**جلَسً في قاعة الإنتظار
.
***جلَسً في قاعة الإنتظار ..ينتظر أن يدخل ليسألوه : أين كنتً ولماذا سافرت …..وكلّ تلك الإسئلة التي يسالونها للناس في بلاد العروبة البائسة وهم يفتّشون عن الحرية ليُلقوا عليها القبض في كلّ مكان ………..
..قال له جليسه : ...إبْكِ ...واصطنع الغباء ..وبعد ذلك سيهملونك ويقولون إنّك تافه …..لا يفعل شيئا …!!
….قلتُ له ….وأمزّقُ بنائي الداخليّ………!!..كيف اقبل لنفسي تلك الصورة …!!..لقد بنيْتُ نفسي كلّ يوم ...واتّفقتُ معها أن أحبّ كذا وأكره كذا وأنّ هذا يجوز وهذا لا يجوز …….وأنّي مع فريق الخير والأحرار ...لا مع الشرّ والأنذال …..وأنّي أحبّ المروءة والشجاعة وأنّ ديني وميزاني هو الإسلام …………….فكيف أخترق كلّ ذلك ...في الداخل وأخرج ممثلا في الخارج ……….وكيف أهدم بنائي العظيم ….لأنّي احتجتُ أن أكون تافها ……!…...وكيف أكون تافها في ساعة
…
لقد كنتُ أرى التافه يركبُ سيّارة فاخرة ...فتهون في نظري سيّارته وقصره ...وأرى الحُرّ يركب حمارا ….فأُكبِرُ ذلك الحمار ...أنا أرقبُ بناء نفسك ولا يهمّني بناؤ ك الخارجيّ ...نعشق صُفّة عمر ونحلم برؤيتها ونمرّ لا ننتبه ..عن اؤلئك وبيوتهم الفخمة الذين عاشوا لنفوسهم لا يعرفون أحدا ولا ذاق أحد خيرهم …….ستذهب الى الله ببناء نفسك لا بدارك ..وسيارتك …….فهل تذهب بنفس مهدّمة لا يسكنها الإ الشاردون عن الفضيلة
**قلت له : أنت تفعل كل شيء مأمورا أنت غير موجود …….إلى أن تفعل بإرادتك كلّ شء أو تؤمن بما تعمل
**....قال: الألم هو حظّ النبلاء ..يمشون بقلوب مشرعة للريح والبرد والمطر .............والآخرون ....في حصون البلادة لا يدرون بشيء ......كان في عقل المرزوقي المسلم الأبيّ نُسَخ من الأوّلين …يوم عرضوا عليه التطبيع …...قد فار غضبه عليهم كما يفور عنترة وحاكمَهم كما فعل سعد ...وعاش ساعة كما يعيش صلاح الدين
.
.**السجن هو الشمس التي تُنضِجُ صفاتكم ....أرى الآن صورة نفسك التامّة الجميلة ...بعد أن جلى الألم أوساخها .
.
. **كلّنا في دولة العرب لاجئون ...!!..وقد عشنا ما عاشوه وعاشوا ماعشنا في البرد والجوع والخوف ..ولم نقدر ولم يقدروا على دفع الماء عن أجساد اطفالنا وأطفالهم ....وأمّة تُسقِط اهلها في الشقاء والنوم على الماء هي قطعان لصوص
عبدالحليم الطيطي