:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
عند ريما
تتقدم منها الفتاة بمظرها الانيق والذي يبدو من خلاله انها ذاهبة الى حفلة او ماشابه وتكلمها بعربية مكسرة :
_ مين أنت ؟ وشو بدو ؟
_ (وهي تمسح دموعها بإحراج ) لا لا أنا أسفة خربطت بالغرفة ..اسفة بعتذر ..(وتفتح الباب لتخرج لكنها تلمح "مازن والصبية" يخرجان من جناح علي و بين يديها "أسامة" فتعود بسرعة الى الداخل وتغلق الباب، وهي ترجف من داخلها. بعدها تلتفت خلفها عندما شعرت بقبضة يد على كتفها
_ شوفي ؟ ليش انت عم يبكي ؟ وليش خايف يطلع من غرفة ؟ ...تعال تعال لا يخاف مني عادي اوكي (تتقدم "ريما" معها بإستسلام ناحية السرير فتجلس على طرفه بينما تتجه الفتاة لتحضر لها كأس من الماء
_ خذ شرب ماي ..منيح (ترتشف بضع قطرات ثم تعيد لها الكاس وهي تبكي بصمت و ألم ) ليش انت عم يبكي احكي يمكن انا يساعدك (تهز رأسها بالنفي دون ان تتكلم، فتضمها الى صدرها بحنان وهي تربت على كتفها )
- it' s OK ...it' s OK ...خلاص ما ينفع هيك ...انت مريض بيتصل بالدكتور انا ؟
_ لا أنا منيحة بس (وتبكي ) بس ...
_ ليكي انا إسمي كاثرين وانت ؟ ( تحاول بث الراحة إلى نفسها كي تستطيع الكلام )
_ ريما ..اسمي ريما
_ ليكي ريما انا بيحكي english وشوي عربي تمام ..لهيك انت يحكي شوي شوي عشان انا يفهم ok؟
_ انا بفهم انجليزي اذا حابة تحكي
_ لا لا عربي عشان يتعلم انا ..
_انا إيجا من "...."
_(وقد إرتاحت لها نوعا ما ) جيتي سياحة ؟؟
_ لا مو سياحة انا إجا ايشوف حدا ويحل معو سوء تفاهم ؟ ( تعقد "ريما" حاجبيها بعدم فهم ثم تسترسل "كاثرين" كلامها بإبتسامة ) أنا هون عشان حبيبي ..إجا دون ما يخبر انا فلحقتو
_ (بدهشة ) جد ؟
_ اي كان لازم يجي انا و يحكي معو والحمد الله نحل المشكلة ...هلاء صار دوور انت ليش عم يبكي ؟ ...بسبب حبيبك ؟
_(بإندفاع ) لا ماعندي حبيب ..
_so## ممنوع من الادراة ##?????
