~ غآيتي , انتِ ! ~
الموسيقى , هي من تقود ارواحنا الى افآقٍ واسعة , ترسم لنا خطوطآ نسير عليها في دروبنا ,
كلٌّ له ذوقه الخاص في الموسيقى ,
كلٌّ له لونه الخاص ,
لكن تلك الفتاة على خلاف كل شخص
لها الوان كالقوس قزح حتى في نوعها المفضل ,
~
عند تلك الفتاتان الجالستان في مطبخ منزلهما البسيط , بلونه الوردي الفاتح الذي يبعث الراحة والهدوء في نفس من يجلس فيه ,,
تلك الرائحة الزكية تنبعث بين نسمات هواء الربيع الى انفها الصغير ,,
لتغمض عينيها بارتياح , ارتشفت جزءً من قهوتها بكوبها البني الذي احتضنته بين اناملها , ليعكر صفو ذلك الهدوء صراخ تلك الفتاة خلفها وهي تلعن الة التحميص الخاصة بالخبز ,
لتدير جسدها نحو تلك المجنونة قائلة بحدة : هايلد ايتها اللعينة قطعتي عني لحظة جميلة , كنت اتخيل نفسي مع ....
توقفت عن الكلام وقد انتبهت على زلّة لسانها لتقترب هايلد منها بابتسامة ماكرة قائلة : اهلاً اهلاً بالفتى .. اقصد بالحب الجديد ,,
انحنت هايلد ناحيتها بنفس ابتسامتها لتردف : هيا يا حلوة غرّدي , ماهو رقمه وبريده الالكتروني واين يقطن كي نعمل الواجب ونخرب .. اقصد نقـرب بينكما ^_^
نفخت كاثرين غرتها لتقول وهي تضع يدها على وجهها بيأس : يا ربي اعنّي على هذه المصيبة كثيرة المقالب التي حلت علي ,,
مالذي فعلته في حياتي لتكوني انتِ عاقبتي الاخلاقية
ابتسمت هايلد لتقول : انا هي الملاك الرحيم الذي ينجيكم من خداع الاغبياء الذين يسمون بالـ " رجال " لكن لا احد يعرف قيمتي فلتذهبو للجحيم ><" !!
التفتت كاثرين ناحيتها وهي توشك على ان تجيبها الا انهما توقفا ما ان سمعو صوت ذلك الضجيج من غرفة قريبة من المطبخ ,,
كانت اغنية صآخبة لفرقتها المفضلة , تستمع اليها عند الشعور بالغضب ,,
" the song ^_^ "
http://www.4shared.com/mp3/GE-z6fjB/...I_Will_Not.htm
رمت هايلد الخبز الذي بيدها لتلتفت الفتاتان أحدهمآ للأخرى ويقولان في وقت واحد وملامح مرتبكة : سحقاً , لقد اتتها الحالة من جديد !!!
تسارعت خطاهم واحدهما تتخبط بالاخرى لتصل قبل صديقتها ,, اسرعت هايلد بان امسكت مقبض الباب لتراه مغلقاً ,,
زاد ارتباكها لتطرق الباب بقوة قائلة : ريلي حبيبتي , هل انتِ بخير ؟!
لم يستمعا الى أي رد , سوى صراخٍ متعالي من قبل فتاة كأنها تصارع حائط الغرفة تلك ,
وصوت تلك الاغنية الصاخبة قد علا عن السابق ,
لتنظر كاثرين الى هايلد قائة بارتباك : يبدو ان الامر جديّاً هذه المرة !
وضعت هايلد اذنها على الباب لتقول وهي تطرق الباب : ريلي حبيبتي , اعطني رقمه وعنوان منزله وبريده الالكتروني لأعمل معه الواجب , ^^
لم يستمعا لاي رد سوى تلك الضربات المتتالية على حائط الغرفة واصوات متتالية لتكسير اواني زجاجية او اشياء مشابهة لها ,,!
ارتبكت كاثرين لتقول وهي تنظر لهايلد بخوف : هايلد انا اخشى ان تعمل بنفسها شيء سيئ , تبدو غاضبة جداً !!
