الملاحظات
قـسم القصـص و الروايات :: خاص بالادب و القصة الصغيـرة و كتابات القصصية حصرية للاعضاء و الرواية
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2014-12-26, 14:46
#1
nihallahmer
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Sep 2014
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 266
تقييم المستوى : 10
nihallahmer غير متواجد حالياً
Post قصة النبي يوسف عليه السلام -2-
لهذا كانَ يَفِرُّ منها.. كان يَهرُبُ من الخَطيئة.. أمّا هي فكانت تَزدادُ به تَعلُّقاً.. وكانت تُفكّر بوسيلةٍ تُخضِعُه بها.
وذاتَ يومٍ خلا القصرُ إلاّ من زليخا ويوسف، كانت زليخا تَنتظرُ مِثلَ هذه الفُرصةِ..وكانَ يوسفُ يقومُ ببعضِ أعمالهِ، فإذا به يَرى زليخا تُغلِقُ أبوابَ القصرِ بإحكام.. ثمّ تَهمِسُ به قائلة:
ـ هَيْتَ لَك .
وأدرك يوسفُ ما تريد، فهتَفَ مُستنكِراً:
ـ مَعاذَ الله.. إنّه رَبِّي أحْسَنَ مَثْواي .
ولكن زليخا وقد تأجَّجَ في نفسِها الغَرام، حاوَلَت إرغامَه. أمّا هو فكان يزدادُ تَمَنُّعاً.. كان يَفِرُّ منها هنا وهناك في أروِقَةِ القصر...
وشيئاً فشيئاً هدأ يوسف لا يَدري كيف يَتَخلّصُ من هذه المِحنة ؟ أمّا هي فتَصَوّرت أن يوسف قد رضَخ لإرادتها.. حانَت منها التِفاتةٌ إلى صَنَمٍ في القصر.. فشَعَرت بالخجلِ من نفسِها..
لهذا ألقَتْ مَلاءةً على وجهِ الصنم... ورآها يوسف، قال لها:
ـ ماذا تَفعلين ؟!
قالت:
ـ إنني أخجَلُ من إلهي أن يَراني بهذهِ الحال!
وهنا انتَفَضَ يوسفُ، هتَفَ بشدّة:
ـ أتَستَحينَ من حَجَرٍ لا يَفْقَهُ شيئاً ولا أستَحي من ربّي وإلهي وسيّدي الذي خَلَقَني وأكرَمَني؟!
قالَ يوسفُ ذلك وفَرَّ باتّجاهِ الباب، ولكن زليخا أسرَعَت خَلْفَهُ، وتَشبَّثَت بقميصِه، فانشَقَّ القميص. وأمسَكَ يوسفُ بمقبضِ البابِ وفَتَحه.. وفي هذه اللحظةِ وَجَدا السيِّدَ في البابِ يُريد الدُّخول.
كانت زليخا في قمّةِ الهياجِ، وكانت تريدُ الانتقامَ من يوسف الذي عانَدها ورفضها، وتُبرّئ نفسها فقالت:
ـ ما جَزاءُ مَن أرادَ بأهلِكَ سُوءً إلاّ أنْ يُسجَنَ أو عَذابٌ أليم .
ولم يكن أمام يوسف إلاّ أن يُدافعَ عن نفسهِ فقال:
ـ هِيَ راوَدَتْني عَن نَفْسِي .
وحارَ العزيزُ ماذا يفعل ؟! وتساءل في نفسهِ عن صاحبِ الحق...
وكانَ مع العزيزِ رجلٌ آخَرُ هو ابنُ عمّ زليخا فقال:
أُنظرْ إلى قميصِ يوسف، فإن كان مَشْقوقاً من الصَّدرِ فإنّ زليخا مع الحقّ.. وإن كان القميصُ مَشقوقاً من الظَّهر فقد صَدَقَ يوسف.
ونَظَر العزيزُ إلى قميصِ يوسف.. فرآهُ مَشقوقاً من الظَّهر، فأدركَ الحقيقة.. التَفَت إلى زوجتهِ.. وقال:
ـ إنّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إنّ كَيْدَكُنَّ عَظيم .
وقال ليوسف:
ـ أعرِضْ عن هذا لا تُحدِّث به أحداً.
وطلب العزيزُ مِن زوجته أن تستغفر قائلاً: ـ واستَغْفِري لذَنْبِكِ .
وانتهى كلُّ شيء.. عادت الحياةُ إلى مَجاريها مرّةً أخرى.. ولكن زليخا لم تَكُفَّ عن مُضايَقَةِ يوسف.. راحَت تُهدّدُه بالسِّجنِ والعذابِ إذا لم يَستَجِبْ لها.. أصبَحَ يوسفُ كلَّ حياتها.. حتّى أنّها تَرفُضُ اللقاءَ بأيِّ إنسانٍ حتى صَديقاتِها في المدينة. لَم يَعُدْن يَرَينَها بعد ذلك.
