الملاحظات
قـسم القصـص و الروايات :: خاص بالادب و القصة الصغيـرة و كتابات القصصية حصرية للاعضاء و الرواية
2018-02-16, 17:22
#1
فتاة الأمل روبي
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Feb 2018
الدولة : الجزائر - تيارت
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 1
تقييم المستوى : 0
فتاة الأمل روبي غير متواجد حالياً
06 روايتي ***الأيام دول***
السلام عليكم ..
سأقوم بنشر روايتي المتواضعة في هذا الفضاء منتظرة منكم التقييم والمتابعة .....
اليكم الفصول الأولى وان وجدت تفاعلا سأقوم بتنزيل البقية ...... عاشقة الكتابة روبي 😳
مقدمة
هنالك مثل يقول " الأيام دول " .....وهذا المثل استوحيناه من قوله تعالى :" وتلك الأيام نداولها بين الناس ".......فقد يحدث ما لم نلق له بالا في حياتنا .....وتجري امور لم تدر بخلدنا يوما ........هكذا هي الحياة يوم لنا ويوم علينا فلا الهم باق ولا السعادة باقية .....لكن الله ليس بظلام للعبيد وكل منا سينال جزاءه سواءا في دار الخلد أو في حياته الفانية .


الفصل الاول
سحر صبية في الثامنة عشر من عمرها ، طالبة بالمرحلة الجامعية ،تعيش حياة بسيطة ضمن اسرة متواضعة من اب وام كانا لها سندا وعونا في هذه الحياة ، ربياها احسن تربية وانشأاها على اصول الدين ومكارم الاخلاق ، ولها اخ من والدها لم يحبها يوما ولم يعتبرها كأخت له رغم حبها له واحترامها له كونه يكبرها بعدة سنوات .....كان شخصا انانيا وقاس بلا رحمة .
سافرت سحر خارج مدينتها من أجل الدراسة وتحقيق احلامها وطموحاتها التي كانت تصنعها في خيالها وتدعو تحقيقها في صلاتها .....أمضت ايام عصيبة في الجامعة فهي لم تعتد فراق والديها ولا تحمل المسؤولية ..........لكنها صبرت وتحملت الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم .
اتصال هاتفي وحيد قلب حياتها رأسا على عقب ، دمرها ، شل كيانها ...ولم يبقي فيها اي اساس ترتكز عليه .
-بينما كانت سحر بين اوراقها ودفاترها الملقية امامها باهمال .....حتى سمعت صوت رنين هاتف بين تلك الفوضى العارمة من الاوراق ....... بحثت عنه امسكته ......واذ به اتصال من اخيها ....ارتسمت على ملامحها علامات الاستغراب وبعض من الفرح في ان واحد.......حدثت نفسها :"احمد يتصل بي ....هل انا احلم ام ان معجزة ما قد حدثت "
اجابت بنبرة سعيدة :"الو!"وهي لا تزال غير مصدقة
رد ببرود وجفاء ........رد وياليته لم يرد ........
احمد:الو
سحر: مرحبا اخي كيف حالك ؟
احمد: توفي والداك اليوم بحادثة اختناق بالغاز ..........جهزي نفسك سآتي لآخذك بعد ساعة ً...........
وفصل الخط وسقط معه قلبها ،انزلق الهاتف من يدها حتى سمعت صديقتها صوت تحطمه على الارض .....هرعت اليها لتعرف مالذي حصل لصديقتها ..
كانت جثة هامدة ،تنظر نحو الفراغ تردد بصوت باهت :"ابي امي والداي "
لم تفهم رنيم تلك التمتمات ،حاولت اسنادها لكنها فشلت فقد اغمي عليها مباشرة ........واسدلت جفنيها لتغطي تلك العينين الذابلتين ، عينيها التي لم تكتسي هذه النظرة الباهتة من قبل ....عينيها المرحتين المليئتين بالحب .
رنيم: يا فتيات ، ساعدنني ارجوكن .........
كانت تصرخ مستنجدة لتنقذ رفيقتها الوحيدة وأعز ماتملك في هذا الوجود بعد والدها كونها يتيمة الام .
استجابت للنداء احدى الفتيات ، ساعدتها في حمل سحر المغشي عليها الى سيارة الاسعاف مباشرة .
بعد مدة زمنية ، استيقضت سحر لتجد نفسها بمكان غير الذي كانت فيه قبل قليل ، وصبيتان الى جانبها لم تستطع تمييزهما بسبب الضباب المستغشي على عينيها.
امسكت احداهما بكفها لتردد بصوت كالصدى :"سحر سحر هل انت بخير ؟"
توضحت الصورة لديها وكانت تلك رنيم رفيقة عمرها
سحر: اين انا ....مالذي جرى ؟
رنيم: كنت تتكلمين بالهاتف واغمي عليك فجأة فاحضرناك الى المستشفى
تذكرت سحر ما حدث واكتسى وجهها الحسن حزنا عميقا ، وقطرات دمع انسابت على خديها المتوردين بهدوء .
تكلمت رنيم بأسى غير مدركة لما يحدث مع صديقتها :"سحر ارجوك فلتخبريني ما حدث فأنا تائهة ولا أستطيع رؤيتك بهذا المنظر المحزن

ردت سحربصوت اجش بقلب مجروح وروح محطمة :" مات سندي يا اختاه ، ماتت حضني الدافئ يا رنيم ،تيتمت صديقتك يا رنيم ........واجهشت بالبكاء .....كان شكلها الحزين يقطع القلب ويدميه ...........لم يكن امام رنيم سوى احتضان صديقتها والتربيت عليها بحنان.
بعد ساعة كما ذكر تماما اتى احمد لاصطحابها .........لترى والديها لآخر مرة .....لم تستطع توديعهما .....ولا حتى اخذ حضن دافئ من امها والامان من والدها .......شهر بأكمله بعيدة عنهما .
..............
كانت بالسيارة مستندة على كتف صديقتها.........تذرف دموع الاسى والالم ، دموع يتمها المفاجئ !
حاولت رنيم تهدئة صديقتها اخبرتها ان ما حصل تقدير من الله لكنها لم تفلح .......فجرحها عميق وصدمتها اكبر من ان تتجاوزها ببضع كلمات كانت ضعيفة امام ما حدث رغم قوتها امام كل الظروف ......الا هذا ......فلم يكن بحسبانها يوما ما .
توقفت السيارة امام باب بيتها ...........فتحت باب السيارة بسرعة ............ثم جرت .......بسرعة.....لم تكن ترى امامها سوى صورة والديها ..لم تتوقف دموعها عن الانسياب ......قبلتهما ، احتضنتهما ، وتمنت الا تبتعد عنهما ولكن هيهات ان يحصل ........... فاكرام الميت دفنه .