توترت هايلد للغاية لتقول وهي تبعد كاثرين عن الغرفة : استمعي الي حبيبتي , اريدك ان تذهبي للصيدلية وتجلبي لها حبوباً منومة , سأفعل شيئاً بطريقة ما كي تهدأ قليلاً ,,
اعطتها نقوداً من جيب بنطالها البني اللون والمتناسب من بلوزتها السكرية اللون بلا اكمام ,
لتخرج كاثرين _ وقد اردت سترتها الجينز فوق بلوزتها البيضاء بنصف كم والمتناسبة مع بنطالها الضيق _ مسرعة من المنزل ...
تنهدت هايلد بارتياح لتتوجه من بعدها الى غرفة ريلينا وملامحها المرتابة هدأت ليحلَّ البرود محله , قربت اذنها من الباب , لاتزال تسمع ذلك الضجيج لتقول بحدة : ريلينا بيسكرافت , أخرجي في الحال وتكلمي !
ماهي سوى لحظات حتى انفتحت لها باب الغرفة لتسحبها الى الداخل تلك اليدان المتصببة بالدماء ,
دفعتها الى الداخل لتنظر هايلد من حولها وقد كانت جميع الاواني الزجاجية في غرفتها قد تحول الى رماد
في حين ذلك الحائط الموضوع عليه لوحةٌ كبيرة لليوناردو دافنشي قد تحولت الى خربشات !
اخذت هايلد تنظر الى هذا المشهد الدامي فاغرة فاهها بدهشة , لتحول انظارها الى تلك الفتاة المرتدية بنطال كحلي اللون وبلوزة ارجوانية بلا اكمام , شعرها المرفوع على شكل ذيل حصان منساب بعفوية على كتفها , وعرقٌ كثير يتصبب من جسدها النحيل ,,
انفاسها المتسارعة بدأت بالهدوء شيئاً فشيئاً , لتقول هايلد بنفاذ صبر : صدقاً يافتاة مالذي جرى !!
رمت ريلينا تلك المزهرية من بين يدها لتقول بسخط: لقد تجاوزني شخصٌ مآ !!
جلست هايلد على بقايا السرير المتهدم لتقول بلا استيعاب : شخص ماذا فعل ماذا ؟!!!!
ضربت ريلينا الحائط بسخط لتقول وهي تنظر من نافذة غرفتها : قلت لكِ , شخص ما تجاوزني , البارحة حين كنت في مهمة لأجل الحصول على معلومات من منظمة ال CIA .......
~ لنعد الى مسآء البارحة ,,~
حين كانت تلك الفتاة تجري مسرعة فوق سطوح تلك المنازل برشاقة ,
ضحكاتها الماكرة تدوي بين تلك السطوح الخالية ,
تحمل بين يديها ذلك القرص الذي عكس ضوء القمر الفضي ,
نظرت الى خلفها بانتصار وقد نجحت بتضليل اولئك العملاء الاغبياء كما تسمّيهم ,,
لتنظر امامها وتتوقف فجأة بملامح مرتابة ,,
في اعلى تلك المدخنة الخاصة باحد المنازل , ذلك الشخص المثلم ,
جلس ببرود واضعاً يده اليسرى على قدمه التي ثناها الى الاعلى , بينما تدلّت قدمه اليمنى من الجانب الاخر للمدخنة ,
لم تتحرك ريلينا ابداً بعدها ,
تداركت الامر لترتدي نظارتها الشمسية قائلة ببرود: هذا رائع , بابا نويل قرر زيارة نيويورك واخيراً ,,
حول ذلك الشاب انظاره من الافق اليها , ولم يغير من وضع جلسته لتقول وهي تسير مبتعدة عنه : لاتنساني بالهدايا , لطالما رغبت بتلك الدمية المحشوة بالسكاكر ,,
مآ ان وصلت ناحيته وهي تتخطاه لتشعر به وقد هبط من مكانه ليقف امامها دون ان يتكلم بشيء ,,
رفعت احدى حاجبيها لتقول بسخرية : مالامر ؟! , هل تود ان اعطيك نقوداً مقابل هديتي ؟ له له !
