دعيني أحتضنك...؟
[ ما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون].
بك آمنّا وعليك توكلنا وإليك المصير.يا رب .. يا الله ’ بنبيك ورسولك محمد- صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به’ وما أنزلت عليه آمنّا ولسنته اتبعنا فاكتبنا من الشاهدين
[ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير].
دعيني أحتضنك فالألف إيلاف ’ والجفاء جفاف ’ وإني منك وأنت مني - قسما بالذي أنزل سورة الأعراف -.
انصفيني قبل وبعد’ فصدرك الحنون وحجرك الدافئ بالحب المكنون’ وذكرك لكلام الله له وقع في نفسي وله مقام وله شجون..
حملت بي بأمر ومكثت في رحمك لأجل ووضعتيني دون وجل ’و فكنتِ بي فخورة ’ وهكذا مرت وتمر السنون.. وأضحى ذاك الرضيع فتى لك دوما لا مؤقتا
وقد وصّى وأوصى بطاعتك رب الحياة والمنون’ من فوق سبع سموات
وألزمنا بصحبتك خير البرية رافض الصدقة قابل الهدية رسول الله محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- ابن آمنة العربية ’ وشاءت الأقدار أن ترحلي وتتركي وراءك فتاك هائما بين بواد وبحار’ بين تلال وأنهار’ بين شاهق وإنحدار ’ بين.. بين.. بين ’ فإلى متى وأين ..؟
ليس له من أحد إلا الواحد الأحد’ صبحا مساء يدعوه ويسأله إخماد جمر النار ..
ليس له من أحد به يستجير فيستجار’ وترين كوخه بين الأكوام يحجب رؤيته كثير من الغبار ’ فيعود بعد ليٍّ ليرتاح وذكر الله على لسانه بكل ما علم من الأذكار..
دعيني أحتضنك فقد صدقت رؤياي ورفع الستار ’ إنه الله الحليم العليم ’ إنه الله التواب الغفار ...
في حلمي وحلمي زارني طيفك ’ فافتقدت موضع قلبي متحسسا نبضاته ’خفقاته’ دقاته ’ وسألته يا قلب ألآ من ضياء لقدوم النهار ’ تأملني مليا ثم قال : أصلح جيدا علاقتك بربك وألزم الدعاء وأخلص النية وكن من ذوي العزم والعهد ورطب لسانك بالأذكار ولا تنس أن تردد [ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين]
لا تنس ذلك سيما وقت الأسحار.
سلام عليك يا ولدي فإن لم نلتق على ظهرها اليوم فسيكون لنا لقاء أمام الملك الجبار .
ألآ اعلم ولدي أن الفجر في آخر الليل كالشفق في أوله .