بعد صلاة الظهر دفن والديها ودفن معهما قلبها .....روحها المرحة ......سعادتها ......اصبحت سحر كالجثة ، عيناها ذابلتين ، وجه شاحب مصفر ، هالات سوداء تكسو اسفل عينيها ،و دموع تنزل كالشلالات دون توقف وبدون انين او صراخ .......فقط دموع تنسكب على وجنتيها بهدووووووووووء....................يتبع #


ا
Ruby #


الفصل الثاني
مرت الايام والليالي وهاهو شهر كامل يقترب من نهايته وسحر لا تزال بغرفتها المظلمة ، ملتفة على نفسها تبكي امها واباها ..........تعيش وسط الظلا م ..... اما اخوها وزوجته ....فغير ابهين بها ......ان مرضت او ماتت داخل تلك الغرفة ، يصلها الاكل فترده .....يدق بابها فتصده .... شهر كامل من الاسى والالم .هزل جسمها وانهارت صحتها ، ضاعت دراستها .....ولا احد يهتم .
الا رنيم فلم تنسها لكم تألمت لأجل صديقتها ......كانت كل اسبوع تسافر لأجلها .........تطمئن لحالها .....تقنعها بالعودة الى الدراسة .....لعلها تنسى ...... ولكن هيهات ان تستجيب ....هيهات ان ينبض قلبها من جديد .
استمرت سحر على نفس الحال تبيت الليالي على الطوى وتظله ........حابسة نفسها بين اربعة جدران ........وصلت زوجة احمد حدها من اصطناع الشفقة ، آن اوان استيقاظ الافعى من سباتها .......لم يحدث يوما ان تستطيع احداهما تحمل الاخرى ولا التعامل معها كانتا قطبين سالبين كلما تقاربتا تنافرتا .
لم تكن نرجس تجرؤ على ايذاء سحر في حضرة والدها .......ولكنها كانت سليطة لسان ولازالت .........اما الان فقد اتيحت لها الفرصة للانتقام ....فلا سند لسحر ولا حامي لها ..
فتح الباب بقوة حتى كاد يكسره ......اتاها غاضبا مكشرا عن انيابه بعد ان شحنته زوجته ........بعد ان اصطنعت البرائة وتلحفت بلحاف الضعف راغبة في طردها من المنزل متحججة بكثرة احتياجات البيت وانها لا تقدر على تحمل مسؤولية شخص آخر غير اولادها .
صرخ فيها بصوته الغليض .....صرخة هزت كيانها جعلتها تقوم من سريرها فزعة .
احمد: انهضي !
ردت بتعب والم :"مالامر ؟"
احمد:قومي من فراشك ........انهضي وساعديها في اشغال المنزل
سحر : رأفة بحالي ....الا ترى اني ضعفت وخارت قواي دعني فهمي يكفيني
احمد : لن تبقي عالة علينا .......ستعملين مثلك مثل اي شخص هنا
سحر: سأعمل ومن قال غير ذلك فقط اعطني مهلة لاستعيد نفسي رفقا بي يا احمد فصدمتي تكفيني ...ارحم يتمي يا اخي .
تكلمت من بين دموعها .......دموع الم ...دموع اسى واحتياج..........فان لم يرحمها هو كيف تنتظر الرحمة من غيره .
لم تهتز من بدنه شعرة ولا كأنه يرى يتيمة مكسورة الجناح بين ناظريه .....صرخ فيها بلا رحمة ولا شفقة .......فقامت تجر
نفسها بانصياع ........لا تريد معاكسته ......تعلم انه سيضربها وجسدها الهزيل لن يتحمل الضرب .
سئمت سحر البقاء في جحيم ذلك المنزل و تحت سلطة زوجة اخيها .........اقتنعت بكلام رنيم ...او اقول انها ارادت الهرب من جحيم تلك المرأة ......التي استغلت الموقف وجعلتها خادمة لحضرتها .دون ان تحرك ساكنا هي .
قررت ان تكلمه حول عودتها الى الجامعة ، كانت خائفة الا يقبل ، لانه من الاساس كان رافضا لفكرة خروجها من المنزل وسفرها للدراسة لانه وببساطة نرجس لم تحبذ ذلك ....نرجس التي قاطعت الدراسة في سن مبكرة لم ترد ان تكون اخت زوجها احسن منها .......
جمعت سحر بقايا شجاعتها وذهبت بها اليه .......كانت تخطو الخطوة فتتنهد ...فتدعو ربها ان لا يكسرها ثانية ...........ان يوافق على قرارها .....توجهت الى غرفة الضيوف .....كان هناك مستلق على الاريكة .....ويبدو ان مزاجه جيد نوعا ما .......جلست بجانبه ....امسكت يديها بتوتر .......دون ان تنطق بكلمة كان الخوف منه مسيطرا عليه ......زرع الرعب في نفسها منذ طفولتها ........
انتبه اليها فقال بصوت بارد كعادته:" خيرا هات ما عندك"
قالت بتلعثم :" أأريد العودة الى الجامعة.
رد بحزم كلمتين فقط لتثالث لهما
احمد : لايمكن
كسرت من جديد بعد ان حاولت تجميع شتات نفسها ......اعاد كسرها ذاك الذي لا يملك ادنى احساس بالانسانية في قلبه
ترجته ، توسلت اليه كادت ان تقبل رجليه ...........
سحر:أرجوك يا أحمد لا تحطمني مرتين ، انا اختك يا احمد ، لا تعاملني وکأني لست من لحمك ودمك ........بكت بؤسها، حالها الكئيبة ...حاولت ان تستعطفه .........
سحر: ارحم يتمي يا اخي لا تظلمني ارجوك
ودون ان تحرك في قلبه اي احساس صرخ فيها بكل ما أوتي من قوة ، حتى انشل جسمها من الفزع
احمد: اغربي الى غرفتك
ركضت بقلب محطم بروح مكسورة ، ركضت وقد أظلمت بين عينيها ، رمت بجسدها المنهك على السرير ، اجهشت بالبكاء حتى تقطع قلبها ،حتى جفت عينيها ، كانت سحر حطاما ، شظايا رماها القدر .
..............
استيقظت علىصوت بشع لكالما كرهت سماعه ، صوت نرجس زوجة اخيها الشريرة التي جاءت اليها كي تضع ملحا على جرحها .........اتت لتشفي غليلها منها ..........كم كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر
نرجس: انهضي ايتها البلهاء ..دورك في تنظيف المطبخ فأنا حامل بإبن أخيك ولا ينبغي ان اتعب نفسي
سحر في خاطرها :"من اين اتت بخبر الحمل هته المرأة ........لاي خطة جديدة تحضر ........لتحملني مسؤولية البيت بأكمله وتبقى هي كالاميرة تتأمر علي "
قامت من سريرها دون اعتراض لا تريد ان تضرب كالمرة السابقة عندما رفضت امرا من اوامرها .
