:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Mar 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 10 - 15
الجنس : انثى
المشاركات : 167
تقييم المستوى : 9
(من مناقب رمضان)
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
أجمع لكم بعضاً من فضائل رمضان ومناقبه لنعلم أي خير نستقبل فنشد العزم ونعقد النية ونجمع الهمة، لأن المطلبَ الأعلى موقوفٌ حصولُه على همةٍ عالية ونيةٍ صحيحة.
فأولها: رمضان هو الشهر الذي اختاره الله واصطفاه ليكون ميقاتاً لنزول كتبه ورسالاته، فهو شهر الصلة بين الأرض والسماء، يُنْزِل اللهُ فيه كلامَه، ويخاطب فيه خلقَه، ويبثّ فيه نوره، فأعْظِم به من شهر، سببُ الخير، ومنبعُ النور، ومهبطُ البركة،{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] فهل بعد هذه المنقبة مَنقبَة؟!
ثانيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عَزَّ وَجَلَّ: كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»
قال ابن عبد البر: كفى بقوله: "الصومُ لي" فضلًا للصيام على سائر العبادات.
ثالثها: فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 2، 3] فلَمَّا كانت أعمار هذه الأمة بين الستين والسبعين وقليلٌ منهم من يجاوز ذلك، أعطاها الله البركة في الأعمال، فالحسنة بعشر أمثالها، وقراءة حرف من القرآن بعشر حسنات، وليلة القدر في رمضان خير من ألف شهر.
رابعها: تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب النار، ولست أدري إن لم يدخل العبد الجنة وهي مفتحة الأبواب فمتى يدخلها؟ وإن لم ينصرف عن النار وهي موصدة الأبواب، ويرجع راغباً عنها فمتى ينصرف؟
خامسها: في رمضان تُسلسل الشياطين (تُغلُّ مردة الجن) تصير الشياطين مكبّلة مقيدة لتنطلق النفس حرةً طليقة في أجواء العبودية لله جل جلاله، فماذا يمنعك من أن تكون مقبلاً على الخير وأهله وقد قُيدت الشياطين؟!
سادسها: جماعية الطاعة في رمضان تبعث في النفس نشاطاً وثباتاً؛ فالناس كلهم صائمون، ويجتمعون في صلاة التراويح، والنفس من عادتها أنها تنشط عند المشاركة، فانطلق واعبد ربك وستجد لك أعواناً ومحبين، فتستفيد ويُستفاد منك.
سابعها: في رمضان تجتمع أمهات الطاعات.. فالصلاة والصيام وزكاة الفطر، وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والصدقة والعمرة وإطعام الطعام وقضاء حاجات الخلق وصلة الأرحام. فأين المشمرون.
ثامنها: في رمضان فرص كثيرة لغفران الذنوب والعتق من النار،«من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»
فمن لم يكن أهلًا للمغفرة في هذا الموسم ففي أي وقت يتأهل لها، ومن خاض البحر اللُّجاج ولم يَطْهُر فماذا يطهره؟!
تاسعها: سُنَّة الاعتكاف في رمضان تعد بمنزلة غرفة عناية مركزة، لاستئصال سرطان الذنوب من القلوب.. وبيئة معقمة بعيدة عن شوائب الدنيا وأدرانها لصلة المحب بمحبوبه.
عاشرها: دعوة مستجابة كل يوم ورب كريم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابة» [أخرجه أحمد]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ لا تُرد دعوتهم وذكر منهم: الصائم حتى يفطر» [أخرجه أحمد].
والحمد لله رب العالمين...منقول