تشيح ريما بنظراتها الى الارض وهي تلعب باصابعها بخجل
_ هو واحد أعجبت فيه من أول مرة بس الظاهر انو مالي نصيب فيه
_ ليش ؟؟ ...(بضيق ) احكي ..انا عم يحسب كلام منك سحب
هنا بدأت "ريما" تحكي "لكاثرين" عنها وعن مازن وعما تشعر به، وحكت لها عن إبنه و عن الصبية التي راتها معه قبل قليل و "كاثرين" تستمع إليها بإهتمام و لما إنتهت من سرد ما بقلبها سكتت "كاثرين" لبعض الوقت كأنها تحلل القصة ثم إلتفتت إليها وتخاطبها بثقة
_ انت مو معجب بهالشاب ..أنت بيهبو ..بيهبو كثير
_ ( بإستنكار ) لا مو حب ...يمكن يكون إعجاب بس مو حب أصلا انا ما بعرفو كتير لحتى حبو ..ولا انتي مفكرة انو حب من اول نظرة
_ سْماع شو بدو يقول أنا ..انت بيعرف شو الفرق بين الاعجاب والهب ..الاعجاب بيكون من هون (وهي تشير بسببتها الى عيون ريما ) اما الهب بيكون من هون (وهي تشير بنفس الطريقة الى قلبها ) لو كنت بس معجب ماهمك لما شفتو مع وحدة تانية وما هبيت تتعرف عليه اكتر ..بس قلبك هو اللي بيهب لهيك هو موجوع وعم يبكي ..هالدموع مو من عيون هدول من قلب انت ..وانا ما يقول انو هاد هب من اول نظرة لا هو مو هيك ..هو هب من أول لقاء و اول كلمة ..لما انت حكيت معو ببيت عمو و بمطعم و غيرو قلب انت هبو ...هب تصرفاتو وكلامو و أسلوبو وكل شي فيه
كل هذا الكلام هو الذي لم تريد "ريما" الاعتراف به او سماعه من احد على الاقل قبل ان تعرف شعور "مازن" ناحيتها لكنها الان لم تعد تقدر ففاض قلبها بمافيه " انا بحبو لمازن ...بحب مازن ....بحبو كتييير "
_(ببكاء) بس هو مو إلي هو ملك حبيبتو هديك او مرتو ..هوملكها هي مو أنا
_ لا هو مو ملك هدا غير انت ..الا اذا انت بدك هيك ..انا إجا من "....." وترك كل شي ولحق أدام هون وانت لازم يعمل نفس الشي و يلحق هبو ..لازم يلحق مازن
تكتفى "ريما" بالنظر إليها بحيرة فهذه أول مرة تحب في حياتها ولاتعرف كيف تتصرف ...لاتعرف اتستسلم لمشاعرها وتركض فعلا خلف قلبها كما تشجعها هذه المخلوقة او تدفن هذا الحب بقلبها ولا تعترف به الى الابد .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
لحظات وتعود الامور طبيعية ...ريما توقفت عن البكاء ورجعت الى قاعة الزفاف .....اميرة هدأت مشاعر القرف تجاه نفسها ولما عرفت بوجود صديقتها تينا بنفس المكان إستغربت ولما علمت انها أتت من طرف أدام فرحت و أمضت معها بقية الامسية محاولة نسيان موقفها مع اسلام ...اما كاثرين حبيبة ادام النازلة بنفس الاوتيل قررت ان تفاجئ ادام بإحدى مفاجأتها المعتادة والتى دائما ما تتنهي بمشاجرة بينهما لان مفاجأتها هي اقرب الى وضعه تحت امر الواقع . وهاهي تظهر امامه بكامل انوثتها ...بفستان ازرق تحت الركبة بأكمام طويلة وحذاء كعب عالي بنفس اللون والذي برز مع لون عيونها الازرق الغامق وشعرها الاشقر مسببة صدمة لادام الذي فتح ثغره و عينيه على وسعيهما وهو يراها وافقة عند عتبة باب القاعة تبحث عنه بعينيها فينهض من مكانه مسرعا نحوها و هو يتوعد لها بداخله ولما وصل أمامها سحبها من يدها بقوة الى الخارج ليمنع حدوث كارثة ان رأها والديه ....
- مالذي تفعلنه هنا ؟؟ الم اقل لكي الا تنزلي مهما جرى ؟ ....لكن هذا خطئي انا ماكان ينبغى ان اخبرك بشأن الحفلة وانها ستقام هنا
- ترك إيد انا عم يتوجع ...بعدين لايحكي هيك ويصرخ علي انا حب يعمل لأنتsurprise
- لك بلا مفاجأة بلا بطيخ ...يالله يالله بسرعة رجعي عاغرفتك قبل مايشوفك حدا من اهلي
- شوي شوي مو فهمان شي انا ....شو يعني بطيخ ؟ عن شو عم يحكي انت ....
- كاثرين بليييز رجعي لفوق هلاء بيطلع ابي او امي ويشوفوكي ...انا ليسا ماحكيت معن ...