بجسدها المنهك بروحها المنكسرة .....اخذت تجلي وتمسح وتشطف .....وبكاؤها الذي يقطع القلوب ............
مر اسبوع على قرار احمد التعسفي ، تعبت نفسيتها جدا ولم يعد جسدها الهزيل قادرا على حملها اكثر ، سقطت مغششيا عليها بعد ان اهراها التعب ولم يبقي لها اساسا ترتكز عليه .
اخذوها الى المشفى وما كادوا يفعلون لولا ان طال اغماؤها وصعب عليهم افاقتها ........اكتشفو انها في مرحلة خطيرة من فقر الدم ........اوصاهم بالاعتناء بها ......و تزويدها بالغذاء الصحي .......وابعادها عن كل مايسبب التعب ......نزل هذا الكلام على اذن نرجس كالصاعقة .........رحمتها ليوم واحد فقط ثم عادت لتمارس جحيمها عليها .



الفصل الثالث
مستندا بجذعه على سيارة الجيب خاصته ، المركونة بجانب الشاطئ متأملا أمواج البحر الثائرة .......والتي تعكس جزئا من شخصيته ......لطالما وجد شبها كبيرا بينه وبين هذا البحر مجهول المعالم والحدود ، الثائرة امواجه .
كان جسده حاضرا ....وتفكيره يحلق في مكان بعيييييد.....باحثا عنها .........تلك العفيفة التي اسرته ........اين اختفت .....اربعة اشهر .....دون ان يلمح طيفها ؟!
كان قلبه مشتعلا .......بين أخذ ورد ........يريدها حلالا عليه .........لايريد التفكير فيها وهي لا تحل له ......ولكن ايقدر؟ ايقدر وقد سحرته بحيائها .........
تردد كثيرا في خطبتها ........كبرياؤه لايرضى ان يجرح ان رفضته ...........خوفه من الرفض سيطر على عقله ........كم حاول غض البصر ......لكن وجودها بالجامعة حتم عليه رؤيتها ......حاول تجاهل قلبه مرارا ........... يريد ان يصونها لتكون ملكه في الحلال .....سيطر على نفسه تحكم في قلبه ولكن هته المرة غيابها الطويل اغرقه في التفكير ولا زال يتردد ذلك السؤال بداخله :"اين هي ؟"
.................
كان يوما عاديا في الجامعة بالنسبة للبقية اما لعادل فكان يوما سيئا يضاف الى الاربعة اشهر التي مضت فغيابها يشغل تفكيره .
اتاه من خلفه وصرخ فيه حتى وقف شعر بدنه
حسن : بووووووه
بردة فعل سريعة لكمه عادل في بطنه لكمة اوجعته .
عادل : افزعتني ايها الاحمق .
امسك حسن ببطنه متألما
حسن: اي آلمتني ....انت لست انسانا على الاطلاق .....بماذا صنعت عظامك
سخر عادل من جسم صديقه الهزيل وردة فعله حيال اللكمة
عادل : ههههههه تستحق ذلك ايها الفزاعة
حسن : دب الجبل
استعرض عضلاته امام حسن ليغيضه
عادل : انظر انظر ماشاء الله
اراد حسن تغيير الموضوع او بمعنى آخر معرفة سبب شرود صديقه الذي اصبح عادة له منذ اربعة اشهر مضت .تكلم بنبرة جدية بعيدة عن كل الهزل :"
حسن : قل لي .....يا عادل ....اراك قد تغيرت ...فمالذي حل بك يا صاح
عادل : لا شيء
ثم سرح في طيف صديقتها ......التي مرت امامهما بدونها .........
حسن : آ فهمت كل ذلك بسببها
عادل : بما تهذي ومن تقصد
حاول الانكار ....قدر المستطاع لا يريد ان يتكلم عن فتاة .......لو اكتملت امنيته لاصبحت حلاله ......وهل يتكلم المرء عن عرضه ؟
حسن : هيا اعترف قبل قليل فقط كنت تنظر الى صديقتها بحثا عنها
عادل : من اين تنزل عليك هذه الافكار استغفر الله العظيم لقد جن الولد
اخذ يلمس جبين صديقه لعله محموم لذلك يهذي لكن حسن تكلم بجدية مرة اخرى ......وكأنه عزم على معرفة ما بداخل صديقه........اراد التخفيف عنه .......فلم يحدث يوم ان اخفيا عن بعضهما مايجول بخواطرهما ......كانا جسدين بقلب واحد .....بعقل واحد ........كانا شقيقين لابوين مختلفين .
حسن : عادل انظر الى عيني .......لا تحاول التهرب فقط قل لي ما يشغلك ......اذا كنت لا تريد التحدث عنها فلا تفعل .....فقط دعني أطمئن عليك ...هيا يا اخي تكلم .
وكأن كلام حسن قد أثر فيه ......جعله يستسلم للاعتراف
عادل : حسنا ساعترف إنه بسببها .....ولكن لنتوقف هنا .....لا اريد التحدث عن فتاة لا تحل لي .
حسن : أرأيت لقد أحسست بك يا صاح من الآخر قلها وأرحني .
ابتسم عادل لكلام رفيق روحه .......كل يوم يتأكد انهما جسدين بقلب واحد.
حسن : قال بمرح حسنا دعني اقول لك شيئا واحدا فقط سؤال بسيط يطرق بعقلي الصغير هذا و بعدها اقفل الموضوع ان اردت اه
قال بقلة حيلة فهو يعلم ان حسن لن يسكت الا اذا اخذ مايريد
عادل : حسنا سؤال واحد فقط
فرح حسن وطرح سؤاله الذي شتت تفكير عادل لانه نفس السؤال الذي يؤرق مضجعه دوما
حسن : لما لا تتقدم لخطبتها وترتاح ؟
جعل هذا السؤال عادل يصمت لوقت طويل وهو ينظر الى الفراغ ثم اجاب
عادل : لأجدها أولا ثم لكل حادث حديث
ثم اردف قائلا كي يضع نهاية لهذا النقاش الذي يفتح جراحه
عادل: لقد تأخرنا على المحاضرة هيا الحقني قبل ان نطرد اليوم
رد حسن بخيبة :" كم انت مناور و مخادع "
ابتسم عادل ابتسامة جانبية فقد نجح في اغاضته مرة ثانية ثم قال :" هيا اسرع ايها المتمرد "
............................
