الملاحظات
2018-03-30, 19:53
#1
الصورة الرمزية حفياد آدم
حفياد آدم
:: عضو مبدع ::
تاريخ التسجيل : Oct 2017
الدولة : الجزائر - سطيف
العمر : 30 - 35
الجنس : ذكر
المشاركات : 630
تقييم المستوى : 7
حفياد آدم غير متواجد حالياً
B9 العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يجنح بعض الكتاب فيما يخص العلاقة الزوجية إلى اعتماد منهج يصور الحياة الزوجية الصحيحة على أنها جنة الله في الأرض، احترام متبادل، حب ودفء في المشاعر، رعاية للصغار، احترام للأقارب، وحدة وتجانس في كل شيء في الأفكار والأمزجة وحتى في العلاقة الجسدية ،
وأنه إذا لم تتوافر المعاني بتلك الدرجة في المثالية فإن الحياة ربما تتحول إلى جحيم لا يطاق فما العمل وما الحل؟


الفهم الصحيح هو الحل:

فالحياة الزوجية ليست لحظات متلاحقة من بث الشوق والهيام ومن فناء الجسدين الواحد في الآخر إنما أيضًا 'ثلاث وجبات كل يوم' و'هل فكرت في إخراج وعاء القمامة أيتها الزوجة؟'.

* صحيح أن الحب هو أساس العلاقة الزوجية، ولكن ليس هو كل شيء، فيجانبه أمور كثيرة تتعلق بالحياة والمعيشة، وليس لنا أن نلوم الزوج السعيد إذا ما رأيناه يكرس وقتًا كثيرًا لعمله، فهو يلتمس مسؤولياته الجديدة ويريد أن ينجح، وخير للمرأة أن تقول لنفسها إن تصرفه حيالها على ما فيه من عدم اكتراث ظاهر، دليل على أنها أصبحت في نظره رفيقًا مألوفًا ومريحًا، وأنه بات واثقًا من أن علاقته بها غدت من الرسوخ بحيث لم تعد بحاجة إلى تدليل مستمر وإبداء دائم لتعلقه بشخصها'.

أو كل البيوت تبنى على الحب؟
ونحن هنا نتساءل ماذا لو كان عنصر الحب ضعيفًا في العلاقة الزوجية أو انتفى .. هل يهدم البيت ويحدث الانفصال؟ أم يتعايش الزوجان بواقعية؟

يرد على السؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاء رجل يستشيره في طلاق امرأته، فقال له عمر: لا تفعل، فقال الرجل: ولكني لا أحبها قال عمر رضي الله عنه: ويحك وكم من البيوت يبنى على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟ وهنا ويقصد عمر رضي الله عنه أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب فهي خليقة أن تبنى على ركنين آخرين شديدين هما:

1ـ الرعاية: التي تثبت الراحم في جوانبها ويتكافل بها أهلها البيت في معرفة ما لهم وما عليهم من الحقوق والواجبات.

2ـ التذمم: وهو التحرج من أن يصبح الرجل مصدرًا لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقوة الأولاد، وما قد يأتي من وراء هذه السيئات من نكد العيش وسوء المصير.

* وفي رواية أخرى قال عمر لامرأة تبغض زوجها وتقول له ذلك: 'بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل ـ أي تقول القول الجميل ـ فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الإحسان والإسلام'.

نعم: البيوت تحتاج إلى المجاملة والمداراة والمسامحة أحيانًا كثيرة، حتى وإن كان الرجل يحب زوجته وزوجته تحبه؛ لأن الحب يمر بأوقات فتور، وإنما يزكيه الكلام الطيب والمجاملة والمديح والثناء على المحبوب.

* وقول عمر بن الخطاب 'فليس كل البيوت تبنى على الحب' يعني أن هناك رسالة عظيمة للبيت المسلم ألا وهي تربية الأبناء وتقويم سلوكهم والعبور بهم إلى بر الأمان، والعشرة بين الرجل وزوجته على العسر واليسر والحلو والمر، كل هذا يقوي الرابطة الزوجية ويجعل منها رباطًا قويًا لا تنفصم عراه بسهولة.


هذا هو مبدأ الواقعية في الحياة الزوجية.

* ما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم 'الحب' وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة ويبيحون به الانفصال بينا لزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجية بل خيانة الزوجة لزوجها أليست لا تحبه؟ وخيانة الزوج لزوجته أليس لا يحبها؟ وما يهجس في هذه النفوس التافهة الصغيرة معنى أكبر من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلبة، ونزوة الميل الحيواني المسعور .. ومن المؤكد أنه لا يخطر لهم أن في الحياة من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال، ما هو أكبر وأعظم من هذا الذي يتشدقون به في تصور هابط هزيل .. ومن المؤكد طبعًا أنه لا يخطر لهم على خاطر .. الله .. فهم بعيدون عنه في جاهليتهم المزروعة فما تستشعر قلوبهم ما يقول الله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:19].



* العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية:

إن العلاقة الزوجية لا تنمو نموًا صحيًا بمجرد تقديم هدية هنا أو باقة ورد وقت المناسبات، وإنما تنمو من خلال الحديث اليومي سيؤثر تأثيرًا عميقًا في شعور الزوج تجاه الزوج الآخر.

حب الزواج أقل خيالية وأكثر عمقًا في واقع الحياة
[وهذا هو الحب الواقعي] إن الحب يكبر مع كبر الزوجين، ومع مواجهتهما لمشكلات الحياة وتحدياتها، ومع اشتراكهما معًا في التغيير والتكيف مع علاقتهما المتغيرة باستمرار.

وهناك من الأزواج من قد يعاني من الصعوبات حتى يصل كل منهما في محبته أن يعتقد أن الحب قد اختفى وزال تمامًا، إلا أن كل طرف منهما لا يدرك أن سبب شعوره هذا هو المرحلة التي هما فيها، وأن هناك الكثير من العلاقات الزوجية ممن يصل طرفاها لهذا المستوى ثم يتجاوزانه إلى اكتشافه في نوعية ناضجة ومتميزة من الحب، فيمكن للأزواج من خلال مواجهة التحديات والاختلافات بوعي ورعاية، ومن خلال تطبيق مهارات الكلام والاستماع أن يبدءا برحلة شيقة وبناء نوع جديد من العلاقة العاطفية.

وقد وجدت بعض الأبحاث أنه كلما بذل الزوجان جهدًا لتجاوز خلافاتهما، كلما ساعد هذا كلاهما على النمو الفردي، وهذا بدوره يزيدهما قدرة عل النجاة الاستمرار ونحن نرى أن الحياة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه.

عندما تذكر أنفسنا أن الحياة ليست مثالية وليست مجردة من المتاعب فإننا بهذه النظرة نكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات بعقل وحكمة.

وفي الحقيقة فإنك حين تذكر نفسك دائمًا بحتمية المشكلات التي تتعامل معها، فإن ذلك لن يجعل حياتك مثالية، ولكن ذلك يضع الأمور في جو أكثر صحة، ويجعل الحياة تبدو أقل ازدحامًا بالمشاكل.


خلاصة القول هي:

إنه من الخطورة بمجال أن نجعل العلاقة الزوجية التي هي قوام البشرية وكأنها طلاسم وبحار عميقة لا يخوض غمارها إلا الفارس المغوار، وهذا من التكلف فالموضوع أسهل من ذلك بكثير، والمتأمل في القرآن الكريم يجده قد وضع القواعد الضابطة لهذه العلاقة بأوضح عبارة وأوجزها، وتراه يستخدم العبارات الموصية المؤدية للمعاني بطريقة حانية صافية، فتراه يتحدث عن المودة والرحمة والسكن، وكيف أن المرأة لباس الرجل، وأهمية أن يقدم الرجل لنفسه مع أهله، وكيف يربي لقمان ابنه وكيف يبر الأبناء بالأباء، وكيف تكون النفقة، وكيف يكون الخلاف وكذلك العقاب، وكيف تبدأ الحياة الزوجية وكيف تنتهي والكثير والكثير.


والذي يفسر ذلك بوضوح وجلاء تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وكيف تتصور مجتمع الصحابة تصورًا صحيحًا يتعامل مع الآيات والأحاديث والنفس الإنسانية أيما تعامل، وإن كنا لا نرى بأسًا في أن يتعلم الإنسان بعض الأمور التي تمكنه من جعله سعيدًا مع أهله ويتفن فن السعادة حتى يحولها إلى عادة ولكن الذي ننهى عنه هو الإغراق في النظريات والفلسفات والتقعر والإسفاف عند الكلام في هذه الأمور، فكيف نجعل الأمر الفطري الذي غرسه الله في أنفسنا جميعًا ورجالاً ونساء بهذه الصعوبة، فالمرأة تحب الرجل والرجل يحب المرأة، وهذا فطري ولكل واحد منهما طباع وتفاهمها وتفهمهما لبعضهما هو مفتاح النجاح.




(منقول)
-
-
للإفادة
رأيي أعرضه ولا أفرضه ، وقولي مُعْلم وليس بملزم .