لم يجبها بشيء لتقول وهي تتخطاه من جديد : حسناً كان وقتاً ممتعاً معك ,, وداعاً !
واخيرا تحرك ذلك الشخص ليمد يده امامها ,
ادارت رأسها نحوه وهي تستمع الى ذلك الصوت البارد كالصقيع يقول : ليس بهذه السهولة ايتها الفراشة !
توسعت عينيها بصدمة لتتوتر من كلامه , لكنها تلافت هذا بأن ابعدت يده من امامها دون ان تجيبه ,,
امسكها من يدها بقوة , قائلاً بحدة : قلت ليس بهذه السهولة !!
تطايرت خصلات شعرها وقد وقعت نظارتها الشمسية ارضاً , ليعكس ضوء البدر عن عينيها الزبرجدية المتوسعة ,
تحولت ملامحها الى البرود لتترك يده بقوة قائلة بكلمات بطيئة وباردة : ايها الفتى , لاتعبث معي , فالتعامل معي كالذخيرة , الغلطة الاولى....
ضربته من بطنه بقوة كبيرة لتجعله يهوي بعيداً عنها وتكمل جملتها قائلة بحدة : هي الاخيرة !
بين تلك الجدران الداكنة , ضوء ذلك الحاسوب الكبير ينير ارجاء المكان ,
وقف ذلك الرجل بثبات امام شاشة الحاسوب , صدمةٌ كبيرة اعتلت ملامح وجهه الهادئة ,
عيناه البنية المتوسعة وبؤبؤها المرتجف يعبر عن دهشته من ما وقعت عليه , صورةٌ لفتاة لم تتجاوز الاثنان وعشرين من العمر , تهرب من مكآن ما وفي يدها ذلك القرص المضغوط ,
ضرب الطاولة امامه بسخط ليقول وقد انزل نظره للأسفل : ريلينا بيسكرافت هي الفراشة السوداء !
تنهد الشاب بالقرب منه قائلاً بأسى : للأسف فهذه الحقيقة , توقعت ان تكون فتاة لكن مالم يخطر على بالي هو تلك الفتاة !
تقدم الى جانب الرجل ليردف وقد شد قبضة يديه : سيدي , مهمتي كانت بمحط الصدفة في تلك الجامعة , وبالصدفة ايضاً بدأت شكوكي ,
انها هي الفراشة السوداء , قلت لك انها فتاة !!
ادار الرجال وجهه الى حيث وقف الشاب بالقرب منه ليقول ببرود: ليس انت وحدك من فكر بهذا العميل 03 فكر بهذا ايضاً ,
طرفت عين الشاب الزرقاء ليقول : 03 معي في الجامعة ؟!
تنهد الرجل قائلاً : من الطبيعي ان لا يكتشف احدكم الاخر فكلاكما جيداً جداً بالتخفي , عموماً ...
اعتدل بوقفته ليردف بحدة : الامر المخيف هو ان يكتشفها ذلك الماكر ايضاً , قلت لي ان الخارطة بين يديها !
تنهد الشاب ليجيبه : ليس الخارطة فحسب , اعتقد ان احد المفاتيح معها ايضاً , انها داهية , ربما توصلت الى غايتنا وتعمل على ايجادها مثلنا ,,
هز الرجل رأسه نافياً ليقول : من المستحيل ان تعرف غايتنا والا لما كشفت خطوطها هكذا ...
طرف بعينه ليقول مفكراً : ربمــآ لا تزال تبحث عنهــآ !
وضع يده على راسه بتعب ليقول بصوت خافت : اجلبها لي , هل سمعت !
اعتدل الشاب بوقفته ليخرج من الغرفة المظلمة ,, بينما ذلك الرجل , اقترب اكثر من شاشة الحاسوب لتلامس انامله ملامح وجهها الحآدة ليقول بابتسامة حزينة : ريلينا مآيكل بيسكرافت , كبرتِ كثيراً وكبرت افعالك معـك !!!
