مناظرة بين السّيف والقلم :
اجتمع السيف والقلم ، ودار بينهما نقاش والناس من حولهم ، كل واحد يفاخر بنفسه ويمدحها ويفضلها على خصمه ، حتى كادت ان تنشب بينهما معركة حامية .
وهذا هو الحوار الذي دار بينهما :
القلم : أنا أفضل منك أيها السيف، ولا تغتر بطولك وثقلك.
السيف مستهزئا: لو هويت عليك لقطعتك اربا إربا ، فبماذا أنت أفضل مني .
القلم: لقد فضلني الله عليك في القرآن وهذا كلام رب العالمين ، وهل هناك أفضل من كلامه ؟
قال سبحانه وتعالى (ن والقلم وما يسطرون) وقال أيضا : ( الذي علم بالقلم ) .
السيف: هذا صحيح أما أنا فرمز العز والفخر وتغنى بي الأبطال في المعارك وصورني الشعراء في أشعارهم وقالوا كثيرا من الكلام أما سمعت قول الشاعر :
السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحدين الجد واللعب
القلم : وأنا تغنى بي الشعراء أما سمعت قول الشاعر :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
السيف : أنا سلاح كل مقاتل " أهوى على الرؤوس في المعارك فتطير هنا وهناك وأكون سببا في النصر للأقوياء .
القلم : بل النصر من عند الله وأنا أفضل منك لأنني أخلط ما تفعل و أخلد ذكر الأبطال والأيام فكل موقعة في التاريخ دونتها وحفظتها ولولاي ما سمع الناس بيها وعرفوها .
السيف : بل لولاي لما سمع بها الناس ولا حدثت المعارك ولا كانت الفتوحات الإسلامية ، لقد رافقت الابطال الفاتحين فكنت أهوي على رؤوس الكفار فتطير هنا وهناك
القلم: أيها السيف أنت العميل الخائن من قتل حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد فحزن عليه الرسول وبكى فهل أنت أفضل مني ؟
السيف : نعم أنا أفضل منك ، هذا ما كان يبحث عنه كل مسلمم مطلبه هو النصر أو الشهادة في سبيل الله فهل بعد الشهادة أرفع أو أفضل منها .
وعلت الأصوات بينهما وكادت تنشب بينهما حرب قاسية ثم تدخل بينهما جمع غفير من الناس
ليحلوا ما بينهما من مشكلة وظهر بينهما شيخ جليل قال لهما :
اسمع أيها السيف وأنت أيها القلم كل منكما له فضل عظيم فأنت الذي تحقق النصر وأنت الذي تخلده للأجيال اللاحقة وأنت الذي جبت الأرض شرقا وغربا وفتحت الانصار وقتلت الكفار وانت الذي ملأت الكتب وزخرفتها بالذكريات والأحداث إسمعا ، كل واحد منكم مكمل للآخر فلولا السيف ما كتب القلم ولولا القلم ما خلد ذكر السيف . وبعد ذلك أقبل كل منهما على الآخر وهو يعتذر عما بدر منه