:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Sep 2017
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 10 - 15
الجنس : انثى
المشاركات : 1,768
تقييم المستوى : 10
الفكر العربي المعاصر : أبرز الحركات العربية المعاصرة و أهم روادها.
مثل الفكر في حياة الإنسان الثقافية والحضارية والتاريخية العامل المحرك الذي يشكل الإنسانية بكل أبعادها في الفرد ويبني المجتمع والدولة والأمة ويحرك التاريخ ويصنع الحضارة. للفكر كيان فعّال ومنفعل، يتعاطى مع الواقع سلباً وإيجاباً ويعكسه ويندمج فيه أو يقاطعه ويعاديه، كما يتعاطى معه بعمق أو بدون عمق، باندفاع أو بتبصر، بجدّية أو بدون جدّية، يهتم بشكله وصورته أو بمحتواه ومضمونه أو بهما معاً، يعامله بصدق وصراحة أو بنفاق وخداع، يبقى دوره أساسيا في تغيير ظروف الحياة في مختلف جوانبها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، والجانب الفعّال والمنفعل في الفكر هو وراء كل التغيّرات التي تشهدها حياة الإنسان الفردية والجماعية سواء أكانت إيجابية أو سلبية.
بناء على ما تقدم لعب الفكر العربي الدور الأولي في بنية المجتمعات العربية، إضافة الى كونه عاملا أساسيا في تكوين أنماط و أنظمة الحكم التي توالت و لا زالت في دول العالم العربي و الاسلامي.
بالاضافة الى ما تعرضه هذه الأوراق عن مجموعة من المفكرين و الفلاسفة العرب المعاصرين، فهي تركز على مفاهيم جديدة قديمة، كانت محط اختلاف و تنوع في الآراء و القراءات بين مجموعة كبيرة من المفكرين.
تشمل هذه الورقة ثلاثة أنماط من المفاهيم الفكرية الحديثة التي ظهرت في العالم العربي و كذلك أبرز روادها و مفكريها.
1- الحركة الاصلاحية
2- الحركة القومية
3- الحركة الليبرالية
إن خطاب الحداثة في الفكر العربي لا يعتبر بجديد. و قد شكل مفهوم الحداثة سياقا طويلا لقراءته في الفكر العربي من قبل مجموعة من الفلاسفة و المفكرين العرب. الا أن أهميتها كأفق انساني لم تظهر الا مع المفكر عبد الله العروي عبر مشروعه النقدي للفكر العربي و مفاهيمه، و هنا بحثه في الحداثة و تعامله معها و محاولات توفيقه بينها من جهة و بين التراث العربي و الديني من جهة أخرى.
على عكس سابقيه لم يتعامل العروي مع الحداثة كونها منتجا غربيا ضارا، هدفه عملية الغائية أو استئصالية للتراث العربي أو الاسلامي، بل أنه يقر بغربية إنتاجها و بكونها سياقا تاريخيا و ذو أفق انساني عايشته معظم شعوب العالم و ركبت قطاره أيضا.
ينطلق العروي في حديثه عن الحداثة و سبل ركب المجتمع العربي و الاسلامي لها، من محطة أساسية تتلخص بعدم إمكانية العيش مع الحداثة و تطبيقها دون تطبيق مقدمات هذه الحداثة. و يطرح سؤالا أساسيا حول كيفية تطبيق الليبرالية دون مقدماتها مثلا. و الليبرالية هنا لا تنفصل عن الحداثة. هنا تكمن صياغة إشكالية العروي على النحو التالي: كيف يمكن للفكر العربي أن يستوعب الحداثة قبل أن يعيش مرحلة الحداثة؟
إنطلاقا من قراءات متنوعة في الحداثة يبدأ الاختلاف الذي يؤسس لعلاقة مضطربة أو غير مضطربة بين التراث و الحداثة و ذلك وفقا للقراءة الفكرية المقدمة.
إن قراءة الحداثة في الفكر العربي لا بد أن تتم بعيدا عن فكرة المضاهاة و القياس على مثال سابق. و ماهيتها كحداثة تكمن في مأتاها من نظرتها الحديثة الجديدة بمعزل عن مطابقتها أو عدم مطابقتها للنظرة الأصل أي التراث.
في مرجعيات القراءة الفكرية اختلف الباحثون بين مرجعيتين، الولى هي مرجعية الحداثة الغربية ، و التي تنظر باتجاه الحداثة على أنها منتجا غربيا سيئا يجتاح عالمنا و لا بد من ممانعته، و الثانية هي مرجعية الرتاث الاسلامي، حيث يرتكز مؤيدي هذا المرجع على سوابق لمفكرين و فلاسفة عرب و مسلمين كانت لهم انتاجات علمية، فكرية و أدبية لا تتعارض مع ما تدعو اليه الحداثة بشكلها العالمي.
لم ينطلق عبد اله العروي في بحثه لعلاقة الحداثة بالتراث من أفضلية الأولى على الثانية أو العكس. لا بل دعا الى قراءة جديدة للتراث، لا بعيون تراثية حديثة بل من خلال تحديث التراث.
يحدد الأستاذ العروي في مشروعه النقدي مقومات الحداثة أو العناصر التي تشكلها و هي:
اللغة
البنية
الايديولوجيا
في الايديولوجيا، بلغت جرأة العروي التي تميز بها الى القول بايديولوجيا عربية معاصرة و هي وثيقة فكرية تشهد على مطالعاته التاسيسية النقدية.
منهجيا، اعتمد العروي على تحديد أسباب التأخر التاريخي للمجتمع العربي و أجملها بثلاث :
حالة حادة من التأخر
تأخر ثقافي إثر ثقل في مواريث التقليد
عدم استناد الى مرجعية الحداثة نفسها.
لقد امتد خطاب الحداثة في الفكر العربي الى ثلاث أجيالو شهد هذا الفكر ثلاث موجات فكرية للحداثة منذ ثلاثينات القرن التاسع عشر حتى اليوم.
الا أن الموجة الثالثة كانت الأقوى و قد تميزت بسمات أربع:
اعتماد مفكريها على مصادر الفكر الغربي و تيارات الحداثة.
تخصص مفكري الحداثة في ميادين اختصاصاتهم
تنوع موضوعات اهتماماتهم
غلبة النزعة الأكاديمية لديهم أكثر من منسوب التبشير و هو ايدبولوجيا أو مسلك ايديولوجي لا يجب على المفكر اعتماده.
برز عبد الله العروي بين هؤلاء بإفراره بمرجعية الغرب لفكرة الحداثة، و بقوله عن ضرورة إدراج مقدمات الحداثة في الفكر العربي و عبره إلى المجتمعات كمقدمة لتطبيقها. و حيث لم يبني علاقته بمراجع بحثه و مشروعه على مفهوم انتمائي، فقد كانت استراتيجيته واضحة و مفادها نقد التراث من أجل فهمه. فعلاقته بالمرجعيتين الثقافيتين كانت علاقة نقدية.
ليست الحداثة مطلقة و إنما نسبية، و فهم التراث يمهد لفهم الحداثة، و ما يتلاءم منها مع المجتمع و مكوناته. و قد برز هذا التعريف في مؤلفات المفرك العروي الذي شملت دراسته مقدمات لمفاهيم الحرية و الدولة، العقل، الايديولوجيا و التاريخ، حيث لا يمكن فهم الحداثة و السير بها دون فهم مقدماتها و مفاتيحها.