:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jun 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 2,134
تقييم المستوى : 14
رد: روايتي الثانية : ذكريات الطفولة
الفصل الرابع عشر : العودة
تلك الحادثة الأخيرة قد أثرت عليه جدا فهو ما برح ذالك الكرسي جنبها الا عندما كان يزورها احد افراد عائلتها او صديقتها ، لم يتقبل حتى الآن فكرة أن البنت التي يحبها ممدة كجثة هامدة أمامه وليس في وسعه عمل شيئ فحتى ليديا لم تصرح بالسبب الذي جعلها تنهار ، متأكد أن ورائها حكاية يسعى لمعرفتها عاجلا أم أجلا وكذالك اليوم الذي أخبرته أمها فيه أنه هو وأهله السبب . لقد كانت الأفكار تلعب برأسه طوال الوقت لقد نسي حتى أروى ، لم يعد يتذكرها إلا عندما يتصل على عمه وفجأة وهو على حالته تلك سمع الباب يطرق تم دلفت منه بنت في العشرين من عمرها متوسطة الطول ذات شعر بني طويل وبشرة بيضاء كبياض الثلج كانت ملامحها عربية بعض الشيئ برموش كثيفة تحتوي داخلها تلك العينين العسليتين اللتين بقيتا تحدقان في لؤي لمدة من الزمن حتى قاطعها إقترابه منها وهو يتفحص وجهها بتمعن ، فقاطعتها بتحية خجولة رافقتها إبتسامة رسمت على شفتيها الصغيرتين ، رد إياد تحيتها بملامح جامدة وهم بالخروج ما إن أوقفه صوتها وهي تقول : لقد أتيت لأراك أنت يا لؤي فأنا لا علاقة لي بتلك الفتاة (وهي تؤشر على جودي)
توقف لؤي مكانه وإلتفت إليها وكأن الشكوك التي تسللت إليه منذ لحظات تؤكدها هذه الفتاة الآن وتكلم بتساؤل : لرؤيتي أنا ؟! من أنت لا أعرفك
الفتاة وقد تقدمت منه خطوتين : معقول أن تنسى صديقة طفولتك
فتح لؤي عينيه باتساع وهو يحدق فيها وهمس : أروى !!
أروى بابتسامة رقيقة : أجل ظننت أنك ستعرفني بسرعة ولكن أظنك نسيتني
توجه نحوها وحضنها بشدة وقد سالت دموعه وهو يقول : لم أنسك يا أروى ، لم أنسك ، إنما فقدت الأمل أن أجدك . وابتعد عنها قليلا وأكمل: آسف ولكني بحثت كثيرا عنك ، لقد انتظرنا عودتك بفارغ الصبر ولكنك لم تعودي ، لقد تمسكت بحبك لقد كان يزيد كل يوم إلا أن ...، وتوقف وهو يرى وجهها المطأطأ إلى الأسفل وهمست بعد أن حولت نظراتها إلى سرير جودي : إلا أن أحببتها ، صحيح ؟
لؤي بحزن : لم يكن خيارا لي لقد إقتحمت هذه الفتاة حياتي وقلبي منذ أول لقاء لنا
تكلمت أروى وهي تهم بالخروج : إذا علي أن أنسحب من حياتك للأبد ....، وفجأة إمتدت يد لؤي وأمسك معصمها وقال بجدية : مستحيل... لا يمكنك المغادرة .. لقد تمنيت أن أجدك وها أنت الآن بجانبي .. مستحيل أن أتركك تذهبين مرة أخرى .. وأخرج هاتفه وهو يبتسم ويهمس لها : هناك شخص آخر متلهف للقائك
أبعدت أروى يده عنها وهي تتكلم باستنكار : لم يعد يهمني مادام قد تخلى عني ، أنا لا أرغب بلقائه أو مكالمته
ومشت جهة الباب وهي تقول : يا لؤي آسفة لأني أزعجتك إلى القاء ، وركضت بسرعة خارج الغرفة وهم بملاحقتها إلا أنه سمع الجهاز الطبي يصدر صوتا متتاليا فالتفت بسرعة إليها وهو يرى يديها تتحركان بهدوء ، نادى الطبيب بسرعة فأتى رفقة بعض الممرضين وطلب من لؤي الإنتظار خارجا ،وجلس على أحد الكراسي وهو يهز رجله بتوتر ناسيا تماما ما حدث قبل قليل فكل ما يهمه الآن جودي فقط .
في مكان آخر قريب من المستشفى وبالتحديد في الحديقة القريبة جلست وهي تبتسم لصديقتها المتلهفة لقصتها وما حدث في الداخل وإن كان قد نجحت خطتها أو لا
تكلمت ليديا بلهفة : ماذا حدث ؟!
البنت :أظن أنه صدقني
وما المطالعة إلا جزء مني...
كبرياء أنثى *-*