لنعد بخطانا الى اولئك الاثنان فوق سطح ذلك المنزل الفخم ,,
بقيت تنظر اليه بابتسامة ماكرة وهو ملقىً ارضاً ,,
تنهدت بملل قائلة : مؤسف ان تكون بهذا الضعف ,
أدارت جسدها نحو الخلف لتبتعد عن المكان ,
فاصدمها هو وجوده أمامها !
ادارت راسها بسرعة لتراه قد اختفى !
اعادت نظراتها الصدمة اليه لتحاول قول شيئاً الا انه نطق تلك الكلمات الباردة التي لجمتها : مؤسف جداً ان تكون لحظة انتصارك بهذا القُصْر !
ابتسم بمكر ليكشر عن انيابه ويتوجه نحوها محاولاً ضربها الا انها تلافته برشاقة ,
ابتعدت عنه بمسافة قصيرة لتقول بانفاس متسارعة : مـ .. مـن تكون !
اخرج ذلك السيف الحاد من خلفة ليقول : أسوء كوابيسك !
اقترب منها بسرعة ليحاول طعنها بنصل سيفه إلا إنها تلافته بآخر لحظة , لكنها لم تمنعه من خدش جزءً من بلوزتها السوداء الضيقة ,
دماءٌ قليلة بانت من جلدها الأبيض عكسه سواد بلوزتها ,
أمسكت مكان الجرح لتقول بغضب : أيها اللعين , كتبت نهايتك بيديك !
أخرجت هي الأخرى تلك العصا الحديدة الصغيرة ,
ضغطت على زر فيها لتزداد طولاً , وانقضت عليه كالنمر المفترس ,
واحتدّ الصراع بين الاثنان ,
هاهو سيفه يحاول غرز نصله في قلبها إلا إنها تحميه بعصاها اللامعة ,,
ابتسامة غريبة مرتسمة على وجه الاثنان وهما يتقاتلان لسبب لا احد يعلمه !
تحاول معرفة ملامح وجهه لكنها مغطاة بالكامل , فقط عيناه الزرقاء تبان لها ,
اصوات احتدام المعدن طال لساعات طويلة ,
نرى بعد تلك الفترة اولئك الشخصان واقفان مبتعدين عن بعضهما ,
جسدهما اثقله التعب لينحنيا الى الارض قليلا ولاتزال اعينهم معلقة على الشخص الاخر كي لايستغل عدوه الفرصة وينقض عليه ,,
قالت بين انفاسها المتصارعة : ماهي غايتك من قتالي ايها الفتى ؟!
اخذ الشاب نفساً عميقاً ليقول وهو ينقض عليها دون تعب : غآيتي , أنتِ !!!
ابتعدت عنه برشاقة لتقفز إلى أعلى تلك المدخنة ,
شعرت بشيء دافئ يسيل من قدمها , لقد غرز نصل سيفه أيضاً هنا ,
ضعفاً كبيراً أصابها لا تستطيع إنكاره ,
ما إن اعادت نظرها الى الامام لتصدم بوجوده قريباً منها ,
كلمات اخيرة سمعتها منه بنبرة خافته : قلت لكِ ايتها الفتاة , لن تخرجي من هنا بهذه السهولة !
لم تعد تقوى على الحراك بعد هذا , شعرت بأطرافها تخمل مع تلك الكلمات التي هي اقوى من نصل سيفه ,
فقدت احساسها بما حولها ,
لتوشك على الوقوع من على المدخنة ,
الا انه كان اسرع بان خطفها بين ذراعيه ,,
بقي ينظر لها وقد اغمضت عينيها بتعب شديد ,
ضحكة خفيفة نسمعها تخرج من بين شفتيه ,
ابعد تلك الخصلة الشقراء عن وجهها ليقول بصوت خافت : قوية , عنيدة , ويسهل كسر جناحها , كالفراشة .