- بس هاي حفلة نجاح تبع انت وانا حب يشاركك فرحتك ويكون معك ....( تقترب منه وتتطوق خصره بذراعيها، تميل برأسها الى الخلف وبنبرة طفولية تحاول استعطافه) please honey let me stay with you ....i' ll be quite i promese ...
- واذ سألوني عنك ؟؟
- امممم يقول اني مخربط بالقاعة ولما لقى الجو حلو قعد يحضر معكن ( ادام وقد هام فيها وبسحر عيونها نسى كل شي من حوله فيرد عليها بضحكة وهو يرجع خصلة من شعرها وراء أذنها )
- وانتي مفكرة انك رح تضحكي عليهن بهالكلام ...بابا لحالو ذكاؤ بيوزن بلد اما امي بس تشوفك قلبها رح ينغزها وتقول اككيد هاي سراقة ...ورح نسرق ابني مني ( وهما منسجمين بوضعهما يخرج عليهما والد أدام وخلفه امه ويفاجأنهما معا ....فتحدث الكارثة ...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
جالس على احدى الطاولات هو واعز صديق له ..او بالتحديد صديقه الوحيد خلال هاتين السنتين الماضيتين ...والضحكة لانفارق شفتيه ابداا ....من شدة فرحه يود ان يصرخ ويقفز ويضحك بصوت عالي ... هم وأزيل على صدره ... فرحة كان يتماناها منذ زمن واليوم تحققت بعون الله ....ردد على مسامع صديقه ماحدث له اليوم وكيف سامحه والديه وعاد الى كنف عائلته مرة اخرى ...كيف بكى هو ووالده معا وفي حضن بعضهما ....حاول قدر الامكان وصف حجم سعادته وإرتياحه وماكان بيد صديقه سوى الانصات اليه بإهتمام ومشاركته فرحته ....
- ما بتتصور قديش فرحت لك ...واخيراا رح ترجع عابيتكم وارتاح منك و من نقك...ياخي صرعت راسي كل يوم زن زن ....
يضحك لانه على دراية بأنه يمزح معه
- حتى لو تأكد انك ماراح نخلص مني ...بالعكس هلاء رح افضى لك اكتر .....
- شو بدي احكي ...انت رفيقي الوحيد ولازم اتحملك ...بعدين رح اكسب ثواب فيك ...يعني مافي حدا واقف جنبك فخليني انا كون غير وصاحبك ...
- اي اي على اساس انت اللي عندك ....اي لو مو انا اللي مدبر لك مكان لتساوي فيه عرسك وببلاش كمان كان عمرك ماسويت حفلة ....
- اي والله بهاي معك حق حتى لو أني كنت قدران دور ولاقي غير محل بس قلت مطعم رفيقي احسن ...يالله سو بدي بتكسيرة هالراس
- ياناكر الجميل انت....والله لو كان حدا غريب كان عالاقل تشكرني ....حكيت مع لمعلم حجزت لك المطعم ببلاش على أساس عرس رفيقي الوحيد وهلاء عم تقول انك قدران تلاقي غير محل ....
-( وهو يمسكه من كتفه) شبك يالمزيون عم بمزح ...انت بتعرف انك مو بس رفيقي انت اخي وبدونك كان كتير اشيا ماعرفت اعملها ...
- مثل شو ...
-اممممم ( يضحك ) مابعرف والله بس الي بعرفو انك اخي اللي جابتو إلي الدنيا وغلاوتك من غلاوة اخي هيثم
وقبل ان يعلق مازن ويرد على صديقه سيف يسمع صوت إبنه الجالس بحضن عمته بالطاولة المجاورة لهم ينادي " ماما ريما " فيلتفت اليه ثم يلتفت ناحية الباب اين كان اسامة يحدق ويرى صبية فاتنة بفستان احمر وشعر اسود طويل يمتد على طول ظهرها، بوجه ملائكي وبالرغم من طبقة الميكياج الناعم المغطى بها الا ملامح الحزن والانكسار واضحة وضوح الشمس .