وشاعَت القصّةُ بين النساء... وتَعجَّبت بعضُ النِّسوةِ من زليخا، كيف تُحبُّ فتاها وعبدَها وتُراوده عن نفسهِ وهي سيّدةُ البِلاد ؟!
المَلاك
سَمِعَت زليخا بما يجري في المدينة، أنّ نساءها يَسْخَرنَ منها.. وفكّرت أن تفعلَ شيئاً يُسكِتُهنّ.
أرسَلَت زليخا وراء صديقاتِها وكُنَّ من عِلْيَةِ القَوم..
وما أسرَعَ أن لَبَّت النِّسوةُ دعوةَ زليخا، فجِئْنَ إلى قصرِها المُنيف.
كانت زليخا قد أعَدَّت لهنَّ وسائدَ وَثيرةً.. وجَلَسَت النِّسوةُ في حضرةِ زليخا ساكِتات.. وجاءَ الخَدَمُ يَحمِلونَ أطباقَ الفاكهة...
وبَدأت الأحاديثُ، ودَعَت زليخا صديقاتِها إلى تَناولِ الفاكهة..
كلُّ واحدةٍ أخَذَت سِكّيناً لتقشّرَ الفاكهة.. وكُنّ مُستَغرقاتٍ في أحاديثهنّ حتّى نَسِينَ لماذا جِئْنَ.
وفي تلك اللحظاتِ.. أشارتَ زليخا إلى أحدِ الخَدَمِ وأمَرَته باستدعاءِ يوسف حالاً.
وجاءَ يوسف... وحَدَث شيءٌ رهيب.. وقَفَ يوسفُ أمام زليخا امتثالاً لسيّدةِ القصر.. كان يَرتَدي حُلّةً جميلةً.. وأضاءَ المكانَ وجهُه الجميلُ الذي يَشُعُّ صفاءً وإيماناً.
بدا يوسفُ في تلك اللحظاتِ مَلاكاً يشّعُ بالنور، ودُهِشت النِّسوةُ لمنظرِه.. لم تَكُن النِّسوة ليَتصَوّرنّ جَمالاً بهذا السُّموّ...
إنّ جمالَ يوسف من النِّوع الآسِر.. وحَدَث شيء في نُفوسهنّ... ذُهِلْنَ عن أنفُسِهنّ ورُحنَ يُقطّعنَ أيديهنّ بالسَّكاكين دون وعي..
لقد هَيمَنَ يوسفُ على القلوب. كان جَمالهُ مَلائكياً شفّافاً يتَدفّقُ صفاءً ونوراً، وهَتَفَت النِّسوة:
ـ حاش للهِ ما هذا بَشَراً إنْ هذا إلاّ مَلَكٌ كريم !!
تضاعَفَت مِحنةُ يوسف... وهو يرى ما حَلّ بالنسوةِ، وأصغى لما تقوله زليخا لَهُنّ:
ـ فَذلِكُنَّ الّذِي لُمْتُنَّني فيهِ ولَئنْ لَم يَفْعَلْ ما آمُرُه لَيُسجَنَّنَ ولَيكونَّنْ مِن الصّاغِرين .
ولم يَبقَ أمامَ يوسفَ غيرُ طريقَين: أن يَستَجيبَ لِنداءِ الشيطان.. أو السِّجن...
ونظر يوسف إلى السماء، وقال بخشوع:
ـ ربِّ السِّجنُ أحَبُّ إلَيّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيه € .
إنّ يوسفَ يُفضّلُ السِّجنَ والعذابَ على تلك الحياةِ المُلَوّثةِ الفاسدة.
مِن أجلِ هذا استَغاثَ باللهِ في أن يُنقِذَهُ من شُرورِ الشيطان:
ـ وإلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنَّ أصْبُ إلَيْهِنَّ وأكُنْ مِن الجاهِلِين .
يوسفُ الذي أضاءت قلبَه أنوارُ السماء لا يُمكنُ أن يُصغي إلى وَسْوَسَةِ الشيطان... حتّى لو تَعذَّب في سبيلِ ذلك، حتّى لو أُلقي في السجن.
اللهُ سبحانه استَجابَ دعوةَ يوسف.. لقد رأى العزيزُ أن يَضَعَ حَدّاً للشائعاتِ الكثيرة، وأن يُلْقيَ يوسفَ في السجنِ مدّةً من الزمنِ رَيْثَما تَهدأُ الأُمور.
وهكذا سِيقَ يوسفُ بلا جَريرةٍ ولا ذنبٍ إلى السجن، ورأى السجّانُ يوسفَ فتأثرّ بأخلاقهِ وصفاتهِ، وقالَ له:
أنا أحِبُّكَ يا يوسف، إنّك إنسانَ طيِّب ومن الظپُلم أن يَسجنوك.
