الملاحظات
2016-01-05, 06:52
#11
الصورة الرمزية ♡~ أم البرآء ~♡
♡~ أم البرآء ~♡
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jul 2015
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 5,162
تقييم المستوى : 18
♡~ أم البرآء ~♡ غير متواجد حالياً
افتراضي الركن المعنوي و الركن الدولي
* الركن المعنوي:
يمثل الركن المعنوي في الجريمة الجانب النفسي الذي يتكون من مجموعة من العناصر الداخلية أو الشخصية ذات المضمون الإنساني والتي ترتبط بالواقعة المادية الإجرامية .
فهو يعتبر الاتجاه غير المشروع للإدراك والإرادة الحرة نحو الواقعة الإجرامية،وبمعنى آخر يقصد به كافة الصور التي تتخذها الإرادة في الجريمة عن عمد أو خطا غير عمدي .
فالإرادة الآثمة هي جوهر الخطأ الذي هو أساس المسؤولية الجنائية في العصر الحديث، ويفترض الخطأ توافر شرطين اثنين، العلم وحرية الاختيار وبداهة فإن هذين الشرطين لا يتوافران إلا لدى الإنسان وحده وهو المسئول جنائيا سواء في إطار القانون الداخلي أو القانون الدولي.
ولما كانت جرائم الحرب إحدى صور الجريمة الدولية، فإن القواعد العامة التي تحكم الجريمة الدولية تنطبق كذلك على جرائم الحرب، فجرائم الحرب هي من حيث الواقع القانوني والعلمي لا ترتكب إلا من قبل أفراد طبيعيين، سواء كانوا جنودا أم مدنيين، رؤساء أم مرؤوسين، حكاما أم محكومين، وبما أن الفرد الطبيعي إنسان فإن قضية العلم وحرية الإرادة تلعب دورا محوريا بارزا في إسناد المسؤولية الجنائية من عدمه.
فجرائم الحرب كما قلنا سابقا هي جرائم مقصودة يتطلب ركنها المعنوي ضرورة توافر القصد الجنائي والقصد المطلوب توافره هنا هو القصد العام فقط والذي يتكون كما قلنا من العلم والإرادة.
وعليه فيجب أن يعلم الجاني أن الأفعال التي يأتيها تخالف قوانين وعادات الحرب كما حددها القانون الدولي العام الجنائي والعرف والمعاهدات والمواثيق الدولية، فإذا انتفى هذا العلم انتفى القصد الجنائي ولا تقع الجريمة، ولا يكفي أن يثبت الجاني أنه لا يعلم بالمعاهدة التي تحظر هذا الفعل، وإنما يجب عليه أن يثبت عدم علمه بالعرف الدولي الذي يجرمه،كما لا يكفي انتفاء العلم الامتناع عن التوقيع عن المعاهدة التي تحضر هذا الفعل، إذ أن هذا الامتناع في حد ذاته يؤكد سوء نية الدولة المبيتة وعلمها بالخطر.
ويجب أيضا أن تتجه إرادة الجاني إلى جانب العلم إلى إتيان تلك الأفعال المجرمة ،فلا تقع الجريمة إذا لم تكن الإرادة متجهة إلى مخالفة قواعد وعادات الحرب كما لو كان الجاني يعتقد أنه في حالة دفاع شرعي مثلا. ويكفي توافر العنصرين السابقين لتحقيق القصد الجنائي لأن القصد المتطلب في هذه الجرائم هو القصد العام فقط.
ولذلك فإن إنهاء العلاقات السلمية بين الدول المتحاربة لا تعد قصدا خاصا لهذه الجريمة، وتعليل ذلك أن إنهاء العلاقات السلمية بين الدول المتحاربة ليس سوى أثر يترتب على ارتكاب الأفعال المجرمة ولا يدخل بالتالي في تكوين الجريمة كما أن المواثيق والمعاهدات الدولية لا تتطلب نية خاصة تتجه إلى هذا الأخير.
وخلافا على هذا الرأي فإن الدكتور حسنين عبيد يعتبر أن نية إنهاء العلاقات السلمية بين الدول المتحاربة يمثل قصدا خاصا يتجاوز مجرد النتيجة الإجرامية.
ذلك أن جرائم الحرب من الجرائم الوقتية ذات الأثر الممتد تقع بمجرد إتيان الفعل المجرم، ويمكن أن تقع في صورة الجريمة المتتابعة إذا وقعت الأفعال المحرمة تنفيذا لغرض إجرامي واحد.
* الركن الدولي:
تتميز الجريمة الدولية عن الجريمة الداخلية بركنها الدولي، ومعنى هذا الركن في الجريمة الدولية تخطيط الدولة لها، وتنفيذ ركنها المادي بالاعتماد على قوتها وقدرتها ووسائلها، وقد ينفذ الجريمة بعض الأفراد لكن باسم الدولة ولحسابها.