~أذاً , واخيراً قام شخصٌ بالتغلب على الفراشة السوداء .. _ تعالت ضحكاتها الساخرة لتردف _ لقد احببت ذلك الشخص الغامض ~
كانت تلك الفتاة تقول هذا الكلام وقد اغمضت عينيها بفرح كبير ,
لتشعر من بعدها بتلك اللوحة ترمى ناحيتها , وترسم تلك الهالة الجميلة على وجهها ,
رفعت رأسها وهي ترى نجوم الضهر من حولها , لتقول ويديها على مكان ألمها : ريلينا , لمَ الحقيقة تزعجكِ ؟!
حولت انظارها الى تلك الفتاة التي تتنفس بسرعة من الغضب لتقول وهي تضرب الحائط المتقطرة عليه دمائها الساخنة : ايتها الحمقاء , قلت لكِ انه تجاوزني وانتصر علي ولم يكتفي بهذا بل سرق مني معلوماتٍ سهرت عليها اسبوعٍ كامل كي اخطط للاستيلاء عليها !!!
زمجرت بغضب لتردف : اقسم انني ساجده واقتله بيدي !
تنهدت تلك الفتاة من خلفها لتقول : لا تتحامقي وتقسمي قسماً واهناً , كلانا يعلم تماماً ان القتل ضد مبادئك والدليل هو المسدس الذي لاتعرفي كيفية استخدامه !!
التفتت ريلينا اليها بغضب لتقول : ساتعلم واقتله ! فلا احد يأخذ شيء مني هكذا وأعدّيها عليه ! سانتقم منه , وسيرى !!!
_تنتقمين مِنْ مَنْ ؟!
التفتت الفتاتان نحو كاثرين وقد رسمت ملامح مرتابة على وجهها , لتنتفض هايلد من مكانها قائلة : اعطني شراب البرتقال كاثي وسأخبرك لاحقاً ,!
قدمت كاثرين الكأس لهايلد لتعطيه الاخيرة الى ريلينا قائلة بابتسامة لطيفة : لاتقلقي عزيزتي , كل مشكلة ولها حل , وانتِ ستجدين الحل فانا اثق بكِ !
نظرت ريلينا الى الكأس بين يدي هايلد لتأخذه قائلة بصوت خافت : سنرى هذا !
ارتشفت جزءً من العصير والاثنتان ينظران اليها وتلك القطرات تتساقط عن وجهيهما , التفتت ريلينا ناحيتهما لتقول ببرود: يبدو انكِ لم تضعي له العسل , فطعمه مختلف ,,!!
تنهدتا بوقت واحد بارتياح كونهما نجيا بفعلتهما لتقول كاثرين : لابأس حبيبتي اشربيه الان علك تتحسني .
توجهت هايلد ناحية كاثرين لتقول وهي تخرج معها بابتسامة خائفة : حسناً ريلينا , سنتركك الان مع اغانيكِ المجنونة علك أن ترتاحي , ولا تنسي ,, انني اثق بكِ !
" قالت جملتها الاخيرة مشددة عليها بملامح واثقة , جعلت ريلينا تبتسم بخفة "
ليغلقا الباب بهدوء ,
ونرى تلك الفتاة تعيد انظارها الى سماء مدينتها الزرقاء ,
تنهدت بحدة لتقول وهي تستقيم بوقفتها : ساجدك ايها اللعين ! وسأقضي عليك !
اما عند هايلد وكاثرين , حيث كانت الاخيرة تنظر لهايلد بحدّة قائلة : حسناً اذاً , الن تخبريني مالذي جرى لها ؟!
تنهدت هايلد لتقول وهي تتجه نحو الخارج ومعها كاثرين : كالعادة , فقد اغضبها ابن عمها ليو .
- ذاك ابن عمها المزعج والبارد الاعصاب ؟!
اومأت هايلد لها بالايجاب , لتقول كاثرين : ومالذي فعله هذه المرة ؟!