للحظة تثبتت عيون مازن عليها ...جالها بعيونه من قمة رأسها الى أخمص قدميها ...عيونها السوداء القاتلة ...إنحناءات جسمها الرقيق ....شعرها الكثيف ذو الخصلات القصيرة المتناثرة على وجنتيها ورقبتها ...
سابقا لم يكن ليطيل النظر اليها بهذه الطريقة ..ليس لانها اصبحت فجأة جميلة بالفستان و المكياج لا ...انما سابقا لم يكن ليتجرأ على فعل ذلك وهو مدنس بالذنوب والخطايا ...لم يكن ليسمح لنفسه بالنظر اليها او التغزل بها وهو يعلم انه لاطريق يجمعهما ..كان غارقا في التفكير بشي واحد وهو كيف يحصل على مسامحة والديه وكيف يعود فردا من عائلة " النوري" من جديد ...لكن الان وبعد مصالحته مع عائلته الامور تغيرت واصبح يسمح لنفسه في التفكير في اشياء اخرى غير ماضيه والمشاكل التي كان يعيش فيها .
تتقدم ريما من بوابة القاعة الى داخلها ونظرات مازن لم تخفى عليها...لاحظت كيف ينظر اليها ..او بالاحرى كيف كان يتفحصها لكن بداخلها شيئ ما ينهرها و يطلب منها الاشاحة بنظراتها بعيدا عنه لانه ليس ملكا لها ...لحظات مرت بعد ان رأته يحضن فتاة أخرى والان ينظر اليها ويبتسم لها ...يبتسم لها؟؟؟ نعم مازن ولاول مرة يبتسم لها ..سابقا ابتساماته كلها كانت ابتسامة مجاملة ...يوم كانت بالمطعم ..يوم كانت بمنزله ..لكن اليوم ابتسامته مختلفة ..انها ابتسامة إعجاب على الاقل هكذا فسرتها ريما بداخلها ..لكنها للاسف لم تستطيع مبادلته اياها لانها لازالت تشعر بالغصة مما رأته فكلما وقع ناظريها عليه قفزت صورة تلك الفتاة الى ذهنها فتتجمع الدموع بعينيها ولما رأتها جالسة على نفس الطاولة اين جلس والدي مازن شعرت بغصة اكبر فأول ما خطر على بالها انه أحضرها الى هنا كي يعرفها على والديه إذن فهي تعني له الكثير ..وربما ليست حبيبته فحسب بل ربما خطيبته او ربما يصدق إحساسها وتكون فعلا أم أسامة الغير متوفية...ولكي تتجنب فضيحة البكاء امام العلن مرة اخرى تعلن استسلامها وتبعد نظراتها بعيدا عنه تاركتا إياه يقع في مستنقع الاحراج والاستغراب في نفس الوقت فيما شعر من قبل انها تتودد اليه لكنها اليوم تحرجه و تتركه يبتسم للهواء .
في هذه الاثناء كان اسامة قد نزل من حضن عمته و مباشرة نحو ريما راكضا ويمد يديه نحوها، فتستقبله ريما بأبتستمة مجاملة وتاخذه بين ذراعيها
- اهلين حبيبي كيفك ؟
- منيح ...
تندمج ريما بحديثها الطفولي مع اسامة وسط استغراب عائلة مازن وصديقه تصرف اسامة فالمعروف عندهم ان امه توفيت وان ريما تكون قريبة لهم لا أكثر فمالقصة ؟؟
يخاطب سيف مازن بدهشة قائلا
- مازن شوهاد اللي سمعتو ؟ هاي امو لاسامة ؟ انت ماقلت لي انها متوفية ( يجيبه مازن بضيق من ردة فعل ريما نحوه)
- وهو هيك
- لكان ليش عم بيناديها ماما ومين هاي اصلا انت بتعرفها؟
- هاي ريما اخت العروس ..ورغبة اسامة انو يكون عندو ام عم بتخليه ينادي الرايحة والجاية ب ماما .. بس هيك
-( بابتسامة خبث) متأكد ؟؟...يعنى مو انت اللي لمحت لو انك رح تجيب لو ام جديدة ؟؟
- اكييد ماقلت لو لاني ماعم فكر بهيك شئ
- بس ليش ليساتك شاب بأول عمرك واصلا ماعشت حياتك من قبل فشو المانع انك تشوف حياتك هلاء و تفرح ابنك معك بمرا تحبو تربيه وتمنحو شعور الامومة ...حرام المسكين ليسه صغير
- رح فهمو انو هاي مو امو ومع الوقت رح يتعود وينسى ..حتى فتون كان بينادها ماما زمان بس هلاء بطل لما عرف انها مو أمو الحقيقية صار يناديها عمتى عادي
- بس ...
