الملاحظات
قـسم القصـص و الروايات :: خاص بالادب و القصة الصغيـرة و كتابات القصصية حصرية للاعضاء و الرواية
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2017-05-20, 18:00
#41
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
نعتذر على عدم التنسيق حاولت شحال من مرة نعدولو بصح ديما يخرج هكا !!!!
قراءة ممتعة
2017-05-25, 16:06
#42
الصورة الرمزية meriem mary
meriem mary
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Jan 2017
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 1,211
تقييم المستوى : 12
meriem mary غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
ساكون من متبعيك
انتظر التكملة
2017-06-01, 15:39
#43
الصورة الرمزية meriem mary
meriem mary
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Jan 2017
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 1,211
تقييم المستوى : 12
meriem mary غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
اين التكملة
2017-06-04, 15:53
#44
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meriem mary
اين التكملة

اهلا حبيبتي التكملة جهزت ......قراءة ممتعة
2017-06-04, 16:01
#45
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله
تكملة البارت السابق

بنفس المكان وفي إحدى القاعات المتواجدة بالفندق، عائلتين أخريتين يحتفلان بمناسبة تخرج ولديهما من اشهر الجامعات في العالم "اسلام/ ادام ". (قاعة الاحتفال )

العائلتين مجمتعتن " والد إسلاموأخته الصغيرة /عمه وعائلته /أميرة و والدتها" & "ادام / والديه / شقيقته " إضافة الى بعض الاقرباء و الاصدقاء من طرف كل عائلة .
الحفلة بدأت منذ حوالي النصف ساعة وكل شيئ يمشي على قدم و ساق و المدعوين اكثر من مستمتعين بالاكل و الموسيقى والاجواء الاحتفالية .
لكن "أميرة" لم تتمكن من البقاء اكثر من ذلك دون إجراء إحدى مكالماتها المعتادة . فلما إسغفلت الموجودين خرجت من القاعة و توجهت إلى اخر الممر وأخرجت جوالها باحثة عن أي رقم عشوائي من قائمة اتصالاتها. يقع إختيارها على إسم " محمد" وبعد رنتين يأتيها رد بصوته المبحوح الرجولي .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

أما بالقاعة ف"ادام و اسلام وماهر" و مجموعة من اصدقائهم قد إجتمعو على طاولة واحدة وصوت احاديثهم و ضحكهم يسمع عن بعد . وماهي الا لحظات حتى وصل أعز صديق لهم برفقة فتاة صبية وأول من لمحه مو "ادام" وفوراا يتقدم نحو بإبتسامة واسعة وصادقة :
_ لك أهلين بالمحقق
_(بإبتسامة ) اهلين فيك حضرة المهندس ...(يضحكان وهما يتعانقان . بعدها يلتفت "ادام" نحو الفتاة وهو يمد يده لمصفحاتها مرحبا بها
_ مرحبا تينا كيفك ؟
_ تمام ..انت كيفك ؟
_ كلو تمام الحمد الله وفرحت لما شفتكم جايين(و هو يقبض على كتف ضيفه) فكرت انكن ماراح تلبو الدعوة
_ ( بمزاح ) من يوم ماقلت لي وانا مقررة أحضرالعزيمة حتى لو ما عماد تكرم علي وجابني لهون كنت جيت لحالي
_ شو تجي لحالك كنت انا جبتك معنا ..اصلا هو مالو داعي ("عماد" يتصنع الغضب )
_ حاج لَعْيْ انت وهي وإلا هلاء بفرجي مدير الاوتيل كرتي وبقول لو انو اللي مستأجر القاعة تحت نصاب كبير وهو مطلوب عند الشرطة وهيك رح خليه يزتك برا وماراح تكون لا عزيمة ولا بطيخ
_ دخيلك لا كل شي ولا العزيمة ...في اكل طيب وليسه ما خلصناه
_ لكان خلينا نفوت وبلا كثرة حكي
_ يالله انت تعال معي اسلام والشباب هنيك (وهو يشير الى طاولتهم ) وانتي تينا روحي على هديك الطاولة امي والبنات هنيك
_ ماشي ...يالله لكان بشوفكن بعدين
يطوق "ادام" رقبة "عماد" بذراعه و يجره بإبتسامة نحو اسلام والشباب بينما تتوجه "تينا" نحو ام "ادام" واخواته كي تجلس معهم فهم جيران ومن نفس القرية و هي و ادام وعماد اصدقاء منذ الطفولة، اما "إسلام" فقد تعرف عليه "عماد" عن طريق "ادام" كونه ابنة خالته و لما كان صغيرا إعتاد الذهاب الى منزل خالته بالقرية وهناك تعرف على "عماد" و من يومها شكلو ثلاثي صداقة رهيب . لكن معرفة "تينا" ب "اسلام" معرفة سطحية لا تتجاوز السلام عندما يحضره "عماد" الى المنزل .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