وتأثّرَ يوسفُ إنّه لا يُريدُ حُبّاً غيرَ حُبّ الله، فكَم تَجَرَّع الغَصَصَ من هذا الحبّ، لهذا قال يوسفُ للسجّان:
ـ لا تُحِبَّني؛ فإنّ عَمّتي أحَبَّتني فنَسَبَت إلَيّ السّرقة، وأبي أحَبَّني فحَسَدَني إخوتَي وألقَوْني في الجُبّ، وامرأةُ العزيزِ احبَّتني فألْقَوني في السِّجن.
السِّجن
يوسفُ هو الآنَ في السجن... الأيامُ تَمُرّ، والشهورُ تَمضي، ويوسفُ في السجنِ يتَحمّل كُلّ ذلك العذابِ من أجل أن يَبقى طاهراً.
وتشاءُ الأقدارُ أن يَدخُلَ السجنَ رَجُلان.. كانا من عَبيدِ المَلِك، غَضِبَ علَيهما فألقاهما في السجن... وهناك يَتَعرّفان على يوسفَ ويتأثّران بشخصيّته.
وسألَ كلٌّ صاحِبَه عن عملهِ، قال أحَدُهما:
ـ أنا ساقي المَلِك، أُقدّم له الشَّراب.
وقال الآخر:
ـ وأنا طَبّاخُ المَلِك.
وسألا يوسفَ عن صَنعتهِ، فقال: إنني أُعَبِّرُ الأحلام وأفسِّرُ الرُّؤيا..
وهكذا تَمرُّ الأيام.. وكان في السجنِ أُناسٌ كثيرون... وكانَ يوسفُ يَتفَقّدهُم جميعاً ويَرفقُ بهم؛ ويَتفقّدُ طعامَهُم ومَنامَهُم؛ فعُرِفَ بين السُّجَناءِ بالإحسان والمَحبّة للناس.
وذاتَ ليلةٍ وكانَ السُّجَناء نائمين جميعاً.. رأى ساقي المَلِكِ حُلماً.. رأى نفسَه يَعصِرُ عِنَباً، ورأى طبّاخُ الملك هو الآخر حُلماً عجيباً، رأى نفسَهُ يَحمِلُ خُبزاً فوق رأسهِ وجاءت الطيورُ فحَطَّت وراحَت تأكُلُ من ذلك الخبز!
في الصباحِ وعندما استَيقَظا حَدَّث كلٌّ منهما الآخرَ بما رأى من حلم.
ولم يَعرِفا تفسيرَ حُلمَيهِما ففَكّرا أن يسألا يوسفَ، فقال أحدُهما:
ـ إنّي أراني أعْصِرُ خَمْراً !
وقال الآخر:
ـ إنّي أراني أحْمِلُ فَوْقَ رأسِي خُبْزاً تأكُلُ الطَّيرُ مِنْهُ !
نَبِّأنا بتأويلهِ إنّا نَراكَ مِن المُحِسنين.
اللهُ سبحانه وَهَبَ يوسفَ قدرةً عجيبةً على تفسيرِ الأحلامِ. إنه يَعرِفُ تلكَ الإشاراتِ ويَفُكُّ رُموزَها، لَكأنّه ينظرُ إلى حقائقَ لا أحلام!
الدعوة إلى الله
اغتَنَم يوسفُ هذه الفُرصةَ لِيَدعوهُما إلى عبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.. أرادَ أولاً أن تَزداد ثِقَتُهما به فقال:
ـ إنّني أعرفُ حتّى نوعَ الطعامِ الذي سيأتي به السجّانُ إليكما، لقد آتاني اللهُ العِلم.. لأنّي تَرَكتُ عبادةَ الوثنَين وعبَدَتُ الله وحدَه لا شريكَ له..
إنّني أتْبَعُ دينَ آبائي إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
انها نعمةٌ أنعمَ بها الله علينا أهلَ البيت وعلى الناس، ولكنّ أكثرَ الناس لا يَشكُرون.
كانَ الرجُلانِ يُصغيانِ إلى كلماتِ يوسف التي تَنفُذُ في القلب.
قال يوسف:
ـ يا صاحِبَيَّ.. أيُّهما أفضَلُ: أن نَعبُدَ آلهةً شتّى لا علاقةَ لأحدٍ بالآخرِ ولا حولَ لها ولا قوّة، أم نَعبُدُ اللهَ الواحدَ القهّار ؟!
اللهُ وحدَه هو الإله، وباقي الأشياء التي تَعبُدونَها مُجرَّدُ أسماءٍ وتماثيلَ لا قيمةَ لها ولا سُلطان.. القوّةُ وحدَها لله سبحانه. إن دِيني هو دينُ التوحيد الخالص..
سكتَ يوسفُ لحظاتٍ، ثمّ قال:
ـ يا صاحِبيّ! إنّ أحدَكُما يعودُ إلى عَمَلهِ فيَعصِرُ العِنَبَ للمَلِكِ ويَسقيه.. وأمّا الآخَرُ فإنّه سيُصلَب.. وسيُترَكُ على الصَّليب حتّى تأكُلَ الطيرُ من رأسهِ.
