الــــــــــــــزم بيتك...؟

يا حبيبي يا محمد يارسول الله- صلاة ربي وسلامه عليك- وقد قلت[ إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هذا- و شبك بين أصابعه- فالزم بيتك واملك عليك لسانك ’ وخذ بما تعرفه’ ودع ما تنكر ’ وعليك بخاصة أمرك ’ ودع عنك أمر العامة].
أي نعم يا من بعثك ربك رحمة للعالمين ’ صلى الله عليك وملائكته الله ’ وقد أمرنا بالصلاة والسلام عليك ’ ...
الزم بيتك...؟’ إنها والله الفتن التي تجوب الأقطار والأمصار وتجوس بين الديار وفي الديار’ محلقة محرقة ’ فراشها نار ولحفاها نار ’ لطفك بنا يا واحد يا قهار
الزم بيتك..؟ اختلط السواد بالبياض فكانت الغلبة لمن هو أشد سوادا’ ضُيّعت العبادة واعتنقت العادة ’ ويا ليتها كانت كما كان عليها من ذي قبل الأباء والأجداد ....
سفورو فجور’ ظلم وظلام’ أحقاد وحسّاد’ رياء وخيلاء’ تملق وتنمق’ مكر بالليل سارب وخداع بالنهار منساب متسرب’ عمائم ولحى توحي بما لم الله به يوح’ عهود تبرأت منها حروفها’ وعود إفك وبهتان’ كذب في كل خطوة وفي كل مكان’ قتل ومكائد حبالها تشد وتفتل’ إغتصاب جهارا نهارا ولا من صيحة من مستغيث تسمع وصاحبها له يستجاب’ حياء مشلول الأطراف’ مهيض الجناحين’ دامع الكبد باكي العينين’ الحقير الوضيع الخائن اللئيم ذو الرذائل رضيع الرذيلة ’ يختال زهوا في أحياء الكرم والحلم والعفة والشرف والأمانة’ آمرا ’ ناهيا دون ناه ولا رادع ’ ....
آآآآآآآآآآه رحمة الله عليك أيتها الفضيلة ..
حقا جاء الاسلام غريبا وسيعود كما جاء غريبا فطوبى للغرباء’ ثلة باقية على العهد’ متمسكة بدينها الحنيف السمح المسامح المتسامح ’ وبسنة خير خلق الله محمد – عليه الصلاة والسلام- تشد عليها بكل ما تملك من قوة لعل الله تعالى ينجيها ’ وحق عليه أن ينجيها ..
الزم بيتك..؟ نعم يا رسول الله- صلاة ربي وسلامه عليك- فإن استطعت أن أبلغ رسالة ديني بالتي هي أحسن لمن هم حولي فذاك المطلوب ’ وإن علمت ضرها وضررها فالله هو الغالب على أمره’ بات من المؤمنين وبتّ معهم ’ من الخائفين الوجلين’ الطامعين الراغبين’ السائلين الملحين على الله رب العالمين ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا...
الزم بيتك...؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ’ حتى من أقرب الأقربين من بنات وبنين من ابناء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من زل قدمه وزاغ بصره ’ وتاه عقله وكان من الهاوين في حفر التائهين المسلوبين المبهورين ببريق الفاتنة الفانية وتناسوا عنادا وحسدا من عند أنفسهم أنهم هم الآثمون ألآ إنهم هم الغاوون الخاسرون ’ الضالون الضائعون ...
الزم بيتك ..؟ كيف ذلك ومن أرحامنا من قاطعنا ونحن له واصلون’ كيف ذلك؟ وقد شرب من أقداح الظن والريب والشك وما وسوست له به نفسه الأمارة ’لم يع ولم يعقل’ لم يستمع للنصيحة ولا يبتغيالنصح وكان في غيه من السامرين.
الزم بيتك..؟ وإخوة لنا’ أخوات لنا’ يتامى وأيامى وأرامل ’ هم منا ونحن منهم ’ كيف لنا أن ننساهم ونتجاهلهم’ هم يعتصرون والطوى يعصرهم’ هم على بقايا رماد رؤوسهم يضعون ونحن على الدثر والناعم ساهرون ضاحكون ’ وبطوننا تئن من ألم التخمة ’ وعيوننا منها عبرات الحنان والشفقة جفت منابعها’ أكبادنا حجر صلد صلب لا تلين ... ثم بعد ذلك ترانا أو ترى كثيرا منا من يتشدق بملإ فيه وأنه من المؤمنين المسلمين....
وحتى من كنت معه أو معها في بطن واحد ’ من صلب واحد تنكّرت للمعروف والعمل بالمألوف ’ تحت حجج عديدة و للعرف غير مفيدة ’
يا رب لا أبتغي غيرك ربا أدعوه ولا إلها سواك أعبده’ ولكنها الرحم يا رب لكنها الرحم يا رب .. لكنها الرحم يا رب ’ .. اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني.. اللهم يسرعليّ العسر وهوّن علي مرارة الصبر’ وإني بك لمنتصر .