الحنــــــــان الأســـــود
جميل أن يفتح أحدنا سجل ماضيه و يتذكر مامضى’ والأجمل أن يتعظ ويتدبر ما تبقى له من ساعت العمرويرفع كفيه للسماء ويقول:[ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين]
الحنان الأسود ’ صحيح أن السواد مقزز منفر يمقته جلنا إن لم يكن كلنا’ بيْد أن لونا هكذا قلب المؤمن الحق يهفو إليه ولو مرة في العمر ’ يعانقه’ يذرف عَبرات الندم والخنوع عليه إنه كسوة البيت العتيق ’يسر الله لنا زيارتها ...
كما أننا كنا ولا زلنا على خطإ فادح بتعلقنا باللون الأبيض ’ ظنا منا وأنه النجاة والفوز والفلاح ’ لعلنا على صواب ولكن لما تهتز رجفة وهلعا نفوسنا وقلوبنا ساعة نتصور الكفن
أوَ ليس الكفن لونه أبيضا..؟
آآآآآآآآه علمتَ الآن أيها الإنسان أنك إذا أُعطيتَ منوعا وإذا أُخذ منك جزوعاة هذا شأنك وحياتك اليوم ’ لكن ماذا خبأت ليوم غد ’ حيث لا من أمِّ تأوي لحجرها’ ولا أمن أب يحميك ولا من صاحبة ولا من أخ ’ ولا..ولا...ولا....؟
عد لخطوات أقدامك التي كانت وما فتئت تئن فصحح وأسكت وأدخل الفرحة على قلوب جففت دماءها ’ على نفوس افزعتها وروّعتهاة على بطون اكلت قوتها وتركتها تتلوى على الطوى وتعيشه ضياء ونورا’ عد لتنبش حفرا كنت قد حفرتها ورميت فيها اخطاءك معتقدا أن الله نساها كلا إنه لك اليوم مخرجها كلها صغيرها وكبيرها...إن ربك ليس بغافل عما يعمل المظالمون’
أيها العائد من بعيد ’ حرام عليك وطأ أديم أرض طاهرة إن لم تكن قد تخلصت مما علق بك من ضباب وعقيم السحاب ’ وأغمضت عينيك عما توهمت أنه حب وما كان إلا سرابا..
عد وتحلل إن كنت حاجا أو معتمرا’ ثم النقاء والضياء عليهما أقدم ’ دعك مما كان فالذي كان مر وفات والتفت إلى ما هو باق وآت واسأل ربك التوفيق والثبات ..؟
يا ابن آدم ’ إني لناصحك كما سبق وأن نصحت غيرك ’ نحن في زمن الغربة’ ونحن بين أهل هذه الفانية اليوم غرباء غرباء لا بلباسنا لعلنا مثلهم نلبس’ ولا بأكلنا لعلنا مثلهم نأكل’ ولا بشربنا لعلنا مثلهم نشرب لكننا غرباء غرباء غرباء بما انكروه علينا من ديننا , هم شقوا طريقا بدا لهم أنه الصراط المستقيم وذلك م زيّنه لهم شيطانهم ’ بينما أنا وأنت ومن هداه رب العالمين نُعَد متخلفين فقراء لا نفقه شيئا من تلكم الحياة ومتطلباتها..
أجل نحن كذلك ’ وربنا ندعوا ونسأل أن يردنا ليه ردا جميلا ’ لا مبدلين ولا مغيرين.
يا رب ضاقت بنا الدنيا بما رحبت فأعدنا لك وقلوبنا سليمة .