- سيف الله يخليك سكر عالسيرة ...( بإستهزاء ) خلينا نلتهى اول شي لزواجك التاني بعدين ربك بيفرجها
- تهرب من الموضوع هلاء ....
دهشة والدي مازن لاتقل عن دهشه سيف فماإن ركض اسامة نحو ريما حتى بدوا بنقل نظراتهم فيما بينهم، متسألين عما يحدث . واول من علق على الموضوع هو تلك الفتاة
- مين هاي ؟؟
- هاي ريما اختها لشيما
تسكت للحظات وهي تنظر اليها لمدة كأنها تحاول تذكرها، تاركة التعليق هذه المرة لامها و ابيها ..
- سمعت الولد شو قال ...قال ماما ريما
- هي ومازن بيعرفو بعضن شي ؟
- لا مابظن ...
يسكت ابو محمد وام محمد يحليلان كلام اسامة بينما تنتفض الفتاة من مكانها متوجهة نحو ريما واسامة بإبتسامة وقد تذكرت اين ومتى رأتها
- مرحبا
- اهلين
- مين حضرتك ؟
- (بضيق ) انا ريما ..اخت العروس ..( لم تسألها عنها هي لانها في بالها ظنت انها عرفت الجواب مسبقا)
- كأنو اسامة كتير بحبك ...ناداكي ماما قبل شوي
- اي ..وبعتذر عن هالشي بس مابعرف ليش ناداني هيك مع انى هلاء قلت لو انى ماني امو وانو حضرتك بتكوني أمو الحقيقية بس ....( وهنا تنفجر الفتاة ضحكا وهي تردد )
- شو ...شو ...امو امو الحقيقية ؟؟؟ ( وتضحك بهسيتريا)
- ليش عم تضحكي ؟ مو انتي ام اسامة ؟
- مين قالك اني امو ؟ بعدين ماحدا قلك انو امو متوفية
- ( تتكلم دون وعي لما تقوله المسكينة) بس شفتك انتي ومازن بال...( وفجأة تسكت لما أحست بهول ما تقوله )
- وين ؟؟ ...شفتينا فوء .
- لالا مو هيك ...انا ماشفت حدا ( وفي هذه اللحظة يأتي مازن من خلف الفتاة، وما أن رأه اسامة حتى مد يديه نحوة وهويردد " بابا" فيأخذه في حضنه
- شوفي ؟؟ ليش عم تضحكي هيك صوتك وصل لبرا ..( ثم يلتفت نحو ريما) مرحبا ريما
- اهلين
تستغل الفتاة الوضع وتقترب منه وتحاوط خصره بذراعيها
- خلاص لاتصرخ علي ...بعدين كنت عم اتعرف على ريما ..مو هيك ( تهز ريما برأسها بحيرة وهي لم تفهم من الوضع شيئا )
- لا تهتمى بحكي هالفصعونة ريما ...لسانها متبرى منها
- لاااا عيب عليك ...عيب تحكي على أختك لصغيرة هيك
اختو
اختو
هاي بتكون اختو لمازن ...مو معقول
- هااا ي أختك ؟
- اي ...هاي عائشة اختى لصغيرة ...ماعرفتها عن حالك ؟
- ما سألتني ...اصلا هي مفكرتني ...( تتكلم وهي تنظر الى ريما بإبتسامة خبث بينما تترجاها ريما بعيونها الا تتكلم ولا تحرجها مع مازن ) رفيقة ديمة بنت عمي علي ..
