الملاحظات
منتدى الشعر و الخواطـر :: خاص بفنون الشعر بكل انواعه وكتابات الخواطر.
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2017-07-27, 18:08
#1
الصورة الرمزية ابراهيم تايحي
ابراهيم تايحي
:: عضو شرفي ::
تاريخ التسجيل : Feb 2015
الدولة : الجزائر - باتنة
العمر : 35 - 40
الجنس : ذكر
المشاركات : 5,314
تقييم المستوى : 16
ابراهيم تايحي غير متواجد حالياً
Post دور المرأة الكفائي/ تابع لدور المرأة في الحياة /
دور المرأة الكفائي
القصد من هذا القسم هو الإشارة إلى ما قد يحتاجه المجتمعُ المسلمُ مِن وجود للمرأة في الأعمال المعينة التي تَتَنَاسَب مع الشرع من ناحية، وتَتَنَاسَب مع طبيعة المرأة من ناحية، وكذلك بأن يصدق احتياج المجتمع لهذا الأمر.

ومثاله: قطاع الصِّحَّة والتعليم، فالمجتمعُ المسلمُ في حاجة شديدة لوُجُود الطبيبة المسلمة، التي تقوم برعاية نساء المسلمين، وكذلك في حاجة شديدة للمعلمة المسلمة التي تقوم بتعليم البنات والنساء.

وهذا الدور دور كفائي؛ لأنه يجب أن يقوم به بعض النساء اللواتي بهن يسقط الإثم عن مجتمع المسلمات، وتُشبع حاجة المجتمع، وتُسد خلَّته.

الآثار المترتِّبة على تخلِّي المرأة عن دورها:
فإذا كان هذا دور المرأة في الحياة، وكذلك هو دور المرأة شرعًا، فهل يُمكن للمرأة المسلمة - أصْلَحَهَا الله تعالى - أن تَتَصَوَّرَ ما الذي يُمكن أن يَتَرَتَّبَ على تخلِّي المرأة عن دورها في المجتمع؟ هل يُمكن للمرأة أن تَتَصَوَّر مغبة تركها للدور المنوط بها، وخروجها خارج المنزل، وتركها الثغر الذي تقف عليه للبحث عن دور زائف يجر بخيام الحسرة والخسارة في الدنيا والآخرة؟!

وهذه الآثار نتعرض لها من خلال النقاط الآتية:
أولاً: الأمومة:
إنَّ الأبناء في حاجة للرعاية والمُراقبة والمتابَعة، والتقويم والعاطفة، والاحتواء والركن الذي يسكنون إليه بمشاكلهم، فإذا تركت المرأة دور الأم بأيَّة صورة، ولأيِّ سبب، وقعتْ في التفريط والتضييع للأمانة التي وكِلت إليها من ناحية، وعرَّضت نفسها لغَضَب الله تعالى وسخطه.

ومن ناحية أخرى، فإن الأبناء يتجهون لإشباع حاجتهم عند مَن قد يلبي لهم رغباتهم، ولذلك قد يجنحون إلى المورد الذي يستقون منه الإشباع، ما بين منحرف ملحد، وعلماني ومشرك.

وينشأ جيلٌ ضائع يخرِّب بدلاً مِن أن يعمِّرَ، وَيَتَخَلَّى عن دوره في قيادة العالَم، إلاَّ أن ينخرطَ في العالَم، وتذوب هُويته في ظُلُمات السُّبُل الكالحة، التي يعج بها وجه العالَم في حال غياب ضوء الإسلام وهَدْيه.

بل إنَّ فجوة كبيرة تحدُث بين الولد والأم، لا تظهر آثارها إلاَّ عندما ينضج الولد، وتشعر الأم منه بالجفاء والقسوة والغلظة، ولا يلزم من هذا أن يبدوَ منه الفحش في القول والعمل، ولكن يكفي عدم الشعور بالاهتمام والانتماء لها.

وما هذا إلا ردُّ فعلٍ متأخِّر لما زرعتْه الأمُّ في الولد بغيابها عنه في أشد الأوقات حاجة إليها، فسبحان القائل: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، ولا عاصم للابن منَ الانسياق خلف آثار صنيع أمه إلا الله تعالى والالتزام بشرعه، فنحن نرى ونسمع ما الذي يَتَرَتَّب على تخلِّي الأم عن دورها في ظلِّ غياب الإسلام عن الأُسَر والمجتمعات.

ثانيًا: الزوجيَّة:
فإذا قَصَّرَتِ المرأةُ في حقِّ زوجها لحقها أحد شقي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فإنَّما هو جنتك ونارك))[13]، وبالتأكيد المفرطة ليست بمطيعة لتدخل الجنة عن طريق الزوج.

ولحقها مفهوم قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة))[14]، فما بالها لو مات وهو عليها ساخط؟!

ويؤيده قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجدَ لأحد، لأمرتُ النِّساء أن يسجدن لأزواجهن؛ لما جعل الله لهم عليهن من الحق))[15].

بل إن المرأة بتقصيرها في إشباع رغبة زوجها تدفعه لعدم الشعور بالاكتفاء والعفة، مما يدفعه للسَّعي في تحصيل حاجته، فإن كان صالحًا فبالزواج الثاني، وقد يَتَسَبَّب تقصيرها في حقِّه في تطليقها أيضًا، وإن كان ضعيف الإيمان حاول إشباع حاجته بالطرق المحرمة، والمرأة شريكته في الإثم في ذلك؛ لذا ترتبت على هجرها الفراش عقوبة عظيمة؛ كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة))[16].

