الملاحظات
رمضانيات طاسيلي الجزائري :: قسـم خـاص كـل ما يخـص شهـر الصيـام
 
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2013-07-03, 08:30
#1
الصورة الرمزية أم آية
أم آية
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Aug 2012
الدولة : الجزائر - تلمسان
العمر : 25 - 30
الجنس : انثى
المشاركات : 1,678
تقييم المستوى : 13
أم آية غير متواجد حالياً
B16 رمضان شهر القرآن




ثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم، فيُقْبِل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه، وتمتلئ المساجد بالمصلين والتالين، وتدوي في المآذن آيات الكتاب المبين، معلنة للكون أن هذا الشهر هو شهر القرآن، قال جل وعلا: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، قال الحافظ ابن كثير: "وكان ذلك -أي إنزال القرآن- في شهر رمضان في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان -كما في "الصحيحين"-، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين.

وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته، وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقْبِل على قراءة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته وأن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل له، قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (ص:29)، وقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد:24)، وقد وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم {أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} (البقرة:78)، وهذه (الأمية) هي أمية عقل وفهم، وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة وكتابة، و(الأماني) هي التلاوة -كما قال المفسرون-، بمعنى أنهم يرددون كتابهم من غير فقه ولا عمل.

وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حين حدث أصحابه يوماً فقال: (هذا أوان يُختلس العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء)، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يُختلس منا، وقد قرأنا القرآن؟! فوالله لنقرأنه، ولنُقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال: (ثكلتك أمك يا زياد! إن كنتُ لأعدُّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم) رواه الترمذي.

إذن، فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته، وليس القصد من تلاوته هذَّه كهذَّ الشِّعر، دون تدبر ولا خشوع ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني، ليصبح همُّ الواحد منا الوصول إلى آخر السورة، أو آخر الجزء، أو آخر المصحف، ومن الخطأ أيضاً أن يحمل أحدنا الحماس -عندما يسمع الآثار عن السلف التي تبين اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه- فيقرأ القرآن من غير تمعن، ولا تدبر، ولا مراعاة لأحكام التجويد، أو مخارج الحروف الصحيحة، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً، وقد جاء رجل لابن مسعود رضي الله عنه، فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال ابن مسعود: "أهذّاً كهذِّ الشِّعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع"، وكان يقول: "إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك، فإنه خير تُؤْمَر به، أو شر تُصْرَف عنه"، وقال الحسن: "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً".

فاحرص -أيها الصائم- على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب، واجعل لك ورداً يوميًّا لا تفرط فيه، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً، ولا تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيباً من ذلك. والله يهدي السبيل.




يا قارئ خطي لاتبكي على موتي,فاليوم معك وغدا في التراب ​
ويا مارا على قبري لاتعجب من أمري بالأمس كنت معك وغدا أنت معي​
أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى, فياليت كل من قرأ خطي دعا لي​
و إن مرت الأيام ولم ترون , فهذه رسالتي فتـذكرونـــــــي​
وان غبت يوما ولم تجدون , ففي قلبي حب لكـم فـلاتنسونـــــــي​
وان طال غيابـي عنكــــــــــــــم دون عـودة اكون وقتهـا بحـاجــة​
لدعـائكم فادعـوا لــــــــــــــــــــي​
التعديل الأخير تم بواسطة أم آية ; 2013-07-03 الساعة 08:35
2013-07-03, 11:37
#2
الصورة الرمزية GHIZLANE
GHIZLANE
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Oct 2012
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 3,429
تقييم المستوى : 15
GHIZLANE غير متواجد حالياً
افتراضي
بارك الله فيك اختاه على الطرح القيم و جعله في ميزان حسناتك
جزيت كل خير
2013-07-05, 18:02
#3
الصورة الرمزية سمراء الليل
سمراء الليل
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Dec 2011
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 2,649
تقييم المستوى : 15
سمراء الليل غير متواجد حالياً
افتراضي
يارك الله فيك رمضان كريم نصوموه بالصحة ولهنا
ما معنى الاشراف؟
الجواب يتحدد في 3 كلمات فقط " تكليف لا تشريف "

ساروي لكم قصة حياتي باختصار
.
الحظ في وادي و أنا في وادي آخر
و انتهت القصة شكرا لحسن استماعكم


♥♥<....♥♥sihééém♥♥<....♥♥
2013-07-05, 18:10
#4
الصورة الرمزية طفلة انتيك
طفلة انتيك
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jun 2013
العمر : 10 - 15
الجنس : انثى
المشاركات : 833
تقييم المستوى : 11
طفلة انتيك غير متواجد حالياً
افتراضي
رمضان كريم
2013-07-05, 19:06
#5
الصورة الرمزية أم آية
أم آية
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Aug 2012
الدولة : الجزائر - تلمسان
العمر : 25 - 30
الجنس : انثى
المشاركات : 1,678
تقييم المستوى : 13
أم آية غير متواجد حالياً
افتراضي
ورمضانكم كريم أيضا
يا قارئ خطي لاتبكي على موتي,فاليوم معك وغدا في التراب ​
ويا مارا على قبري لاتعجب من أمري بالأمس كنت معك وغدا أنت معي​
أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى, فياليت كل من قرأ خطي دعا لي​
و إن مرت الأيام ولم ترون , فهذه رسالتي فتـذكرونـــــــي​
وان غبت يوما ولم تجدون , ففي قلبي حب لكـم فـلاتنسونـــــــي​
وان طال غيابـي عنكــــــــــــــم دون عـودة اكون وقتهـا بحـاجــة​
لدعـائكم فادعـوا لــــــــــــــــــــي​
 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تعلم؟؟؟ جمال القمر طاسيلي الإسلامي 25 2021-03-16 23:51
معنى الإعجاز في القرآن الكريم زهور طاسيلي الإسلامي 26 2020-03-12 13:38
هُنــــــآآ التَهَـآني لشَهـر المغفِرة{ رَمَضَآإنْ }۞๑ سمراء الليل رمضانيات طاسيلي الجزائري 38 2020-02-04 11:00
حياة السبف في رمضان اسحاق شاكر رمضانيات طاسيلي الجزائري 16 2019-12-03 09:36
رمضان الكريم... أهِلَّة وفضائل بمَقْدَمِ شهر القرآن سمراء الليل رمضانيات طاسيلي الجزائري 0 2012-07-08 13:27

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 21:59
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)