قاعة زفاف "علي/شيماء"

ينفتح الباب الكبير للقاعة ويطل من ورائه "شيماء/علي" بفستان و بدلة العرس وهي تتبطأ ذراعه وإبتسامة واسعة تعلو ثغريهما، وعلى وقع تصفيق المدعوين وتصيفيرهم يتقدمان نحو الكوشة بمرافقة موسيقي كلاسيكية هادئة .
ووسط الزغاريد التى علت والمباركات تشهق "ريما" وهي تكلم امها
_ ااااه
_ شوفي شبك ؟؟
_ ماما انا نسيت موبايلي فوق بالغرفة ..لازم روح وجيبو بسرعة
_ شوفي إلو داعي الموبايل هلاء ..بعدين بتجيبه
_ لا ماما مستحيل رح أخذ صور مع العرسان ..(وهي تضحك) لازم لازم اخذ صرفي ..
_ (بضيق مصطنع ) اي اي تمسخري على أمك بعدين انا ماعلي مابعرف قولو
_ سلفي ماما سلفي مو صرفي اصلا مافي علاقة بنوب
_ المهم روحي اذا بدك تجيبه ورجعي بسرعة ..لا تروحي لهون وهنيك دغري بترجعي لهون بتضيعي بعدين
_ (بضيق) ماما خلاص ..
_ ماشي روحي روحي
تنهض "ريما" من مكانها و تخرج من القاعة متوجهة نحو جناح شيماء كي تحضر هاتفها، تستقل الاصنصير مباشرة نحو الجناح تحضر هاتفها وتخرج بسرعة كي لا يفوتها شي تحت . لكنها و أثناء خروجها تلاحظ باب جناح "علي" مفتوح قليلا، فتستغرب بينها وبين نفسها "الباب ليش مفتوح ..صهري علي وعيلتو كلن تحت لكان مين فتح الباب ؟ " ثم تتذكر انها لم ترى "مازن" في القاعة فتقول في خاطرها "معقول مازن يكون هون؟ بس ليش مانزل لهلاء ؟ " وبينما هي تكلم نفسها وجدت نفسها واقفة أمام باب الجناح، مشت بلا وعي حتى وصلت الى عتبة الباب وعندما وعت على نفسها همت بإغلاق الباب بسرعة والعودة الى القاعة ظنا منها ان احد ما نسي إغلاقه لكن صوت بالداخل يستوقفها و يجبرها الى دفع الباب بخفة ورؤيةمن بالداخل وهنا كانت الصدمة ...ليتها لم تعد لتأخذ جوالها ...ليتها لم تلاحظ الباب المفتوح ..ليتها لم تقترب لترى ما رأته....
رأت "مازن" بوسط الصالة يحضن فتاة صبية بقوة ويسمح على شعرها بمواسة بينما هي تبكي و تشاهق بين يديه معبرة له على شوقها وحبها له:
_ مازن حبيبي انا ماعم صدق انك هون و واقف قدامي ..يالله ما بتعرف قديش شتقت لك وكيف تعذبك بغيابك
_ اوووش حبيبتي خلاص ..لا تبكي دموعك هدول كتير غالين على قلبي ..يالله خلاص مسحي دموعك و فرجيني ضحكتك الحلوة (وهو يبعدها عن حضنه قليلا) ..بعدين انا كمان مشتاق لك كتتير وفوق ما تتصوري (بهذه الكلمات زاد بكاء الفتاة و نحبيها وإرتمت مرة ثانية بحضنه وهي تردد بصوت متقطع من البكاء )
_ ياربي ليش بعدونا هيك ..انا شو ذنبي يجبروني ظل بعيدة عنك ..هنن بيعرفو انك اكتر واحد بحبو ..انا كتير حاولت أجي لعندك و شوفك بس كل مرة بابا يمنعني ..و ما قدرت خالفو ..سامحني..سامحني انا كتيير اسفة تركتك تعيش سنتين لحالك انت و اسامة ...سامحني
_ ولا يهمك حبييتي انا مو زعلان منك بنوب ..بالعكس انتي اللي لازم تسامحنى وتحاولي تنسي اللي عملتو انا غلطت وتصرفهم بالبيت بهديك الطريقة كانت صح وانا مابلوم حدا بس هلاء كل شي رح يتصلح بوعدك (تبتعد عنه بخفة و هي تهز برأسها نافية )
_ لالالا ابدا ..انت ما أذيت أي حدا ولا تطلب السماح لاني ابدا مو زعلانة منك ...
_ يخليلي ياكي
_ الله يخلي لي ياك أنت يا قلبي ..والله اني مشتاقتلك موت