رن ذلك الهاتف الملقى على الأبجورة بإهمال، أصبحت تخاف منه ، تهابه لطالما حاولت تكسيره لكنه بقي صالحا للاستعمال لا زال يرن ويرن..... أجابت دون تنطق بكلمة ......سمعت صوت رفيقتها وأحن شخص قابلته في حياتها.
رنيم: مرحبا يا حلوة
ردت بتثاقل :" اهلا رنيم "
رنيم : كيف حالك ......هل انت على ما يرام فصوتك لا يعجبني ....مالذي فعله لك ذلك المتوحش تكلمي
انهالت عليها بكم من الاسئلة ولم تدع لها الفرصة للتكلم
سحر : اهدئي قليلا .......
رنيم : انا قادمة اليك
سحر : حسنا عندما تأتين سأحكي لك كل شيء
رنيم : لكنها ليست زيارة سآخذك معي
ردت بقهر :" لن يدعني اذهب معك "
رنيم: جهزي نفسك ودعي الأمر علي سأحاول التكلم معه
سحر : لم تعرفيه بعد
رنيم : افعلي ما أقوله و سأتدبر أمري حسنا .....لا تقلقي كل شيء سيكون على مايرام .....احبك يا سحورتي
سحر : وانا ايضا اراك لاحقا .
رنيم : في أمان الله .
...............
وقفت سيارة الأجرة امام ذلك الباب القديم نزلت منها فتاة رشيقة.... ...عيناها لوزيتان بلون الكراميل.....لطالما سحره لون عينيها.....كان جالسا أمام ذلك الباب المهترئ يدخن سجارته حتى لمحها فرمى السجارة من يديه و استقام......
أحمد: أهلا بك عندنا
لم ترد عليه ......توجهت نحو الباب تنتظر منه ان يفتحه .....لكنه وقف ساكنا قبالتها ثم قال :كيف حالك
لم تعد تستطيع تحمله اكثر لقد .....كان يزعجها اهتمامه بها .......تزوج ولم يدعها وشأنها اي طينة هو هذا الشخص
ردت دون ان تنظر اليه ....بنبرة جافة وجامدة : بخير
دخلت الى البيت بعد ان فتحه لها نادى زوجته لاستقبالها، لم تكن تعرف قصتها إلا أنها كرهتها من أول وهلة فهي صديقة سحر اكيد ستكون بمثل مقامها .
قالت له: اريد اخذ سحر
احمد : إلى أين؟
رنيم : سأبقيها عندي إلى أن تشفى
أحمد : كما تريدين
كان رده مفاجئا وخارج عن كل التوقعات .....لم تتوقع يوما انه سيقبل هكذا دون اي مانع
نظرت اليه نظرة عدم تصديق
احمد :قلت مثلما تشائين
كرر كلامه ليجعلها تصدق
كانت سحر تستمع الى كلامهما من وراء الباب لم تصدق ان هذا احمد فعلا ..........كانت تعلم ضعفه تجاه رنيم لكن لم تتوقع ان يوافق مباشرة
اما نرجس فكانت تنظر اليه كيف يكلم رنيم بهدوء وهو يبتسم ...........ارادت ان تنقض عليها الا ان خوفها منه جعلها تهدء وتراقب الوضع بعينين تشعان حقدا وكرها .
خرجت رنيم سعيدة و معها رفيقتها التي لا تقل سعادتها عنها ، اصطحبتها إلى حيث الأمان إلى حيث الراحة بالرغم من كونها مؤقتة إلا أنها قد تنفعها .
توقفت سيارة الأجرة أمام منزل فخم كانت رنيم من عائلة غنية عكس سحر متوسطة الحال ، إلا انها كانت متواضعة لم تهتم يوما بالمادة والدليل ان أعز رفيقة عندها كانت من عائلة متوسطة .
نزلت رنيم ومعها سحر ، اوصل الحراس الحقائب وغادر سائق الأجرة ، تمتلك رنيم سيارة خاصة بسائق إلا أنها تكره ان تركب فيها تحب ان تكون كعامة الناس تركب الحافلة و سيارة الأجرة ....تمشي في الشوارع الضيقة والأسواق الشعبية كانت نعم الفتاة .
....................
كان عادل قادما الى منزله الواقع في نفس الحي الذي تسكن فيه رنيم .......ركن سيارته امام المنزل ، نزل منها ، رفع رأسه ، واذ به يرى وجها غاب عنه لأربعة أشهر .......وجهها العفيف الطاهر .......كانت تمشي بمحاذاة صديقتها متجهتان الى الداخل لم يشعر الا بالدم يتدفق في عروقه بسرعة وقلبه الذي لم ينبض بتلك السرعة من قبل هاهو يكاد يخرج من بين اضلعه ........طأطأ رأسه مبتسما ....سعادته لا توصف ........اخيرا وجدها ........اكمل طريقه الى باب المنزل وهو يدندن في سعادة .
فتح الباب ولا زال يدندن بصوت مرتفع
سمعته جدته من المطبخ فقالت بصوت مرتفع ليسمعها :" الناس تسلم تقول مرحبا ........لا تغني وتدخل معها الشيطان الى البيت
سمعها وابتسم ورد بصوت مرتفع ايضا
عادل : ها انا اسلم السلام عليكم ورحمة الله يا اهل البيت .
الجدة : هكذا تعجبني .
ابتسم عادل وتوجه الى المطبخ مباشرة فعصافير بطنه تزقزق ولا شيء اطيب من اكل جدته و مع الخبر الذي تلقاه قبل قليل فقد فتحت شهيته على آخرها .
عادل شاب عشريني ..........يعيش مع جدته .....فقد تركه والده بعد ان توفت امه وسافر الى بلد اجنبي .........لكنه كان يكفله من بعيد وكل مصاريفه تصله كل شهر بحسابه في البنك .....لم يقصر معه ماديا الا انه حرمه من الابوة وهو صغير .......ربته جدته .....علمته اصول الدين .......صقلت شخصيته حتى اصبح رجلا يعتمد عليه .....لم تحسسه يوما بغياب امه ولا ابوه فقد كانت له الام والاب والمعين ......وكان حسن اخوه الذي لم تلده امه.
