:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jun 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 2,134
تقييم المستوى : 14
رد: روايتي الثانية : ذكريات الطفولة
الفصل الأول : من أنا؟!!!
في أحد أحياء باريس تقيم "جودي" الشابة الجميلة ذات العيون الخضراء والشعر الذهبي.. شابة جميلة كغيرها من الأوروبيات .تقطن رفقة عائلتها المتواضعة( أمها" سوزي" الماكثة في البيت وأبيها "ستيف" الطبيب الجراح إلى جانب شقيقيها الصغيرين "مارك" و"توم" )
بطلتنا تبلغ من العمر 20 سنة وتدرس الفنون الجميلة في الجامعة الخاصة في باريس هذه الشابة بارعة جدا في العزف
كانت جالسة في غرفتها تقرأ أحد روايات الكاتبة أجاثا كريستي
فجأة رن هاتفها فتجاهلته ولكنه رن مرة أخرى فمدت يدها وعينيها مازالتا معلقتين بتلك السطور السوداء واستمر الهاتف في الرنين إلى أن أجبرت عينيها أخيرا على الابتعاد عن الكتاب والرد على المكالمة
جودي : الو
ليديا : أهلا صديقتي كيف حالك
جودي: هل تعلمين بشاعة الجريمة التي إرتكبتها الآن
ليديا : أكنت تطالعين كتابا
جودي: اه يا إلاهي لقد كانت أحداث مشوقة
ليديا تضحك : أنني مشتاقة لحبيبتي
جودي : حسنا لنلتقي قريبا
ليديا : بالتأكيد .... آه بالمناسبة هل إستطعت تذكر شيئ يا جودي
جودي: لا.. لاشيئ جديد
ليديا: إذا كان هناك جديد أعلميني
جودي: حسنا أراك قريبا
ليديا: إلى اللقاء
جودي تعرضت منذ عام لحادث أفقدها ذاكرتها تماما و إستعادت جزء منها بفضل عائلتها لكنها بقيت عاجزة على تذكر طفولتها لأن أمها كانت تتجنب الحديث في الموضوع كلما جاء على لسان جودي وهكذا بقيت ذكريات طفولتها حلقة ضائعة من سلسلة الذكريات
بعدما خربت عليها ليديا إندماجها مع الرواية وضعت كتابها على الطاولة وقامت من مكانها تمشي بخطوات متثاقلة وفتحت خزانتها فإمتدت يدها لتحمل الصندوق المزخرف وجلست على الأريكة تتأمل النقش .. لطالما إستغربت وجود نقش باللغة العربية على صندوق تملكه منذ طفولتها كانت متأكدة أن بعض ذكرياتها مخبأة داخله تحسست جودي النقش بيدها وهمست( ترى لماذا أملك صندوقا كهذا ..هل يخصني أم يخص فتاة أخرى ....يا إلاهي لماذا لا أقدر على تذكر شيئ ....هذا الأمر سيجعلني أصاب بالجنون ...)
أمسكت رأسها بكلتا يديها وصرخت صرخة أفزعت أمها التي أسرعت إليها خائفة فوجدتها فاقدة الوعي والصندوق المزخرف ساقط بالقرب منها ... تم أخذها إلى المستشفى كالعادة فهذا الصداع لم يفارقها منذ الحادث لقد كانت أمها تعلم جيدا سر ذالك الصندوق لكنها آثرت الإحتفاظ به لنفسها ولو كان ذالك على حساب إبنتها
فتحت جودي عينيها بهدوء وهي ترى نفسها مستلقية على السرير الأبيض إلتفتت يمنة ويسرة تحاول إستوعاب ما يحدث حولها مدت يدها لتمسك رأسها ألما من الصداع لقد تعبت من هذه الحالة متى تتخلص من هذه النوبات الحادة
لمحت الباب يفتح فتعلقت عينيها بتلك العينين الخائفتين
ليديا: جودي ما الذي حدث هل عاودتك النوبة
أومئت لها جودي بنعم فاقتربت منها ليديا وجلست بالقرب منهاو قد امتدت يدها لتمسح على شعر صديقتها وهي تهمس: أرجو أن تتحسن حالتك يا صديقتي
سرحت جودي في الفراغ وهي تفكر (هل كان لي أصدقاء مقربون يحبونني مثل ليديا أم أنني كنت فتاة بائسة وحيدة ؟!)
ليديا صديقة جودي منذ عامين تبلغ من العمر 21 سنة لها ملامح عربية لاكنها من أصول فرنسية أب عن جد ..ليديا فتاة مرحة للغاية تحب جودي كثيرا وتفهمها تدرس الرسم في نفس جامعة جودي
وقفت جودي وإلتفتت لليديا : هيا نذهب
ليديا : أنت متأكدة أنك بخير
جودي: أجل أنا بخير تعلمين أني أصبحت أختنق من هذه الأماكن
ليديا : إذن مارأيك أن نذهب إلى الحديقة عليك أن تتنزهي قليلا سيشعرك هذا بالإرتياح
جودي : حسنا دعينا نمر أولا على بيتي لكي أغير ملابسي وآخذ هاتفي
ليديا : حسنا
توقفت الفتاتان عند باب منزل جودي فالتفتت لصديقتها : إنتظريني هنا لن أتأخر عليك
ليديا : حسنا
دخلت لينا واصدمت نظراتها بنظرات أمها فتجاهلتها وأكملت طريقها لغرفتها لكن أوقفها صوتها وهي تقول : هل تحسنت
اجابت جودي ببرود : أجل ..ثم أضافت قائلة : وأرجو أن أحصل قريبا على إجابة لأسئلتي ...ودخلت غرفتها دون أن تسمع كلمة أخرى من أمها
غيرت ملابسها بسرعة واقتربت من الطاولة لتحمل هاتفها فلمحت الصندوق على الأرض فتنهدت تنهدا مسموعا وحملته ووضعته في الخزانة وحملت هاتفها وخرجت مسرعة
ليديا : لقد تأخرت
جودي : آسفة صديقتي دعينا نذهب
مشت جودي جنب ليديا ولكن عقلها كان في مكان آخر لقد كانت دوما هكذا
ليديا لاحظت شرود صديقتها وتوقفت : جودي
لكن جودي أكملت طريقها وهي تنظر إلى خطواتها المتتابعة بانتظام
ليديا تنهدت : ها قد عادت لشرودها مرة أخرى ...أتسائل ما الذي يجول بخاطرك الآن يا صديقتي ...ومشت حتى أدركت صديقتها وأمسكت يدها : جودي إنتظري
إنتبهت جودي لنفسها والتفت بسرعة لصديقتها : آسفة لقد شردت
ليديا : مالذي يشغل تفكيرك هل هو موضوع الصندوق مرة أخرى
جودي : أجل ..أنا متأكدة أن أمي تعلم كل شيئ لكنها ترفض البوح به
ليديا : وماالذي قد يجعلها تخفي عنك أمرا يخصك
جودي تنهدت : وهذا الذي لم أفهمه حتى الآن
ليديا : هيا يا صديقتي دعي عنك هذه الأفكار السلبية ودعينا نستمتع بنزهتنا
جودي : حسنا ليديا
واصلتا الفتتان طريقهما وإستمتعتا مع بعضهما وجعلت ليديا صديقتها تنسى أمر الصندوق ولو لفترة قصيرة
وما المطالعة إلا جزء مني...
كبرياء أنثى *-*
التعديل الأخير تم بواسطة كبرياء أنثى ; 2017-12-29 الساعة 16:45