:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jan 2018
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 4,800
تقييم المستوى : 20
بلوغ الافاق بسمو الاخلاق
روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ مَكارِمَ ( وفي رواية صالحَ ) الأخلاقِ[1]. قال المناوي[2]: ( إنما بعثت ): أي أُرسلت. ( لأتمم ): أي لأجل أن أكمل. ( الأخلاق ): بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة. وعنه رضي الله عنه أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا[3]. قال المباركفوري[4]: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ): لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الإنسان، ( وخياركم خياركم لنسائهم ): لأنهن محل الرحمة لضعفهن.
يخطئ منا من يفصل العبادة في الإسلام عن السلوك. ذلك أنه دائما ما تُقرن نصوص القرآن والسنة الكلام عنهما. وفي الحديث المتقدم، نجد عناية الرسول صلى الله عليه وسلم الجمة بإتمام مكارم الأخلاق. ذلك أن الهدف من الرسالة هو تزكية النفس والوصول بها إلى درجة من الرقي والتطور تسمح لها بالتعبد السليم لله. وهذه هي غاية الخلق.
ولكن نجد دائما انحرافات كبيرة عن منهج الرسالة الخاتمة. فبعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمان، حدثت انحرافات متعددة ومتنوعة عن الهدف الأصيل الذي جاء الإسلام ليتممه، ألا وهو إرساء مبدأ حسن الخلق بين أفراد البشر. ولم يصبح هدف البشر الآن إلا التعبد دون أدنى اهتمام بتحقق الثمرة المرجوة من العبادة، ألا وهو حدوث تزكية النفس!!