أما بالنسبة لجرائم الحرب فيقصد بركنها الدولي ارتكاب إحدى الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني بناء على تخطيط من جانب إحدى الدول المتحاربة، ويتم التنفيذ من قبل الأفراد والهيئات التابعة لها باسم الدولة برضاها، ضد مؤسسات أو سكان الدول المعادية، أي يتعين لتوافر الركن الدولي أن يكون كل من المتعدي والمتعدى عليه منتميا لدولة في نزاع مسلح مع الأخرى.
ولا يمكن أن يتوافر الركن الدولي إلا في حالتين:
الأولى:إذا وقعت الجريمة من وطني على وطني مثل: "قتل طبيب لجرحى أو مرضى –ضحايا الحرب- من جنسيته في إحدى المستشفيات".
الثانية:إذا كانت الجريمة المرتكبة هي الخيانة مثل: "مساعدة أحد المواطنين للأعداء وذلك بإمدادهم بالسلاح أو تمكينهم من الحصول على أسرار الدفاع أو حمل السلاح بإرادته والقتال مع الأعداء ضد دولته"، فتعد الجريمة الدولية في كلتا الحالتين جريمة داخلية، وذلك لانتفاء العنصر الدولي.
كما يرى البعض أن الركن الدولي يستمد وجوده من نوع من المصالح أو الحقوق التي يطالها الاعتداء،
ذلك أن الركن الدولي يتوافر بالاعتداء على المصلحة أو حق يحميه القانون الدولي الجنائي.
غير أن ما تجدر ملاحظته بشأن الركن الدولي في جرائم الحرب، أن التطور القانوني الدولي الذي شهدته نظرية الحرب، وظهور نظرية النزاعات المسلحة بشقيها الدولية والغير دولية، قد أدى إلى ظهور مفاهيم جديدة وقواعد جديدة قد أصبح من الممكن في النظرية الحديثة أن يحدث صراع داخل الدولة بين الحكومات القائمة وبين المتمردين أو عصابة أو جماعة معارضة أو حركة تحرير أو بين فئات متناحرة بين الدولة الواحدة، وإدارة صراع مسلح ممتد تحدث خلاله انتهاكات لقوانين وأعراف الحرب.
هذه الانتهاكات تعتبر جرائم حرب على الرغم من أن الصراع ليس بين دولتين ،هذا ما أكده البروتوكول الأول والثاني الذي أضافته الأمم المتحدة إلى اتفاقيات جنيف الأربعة التي اعتبرت أن النزاع المسلح بين حركات التحرير وسلطات الاحتلال أو أثناء الحروب الداخلية في حكم النزاع المسلح بين الدول وتطبق بشأنه قواعد وعادات الحرب بحيث إذا وقعت أحد أطراف النزاع على الأخر يعتبر جريمة حرب رغم عدم تحقق الركن الدولي، وهذا الاستثناء تم إقراره من المجتمع الدولي حماية للمدنيين والمقاتلين العزل لأن مبادئ الإنسانية تفرض هذا الاستثناء.
كما أن جرائم الحرب، سواء أكانت بين دولتين أو بين دولة وأفراد تمثل ترويجا للضمير العالمي والأخلاق الدولية، معنى هذا أن شرط الدولية في جرائم الحرب له سمة خاصة، إذ أن قواعد القانون الدولي الجنائي تتدخل لتنطبق قواعدها سواء أكان الصراع دولي أم غير دولي، وإذا توافرت في الأفعال المرتكبة الشروط التي حددها العرف الدولي والاتفاقيات الدولية لجرائم الحرب تستوجب المحاكمة والعقاب.

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث حول : المالية العامة Tassilialgerie منتدى البحــوث الجامعيـة 34 2023-03-19 13:47
قانون الأعمال : العلاقات التجارية الدولية DZ_Khelifa كليـة العلـوم القانونيـة و الاداريـة 16 2020-03-09 21:26
مفهوم العـلاقات العامة وتعريفاتها وخصائصها farahe 18 كلية العلوم التجارية و العلوم الاقتصادية و التسيير 9 2020-03-08 13:58
الحرب العالمية الثانية( 1939 ـ 1945 ):أســبابها ومراحلـها (تاريخ - سنة 2 ثانوي) Tassilialgerie سنـة ثانيــة ثانـوي 8 2017-03-16 19:59
شرح: سياسة الاحلاف , سياسة المشاريع , الازمات الدولية , الحرب الباردة , دعاية المغرضة Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 0 2014-06-19 16:24

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 10:18
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)