- اي شي طبيعي مو مبينة انك اكبر منها ب 6 سنين ..مبينين بنفس العمر ..
- لاا اا مو صحيح ...ريما قولي الحقيقة مبين علي طفلة بعمر ال14 قولي ا لحقيقة ولاقول انا الحقيقة ( بنبرة ذات معنى)
- لا مبينة صبية مشالله
يكتم مازن وعائشة ضحكتهما لانهما علما انها تكذب فمظهر عائشة شقيقة مازن الصغرى والتى رأتها معه بالجناح قبل قليل، لا يمت للصبا بصلة ...فهي قصيرة القامة و جسمها نحيف وملامح وجهها طفولية كثيرا وبالرغم من انها تبلغ تمانية عشر سنة الا ان من يراها يظنها بعمر الخامسة او السادسة عشر ...لكن اليوم بفضل الكعب العالي اكتسبت بعضا من الطول .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
- ادام !! ....شوهالمنظر؟؟؟ ومين هاااي ؟؟؟
-( بإرتباك ) بابا ...
- جاوب ابوك يا ادام ...احكي مين هاي وشوعم تساوي هون معها؟؟
- بابا هاي كاثرين .... كنا ندرس سوا بالجامعة و ...و ...إجات هون سياحة وصدفة لتقينا فسلمت عليها ...( تمسكه كاثرين من ذراعه وتكلمه بصوت منخفض
- ادام لا يكذب عليهن ...قولن الحقيقة ..هاي فرصة منيح عشان يعرفوا انو نحب بعض وبدو يتزوج
تلتقط والدة ادام هذه الكلمة " بدنا نتجوز" فتصرخ بدهشة
- شو ؟ ..زواج شو ؟؟ ..انا سمعت صح مو ...سمعت تقول زواج؟ ....ادام احكي هلاء من هااي وعن شو عم تحكي والا ....( يزمجر الاب بغضب وهو يقاطعها)
- خلاص بقى سكتي انتي وبلا لعي ....سدي بوزك وخلينا نفهم شو الموضوع ...وانت نطاق يالله ولا تخليني اطلع من طوري ...مين البنت ؟؟
- بابا قلت لكن هاي كاثرين و ..
- عمو سماع انا شو بدو يقول ...انا وادام حبيبين و بدنا نتزوج و أدام بدو موافقة انت على هالشي ( تضرب ام ادام بيدها على صدرها بشهقة بينما تتسع حدقتا والده غضبا اما كاثرين تسترسل كلامها وتحكي لهم قصتهما كاملة ...اين وكيف التقيا وكيف لحقت به الى هنا و مالسبب الذي دفع ادام لتركها كما انها اخبرتهم عن نيتها في أعتناق دين الاسلام ان إضطرت لذلك لكن حدث مالم تتوقعه كاثرين اذ ان والد ادام وبعدما علم انها فتاة مسيحية اجتمعت شياطين الجن والانس امام عيناه :
- هالشي مستحيل يصير ....عم تفهمو انتو لتنين ..انا ماني موافق ومارح وافق ...
- بس يابابا ليش ؟ ..اذ بسبب انو مسيحية فهي قالت لك انها مستعدة تأسلم ..فليش لا ؟؟
- ادااام هي كلمة وحدة وماراح اتراجع عنها هالزواج مارح يتم طول ماني عم اتنفس ...مستحيل وحدة كافرة تدس عتبة بيتي
- ابوك معو حق انا كمان ماراح اسمح بهالشي ...شوماعاد فيه بنات بالبلد كلو لحتى تجيب لي وحدة من الشارع لتسويها مرتك ...