شَعَر الرجلُ الذي رأى الطيورَ تأكلُ الخبزَ فوقَ رأسهِ بالخوف وقال:
ـ إنني لَم أرَ شيئاً، لقد كَذَبتُ علَيك.
أجاب يوسف:
قُضِيَ الأمرَ الّذِي فِيهِ تَسْتَفتيانِ .
والتفَتَ يوسفُ إلى ساقي المَلكِ وقال له:
ـ أُذكُرْني عِندَ ربِّكَ .
وفي اليوم التالي.. جاء السجّان، وأخرجَ الرجلَين من السجن... ذهبَ الساقي إلى الملك وعادَ إلى عمل.. أمّا الطبّاخُ فقد نُفِّذَ فيه حكمُ الإعدام صَلباً وتُرِكَ على الصَّليب.
كان ساقي الملك قد وعَدَ يوسفَ بأنّه سيذكره عندَ الملكِ، سيقول أنّه مظلوم.. وأنّه سُجِن دونَ ذنب..
ولكنّ الساقي نَسِيَ وعدَهْ.. لهذا ظَلَّ يوسفُ في السجنِ عدّةَ سنواتٍ تحَمّلها يوسف بصبرٍ وإيمانٍ بأنّ الله لن يَنساه أبداً.
رؤيا المَلِك
ذاتَ ليلةٍ وعندما أوى الملكُ إلى فِراشهِ رأى في عالَمِ المَنامِ رؤيا عجيبة.
رأى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ جميلة المنظِر يَمْرَحْنَ في العُشبِ الأخضرِ على شاطئ النهر... فجأةً ظَهَرت سَبعُ بَقَراتٍ هَزيلاتٍ قبيحاتِ المنظر.. تَقدّمْنَ نحو البقراتِ السِّمانِ وافتَرسْنَها جميعاً.
هَبَّ من نومهِ مَذعوراً، وجَفَّف عَرَقَهُ ثمّ نام فرأى حُلُماً آخر...
رأى سَبْعَ سنابلَ خَضراءِ اللونِ زاهيةٍ ممتلئة بالحَبّ، ورأى إلى جانبها سبعَ سنابلَ يابسةٍ فارغة.. السنابلُ اليابسةُ ابتَلَعت السنابلَ الخضراءَ الجميلة..
مرّةً أخرى هَبّ الملكُ من نومهِ، وأقلقته الرؤيا.. فأرسَلَ وراءَ رجالِ دولته وعَقَدَ معهم اجتماعاً.
تَحدَّث الملكُ عن رؤياه العجيبة.. حَدَّثهم عن البَقَراتِ العِجاف التي طَلَعت من الشاطئ وابتَلَعت البقراتِ السِّمان.. وحَدَّثَهم عن السَّنابلِ الخضراءِ التي ابتَلَعتْها السنابلُ العِجاف...
وفكّرَ رجالُ الدولة في رؤيا الملك.. ولكنْ دونَ جَدوى.
الساقي كان يَملأ أقداحَ الخمر..
كلُّ رجالِ الدولة قالوا: إنّها أضغاثُ أحلام.. إنّها مُجرَّدُ أحلامٍ لا معنى لها...
وعندما رأوا الملكَ مهموماً قالوا:
ـ ما نحنُ بتفسيرِ الأحلامِ بعالِمين..
فجأة وفي تلك اللحظاتِ.. وبينما كان الملكُ يَبحثُ عن تفسيرٍ لرؤياه هَتَف الساقي:
ـ أنا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأويِلهِ فأرْسِلُونِ !
الملكُ تعَجَّب من الساقي، ولكنّ الساقي أخبرَ الملكَ بما حَدثَ له قبل سنواتٍ يومَ كانَ في السجنِ، ورأى مع صاحبهِ الخبّازِ تلك الرؤيا... يوسفُ هو الذي فَسَّر لهما الرؤيا... فجاء تفسيرُه صادقاً يُنبئ بالحقيقة.
الملكُ أرسلَ الساقي إلى يوسف..
الأزمة الاقتصادية
جاء الساقي إلى السجنِ، ودخَلَ على يوسف، وقال له:
ـ يوسف أيُّها الصِّدِّيقُ! أفْتِنا في رؤيا المَلكِ.. إنّه يَرى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يأكُلهنّ سبعٌ عِجاف؛ وسبعَ سُنبلاتٍ خُضرٍ وأُخَرَ يابسات.. ما هو يا تُرى تفسيرُها، أخبِرْني يا يوسف لكي أعودَ فأخبِرَ الملك ورجال الدولة.. وسيعلمون منزلتَك وصِدقَك.
ورأى يوسفُ الحقائقَ واضحةً، لقد آتاهُ اللهَ تأويلَ الرؤى والأحلام الصادقة.. لهذا قالَ يوسف وهو يُحذّرُهم من الأزمةِ الاقتصادية القادمة!