جلست هايلد في سيارتها الحمراء لتقول وهي تفتح الباب لكاثرين لتجلس بجانبها : ارسل لها دعوةٌ من اجل ان تقيم معهم وهي ترفض هذا , انا لا الومها فهي ترغب ان تعيش بحرّية دون قيود , لكن , ليوناردو; اشعر انه خائف عليها ,.,
تنهدت كاثرين لتقول : هو آخر من تبقى لها من عائلتها , من حقه ايضاً ان يرغب بتأمين مستقبلاً لها ! , يرغب ان يعوضها عن فقدانه لها , عاشت في ملجأ للأيتام دون حيلتها , وبعدها عاشت مع ميريدث والتي لانعلم عنها شيئاً سوى اسمها , من حقه ان يعوضها عن حياتها تلك !
توقفت هايلد امام ذلك المقهى ,
نزلت الفتاتان لتجلسا في الحديقة الخارجية , حيث تزهو الورود البيضاء من حولهم , رائحة الربيع تفوح بعبير المسك مهدئاً لأعصابهن ,
اغمضت كاثرين عينيها بتأمل لتأخذ نفساً عميقاً ,
تنهدت لتقول بنظرات جآدة : ومالعمل الان معها ؟!
اجابتها تلك الفتاة المنزلة رأسها بيأس , تنظر الى انعكاس ملامح وجهها الخاملة على كأس العصير : سيأتي اليوم الذي يُكشف فيه ستار الغموض , حينها فقط ريلينا بيسكرافت ستجد ضالتها !
Kkl99940
بعيداً عن هموم تلك الفتاتان ,
نسافر بأعين كلماتي الى اعلى ذلك التمثال البهي ,
رمز المدينة التي لا تنام ,
نرى ذلك الشاب يقف باعتدال على تاج تلك المرأة التي لاتزال بابهى حلتها , تحمل رمز الحرية بين يديها !
مكتفاً يداه , مغمضاً عيناه , ورياح الجنوب تتلاعب بخصلات شعره الكستنائي اللون ,
صوت رنين خفيف يعكر عليه صفو الاجواء , ليحرك يداه تجاه جيب بنطاله الجانبي ويرفعها قائلاً ببرود : بدأت مهمتي وحركت الجندي خطوتان للأمام !
انزل الهاتف من اذنه اليسرى , لتظهر لنا تلك العينان الزرقاء وقد ملأت بشتى انواع الغموض ,
ظهرت على شفتاه تلك الابتسامة وهو يمسك قرصاً مضغوطاً بين يديه ليقول بصوتٍ خافت : اتحرق شوقاً لنزالنا القادم , ايتها الفراشة الصغيرة !!
Kkl99940
نعود بخطآنا السآكنة الى غرفة نوم تلك الفتاة كي لانوقضها من نومها الذي غزاها دون ان تشعر ,
شعرها الذهبي تمرد على وجهها بملامحه الحادة , فقد غفت وهي تفكر فيه , يبدو عليها الغضب والشراسة !
اناملها الملتفة بخمول حول ذلك الكأس الزجاجي يسمح بمرور اشعة الشمس من خلاله , تنكسر خطوطها الذهبية بملامح وجهها النائم ,
وسط ذلك الصمت المسيطر على الاجواء , نستمع الى تلك الخطوات تعلو شيئاً فشيئاً وكأنه يقترب منّآ , لابل منها ,
من تلك الفتاة الملقية بجسدها على ركام غرفتها وقد نتج عن غضبها !
ابتسامة علت فوق شفتي ذلك الرجل , ذو الشعر البلاتيني الطويل ,
لانلمح عيناه او ملامحه فقد وضعت خمار غموضي هنا ,
انامله الطويلة امتدت بلطف على وجهها البارد اثر نسيم الربيع ,,
نراه يحملها بسهولة لتبان قوته لنا ,
مرتدياً ذلك المعطف الاسود والطويل ,
شعره البلاتيني يصل الى منتصف ظهره ,
كان مديره لنا وهو يحمل تلك الفتاة النائمة بين يديه بلطف , ليضعها على سريرها ,,
جلس بالقرب منها ليقول بصوت خافت كأنها همسات حملها لها من ليالٍ باردة : وقتك أتى يا حبيبتي , كوني قوية , كوني كالفراشة , ويوماً ما سنلتقي من جديد اعدك !