Haffied.Sarahah.com
2018-03-30, 21:19
#2
نزيف الحبر
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jan 2018
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 4,801
تقييم المستوى : 20
نزيف الحبر غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
مشكوووووورةوالله يعطيك الف عافيه

آنآ لُِست ملُِآڪآ وُلُِست... آيضآ شُيطُآنآ حٍتﮯ بَيآض آلُِضوُء لُِهـ ظًلُِ آسوُدِ وُسوُآدِ آلُِلُِيلُِ فُيهـ قٌمرٍ آبَيض


يجٍبَ آن نبَڪي حٍين يوُلُِدِ آلُِنآس .لُِآ حٍين يموُتوُن


آذَآ ڪآنت آسرٍآئيلُِ آلُِبَنت آلُِمدِلُِلُِة لُِآمرٍيڪآ
فُآن فُلُِسطُين ➳♥ آلُِبَنت آلُِمدِلُِلُِة لُِلُِجٍزْآئرٍ
وُطُن بَرٍآئحٍة آلُِشُهـدِآء يغآرٍ منهـ آلُِيآسمين



2018-03-30, 21:23
#3
الصورة الرمزية ♡~ أم البرآء ~♡
♡~ أم البرآء ~♡
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jul 2015
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 5,162
تقييم المستوى : 18
♡~ أم البرآء ~♡ غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
بارك الله فيك على الطرح القيم أخي
2018-04-03, 21:01
#4
الصورة الرمزية حفياد آدم
حفياد آدم
:: عضو مبدع ::
تاريخ التسجيل : Oct 2017
الدولة : الجزائر - سطيف
العمر : 30 - 35
الجنس : ذكر
المشاركات : 630
تقييم المستوى : 7
حفياد آدم غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
شكرا لمروركم وفيكم بارك الله
رأيي أعرضه ولا أفرضه ، وقولي مُعْلم وليس بملزم .



Haffied.Sarahah.com
2018-04-05, 13:51
#5
الصورة الرمزية اميرة مرام
اميرة مرام
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Mar 2018
الدولة : الجزائر - باتنة
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 35
تقييم المستوى : 0
اميرة مرام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للاسف الشديد اغلبية الازواج اليوم نسوا اهمية هذا الرباط المقدس . و هذا لغياب الوازع الديني و التربية السليمة
وهذا ما يفسر انتشار الطلاق في وطننا العربي لاتفه الاسباب . و كذا الخيانة الزوجية
ربي يصلح احوالنا و احوال امتنا الاسلامية
موضوع قيم اخي . بارك الله فيك
2018-09-05, 13:32
#6
الصورة الرمزية souzou
souzou
:: مشرفة عامة ::
تاريخ التسجيل : Sep 2014
الدولة : الجزائر - ادرار
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 7,097
تقييم المستوى : 19
souzou غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
بارك الله فيك على الموضوع
2019-11-20, 15:03
#7
chelali mi
:: عضو محظور ::
تاريخ التسجيل : Oct 2019
الدولة : الجزائر - المسيلة
العمر : 30 - 35
الجنس : ذكر
المشاركات : 496
تقييم المستوى : 0
chelali mi غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
بوركتم جزاكم الله خيرا وشكرا على المعلومة
2019-12-30, 19:00
#8
hamza mahmoud
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Apr 2017
الدولة : الجزائر - بسكرة
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 4
تقييم المستوى : 0
hamza mahmoud غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
التفاهم هو الحل لضمان حياة زوجية سعيدة
لا تبحث كثيرا بين شركات نقل الاثاث بالقاهره فاليك احسن شركه نقل اثاث
2020-01-11, 08:44
#9
djaidjaaDsp
:: عضو مبدع ::
تاريخ التسجيل : Oct 2019
الدولة : الجزائر - المسيلة
العمر : 35 - 40
الجنس : انثى
المشاركات : 980
تقييم المستوى : 0
djaidjaaDsp غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
سبحان الله و بحمده
سبحان الله
كلية الحقوق
2020-01-19, 10:02
#10
chelali mi
:: عضو محظور ::
تاريخ التسجيل : Oct 2019
الدولة : الجزائر - المسيلة
العمر : 30 - 35
الجنس : ذكر
المشاركات : 496
تقييم المستوى : 0
chelali mi غير متواجد حالياً
افتراضي رد: العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية
التفاهم هواساس الحياة الزوجية السعيدة

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموضوع: هل العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية أم اعتباطية؟ اسماء الجزائر شعبة ادب وفلسفـــة 8 2023-04-27 01:18
قانون الأعمال : العلاقات التجارية الدولية DZ_Khelifa كليـة العلـوم القانونيـة و الاداريـة 16 2020-03-09 21:26
10 نصائح لإنقاذ العلاقة بين الزوجين !! ahmrd amar0593 منتدى النقاش الحر 4 2017-10-07 18:46
بحث عن الطلاق في الجزائر - السنة الثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة Tassilialgerie سنـة ثانيــة ثانـوي 1 2013-01-14 12:16

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 09:40
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)