ـ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنينَ دَأَباً؛ فمَا حَصَدْتُم فَذَرُوهُ في سُنبلِهِ إلاّ قَليلاً مِمّا تأكُلُونَ. ثُمّ يَأتِي مِنْ بَعْدِ ذلكَ سَبْعٌ شِدادٌ يأكُلْن ما قَدّمتُم لَهُنّ إلاّ قليلاً مِمّا تُحْصِنونَ. ثُمّ يأتي مِن بَعْدِ ذلكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وفيهِ يَعصِرون .
وانطلَق الساقي يحملُ إلى الملك ورجالِ دولته كلماتِ يوسفَ الصِّدّيق.
وقَفَ الساقي أمامَ الملكِ وأخبرَه بكلّ التفاصيل.
فوجئ الملك، قال في نفسه:
ـ معنى هذا أن النِّيلَ سيَفيض بالمياه سبعَ سنواتٍ قادمة، ثم تكفُّ السماءُ عن المطر سبعَ سنواتٍ أخرى، فينتشرُ القَحطُ والجَفافُ والمَجاعةُ وينخفضُ مَنسوبُ المياهِ في النِّيل.
ولكنّ يوسف لم يُفسِّر الرؤيا فقط بل وضَعَ خطّةً لتجاوزِ الأزمةِ الاقتصادية، قال له: إزرَعوا خلالَ السنواتِ السَّبعِ الأولى باستمرار، واجتَهِدوا في عَمَلِكُم.. واجمَعوا الحَصادَ في مَخازِنَ خاصّة، واقتَصِدوا في الطعام.
حتّى إذا جاءت سَنواتُ الجفافِ تكونُ المَخازنُ مُمتلئةً بسنابِلِ القمح.. وسيَكفي المخزونُ في إطعام أهلِ مصر.
وعندما تَنتهي سنواتُ القحطِ يأتي عامٌ جديدٌ مَواسِمُه مَليئةٌ بالخير والمطر.
أدركَ الملكُ أنّه يَملكُ كنزاً كبيراً اسمُه يوسف.. يوسفُ الذي يُعاني السجنَ منذ سنينَ طويلة.
لهذا أصدرَ أمراً بالإفراجِ عنه وقال:
ـ إئْتُوني بهِ.
وجاء ساقي الملك إلى السجن للإفراج عن يوسف..
هل فَرِح يوسفُ بالحريّة ؟ كلاّ لقد رَفَض الخروجَ من السجن، وقال:
ـ ارجِعْ إلى الملكِ واسأَلْهُ عن النِّسوةِ اللاّتي قَطَّعنَ أيديهنَّ.. إن رَبّي بِكَيدِهنَّ عَليم.
عاد الساقي إلى الملك، وأخبرَه بموقفِ يوسف، قال له:
ـ إنّ يوسفَ لا يَخرُجُ من السجنِ حتّى تَثبُتَ براءتُه.. يقول: ليسألِ الملكُ النساءَ لماذا قَطّعنَ أيديهنّ ؟! وأنّ العزيز يعرف أنّني بريء.
استَدعى الملكُ النسوةَ، وكانت معهن إمرأةُ العزيز نفسُها..
وسألهنّ الملكُ قائلاً:
ـ ما خَطْبُكُنَّ إذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَن نَفسِه ؟!
أجابَت النسوة جميعاً وهُنَّ يَعتَرفْنَ ببراءةِ يوسف من جميعِ التُّهمِ الباطلة:
ـ حاشَ للهِ ما عَلِمْنا عليَهِ مِن سُوءٍ.. إنّه بريء من كلِّ ما نُسِبَ إليه.. إنّه طاهر.. مِثلَ قَطَرات النَّدى.
وظَهَرت براءةُ يوسف، واعتَرَفَت امرأةُ العزيز قائلة:
ـ لقط ظَهَرت الحقيقة.. أنا التي راوَدتُه عن نفسِه. إنّه صادقٌ في كلِّ ما يقول..
الملكُ أُعجِب بنزاهةِ يوسف.. بأمانتهِ بعلمهِ وحلمهِ وصبرِه وبكلِّ صفاته.. لهذا قال:
ـ ائتُوني بهِ أسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي.
ظهَرَت براءةُ يوسف.. مِثلما تظهرُ الشمس.. وأُفرِجَ عنه ليخرجَ من السجن.. كما تَخرُجُ اللؤلؤةُ من أعماق بحار مظلمة.
دخلَ يوسفَ على الملك... تَحدَّثا معاً.. ازدادَ إعجابُ الملكِ به.. إنّه يقفُ أمامَ إنسانٍ عالِم... في قلبهِ روحٌ كبيرة.. وفي صدره علومٌ كثيرة.
الملكُ قالَ ليوسف:
ـ إنّك اليَوْمَ لَدَيْنا مَكينٌ أمين.
لقد أصبحَ يوسفُ شخصيّةً كبيرةً في البلاد.. ولكنّ يوسفَ لم يُفكّر إلاّ في شيءٍ واحد، هو أن يُنقِذَ مصرَ من الكارثةِ الاقتصاديةِ القادمة، لهذا قال:
ـ إجْعَلْني على خَزائنِ الأرضِ إنّي حَفيظٌ عَليم.
