاوز الباب حتى لحقت به أمه وأعطته ليرة ثانية وقالت له: لا تعد سريعا.. امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ثم أحضر الليرة وقدمها لوالدك. تابع الابن سيره حتى وصل إلى المدينة وأمضى فيها ثلاثة أيام ثم عاد وقدم الليرة الذهبية إلى والده قائلا: عانيت وتعذبت كثيرا حتى حصلت على هذه الليرة.. تفضل يا أبي. تناول الأب الليرة الذهبية وتأملها ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلا: إنها ليست الليرة التي طلبتها منك.. عليك أن تحضر غيرها يا بني. سكت الولد ممتعضا ولم يتكلم. في صباح اليوم التالي وقبل أن تستيقظ الأم من نومها تسلل الابن من البيت وقصد المدينة وغاب هناك شهرا بأكمله ثم عاد يحمل ليرة ذهبية وقد أطبق يده عليها بحرص كبير، فقد تعب حقا في تحصيلها وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد. قدم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلا: أقسم لك يا أبي أن هذه الليرة من كد يميني وعرق جبيني وقد عانيت الكثير في تحصيلها. أمسك الأب الليرة الذهبية وهمّ بأن يلقي بها في النار فهجم عليه الابن وأمسك بيده ومنعه من إلقائها فضحك الأب وعانق ولده قائلا: الآن صرت رجلا ويمكنك الاعتماد على نفسك يا بني، فهذه الليرة هي حقا ثمرة تعبك وجهدك لأنك خفت على ضياعها، بينما سكتّ عن ضياع الليرتين السابقتين.. فمن جاءه المال بغير جهد هان عليه ضياعه)). هذه القصة المعبّرة تدلنا على أحد أهم أسباب جنوح الشباب في هذا العصر إلى الاستهتار والفوضى والتخريب وانتهاك القانون وعدم احترام الآخرين، فالتربية هي أهم أساس تبنى عليه شخصية الفرد، فمن تربى على تحمل المسئولية والالتزام بالقوانين والأعراف واحترام الآخرين فإنه لا شك سيكبر على تلك الأخلاق والصفات الحميدة، فلا يزهق روحه وأرواح الآخرين عبر السياقة بسرعة جنونية، ولا يرتكب أعمال الحرق والتخريب للممتلكات العامة، ولا يتعدى على حقوق الناس في الهدوء والراحة في بيوتهم بالإزعاج والفوضى، ولا يقضي حياته هملا لا هدف له سوى ملاحقة الفتيات وتعاطي المسكرات والمخدرات ومصاحبة أصدقاء السوء والفساد. صلاح فؤاد عبيد |
لطالما كانت القصة طويلة...لكن الشوق لقرائتها ألـــــــذ وأرق فعلا إنها قصة تستحق القراءة مرات ومرات كما أنها والله قصة معبرة..أتمنى من كل من يقرأها أن يفهم مغزاها إحرص على كسب قوتك بعرق جبينك..من جد وجد ، ومن زرع حصد باركك الله وأحسن إليك على طرحك المميز لاحرمنا الله من مشاركاتك المتميزة.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقال رائع عن المرأه | زهور | قـسم المراة المسلمـة | 34 | 2024-03-13 10:33 |
متى تكون إنسان رائع !!! | و كفى بالله حبيبا | طاسيلي الإسلامي | 41 | 2024-01-17 20:47 |
أنت انسان رائع لماذا؟........ | سمراء الليل | طاسيلي العام | 11 | 2021-03-21 11:30 |