1 كأنّ نجوماً أومضت في الغياهب عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب
2 إذا كان قلب المرء في الأمر حائراً فأضيق من تسعين رحب السباسب
3 وتشغلني عني وعن كل راحتي مصائب تقفوا مثلها في المصائب
4 إذا ما أتتني أزمة مدلهمة تحيط بنفسي من جميع الجوانب
5 تطلبت هل من ناصر أو مساعد ألوذ به من خوف سوء العواقب
6 فلست أرى الا الذي فلق النوى هو الواحد المعطي كثير المواهب
7 ومعتصم المكروب في كل غمرة ومنتجع الغفران من كل هائب
8 مجيب دعا المضطر عند دعائه ومنقذه من معضلات النوائب
9 معيد الورى في زجرة بعد موتهم لفصل حقوق بينهم ومطالب
10 ففي ذلك اليوم العصيب ترى الورى سكارى ولا سكر بهم من مشارب
11 حفاة عراة خاشعين لربهم فيا ويح ذي ظلم رهين المطالب
12 فيأتوا لنوح والخليل وآدم وموسى وعيسى عند تلك المتاعب
13 لعلهمُ أن يشفعوا عند ربهم لتخليصهم من معضلات المصاعب
14 فما كان يغني عنهموا عند هذه نبي ولم يظفرهمُ بالمآرب
15 **********
16 2. هناك رسول الله :
17 هناك رسول الله يأتي لربه ليشفع لتخليص الورى من متاعب
18 فيرجع مسرورا ً بنيل طلابه أصاب من الرحمن أعلى المراتب
19 سلالة إسماعيل والعرق نازع وأشرف بيت من لؤي بن غالب
20 بشارة عيسى والذي عنه عبروا بشدة بأس بالضحوك المحارب
21 ومن أخبروا عنه بأن ليس خلقه بفظ وفي الأسواق ليس بصاخب
22 ودعوة إبراهيم عند بنائه بمكة بيتا فيه نيل الرغائب
23 جميل المحيا أبيض الوجه ربعة جليل كراديس أزج الحواجب
24 صبيح مليح أدعج العين أشكل فصيح له الاعجام ليس بشائب
25 ***********
26 3.وأحسن خلق الله :
27 وأحسن خلق الله خلقا وخلقة وأنفعهم للناس عند النوائب
28 وأجود خلق الله صدراً ونائلا ً وأبسطهم كفاً على كل طالب
29 وأعظم حر للمعالي نهوضه إلى المجد سام للعظائم خاطب
30 ترى أشجع الفرسان لاذ بظهره إذا احمرّ بأس في بئيس المواجب
31 وآذه قوم من سفاهة عقلهم ولم يذهبوا من دينه بمذاهب
32 فما زال يدعو ربه لهداهم وإن كان قد قاسى أشد المتاعب
33 وما زال يعفو قادراً عن مسيئهم كما كان منه عند جبذة جاذب
34 وما زال طول العمر لله معرضاً عن البسط في الدنيا وعيش المزارب
35 بديع كمال في المعالي فلا امرء يكون له مثلا ولا بمقارب
36 أتانا مقيم الدين من بعد فترة وتحريف أديان وطول مشاغب
37 ***********