فالمرأةُ المقصِّرة في حقِّ زوجها بتفضيل الأدوار الأخرى على دورها كزوجة، تُعَرِّض نفسها للخسران في الدنيا والآخرة، وتخلع لباس الفطرة وجلباب الواجب الشرعي، فلا تلومنَّ إلا نفسها.

ثالثًا: البنوَّة:
إذا قَصَّرَت البنت في حقِّ والديها، فإنه عقوق وكبيرة من الكبائر العظام التي لا تُرضي الله تعالى؛ بل هو في العُرف البشري نكران للجميل، وجحود للمعروف.

وكثيرًا ما سَمِعْنا عنِ الأبناء الذين يُرسلون آباءهم إلى دُور المسنين في نوعٍ منَ التَّخَلِّي عنهم من أبنائهم، بصورة لا يرضى الله تعالى عنها، وكيف يرضيه وقد تواتَرَ وُجُوب حق الوالدين على الأبناء؟!

وما أريدُه هنا هو الشِّقُّ الذي بين الأم وابنتها، فبوصول البنت لمرحلة النضوج أو الزواج لم ينقطع حق الوالدين عليها؛ بل يلزمها أن تسدِّد وتقارب، وتراعي زوجها وأسرتها، ولا تنسى حق الوالدين عليها، فما بالك لو شُغلت بما دون ذلك، كالعمل الذي لا حاجة فيه، وغيره من الأمور التي ليس فيها لا صلاح الدُّنيا ولا الدِّين؟!

رابعًا: المستوى الكفائي:
إنَّ تفريط المرأة في هذا الأمر سببٌ في إثْم القادرات على سدِّ حاجة المسلمين من ناحية مجالات مهمَّة؛ مثل: الطب، والتحاليل، والصيدلة، والتعليم، ونحوها من المجالات المشروعة التي يحتاج إليها النساء والرجال، وبالطبع ليس أفضل من قيام المرأة بالتعامل مع امرأة مثلها في ظلِّ الضوابط الشرعية لعمل المرأة، بل إنَّ الأمرَ في بعض الأحيان يَتَعَيَّن على المسلمات للقيام به، خصوصًا في مسائل الولادة وأمراض النِّساء.

فلا أخبرك عن عدد المسلمات التي يطَّلع الرجال على عوراتهن عند الكشف والولادة في دول إسلامية كثيرة، فلمدة تسعة أشهر والطبيب ينظر ويتحَسَّس من المرأة ما لا يحل إلا للزوج، فما بالك لو كان هذا الطبيب نصرانيًّا؟!

فالمسلمة مطالبة وجوبًا مع القدرة على سدِّ هذه الفجوة؛ درءًا لشر انكشاف العورات، ودرءًا لمنح أعدائنا فرصة علاجنا بما قد يكون مفسدًا لنا في ديننا أو أبداننا.

وكذلك أمر التعليم؛ فإن وجود المرأة في هذا القطاع مهم، خصوصًا في مراحل التعليم الثانوي والجامعي، لما في هذا السن منَ التغييرات التي يتعرض لها الفتيات، فيحسن قيام المرأة على تعليمهن ورعايتهن ومناقشتهن؛ بل إنه من الأهمية بمكان، خُصُوصًا في الدول التي يعمل غير المسلمين فيها في قطاع التعليم، وما هذا إلا فرصة تسمح لهم بمدِّ جُسُور المحبَّة على حطام الولاء والبراء، وإفساد عقيدة المسلمين.

وعمومًا فإنَّ الآثار المترتِّبة على تخلي المرأة عن دورها، وعدم القيام بما عليها من حقوق - لَنَذير شؤم؛ جزاءً وفاقًا على التفريط.

فهل بعد ذلك يبقى مجال لنعرات تحرير المرأة، وإخراجها من مركزها، وقلعها من ثغرها؟!

وهل بعد ذلك يبقى مجال للقول بتهميش الإسلام للمرأة وقهرها وقمعها؟!

ولا أجد إلا أن أختم بقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]، أتدرون لما لزم بيانها وتوضيحها: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42].

والحمد لله في الأولى والآخرة، وصل اللهم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
2017-07-27, 20:45
#2
الصورة الرمزية ام صهيب
ام صهيب
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Aug 2016
الدولة : الجزائر - بشار
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 1,935
تقييم المستوى : 10
ام صهيب غير متواجد حالياً
افتراضي رد: دور المرأة الكفائي/ تابع لدور المرأة في الحياة /
كلمـاتك أروع من الخيــ/ــال
وأجمل من ضياء القمــر
فلهـاذا أوقفت ساحـات أفكـارى
لكن إحتـار قلبى فيما يكتب لك
فكتبت إحترامى وتقديرى لك و لجمال كلمــ/ـاتك
2017-07-27, 22:13
#3
الصورة الرمزية ابراهيم تايحي
ابراهيم تايحي
:: عضو شرفي ::
تاريخ التسجيل : Feb 2015
الدولة : الجزائر - باتنة
العمر : 35 - 40
الجنس : ذكر
المشاركات : 5,314
تقييم المستوى : 16
ابراهيم تايحي غير متواجد حالياً
افتراضي رد: دور المرأة الكفائي/ تابع لدور المرأة في الحياة /
ممتن لك أختي / ام صهيب/ وهذا المرور الطيب
تقدير أخيك لك ولبنيك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة الحجاب اسيل تقوى طاسيلي الإسلامي 23 2020-03-12 11:53
جميلة هي الحياة عندما ..... الرصاصة الفضية طاسيلي العام 5 2019-11-12 18:56
جميلة هي الحياة joudi قـسم القصـص و الروايات 20 2019-11-11 13:51

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 21:29
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)