السلام عليكم
يحلو للأديب أن يكون مفكرًا، والمفكر قد لا يكون أديبًا، وفي كلتا الحالتين يظهر أو يبدو الأدب والفكر في معية واحدة وفي صف واحد، إذ إن الأدب -كما هو معلوم- الأخذ من كل علم بطرف والفكر هو الذي يحرك في المثقف عقله وذهنه، ومن ثم فالمفكر أديبٌ ومثقفٌ حتى يصل إلى درجة الفيلسوف، هذا إذا كان لهذا المفكر موهبة أدبية أو شاعرية.
أما الفلسفة فمعناها محبة الحكمة، هكذا في التعريف المأخوذ عن اللغة الإغريقية القديمة، والفلسفة لها منطق جزل أو نحف ويقال: إن المنطق معناه نحو الفكر البشري.
وليس هناك مقارنات بين هذه المصطلحات بالقدر الذي يفرق، ولكن هذه المصطلحات كافة مصطلحات ثقافية ومعرفية وفنية ليس إلا. بيد أن الأدب هنا منعش لهذه الحركات الذهنية والمصطلحات الفكرية لأنه يحمل في باطنه رقاقات عاطفية وأدبيات حلوة وفنونًا جميلة.
هذه المعالم الثقافية بين الأدب والفكر والفن والمنطق والشعر والذهن لهي تعبيرات ذوقية تصل بين الذهن والفكر فيعبّر بها الأديب عمّا يعلمه لغةً وأدبًا وثقافةً. وصار لهذه الثقافة محبون خاصة في القرون الماضية وبالأخص الشعر والفن الأدبي وكان ذوو السلطة يقربون إليهم الأدباء والشعراء والفنانين أمثال الرواة والإخباريين كحماد الراوية وخلف الأحمر والأصمعي الذي كان يروي كثيرًا عن الأعراب ومثال على ذلك أنه التقى بأعرابي فقال له ما صناعتك؟ فقال الأصمعي: الأدب، فقال له الأعرابي: نعم الشيء هو فعليك به فإنه ينزل المملوك في حد الملوك!.
مع السلامة