كان يُريدُ أن يُنظّم شؤونَ الزراعةِ والريِّ وخَزنِ المحاصيلِ استعداداً لسنواتِ الجَفافِ والقَحط.
ووافَقَ الملكُ على الفَور.. فأصبحَ يوسفُ سيّدَ مِصرَ كلّها؛ لقد صَبرَ يوسف... صَبَر على كلِّ شيء.. كان مؤمناً باللهِ فظلّ قلبُه طاهراً يملأه الإيمان.. اللهُ سبحانه شَمِلَهُ برحمتهِ فأنقذَه من البئر ومن الانحرافِ ومن السجن، ثمّ جَعَله سيّداً لبلادٍ كبيرةٍ هي مصر.
الزراعة
مِصرُ هي هِبَةُ النِّيل.. الناسُ في قديمِ الزمان، وقبلَ آلافِ السنين يَرتادونَ نهرَ النِّيلِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم بطريقةٍ بِدائيّة.. جاء يوسفُ الصدِّيقُ عليه السّلام إلى الحكمِ فنَشَطت حَركةُ الزراعةِ، وأدخَلَ تحسيناتٍ على طريقة الريّ..
كانوا يَعتَمدونَ الدِّلاءَ في ريِّ الحقول.. فجاءَ يوسفُ عليه السّلام واستخدم طريقةَ الأحواض. على الشاطئ عندما يَفيضُ النيلُ تمتلئ الأحواضُ دون جُهدٍ من الفلاّحين.. وتبقى مليئةً بالمياه.. ومن الأحواض تتفرّعُ القَنَواتُ لتسقيَ الحقولَ والمَزارع. فازدَهَرت الزراعةُ وازدادَ الإنتاج.
وأمرَ سيّدُنا يوسفُ عليه السّلام ببناءِ مَخازِنَ للحُبوبِ.. فكان يَدَّخِرُ المحاصيلَ إلاّ ما يكفي حاجةَ الناسِ في غذائهم اليوميّ.
سبعةَ أعوامٍ وهم يزرعونَ ويَحصدون ويَخزنونَ الحبوب. لقد كانت تلك السنواتُ مليئةً بالخيرِ والبركةِ والنَّماء.
السَّنواتُ العِجاف
بدأت سنواتُ الجَفاف.. انقَطَعَ المطرُ ذلك العام.. النيلُ لم يَفِضْ كعادته كلَّ عام.. ذَبَلَت الزروع.. وأقْفَرَت الحقول.. وجاء العامُ التالي.. انحَسَرَت مياهُ النيل أكثرَ وقَلّ منسوبُ الماء في النهر.. وسادَ القَحطُ في مصرَ والبلدانِ المجاورة.
أهلُ مصرَ أحبُّوا يوسفَ أكثر؛ لأنه أَنقذَهُم من سنواتِ الجُوعِ والقَحطِ والجفاف... المخازنُ مليئةٌ بالحبوب، ويوسفُ الإنسانُ الطيّبُ المُحِسنُ كان يُطعمَ الجياعَ ويُوزّعُ الحبوبَ بالعدل.
مصرُ نَجَت من الكارثةِ الاقتصادية بفضلِ يوسف.. ويوسفُ لا يُنكِرُ أن ذلك كانَ من فضلِ الله.
الجَفافُ لم يَضرِب بلادَ مصرَ وحدَها... بل مناطقَ واسعةً من الأرض...
لهذا كانت القوافلُ تأتي من كلِّ مكان للتزوّدِ بالقمح؛ وكان يوسفُ عزيزَ مصر لا يَرُدّ من يأتي إلى مصرَ خائباً.
كلُّ القوافلِ كانت تُغادرُ مصرَ وهي تَحمِلُ معها القمحَ والغذاءَ، وقد امتلأت نفوسُ الناس إعجاباً بعزيزِ مصرَ الذي كان يُعاملُهم كإخوةٍ له، وكان يملأ أوعيتَهُم فيعودون إلى أهليهم وديارِهم وافِرين.
أصبَحت مصرُ في ظلِّ يوسفَ عزيزِ مصرَ الجديدِ بَلَداً مليئاً بالخير، وكانت القوافلُ تأتي من أصقاعٍ بعيدة... وكان يوسفُ يستقبلُ الوافدينَ بطيبةٍ ومَحبّة... لم يَستغلَّ منصَبه ولم يَستغلَّ قُدرتَه؛ كان مُتواضعاً... يَستقبلُ الناس.. يَتبسّمُ في وجوهِهم ويوفِّرُ سَكناً مناسباً للوافدينَ من الدِّيارِ البعيدة.
قافلة من فلسطين
وذاتَ يومٍ.. وصَلَت قافلةٌ من أرضِ فلسطين، كان فيها عَشرةُ إخوة... هم أيضاً جاءوا ليَشتَروا القمحَ، لم يكونوا يَملكونَ شيئاً سوى دراهمَ من فضّة..