2018-02-16, 17:51
#2
نزيف الحبر
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jan 2018
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 4,800
تقييم المستوى : 20
نزيف الحبر غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايتي ***الأيام دول***
مشكوووووورةوالله يعطيك الف عافيه
انت مبدعة

آنآ لُِست ملُِآڪآ وُلُِست... آيضآ شُيطُآنآ حٍتﮯ بَيآض آلُِضوُء لُِهـ ظًلُِ آسوُدِ وُسوُآدِ آلُِلُِيلُِ فُيهـ قٌمرٍ آبَيض


يجٍبَ آن نبَڪي حٍين يوُلُِدِ آلُِنآس .لُِآ حٍين يموُتوُن


آذَآ ڪآنت آسرٍآئيلُِ آلُِبَنت آلُِمدِلُِلُِة لُِآمرٍيڪآ
فُآن فُلُِسطُين ➳♥ آلُِبَنت آلُِمدِلُِلُِة لُِلُِجٍزْآئرٍ
وُطُن بَرٍآئحٍة آلُِشُهـدِآء يغآرٍ منهـ آلُِيآسمين



2018-02-16, 18:29
#3
الصورة الرمزية meriem sad
meriem sad
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Feb 2015
الدولة : الجزائر - بجاية
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 1,844
تقييم المستوى : 11
meriem sad غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايتي ***الأيام دول***
وااااااو رواااية روععععععة اختييي ....اكمليييها ❤❤❤❤
و لنا في قائمة ال black أحباب
2018-02-16, 18:31
#4
الصورة الرمزية شُمـــُوخ ..
شُمـــُوخ ..
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Nov 2017
الدولة : الجزائر - البويرة
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 3,815
تقييم المستوى : 20
شُمـــُوخ .. غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايتي ***الأيام دول***
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة الأمل روبي
السلام عليكم ..
سأقوم بنشر روايتي المتواضعة في هذا الفضاء منتظرة منكم التقييم والمتابعة .....
اليكم الفصول الأولى وان وجدت تفاعلا سأقوم بتنزيل البقية ...... عاشقة الكتابة روبي 😳
مقدمة
هنالك مثل يقول " الأيام دول " .....وهذا المثل استوحيناه من قوله تعالى :" وتلك الأيام نداولها بين الناس ".......فقد يحدث ما لم نلق له بالا في حياتنا .....وتجري امور لم تدر بخلدنا يوما ........هكذا هي الحياة يوم لنا ويوم علينا فلا الهم باق ولا السعادة باقية .....لكن الله ليس بظلام للعبيد وكل منا سينال جزاءه سواءا في دار الخلد أو في حياته الفانية .


الفصل الاول
سحر صبية في الثامنة عشر من عمرها ، طالبة بالمرحلة الجامعية ،تعيش حياة بسيطة ضمن اسرة متواضعة من اب وام كانا لها سندا وعونا في هذه الحياة ، ربياها احسن تربية وانشأاها على اصول الدين ومكارم الاخلاق ، ولها اخ من والدها لم يحبها يوما ولم يعتبرها كأخت له رغم حبها له واحترامها له كونه يكبرها بعدة سنوات .....كان شخصا انانيا وقاس بلا رحمة .
سافرت سحر خارج مدينتها من أجل الدراسة وتحقيق احلامها وطموحاتها التي كانت تصنعها في خيالها وتدعو تحقيقها في صلاتها .....أمضت ايام عصيبة في الجامعة فهي لم تعتد فراق والديها ولا تحمل المسؤولية ..........لكنها صبرت وتحملت الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم .
اتصال هاتفي وحيد قلب حياتها رأسا على عقب ، دمرها ، شل كيانها ...ولم يبقي فيها اي اساس ترتكز عليه .
-بينما كانت سحر بين اوراقها ودفاترها الملقية امامها باهمال .....حتى سمعت صوت رنين هاتف بين تلك الفوضى العارمة من الاوراق ....... بحثت عنه امسكته ......واذ به اتصال من اخيها ....ارتسمت على ملامحها علامات الاستغراب وبعض من الفرح في ان واحد.......حدثت نفسها :"احمد يتصل بي ....هل انا احلم ام ان معجزة ما قد حدثت "
اجابت بنبرة سعيدة :"الو!"وهي لا تزال غير مصدقة
رد ببرود وجفاء ........رد وياليته لم يرد ........
احمد:الو
سحر: مرحبا اخي كيف حالك ؟
احمد: توفي والداك اليوم بحادثة اختناق بالغاز ..........جهزي نفسك سآتي لآخذك بعد ساعة ً...........
وفصل الخط وسقط معه قلبها ،انزلق الهاتف من يدها حتى سمعت صديقتها صوت تحطمه على الارض .....هرعت اليها لتعرف مالذي حصل لصديقتها ..
كانت جثة هامدة ،تنظر نحو الفراغ تردد بصوت باهت :"ابي امي والداي "
لم تفهم رنيم تلك التمتمات ،حاولت اسنادها لكنها فشلت فقد اغمي عليها مباشرة ........واسدلت جفنيها لتغطي تلك العينين الذابلتين ، عينيها التي لم تكتسي هذه النظرة الباهتة من قبل ....عينيها المرحتين المليئتين بالحب .
رنيم: يا فتيات ، ساعدنني ارجوكن .........
كانت تصرخ مستنجدة لتنقذ رفيقتها الوحيدة وأعز ماتملك في هذا الوجود بعد والدها كونها يتيمة الام .
استجابت للنداء احدى الفتيات ، ساعدتها في حمل سحر المغشي عليها الى سيارة الاسعاف مباشرة .
بعد مدة زمنية ، استيقضت سحر لتجد نفسها بمكان غير الذي كانت فيه قبل قليل ، وصبيتان الى جانبها لم تستطع تمييزهما بسبب الضباب المستغشي على عينيها.
امسكت احداهما بكفها لتردد بصوت كالصدى :"سحر سحر هل انت بخير ؟"
توضحت الصورة لديها وكانت تلك رنيم رفيقة عمرها
سحر: اين انا ....مالذي جرى ؟
رنيم: كنت تتكلمين بالهاتف واغمي عليك فجأة فاحضرناك الى المستشفى
تذكرت سحر ما حدث واكتسى وجهها الحسن حزنا عميقا ، وقطرات دمع انسابت على خديها المتوردين بهدوء .
تكلمت رنيم بأسى غير مدركة لما يحدث مع صديقتها :"سحر ارجوك فلتخبريني ما حدث فأنا تائهة ولا أستطيع رؤيتك بهذا المنظر المحزن
ردت سحربصوت اجش بقلب مجروح وروح محطمة :" مات سندي يا اختاه ، ماتت حضني الدافئ يا رنيم ،تيتمت صديقتك يا رنيم ........واجهشت بالبكاء .....كان شكلها الحزين يقطع القلب ويدميه ...........لم يكن امام رنيم سوى احتضان صديقتها والتربيت عليها بحنان.
بعد ساعة كما ذكر تماما اتى احمد لاصطحابها .........لترى والديها لآخر مرة .....لم تستطع توديعهما .....ولا حتى اخذ حضن دافئ من امها والامان من والدها .......شهر بأكمله بعيدة عنهما .
..............
كانت بالسيارة مستندة على كتف صديقتها.........تذرف دموع الاسى والالم ، دموع يتمها المفاجئ !
