السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على حبيبنا ونبينا محمد صلوعليه انه شفيعنا الى يوم الدين اما بعد سنتكلم اليوم باذن الله عن موضوع مهم وله اثر في ديننا الحنيف انه التكافل الاجتماعي نعم التكافل من منا لا يساعد غيره من منا لا يساعد والديه انت ام هي ام هم .ان التكافل الاجتماعي أمر حثّ عليه الله سبحانه في كتابه العزيز وأرشد إليه رسولنا الكريم في الكثير من أقواله وأفعاله، إنه مبدأ التكافل الاجتماعي، مبدأ تكاتف المسلمين بعضهم مع بعض، مبدأ تفقّد المسلمين بعضهم لبعض، مبدأ إعانة المسلمين بعضهم بعضا. هذا المبدأ الذي كان من المفترض أن يتعامل به المسلم مع أخيه المسلم مهما ابتعدت بينهما الأجناس والأرحام أصبح وللأسف غائبًا حتى بين من تربطهم الرحم والقرابة؛ فلا يدري بعضهم عن بعض شيئا، بل قد ترى إنسانًا يكاد يتفجر من الغنى والأموال وأقرب الناس إليه تحت خط الفقر ولا يشعر نحوه بشيء فالله المستعان. ومعنى التكافل لغة : من الكفل والكفالة، والكفالة معناها الضمان، تقول: تكفلت بالشيء أي: ضمنته، يقول سبحانه: وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً [النحل: 91]، أي: شهيدًا وضامنا، ويقول عز وجل: وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ [آل عمران: 44]، أي: يحضنها، فالكفالة إذًا هي ضمان الشيء وتحمّله. (ماخوذ من القاموس) ويتمثل التكافل الاجتماعي في التعاون بين المسلمين وتناصحهم وموالاة بعضهم لبعض، ويتمثل في مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين بأن يساهم المسلمون في توفير حاجاتهم وتخفيف معاناتهم، ويتمثل أيضا في مساعدة الأيتام وكفالتهم، وفي مساعدة الأرامل وتوفير احتياجتهن، إلى غير ذلك، يقول تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة: 71]. قد أمرنا الله سبحانه في الكثير من آيات كتابه بهذا المبدأ العظيم مبدأ التكافل، وحثنا على الإحسان إلى كل من يحتاج إلى ذلك، يقول سبحانه: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء: 36]، ان ايات الله توجهنا إلى هذا المبدأ العظيم وهذا الخلق الكريم الذي يحفظ كيان المجتمع وكرامة أفراده. كما ان رسولنا العظيم حثنا على هذا الامر واشار اليه في الكثير من المرات وكان أولَ العاملين به وأرشد الأمة إلى هذا المبدأ مبينًا لمكانته العظيمة من دين الله عز وجل، يقول : ((من كان معه فضل ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له)) لا يكتفي صلى الله عليه وسلم بهذا، بل يصور لنا المجتمع الإسلامي الحقيقي المتكافل المتكاتف تصويرًا جميلا غايةً في التماسك، فيشبهه بالجسد الواحد الذي يربط أعضاءه نسيج واحد، فلا يصاب فيه عضوٌ إلا أحست به سائر الأعضاء وتأثرت بسبب النسيج الذي يربط بينهم، يقول فيما رواه مسلم عن النعمان بن بشير: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)). فالمسلمون أيضا لهم نسيج يربط بينهم ويجعلهم يحسون بمعاناة بعضهم، هذا النسيج هو وحدة العقيدة وآصرةُ الأخوة في الله سبحانه، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يجمع بيننا هذا النسيج ثم لا يحس بعضنا بمعاناة بعض، ولا يسعى بعضنا إلى مساعدة بعض، لا يمكن أن يكون هذا إلا إذا كان في أنفسنا خلل والعياذ بالله. هذه ـ إخوة الإيمان ـ أهمية هذا الأمر العظيم ومنزلته من ديننا الحنيف، فلا بد أن نعطي هذا الأمر حقّه، ولا بد أن نسعى في أن نكون متكافلين متعاونين في ظل تعاليم ديننا. أما عن ثواب هذا التكافل ـ يا عباد الله ـ فإنه ثواب عظيم في الدنيا والآخرة، فلقد عدّه رسول الله كالجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام، هذا هو التكافل الاجتماعي الذي نادى به الإسلام قبل أن تنادي به النظريات الاجتماعية الوضعية، وحث أتباعه عليه، وكان قدوةَ الناس في هذا، شاعرًا بمعاناة المسلمين، يعيشها معهم بكل جوارحه، ولم يكن محجوبًا عنهم متعاليًا عليهم، كان يجوع إذا جاعوا، ويأكل إذا أكلوا، بل قد يأكلون ولا يأكل ، كل ذلك ليعلم الأمة أهمية أن يشعر بعضهم بهموم بعض، وأن يساعد بعضهم بعضا.فاسعوا ـ عباد الله ـ في هذا السبيل العظيم الموصل إلى مرضاة رب العالمين، ولا يدفعنكم التكاثر في الأموال والأولاد والتسابق على الاستزادة من متاع الحياة الدنيا إلى نسيان الفقراء واليتامى والأرامل والمعوزين، فقد يكون هذا التكاثر في الأموال وبالا عليكم في الآخرة، أسأل الله أن يوفقنا إلى العمل بمرضاته، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر. أقول قولي هذا، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم. |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حلول جميع تمارين الفيزياء - السنة الاولى متوسط ( الجيل الثاني ) | DZ_Khelifa | حلول تمارين الكتب المدرسية للسنة الأولى متوسط - الجيل الثاني | 88 | 2024-05-05 06:39 |
[ أرشيف ] تحضير جميع نصوص اللغة العربية للسنة الاولى متوسط ( الجيل الثاني ) | DZ_Khelifa | تحضير نصوص اللغة العربية للسنة الأولى متوسط - الجيل الثاني | 77 | 2021-03-01 20:24 |
✮الفائز في العدد الاول من المسابقة الخاصة بالتعبير الكتابي ✮ | ♡~دُمُوعُ القَلْبِ~♡ | منتدى التعليم العام | 5 | 2017-03-28 09:45 |
✮العدد الاول من المسابقة الخاصة بتلامذة بالتعبير الكتابي ✮ | ♡~دُمُوعُ القَلْبِ~♡ | منتدى التعليم العام | 19 | 2017-03-25 20:02 |