تسقط دموع كاثرين دون عناء وهي تسمع هذا الكم من الذل والاهانات من والدي حبيبها الذي لاترى سواه في الدنيا واكثر ما يؤلمها هو عدم دفاعه عنها امامهم لكنها لم تكن لتلومه ابداا لانها تعلم كم يحب ويحترم والديه وبالنسبة له رضا الوالدين قبل كل شيئ وهذا اكثر ماشدها أليه اخلاقه وتربيته العالية . فتنسحب من المكان ببطئ وداخلها محطم ولما هم ادام بملاحقتها مسكه والده من ذراعه وهو يقول بصرامة
- خليها ترووح ....ادام حط عقلك براسك هالبنت مابتناسبك ولا بتناسبنا لهيك الاحسن تخليها تروح ..
- صحيح ابني هي مو مثلنا ولا يمكن تصير ابداا ..
يستسلم ادام بعدم اقتناع لرغبة والديه لكنه في قرارة نفسه أخذ وعد أنه لن يتخلى عن حبه بسهولة وأنه سيحاول معهم مرة ثانية و ثالثة وعاشرة حتى يوافقو، وما ان همو بالدخول الى القاعة مرة ثانية يسمعان صوت مروحية خارج الفندق وبعد ثواني يسمعان طلق نار قوي على القاعة المجاورة لهم ...نعم انها قاعة زفاف علي وشيماء. فبينما الكل مستمع بالحفلة فجاة يسمعون صوت مروحية خارج القاعة وماهي الاثواني حتى بدأ ثلاث رجال ملثمين بلثام اسود لايظهر الا عيونهم بإطلاق الرصاص من داخل المروحية فيقع الزجاج مهشم عالارض من جهة اليمين مسببا حالة ذعر وهلع شديدين للحاضرين بالقاعة والذين بدؤؤا بالصراخ والركوض تلقائيا نحو الباب هروبا من الطلقات النارية .....صراخ ...بكاء ....ركض هنا وهناك ....فوضى رهييبة حدثت في غمضة عين .
كذلك حال ابطالي فهم ايضا لم يسلمو من هذه المشاعر، فمازن اول ما سمع صوت الرصاص انتفض من مكانه باحثا عن ابنه الصغير فيلمحه مع ريما الجاليسين مباشرة على جهة الجدار الزجاجي والمروحية مباشرة ورائهما، فيهرع نحوهما برعب وهو يصرخ " اساااااااااامة لااااااااااااا......ريييييييما" ، ولما وصل عندهما وجد ريما متكورة على اسامة لتحميه تحت الطاولة كأول ردة فعل قامت بها لما سمعت صوت الرصاص ورائها، فيدنو ٱليهما بذعر شديد
- ريماا ريماا ...انتي منيحة ...صار لك شي ...واسامة منيح ؟؟ اسامة بابا انت منيح ؟؟
- ( بخوف) مازن ..مازن شو عم بيصير ...
- ما بعرف بس انتي لاتخافي ماشي ....انا هون ..انا هون معكن ...( وهو يضمها بذراعه الى صدره واليد الاخرى يضم بها ابنه الذي يكاد يغمى عليه من البكاء والخوف وفجأة تتنفض وهي تردد بخوف وبكاء
- ماما وين ماما ....( وبلمح البصر تقف من مكانها باحثة عن امها بعيونها و لسانها يصرخ بلا وعي ..." امي ...وينك امي .....اااااااامي ....وين امي ." لكنها لاترى امها في اي مكان ...لاترى سوى المدعوين وهم يفرون من القاعة واحداا تلو الاخر لينجو بأنفسهم بينما يتزايد طلق الرصاص من داخل المروحية التى تصدر صوت أرعب من صوت الرصاص . فتتقدم الى وسط القاعة باحثة عنها غير مبالية بخطورة الوضع . وبينما تتقدم الى الامام يطلق احد الملثمين رصاصة من رشاشه وكانت مصوبة مباشرة اليها ولولا فضل الله ثم تدخل مازن لكانت الرصاصة فجرت رأسها.لكن مازن يتدخل في اخر لحظة و يسحبها من ذراعها الى الوراء فتصطدم بصدره ويلتف حولها كي يحميها بظهره فتمر الرصاصة بجانبهما فتصيب الجدار الزجاجي من الجهة الاخرى لكن بعدما جرحت مازن من ذراعه جرح طفيف .لكن لاوقت ليهتم به بل يسحب ريما بخفة ويعيدها الى تحت الطاولة اين ترك اسامة
- انتي مجنونة ؟؟ كنتي رح تروحي حالك ...شوي والرصاصة كانت رح تفجر راسك
- ( ببكاء ) امي ...مازن بترجاك ...بترجاك دور على امي انا مو ملاقيتها ...ماشفتها بأي مكان هون ....بترجاك بترجاك ..انا رح موت اذ صاير لها شي
- خلاص لاتخافي ريما ...يمكن طلعت لبرا مع الناس التانيين ...
