# الحياة لها قوانين تحكمها ... الكون له نظام يسير عليه ... الأعمال والأنشطة والأحداث لها طاقة تحركها ... فهمك وإدراكك لهذه الأمور تجعلك تعيش في انسجام مع الكون وتشعر بمتعة في الحياة وتنجز الأعمال والمهام بطاقة أعلى ونشاط أكبر وتكون راضي عن حياتك وتشعر بالسلام الداخلي والسعادة الحقيقية ..
فكلما فهمت الحياة على حقيقتها كلما عشت فيها بطريقة صحيحة ، وحقيقة الحياة أنها لا تمشي وفق قيم ومبادئ وإنما تمشي وفق نظام محكم وقوانين إلهيه وسنن ربانية وهي ما تسمى بالقوانين الكونية .
فالحياة تمشي وفق قوانين كلما عرفنا هذه القوانين وفهمنها ومشينا مع قوانين الحياة كلما تعطينا الحياة كل ما نريد ، وكلما ابتعدنا عن هذه القوانين كلما نتيه في الحياة ونضيع في الزمن ونفشل في الحياة ونصاب بالإحباط والاكتئاب .
# بإمكانك تعيش الحياة وأنت في سعادة وبإمكانك تعيش وأنت في تعاسة ... بالنسبة للحياة لا تفرق بين الاثنين فالتعيس يزداد تعاسة والسعيد يزداد سعادة وهذا وفق قانون التوسع ( وإنا لموسعون ) كل شيء يكثر ويزداد ويتسع من نفس الشيء ذاته ما لم تغير ذلك الشيء ، فإذا كنت تعاني من مشاكل فإن نظام الكون سيأتي لك بجميع المشاكل كي تعيشها .... الله عز وجل لا يظلم أحدا ولكنه سبحانه وتعالى خلق الكون وفق نظام وقوانين وهذه القوانين تسير عليك ، شئت أم أبيت ، لا مفر لك إلا الالتزام بقواعد الحياة والالتزام بقوانين الكون حتى تستطيع العيش في الحياة بدون عوائق ومشاكل .
# الكون له نظام محكم ،،، الحياة لها سنن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) هناك قوانين تحكم الكون ، هناك قوانين تحكم الحضارات ، هناك قوانين تحكم حياة الفرد ، يقول الدكتور طارق السويدان :- في برنامجه صناعة الحضارة إن الحضارات تحكمها قوانين كونية وسنن ربانية منها قانون التدافع وقانون التداول وقانون الغلبة والنصرة وقانون التغيير وغيرها ، فإذا الأمة الإسلامية أرادت أن تبني حضارتها من جديد يجب عليها الالتزام بمبادئ وقوانين الحضارات كي تستطيع تصنع حضارة ، وكذلك بالنسبة للفرد يستطيع أن يبني ذاته ويكون نفسه إذا ألتزم بقوانين الحياة ...
# قوانين الحياة هي شيء حقيق معنوي وليس مادي ، لذلك لا نستطيع إدراكها بحواسنا الخمس ولكننا بوعينا ندرك نتائجها ، فمثلا القدر هو نظام أوجده الله عز وجل والقدر فيه جميع الاحتمالات من خيرها وشرها وكل الاحتمالات موجودة الآن فأنت بقانون الجذب تستطيع أن تجلب لنفسك الخير أو الشر ، فكل ما تؤمن به وتستشعره تجلبه وهذا أحد قوانين الحياة ، فلو اعتقدت ما تعتقده مجموعة من الناس فإن قدرك سينسجم مع ما يؤمنون به ، فلو أنك تتبع تيار سياسي أو ديني وكل رموزه وقادته يموتون أو في السجون فأنت مصيرك معروف مصيرك السجن أو الموت ، ولو كنت تؤمن بما يؤمن به الناجون في الحياة فأنت مصيرك حتما هو النجاح والفلاح ، فأنت لك الخيار والحياة تعطيك كل ما تؤمن به وتستشعره وهذا وفق قانون الجذب .