حاولت رنيم تهدئة صديقتها اخبرتها ان ما حصل تقدير من الله لكنها لم تفلح .......فجرحها عميق وصدمتها اكبر من ان تتجاوزها ببضع كلمات كانت ضعيفة امام ما حدث رغم قوتها امام كل الظروف ......الا هذا ......فلم يكن بحسبانها يوما ما .
توقفت السيارة امام باب بيتها ...........فتحت باب السيارة بسرعة ............ثم جرت .......بسرعة.....لم تكن ترى امامها سوى صورة والديها ..لم تتوقف دموعها عن الانسياب ......قبلتهما ، احتضنتهما ، وتمنت الا تبتعد عنهما ولكن هيهات ان يحصل ........... فاكرام الميت دفنه .
بعد صلاة الظهر دفن والديها ودفن معهما قلبها .....روحها المرحة ......سعادتها ......اصبحت سحر كالجثة ، عيناها ذابلتين ، وجه شاحب مصفر ، هالات سوداء تكسو اسفل عينيها ،و دموع تنزل كالشلالات دون توقف وبدون انين او صراخ .......فقط دموع تنسكب على وجنتيها بهدووووووووووء....................يتبع #


ا
ruby #


الفصل الثاني
مرت الايام والليالي وهاهو شهر كامل يقترب من نهايته وسحر لا تزال بغرفتها المظلمة ، ملتفة على نفسها تبكي امها واباها ..........تعيش وسط الظلا م ..... اما اخوها وزوجته ....فغير ابهين بها ......ان مرضت او ماتت داخل تلك الغرفة ، يصلها الاكل فترده .....يدق بابها فتصده .... شهر كامل من الاسى والالم .هزل جسمها وانهارت صحتها ، ضاعت دراستها .....ولا احد يهتم .
الا رنيم فلم تنسها لكم تألمت لأجل صديقتها ......كانت كل اسبوع تسافر لأجلها .........تطمئن لحالها .....تقنعها بالعودة الى الدراسة .....لعلها تنسى ...... ولكن هيهات ان تستجيب ....هيهات ان ينبض قلبها من جديد .
استمرت سحر على نفس الحال تبيت الليالي على الطوى وتظله ........حابسة نفسها بين اربعة جدران ........وصلت زوجة احمد حدها من اصطناع الشفقة ، آن اوان استيقاظ الافعى من سباتها .......لم يحدث يوما ان تستطيع احداهما تحمل الاخرى ولا التعامل معها كانتا قطبين سالبين كلما تقاربتا تنافرتا .
لم تكن نرجس تجرؤ على ايذاء سحر في حضرة والدها .......ولكنها كانت سليطة لسان ولازالت .........اما الان فقد اتيحت لها الفرصة للانتقام ....فلا سند لسحر ولا حامي لها ..
فتح الباب بقوة حتى كاد يكسره ......اتاها غاضبا مكشرا عن انيابه بعد ان شحنته زوجته ........بعد ان اصطنعت البرائة وتلحفت بلحاف الضعف راغبة في طردها من المنزل متحججة بكثرة احتياجات البيت وانها لا تقدر على تحمل مسؤولية شخص آخر غير اولادها .
صرخ فيها بصوته الغليض .....صرخة هزت كيانها جعلتها تقوم من سريرها فزعة .
احمد: انهضي !
ردت بتعب والم :"مالامر ؟"
احمد:قومي من فراشك ........انهضي وساعديها في اشغال المنزل
سحر : رأفة بحالي ....الا ترى اني ضعفت وخارت قواي دعني فهمي يكفيني
احمد : لن تبقي عالة علينا .......ستعملين مثلك مثل اي شخص هنا
سحر: سأعمل ومن قال غير ذلك فقط اعطني مهلة لاستعيد نفسي رفقا بي يا احمد فصدمتي تكفيني ...ارحم يتمي يا اخي .
تكلمت من بين دموعها .......دموع الم ...دموع اسى واحتياج..........فان لم يرحمها هو كيف تنتظر الرحمة من غيره .
لم تهتز من بدنه شعرة ولا كأنه يرى يتيمة مكسورة الجناح بين ناظريه .....صرخ فيها بلا رحمة ولا شفقة .......فقامت تجر
نفسها بانصياع ........لا تريد معاكسته ......تعلم انه سيضربها وجسدها الهزيل لن يتحمل الضرب .
سئمت سحر البقاء في جحيم ذلك المنزل و تحت سلطة زوجة اخيها .........اقتنعت بكلام رنيم ...او اقول انها ارادت الهرب من جحيم تلك المرأة ......التي استغلت الموقف وجعلتها خادمة لحضرتها .دون ان تحرك ساكنا هي .
قررت ان تكلمه حول عودتها الى الجامعة ، كانت خائفة الا يقبل ، لانه من الاساس كان رافضا لفكرة خروجها من المنزل وسفرها للدراسة لانه وببساطة نرجس لم تحبذ ذلك ....نرجس التي قاطعت الدراسة في سن مبكرة لم ترد ان تكون اخت زوجها احسن منها .......
جمعت سحر بقايا شجاعتها وذهبت بها اليه .......كانت تخطو الخطوة فتتنهد ...فتدعو ربها ان لا يكسرها ثانية ...........ان يوافق على قرارها .....توجهت الى غرفة الضيوف .....كان هناك مستلق على الاريكة .....ويبدو ان مزاجه جيد نوعا ما .......جلست بجانبه ....امسكت يديها بتوتر .......دون ان تنطق بكلمة كان الخوف منه مسيطرا عليه ......زرع الرعب في نفسها منذ طفولتها ........
انتبه اليها فقال بصوت بارد كعادته:" خيرا هات ما عندك"
قالت بتلعثم :" أأريد العودة الى الجامعة.
رد بحزم كلمتين فقط لتثالث لهما
احمد : لايمكن
كسرت من جديد بعد ان حاولت تجميع شتات نفسها ......اعاد كسرها ذاك الذي لا يملك ادنى احساس بالانسانية في قلبه
ترجته ، توسلت اليه كادت ان تقبل رجليه ...........
سحر:أرجوك يا أحمد لا تحطمني مرتين ، انا اختك يا احمد ، لا تعاملني وکأني لست من لحمك ودمك ........بكت بؤسها، حالها الكئيبة ...حاولت ان تستعطفه .........
سحر: ارحم يتمي يا اخي لا تظلمني ارجوك
ودون ان تحرك في قلبه اي احساس صرخ فيها بكل ما أوتي من قوة ، حتى انشل جسمها من الفزع
احمد: اغربي الى غرفتك
ركضت بقلب محطم بروح مكسورة ، ركضت وقد أظلمت بين عينيها ، رمت بجسدها المنهك على السرير ، اجهشت بالبكاء حتى تقطع قلبها ،حتى جفت عينيها ، كانت سحر حطاما ، شظايا رماها القدر .