وقبل ان تعلق ريما تضرب رصاصتين على الطاولة فتنقلب الى الارض فتصرخ ريما بفزع وهي تدفن رأسها بحض مازن و تسد أذنيها بيدها، فيأخذ مازن اسامة على ذراعه و يتهيأ ليقف وباليد الاخرى يسحب ريما من يدها كي تقف معه
- يالله ..يالله ريما قومي معي يالله ...رح نتخبى هنيك
تقف ريما برجلين مرتجفتين
- مازن انا رح دور على امي ...
- اي تعي معي هلاء
و يسحبها من ذراعها بسرعة هاربا من الطلقات و يختبئ وراء احدى مكبرات الصوت الضخمة عند الزاوية والتي سلمت من الطلقات .
أما علي فقد اسرع بهلع الى شيماء وحضنها من ظهرها كي يتلقى اي شيئ سيئ بدالها ..بعدها سحبها ببطئ وهو ينظر يمنة و يساراا لتفادي الطلقات النارية بينما هي تصرخ ببكاء
- ماااامااا وينك ماما ....ريما ....ريما اختى ....علي علي وين امي ...وينها دور عليها ...تريكني ودور عليها الله يخليك ...علي ...
- خلاص شيماء لاتخافي ...تعي تعي لهون ...رح نتخبى هون ( وهو يسحبها وراء مكبر الصوت الاخر الضخم الموجود بالجهة المقابلة لمكان اختباء مازن وريما.
- علي بترجاك روح جيبك امي ...انا ماراح اقدر عيش اذ صار لها شي ...( يضمها بقوة، يقبلها على جبهتها ثم يقول لها )
- انتى ضلي هون عم تسمعي ....شوماصار لاتطلعي ابداا ..ظلي بس هون رح دور على امك و لولاد وارجع ...( تهز رأسها ببكاء ثم تفلت يدها من يده وتتركه يذهب الى وسط الطلقات، لكن قبل ان يذهب يليفت الى الجهة الاخرى ويلمح ريما، اسامة و مازن الذي يلوح له بيده بأن يبقى مكانه والا يغادر خشية عليه من أي رصاصة طائشة، لكن علي لم يلقيه اهتماما ، هو وعد شيماء بإنقاذ أمها و غير هذا فإن أولاده لا يرى لهم اثر . يطل علي برأسه من وراء المكبر ويلقى نظرة على المكان فيجد الصالة خالية من شيئ اسمه بشر تماما، فيعود الى الوراء وهو يكلم شيماء
- مافي حدا هون ...
- كيف يعني ؟؟ و امي و ريما وينهم ؟؟
- ريما مع مازن هنيك لا تخافي ....وامك يمكن تكون طلعت لبرا مع الباقين ...لا تخافي ماشي ...ونحنا كمان لازم نطلع ..
ثم يلتفت ناحية مازن وهو يؤشر له بضرورة خروجهم من القاعة سريعا عندما ينتهى من العد الى ثلاثة بأصابعه، فيومئ برأسه موافقا . وما ان تهيؤؤ للخروج ......
يتبع ........
فمان الرحمن