جاءَ الإخوة العشرةُ ودَخَلوا على عزيزِ مصر...
وقَفَ الإخوةُ العشرة... أمامَ العزيزِ وانحَنَوا له بإجلال...
نهضَ يوسفُ وراح ينظرُ إليهم، وردّ على تحيّتهم بأحسنَ منها.
وعَرَفهم يوسف.. عَرَفهم جميعاً. إنّهم إخوتُه العَشرة... إخوتُه الذين حَسَدوه... وأرادوا أن يَقتُلوه.. إخوتُه الذينَ دَفَعوا به إلى أعماقِ البئر في تلك البَوادي المُقفِرة حيثُ طُرقُ القوافل.
نعم إنهم إخوتُه: شمعون، راوبين، لاوي... عرفهم بعد عِشرينَ سنة..
تُرى.. ماذا فعَلَ يوسفُ في تلك اللحظات ؟! إنّهم لَم يَعرفوه.. بعد تلك السنين تَغيَّر يوسفُ، هو الآنَ في الثلاثينَ من عمرهِ.. لقد أخَذوا قميصَهُ ودَفَعوه في أعماقِ الجُبّ... ولكنّ الله لا يَنسى عبادَه المُخلصين.. هو الآن عزيزُ مصر.. يَرتدي حُلّةَ الملكِ وحولَهُ الحَرَسُ والجنود، وفي يدَيه مفاتيحُ مخازنَ مليئةٍ بالقمح..
تُرى ماذا يفعلُ يوسف؟! هل يَطرُدُهم ؟! هل يَنتقمُ منهم ؟ كلاّ! لماذا لم يفعل ذلك وقد أرادوا قَتلَه ؟! لأنّ قلبَ يوسف مُفعَم بالإيمان، ليس فيه سِوى الحبِّ وليس فيه سوى الخير...
وكان يوسف نبيّاً مُعلّماً للناسِ وهادياً إلى الله...
يوسف رحَّبَ بهم، أنزلهم في دارِ الاستراحة... وهم أحَبّوا هذا العزيزَ الطيّبَ الذي لم يَرفضْ بِضاعَتَهم مُقابلَ القمح.
ملأ جميعَ أوعِيَتِهم.. تَحدَّثَ معهم بودٍّ، سألَهم عن بلادِهم.. وكم عَدَدُهم.. قالوا له كلَّ شيء، قالوا له: إنّ يعقوبَ من ذرّيةٍِ إبراهيم.. قالوا له: إننا اثنا عَشَر أخاً.. ماتَ أحدُنا وهو يوسف.. أكَلَه الذئب! وسألهم: وأين أخوكم الآخر ؟
قالوا:
ـ لَم يُرسِلْه أبونا معنا.
ـ لماذا ؟
ـ لأنه أرسَلَ معنا شقيقَه يوسفَ فأكَلَه الذئب.. لهذا لم يُرسِلْ معنا بنيامين. هو يخافُ عليه ما خافَهُ على يوسفَ من قبل.
يوسفُ رحّبَ بإخوتهِ، ولكنْ لم يكشِفْ لهم عن هوّيتهِ، لم يَقُل لهم شيئاً عن نفسِه...
كانَ يسألهم عن أرضِهم وبلادِهم، وهم أيضاً أخبَروه بحُزنِ أبيهم يعقوب... حَدَّثوه عن بكائهِ وحُزنهِ وكيف فَقَد بَصرَه، وابيَضَّت عَيناه... حَدَّثوه عن حُبّه ليوسفَ الذي أكَلَه الذئبُ قبل عِشرينَ سنة!
أمرَ يوسفُ العُمَّالَ بأن يَملأوا أوعيتَهُم بالقمح؛ أمّا هو فذَهَب إلى مكانٍ بين الأشجار وراحَ يبكي.. يبكي على والدَيه، وعلى بنيامين، لقد هَزَّه الشوقُ إليهم..
العَودَة
ذهبَ يوسفُ لِيُشرفَ على تَجهيزِ القافلة، وأمَرَ الموظّفَ الذي يَقبِضُ أثمانَ القمحِ بوضعِ الفضّةِ التي أخذَها من إخوتهِ في رِحالهم دون أن يَشعُروا بذلك.
يوسفُ أدركَ أن حالتَهم المعيشيّةَ ليست طيّبة، لهذا أعادَ أموالَهُم ولم يُخبِرْهُم بذلك.
جاء إليهم ليودّعَهم، قالَ لهم:
ـ هل أنتم راضُون عن الكَيل ؟..
ـ أجل، لقد أحسَنتَ الينا أيّها العزيز.
ـ في المرّةِ القادمةِ وإذا ما جئتم إلى مصرَ فائتوني بأخيكم. سنُضيفُ إليكم سَهماً آخرَ في الكَيل.. وإذا لم تَفعلوا فلا تأتوا إلى هنا أبداً.
قال أحدهم:
ـ سَنُراوِدُ عنه أباه.. سنقولُ له ذلك... سنُلحُّ عليه حتّى يوافقَ على إرساله.
