:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Nov 2017
الدولة : الجزائر - البويرة
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 3,813
تقييم المستوى : 19
رد: [ بُرود مُفتَــعَل || روايتي الاولى ]
فتى لم ينشأ إلا ليزيد من ضحايا هذا العالم عددا ، و رغم صغر سني آن ذاك .. كنت قد تعايشت !
كان لي ابوين اكره معاملتهما لي ، و أخت تكبرني بــسنتين طالما نالت اهتمام والدتي ولم تترك لي منه شيئا ،، واما والدي فبالكاد يحفظ اسماءنا ..
كنت دائما أحاول النوم مبكرا لأجل التهرب من سماع ذاك الصُّراخ الذي يتسببه أبي بعد عودته متأخرا الى البيت :
- حان منتصف الليل و انا لم تعد سوى للتو فمابالك يا هذا ؟ ام لعلك نسيت ان لك زوجة و طفلة .. أ،أقصد طفلين بانتظارك !
- اسكتي يا امراة ! هذا منزلي و اعود اليها وقتما أشاء ، كذلك لا تنسي ان طبيعة عملي هي من تفرض علي هذا التأخر .
- ايا كان هذا العمل فهو لا يُكسِبنا الكثير فأنت لا ترزقنا منه إلا النصف .
- كونوا ممتنين لهذا النصف إذن .. دعيني من هذا ، اخبريني أين طعامي ؟
- يبيعون بالخارج طعاما الا تعلم ؟ لن اطعمك شيئا من طبخي !
- سحقا لكِ ! ( يغلق الباب خلفه )
بالنسبة لي ، كنت دائما ما احصل على علامات دراسية متدنية ، حيث كان من الجيد تنهما لا يهتمان بأمري ،، كذلك ملابسي كانت لتكون ضيّقة عليّ لولا صديقي توفيق الذي اعارني بعضا من خاصته .. و بالحديث عنه فهو صديق رائع لم ابخل عليه باعمق أسراري التي كنت قد تداركتُ كِتمانها ، فنِعم الصديق يا توفيق !
كانت أمي وحشا يجسد انسانا ، كل ما دخلت البيت تنهال علي بالضرب كأسد ينهال على فريسته إذ لم ياكل منذ مدة .. نعم ، فحسب اعتقاداتها .. كل الخطأ خطإي إذ ما كان عليّ أن أكون ولدا بل فتاةً ، اما لامبالاة والدي خففت عني ألم الضرب بحيث كان علي تلقّيه من شخص واحد لا غير .
معظم وقتي اقضيه خارجا فقط من اجل البقاء بعيد عن هذا المنزل ..فأمي وحش و أختي لا تحدثني إلا عندما تأمُرني .. حيثما أصبح همّي الوحيد اخفاء الكدمات التي على جسدي في كل مكان .
كان بيتنا شِبه متواضع نسبة لفقرنا ، يحوي غرفتين و مطبخا يعلوه ثقبٌ على انه نافذة ، حيث لم تكن هناك باب تفصله عن الرِواق الذي بالكاد يتَّسع للمرور ، و اما غرفة الضيوف فلم يكن علينا القلق اذ لا احد يزورنا .
كانت أمضي بعض الوقت في اللعب بلعبة صنعتُها من قصب البرواق بينما تلعب اختي بدمية كانت قد استعارتها من صديقتها
- اخذني والدي الى مكان عمله و عرفني على زملائه هناك ، كان الامر رائعا !
- نِمتُ ليلة البارحة رفقة أمي فقد كنتُ خائفا .
- احتفلت أسرتي بيوم مولدي ، لن تصدقوا كم كان الحفل مبهجا .
هذه الكلمات كانت تغيضني ، انا الذي لم يملك "اسرة" إلا بإسمها !
فيوم مولدي لا احد يكترث له ، و أمي ستسخر مني اذا ما طلبتُ النوم بجانبها ، و أما بالنسبة لوالدي .. فأنا أظن ان السكوت في هذه الحالة خير من التحسّر ..
هنا ، و بن الفينة و الأخرى أفكر في الذنب الذي اقترفتُه لأُعاقَب هكذا .. الذنب الذي ارتكبتُه قبل أن أولد .. إلى أن أنام .