# ومن ضمن قوانين الحياة قانون التوازن الذي بدوره يحقق الاستقرار في الحياة ، فلو أنك في يوم من الأيام شعرت بالارتباك أو الخوف ، ما عليك سوى الرجوع للتوازن ويكون بالانفصال عن الواقع الذي تسبب لك الاضطراب ويتم ذلك عبر التأمل بعدها تشعر بالاتزان ، فيمكنك في أي وقت من الأوقات الشعور بالرضا والسكينة والهدوء والاستقرار عبر قانون التوازن ، لذلك جلسة واحدة فقط تحقق لك هذا الاتزان .
# ولكن قانون التوازن هو أكبر من ذلك بكثير وله عدة معاني ومفاهيم منها أن الكون متوازن على المستوى الطاقي فأي مبالغة في مشاعرك وأحاسيسك سواء كان الأمر إيجابي أو سلبي فإنك بذلك تنتهك قانون التوازن وحتما ستحصل على أحداث سلبية لتخفف الزيادة المبالغة في مشاعرك ، فعندما تبالغ في حزن ما يأتيك معه مرض ليخفف عنك الألم ، وعندما تبالغ في فرحة ما يأتيك بعدها فتور وعدم إنجاز ، فكل شيء إذا زاد عن حدة أنقلب ضده ، إذا زاد الحب عن حدة إلى درجة العشق والهيام فأنت بهذه المشاعر تجلب لنفسك التعاسة في هذه العلاقة لأنك بالغت في الحب ، ولكن الحب الحقيقي كلما زاد يبقى حبا ولا يصبح عشقا إلا إذا زاد عن حده فالعشاق دائما يعانون ...
# فقانون التوازن يحقق لك الاستقرار والهدوء وقانون الجذب يجعلك تغير من معتقداتك ومشاعرك كي تهيئ نفسك لاستقبال الخير وانجذاب الأمور والأشخاص الذين يتناسبون معك ، وقانون التركيز يحرك عجلة العمل نحو الانجاز وهكذا ،،، فهذه القوانين تسهل عليك العيش في الحياة وتختصر لك طريق النجاح في الحياة والفلاح في الآخرة ، وكلما لم تعمل وفق هذه القوانين قد تتعرض للمشاكل في حياتك ...
# أهم ما يميز قوانين الحياة أنها لا تخضع لا للقيم ولا للمبادئ الإنسانية المتعارف عليها بيننا ، فالكون لا يعرف معنى الرحمة والشفقة ولا يعرف معنى القسوة والسيطرة فكل الأمور تقاس وفق قانون الكون على أنها طاقة لها ترددات ، فكل الأمور مادية كانت أو معنوية لها طاقة ولها ترددات ،
لذلك عزيزي القارئ جميع أفعالك وتصرفاتك وجميع مشاعرك وأفكارك تقاس في الكون وفق تردداتها ، بغض النظر عن نوعية الأفكار أو الأفعال .
# والهدف من فهم الكون وقوانين الحياة هو العيش بسلام وتؤدي رسالتك في الحياة بأمان . وتنسجم خلاياك مع الكون فتصير أنت والكون في تناغم مستمر ولا تؤثر فيك الأحداث الخارجية أبدا مهما كانت هذه الأحداث ، فبفهمك لهذه القوانين تستطيع العيش بسلام ولو كنت في ظروف الحرب ، يكون من السهل عليك الشعور بالحرية حتى لو كنت في سجن ، من البساطة عليك تنجز ولو كنت معاق .
# فمن المهم معرفة هذه القوانين التي مصدرها القران الكريم ، وكذلك هذه القوانين اكتشفها العلم الحديث ، وكما هو معروف أنه لا تناقض بين حقيقة علمية ونص قرائي ، لذلك فجميع قوانين الحياة مرجعها القران الكريم أو العلم الصحيح ، والمحصلة الأخيرة والنتيجة النهائية هي إذا كنت تعيش في الحياة بنجاح وسعادة فأنت تسير مع نواميس الحياة ولو كنت تعاني أو لديك مشاكل فمعنى ذلك أنت تسير في الطريق الخطأ المخالف لقوانين الحياة .

مشكووورة و الله يعطيك الف عافية

بارك الله فيك