لا لا فاطمة نسومر 1280 ه /1863
نالت فاطمة شهرتها بعد المقاومة المسلحة التي قامت بتنظيمها و قيادتها في بلاد القبائل العليا ( جبال جرجرة ) لمواجهة الدخول الفرنسي للمنطقة من 1854 م / 1857 م . شكلت قرية سومر ( حوالي عشرون كلم من عين الحمام ) مقر انطلاق المقاومة السابقة الذكر ثم نسبت اليها فاطمة .
غادرت أسرة فاطمة قريتها الأصلية ورجة ( الواقعة على الطريق الرابط بين عين الحمام و تيروردة ) لتستقر بقرية سومر بعد 1830.
تؤكد المصادر التي كتبها الفرنسيون في القرن التاسع عشر مثل مقال راندون randon و perret بيري بأن فاطنة نسومر قد ولدت بقرية ورجة ، و يقول محمد الصغير فرج ( فرج ، 1979 ، ص 132 ) بأن (( أحد مصادر القرن التاسع عشر - دون ذكره - يلقب فاطمة نسومر بلالا نورجة )) ، و في نفس الموضوع يمكن لنا الرجوع الى الأحاديث الشعبية في بلاد القبائل حيث لازالت تستعمل عبارة (( لا لا نورجة )) في وصف كل امرأة تميل لعزل نفسها عن باقي أفراد الأسرة ، فمن المحتمل أن تشير هذه العبارة في أصلها الى فاطمة نسومر ، خاصة و أنها اتبعت التصوف في زاوية جدها محمد أمزيان الورجي بسومر قبل دخولها في صفوف المقاومة المسلحة .
تعرف فاطمة نسومر في بلاد القبائل و خارجها باسم (( لالافاطمة)) و ذلك احتراما لانسابها الأشراف ، أما عن حياتها فلم يبقى الا ما كتبه الفرنسيون الذين ساهموا في الحملات العسكرية ضد بلاد القبائل و بالتالي عاصروا فاطمة نسومر أو سمعوا عن مقاومتها .
يذكر بيري ( 1885 ، ص 132 -133)فشل زواج فاطمة في حوالي 1845- 1846 مع أحد أشراف القبيلة - قبيلة آيت اتسورغ ( ضواحي عين الحمام ) وهو يحي بويخلف ، و فسر فشل فاطمة في زواجها بصغر سنها ذلك الحين و لأنها كانت تميل لفكرة الاستقلال عن فرنسا .غادرت فاطمة بيتها الزوجية لترجع الى قرية نسومر حيث كرست حياتها للعبادة ضمن زاوية جدها التي ذكرت ( و هي دحمانية الطريقة )كان يشرف على الزاوية في القرن التاسع عشر سي الطاهر الأخ الأكبر لفاطمة ( كان لها خمس اخوة ساهموا كلهم في مقاومة الاحتلال الفرنسي لبلاد جرجرة .تمكنت فاطمة من فرض نفسها حيث ساهمت في النشاط السياسي و بقيادة المقاومة المسلحة انطلاقا من 1854 بعدما أنقذت حياة أحد الزعماء في الجهاد الملقب ببوبغلة .
أما المراحل التاريخية التي مرت بها مقاومة فاطمة نسومر فهي :
1849 / اتصل بفاطمة سي محمد الهاشمي أحد زعماء مقاومة بو معزة بعدما نجح في الفرار من السجن و الانتقال الى بلاد القبائل العليا ، اتفق سي الهاشمي مع فاطمة في تنظيم مقاومة مسلحة من القبائل العليا ( جرجرة ) لانقاذ المناطق الساحلية و السهلية التي دخلت اليها القوات الفرنسية منذ 1842 و أخضعت البعض منها مثل يسر و دلس و برج منايل ...بعد هذا المشروع بقليل اندلعت الثورة في المنطقة بزعامة بوبغلة ( 1850 ) و برزت فاطمة بمساندتها له.
1854 /قامت جماعة ( تجماعت ) سومر باختيار سي الطاهر لقيادة جيش المسبلين ( امسبلن )الذين يلتزمون بعدم التراجع في القتال مهما كانت الظروف ، و لاحترام هذا المبدأ خرج المسبلون و هم مقيدون في أرجلهم بحبل مشترك - شاركت في هذه المقاومة عدة قبائل من جرجرة يقودها كل من فاطمة و سي الطاهر و أخوته و الشيخ الصديق و أعراب و بوبغلة الذي عاد للمقاومة مرة ثانية ، و القبائل الثائرة في آيت اتسورغ ، اليلتن ، الولن أومالو ، آيت ملكيش ، آيت يجر ، آيت منقلات ، آيت ايراتن . و قعت المعركة الأولى في قرية ثزروتس ( ضواحي عين الحمام ) و فيها واجهت فاطمة نسومر القوات الفرنسية لأول مرة .
كانت فاطمة تقود مجموعة من النساء ليشجعن المسلمين بالنداء للجهاد و الزغاريد ، و مازالت الأحاديث الشعبية تشير الى عبارة يبدو أنها قيلت في صفوف المسلمين و هي ( الرجال من الأمام و فاطمة من الوراء ).
انتهت المعركة التي دامت طوال جوان و جويلية و لم تنجح القوات الفرنسية في اخضاع ضواحي سومر و عين الحمام رغم احتلالها لكل من آيت جناد و عزازقة و آيت يحي و و أيت منقلات و أيت اتسورغ و آيت ايجر .
**************:
.....يتبع......
ليس اليتيم من مات والده
ان اليتيم يتيم العلم و الأدب
*************** :
علي بن أبي طالب
التعديل الأخير تم بواسطة البهجة ; 2012-02-04 الساعة 23:48
سبب آخر: تغيير حجم الكتابة