..............
استيقظت علىصوت بشع لكالما كرهت سماعه ، صوت نرجس زوجة اخيها الشريرة التي جاءت اليها كي تضع ملحا على جرحها .........اتت لتشفي غليلها منها ..........كم كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر
نرجس: انهضي ايتها البلهاء ..دورك في تنظيف المطبخ فأنا حامل بإبن أخيك ولا ينبغي ان اتعب نفسي
سحر في خاطرها :"من اين اتت بخبر الحمل هته المرأة ........لاي خطة جديدة تحضر ........لتحملني مسؤولية البيت بأكمله وتبقى هي كالاميرة تتأمر علي "
قامت من سريرها دون اعتراض لا تريد ان تضرب كالمرة السابقة عندما رفضت امرا من اوامرها .
بجسدها المنهك بروحها المنكسرة .....اخذت تجلي وتمسح وتشطف .....وبكاؤها الذي يقطع القلوب ............
مر اسبوع على قرار احمد التعسفي ، تعبت نفسيتها جدا ولم يعد جسدها الهزيل قادرا على حملها اكثر ، سقطت مغششيا عليها بعد ان اهراها التعب ولم يبقي لها اساسا ترتكز عليه .
اخذوها الى المشفى وما كادوا يفعلون لولا ان طال اغماؤها وصعب عليهم افاقتها ........اكتشفو انها في مرحلة خطيرة من فقر الدم ........اوصاهم بالاعتناء بها ......و تزويدها بالغذاء الصحي .......وابعادها عن كل مايسبب التعب ......نزل هذا الكلام على اذن نرجس كالصاعقة .........رحمتها ليوم واحد فقط ثم عادت لتمارس جحيمها عليها .



الفصل الثالث
مستندا بجذعه على سيارة الجيب خاصته ، المركونة بجانب الشاطئ متأملا أمواج البحر الثائرة .......والتي تعكس جزئا من شخصيته ......لطالما وجد شبها كبيرا بينه وبين هذا البحر مجهول المعالم والحدود ، الثائرة امواجه .
كان جسده حاضرا ....وتفكيره يحلق في مكان بعيييييد.....باحثا عنها .........تلك العفيفة التي اسرته ........اين اختفت .....اربعة اشهر .....دون ان يلمح طيفها ؟!
كان قلبه مشتعلا .......بين أخذ ورد ........يريدها حلالا عليه .........لايريد التفكير فيها وهي لا تحل له ......ولكن ايقدر؟ ايقدر وقد سحرته بحيائها .........
تردد كثيرا في خطبتها ........كبرياؤه لايرضى ان يجرح ان رفضته ...........خوفه من الرفض سيطر على عقله ........كم حاول غض البصر ......لكن وجودها بالجامعة حتم عليه رؤيتها ......حاول تجاهل قلبه مرارا ........... يريد ان يصونها لتكون ملكه في الحلال .....سيطر على نفسه تحكم في قلبه ولكن هته المرة غيابها الطويل اغرقه في التفكير ولا زال يتردد ذلك السؤال بداخله :"اين هي ؟"
.................
كان يوما عاديا في الجامعة بالنسبة للبقية اما لعادل فكان يوما سيئا يضاف الى الاربعة اشهر التي مضت فغيابها يشغل تفكيره .
اتاه من خلفه وصرخ فيه حتى وقف شعر بدنه
حسن : بووووووه
بردة فعل سريعة لكمه عادل في بطنه لكمة اوجعته .
عادل : افزعتني ايها الاحمق .
امسك حسن ببطنه متألما
حسن: اي آلمتني ....انت لست انسانا على الاطلاق .....بماذا صنعت عظامك
سخر عادل من جسم صديقه الهزيل وردة فعله حيال اللكمة
عادل : ههههههه تستحق ذلك ايها الفزاعة
حسن : دب الجبل
استعرض عضلاته امام حسن ليغيضه
عادل : انظر انظر ماشاء الله
اراد حسن تغيير الموضوع او بمعنى آخر معرفة سبب شرود صديقه الذي اصبح عادة له منذ اربعة اشهر مضت .تكلم بنبرة جدية بعيدة عن كل الهزل :"
حسن : قل لي .....يا عادل ....اراك قد تغيرت ...فمالذي حل بك يا صاح
عادل : لا شيء
ثم سرح في طيف صديقتها ......التي مرت امامهما بدونها .........
حسن : آ فهمت كل ذلك بسببها
عادل : بما تهذي ومن تقصد
حاول الانكار ....قدر المستطاع لا يريد ان يتكلم عن فتاة .......لو اكتملت امنيته لاصبحت حلاله ......وهل يتكلم المرء عن عرضه ؟
حسن : هيا اعترف قبل قليل فقط كنت تنظر الى صديقتها بحثا عنها
عادل : من اين تنزل عليك هذه الافكار استغفر الله العظيم لقد جن الولد
اخذ يلمس جبين صديقه لعله محموم لذلك يهذي لكن حسن تكلم بجدية مرة اخرى ......وكأنه عزم على معرفة ما بداخل صديقه........اراد التخفيف عنه .......فلم يحدث يوم ان اخفيا عن بعضهما مايجول بخواطرهما ......كانا جسدين بقلب واحد .....بعقل واحد ........كانا شقيقين لابوين مختلفين .
حسن : عادل انظر الى عيني .......لا تحاول التهرب فقط قل لي ما يشغلك ......اذا كنت لا تريد التحدث عنها فلا تفعل .....فقط دعني أطمئن عليك ...هيا يا اخي تكلم .
وكأن كلام حسن قد أثر فيه ......جعله يستسلم للاعتراف
عادل : حسنا ساعترف إنه بسببها .....ولكن لنتوقف هنا .....لا اريد التحدث عن فتاة لا تحل لي .
حسن : أرأيت لقد أحسست بك يا صاح من الآخر قلها وأرحني .
ابتسم عادل لكلام رفيق روحه .......كل يوم يتأكد انهما جسدين بقلب واحد.
حسن : قال بمرح حسنا دعني اقول لك شيئا واحدا فقط سؤال بسيط يطرق بعقلي الصغير هذا و بعدها اقفل الموضوع ان اردت اه
قال بقلة حيلة فهو يعلم ان حسن لن يسكت الا اذا اخذ مايريد
عادل : حسنا سؤال واحد فقط
فرح حسن وطرح سؤاله الذي شتت تفكير عادل لانه نفس السؤال الذي يؤرق مضجعه دوما
حسن : لما لا تتقدم لخطبتها وترتاح ؟
جعل هذا السؤال عادل يصمت لوقت طويل وهو ينظر الى الفراغ ثم اجاب
عادل : لأجدها أولا ثم لكل حادث حديث
ثم اردف قائلا كي يضع نهاية لهذا النقاش الذي يفتح جراحه
عادل: لقد تأخرنا على المحاضرة هيا الحقني قبل ان نطرد اليوم
رد حسن بخيبة :" كم انت مناور و مخادع "
ابتسم عادل ابتسامة جانبية فقد نجح في اغاضته مرة ثانية ثم قال :" هيا اسرع ايها المتمرد "
............................