وهكذا عادت القافلةُ إلى أرضِ الخليل... الإخوة حَدّثوا أباهم بما جَرى لهم... قالوا لقد مُنِعَ عنّا الكَيلُ إذا لم نأخُذْ أخانا بنيامين معنا.. هكذا قالَ عزيزُ مصر.
قال يعقوب عليه السّلام:
ـ هل آمَنُكُم عَلَيه إلاّ كما أمِنتُكُم على أخيهِ من قَبلُ، فاللهُ خَيرٌ حافظاً وهو أرحَمُ الراحمين ؟!
بكى يعقوب.. تذكّر يوسفَ الذي اختَفى منذ عشرينَ سنة. وعندما ذَهبوا ليفتَحوا مَتاعَهُم وَجَدوا فضّتهم التي اشتَرَوا بها القمحَ قد أُعيدَت إليهم.. فَرحوا جدّاً وعادوا إلى أبيهم يُبشِّرونه:
ـ يا أبانا هل نطلبُ أكثرَ من هذا ؟! لقد أُعيدت إلينا أموالُنا مع القمح... فارسِلْ معنا أخانا من أجلِ أن نَميرَ أهلَنا ونَحفَظَ أخانا ونَزدادَ كَيْلَ بعير.
قال يعقوب:
ـ لن أرسِلَهُ معكم حتّى تُعطوني مِيثاقاً على إعادته.. إلاّ إذا أُحيطَ بكم.
أعطى الإخوةُ مِيثاقَهُم في المحافظِة على بنيامينَ من كلّ مكروه.
هواجس يعقوب
عندما تَجَهّزت القافلة وجاءَ ابناءُ يعقوبَ لتوديعِ أبيهم، قالَ لهم الأب:
ـ يا أبنائي، لا تَدخُلوا مِصرَ من بابٍ واحدٍ وادخُلوها من أبوابٍ متفرقة... أخشى عليكم من الحَسَد... ولكنّ هذا لا يُغْني شيئاً عنكم أمامَ مشيئةِ اللهِ سبحانه..
كان يعقوبُ عليه السّلام يخافُ على ابنائه الحَسَد... كان يَشعرُ أن حادثاً ما سيَقَع لهم وسيُفرَّقُ جَمعُهم... لهذا أراد أن يَدفعَ عنهم شَرّ الحسد... ولكن مشيئةَ الله هي الحاكمة، لهذا قالَ يعقوب عليه السّلام:
ـ إنِ الحُكْمُ إلاّ للهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وعَلَيهِ فَلْيَتَوكَّلِ المُتَوكّلون .
وهكذا انطَلَقت القافلةُ تَطوي الصحراءَ إلى مصر.. وتَمرُّ الأيامُ.. وبعد اثنَي عشرَ يوماً وَصَلت القافلةُ قريباً من أرضِ مصر..
وهناك افترَقَ الإخوة، كلّ اثنين دخلوا مصرَ على حِدَة؛ كانوا أحدَ عَشَر أخاً.. مَن الذي ظلّ وحيداً ؟ بنيامين ظلّ وحيداً دخلَ مصرَ لوحده.. لهذا كان حزيناً جدّاً...
2014-12-26, 16:09
#2
الصورة الرمزية بائعة الورد
بائعة الورد
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Nov 2014
العمر : 10 - 15
الجنس : انثى
المشاركات : 1,444
تقييم المستوى : 11
بائعة الورد غير متواجد حالياً
افتراضي
شكرا على الموضوع
2014-12-26, 17:07
#3
الصورة الرمزية souzou
souzou
:: مشرفة عامة ::
تاريخ التسجيل : Sep 2014
الدولة : الجزائر - ادرار
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 7,097
تقييم المستوى : 19
souzou غير متواجد حالياً
افتراضي
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
2019-11-06, 10:58
#4
الصورة الرمزية beddiarDsp
beddiarDsp
:: عضو مبدع ::
تاريخ التسجيل : Oct 2019
الدولة : الجزائر - المسيلة
العمر : 30 - 35
الجنس : انثى
المشاركات : 894
تقييم المستوى : 5
beddiarDsp غير متواجد حالياً
افتراضي رد: قصة النبي يوسف عليه السلام -2-
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كفاك فخراً أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم سمراء الليل طاسيلي الإسلامي 31 2021-06-01 12:21
71 خصـلـة تكفر وتذهب الذنوب و الخطايا بـإذن الله MANAL KZ طاسيلي الإسلامي 20 2021-02-08 09:06
مواقف من حياة الحبيب - رسول الله - صلى الله عليه وسلم Imi Imà طاسيلي الإسلامي 15 2020-03-12 13:54
بعض اخلاق الرسول ص مالك الحزين طاسيلي الإسلامي 14 2020-03-12 13:44
قصة النبي يوسف عليه السلام -1- nihallahmer قـسم القصـص و الروايات 2 2014-12-26 18:39

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 07:47
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)