رن ذلك الهاتف الملقى على الأبجورة بإهمال، أصبحت تخاف منه ، تهابه لطالما حاولت تكسيره لكنه بقي صالحا للاستعمال لا زال يرن ويرن..... أجابت دون تنطق بكلمة ......سمعت صوت رفيقتها وأحن شخص قابلته في حياتها.
رنيم: مرحبا يا حلوة
ردت بتثاقل :" اهلا رنيم "
رنيم : كيف حالك ......هل انت على ما يرام فصوتك لا يعجبني ....مالذي فعله لك ذلك المتوحش تكلمي
انهالت عليها بكم من الاسئلة ولم تدع لها الفرصة للتكلم
سحر : اهدئي قليلا .......
رنيم : انا قادمة اليك
سحر : حسنا عندما تأتين سأحكي لك كل شيء
رنيم : لكنها ليست زيارة سآخذك معي
ردت بقهر :" لن يدعني اذهب معك "
رنيم: جهزي نفسك ودعي الأمر علي سأحاول التكلم معه
سحر : لم تعرفيه بعد
رنيم : افعلي ما أقوله و سأتدبر أمري حسنا .....لا تقلقي كل شيء سيكون على مايرام .....احبك يا سحورتي
سحر : وانا ايضا اراك لاحقا .
رنيم : في أمان الله .
...............
وقفت سيارة الأجرة امام ذلك الباب القديم نزلت منها فتاة رشيقة.... ...عيناها لوزيتان بلون الكراميل.....لطالما سحره لون عينيها.....كان جالسا أمام ذلك الباب المهترئ يدخن سجارته حتى لمحها فرمى السجارة من يديه و استقام......
أحمد: أهلا بك عندنا
لم ترد عليه ......توجهت نحو الباب تنتظر منه ان يفتحه .....لكنه وقف ساكنا قبالتها ثم قال :كيف حالك
لم تعد تستطيع تحمله اكثر لقد .....كان يزعجها اهتمامه بها .......تزوج ولم يدعها وشأنها اي طينة هو هذا الشخص
ردت دون ان تنظر اليه ....بنبرة جافة وجامدة : بخير
دخلت الى البيت بعد ان فتحه لها نادى زوجته لاستقبالها، لم تكن تعرف قصتها إلا أنها كرهتها من أول وهلة فهي صديقة سحر اكيد ستكون بمثل مقامها .
قالت له: اريد اخذ سحر
احمد : إلى أين؟
رنيم : سأبقيها عندي إلى أن تشفى
أحمد : كما تريدين
كان رده مفاجئا وخارج عن كل التوقعات .....لم تتوقع يوما انه سيقبل هكذا دون اي مانع
نظرت اليه نظرة عدم تصديق
احمد :قلت مثلما تشائين
كرر كلامه ليجعلها تصدق
كانت سحر تستمع الى كلامهما من وراء الباب لم تصدق ان هذا احمد فعلا ..........كانت تعلم ضعفه تجاه رنيم لكن لم تتوقع ان يوافق مباشرة
اما نرجس فكانت تنظر اليه كيف يكلم رنيم بهدوء وهو يبتسم ...........ارادت ان تنقض عليها الا ان خوفها منه جعلها تهدء وتراقب الوضع بعينين تشعان حقدا وكرها .
خرجت رنيم سعيدة و معها رفيقتها التي لا تقل سعادتها عنها ، اصطحبتها إلى حيث الأمان إلى حيث الراحة بالرغم من كونها مؤقتة إلا أنها قد تنفعها .
توقفت سيارة الأجرة أمام منزل فخم كانت رنيم من عائلة غنية عكس سحر متوسطة الحال ، إلا انها كانت متواضعة لم تهتم يوما بالمادة والدليل ان أعز رفيقة عندها كانت من عائلة متوسطة .
نزلت رنيم ومعها سحر ، اوصل الحراس الحقائب وغادر سائق الأجرة ، تمتلك رنيم سيارة خاصة بسائق إلا أنها تكره ان تركب فيها تحب ان تكون كعامة الناس تركب الحافلة و سيارة الأجرة ....تمشي في الشوارع الضيقة والأسواق الشعبية كانت نعم الفتاة .
....................
كان عادل قادما الى منزله الواقع في نفس الحي الذي تسكن فيه رنيم .......ركن سيارته امام المنزل ، نزل منها ، رفع رأسه ، واذ به يرى وجها غاب عنه لأربعة أشهر .......وجهها العفيف الطاهر .......كانت تمشي بمحاذاة صديقتها متجهتان الى الداخل لم يشعر الا بالدم يتدفق في عروقه بسرعة وقلبه الذي لم ينبض بتلك السرعة من قبل هاهو يكاد يخرج من بين اضلعه ........طأطأ رأسه مبتسما ....سعادته لا توصف ........اخيرا وجدها ........اكمل طريقه الى باب المنزل وهو يدندن في سعادة .
فتح الباب ولا زال يدندن بصوت مرتفع
سمعته جدته من المطبخ فقالت بصوت مرتفع ليسمعها :" الناس تسلم تقول مرحبا ........لا تغني وتدخل معها الشيطان الى البيت
سمعها وابتسم ورد بصوت مرتفع ايضا
عادل : ها انا اسلم السلام عليكم ورحمة الله يا اهل البيت .
الجدة : هكذا تعجبني .
ابتسم عادل وتوجه الى المطبخ مباشرة فعصافير بطنه تزقزق ولا شيء اطيب من اكل جدته و مع الخبر الذي تلقاه قبل قليل فقد فتحت شهيته على آخرها .
عادل شاب عشريني ..........يعيش مع جدته .....فقد تركه والده بعد ان توفت امه وسافر الى بلد اجنبي .........لكنه كان يكفله من بعيد وكل مصاريفه تصله كل شهر بحسابه في البنك .....لم يقصر معه ماديا الا انه حرمه من الابوة وهو صغير .......ربته جدته .....علمته اصول الدين .......صقلت شخصيته حتى اصبح رجلا يعتمد عليه .....لم تحسسه يوما بغياب امه ولا ابوه فقد كانت له الام والاب والمعين ......وكان حسن اخوه الذي لم تلده امه.
شكرا لكي على الطرح المميز

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 08:23
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)