مشتاقتلك موت
حبيبي
حبيتي انتي
دموعك غالين
اناكمان مشتاق لك وفوق ما تتصوري
كل هذه الكلمات كانت كالسكاكين بصدر "ريما" التي تسمرت بمكانها من ساعة تتسمع الى "مازن" يغازل هذه الفتاة .." هاي ..هاي بتكون حبيبتو لمازن ..ويمكن تكون أم أبنو كمان ..عم تقول انها تركتو لسنتين هو واسامة وعمر اسامة هو سنتين بالضبط يعني اكييد هاي بتكون امو ..يمكن أهلها فرقوهم عن بعضن لهيك هو عايش لحالو ولهيك هي عم تبكي و تقول واخيراا لتقينا ..هاد الشي اكييد امو لاسامة عايشة ومو ميتة يمكن هنن خلوه يفكر هيك وبعدوها عنو غصب ...انا كنت بعرف انو مالي بالحب وقصص الغرام نصيب بس ما بعرف ليثغكن ت انو مازن هو الشخص اللي كنت أحلم فيه كل عمري .." هذا ما كانت تردده "ريما" و يدها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج. لكن عين ما لاحظاتها و بمجرد شعروها انه قبض عليها إختفت من المكان كليا .
اما" مازن" لما راي الصبية التي معه تحدق الى الباب سألها وهو يلتفت خلفه
_ شوفي ؟ على شو عم تطلعي ؟؟
_(وهي تمسح دموعها) كأني شفت وحدة واقفة عند الباب ..ستنى شوي
تتقدم نحو الباب لتلقى نظرة و"مازن" خلفها لكنهما لا يلمحان اي أثر لريما
_ مافي حدا ...يمكن عم يتهيألك
_ لا انا متأكدة اني شفت حدا واقف عالباب
_ يمكن تكون وحدة من اللي عم يشتغلو هون لا تهتمي
_ (بعدم اقتناع ) يمكن ...صحي وين إبنك بدي شوفو
_ هون بالغرفة مو راضي يلبس تيابو لجداد ..حاولت و ديمة حاولت بس مارضي
_ خلاص لكان يالله نشوفو وانا رح لبسو (وهي تحاوط ظهره بذراعها وهو بدوره يطوق رقبتها بذراعه

لما شعرت "ريما" ان تلك الصبية لمحتها إختفت من المكان بسرعة البرق ولم تجد مفر سوى الدخول الى احدى الغرف الموجودة هناك هربا منها ومن "مازن" . فتحت الباب ودخلت بخفة وهي تسند بظهرها عليه و تبكي بصمت . وماهي إلا دقائق حتى تقف أمامها صاحبة الغرفة مفجوعة من طريقة دخولها. تظهر أمامها فتاة حسناء ..حسناء؟؟ لا بل اكثر من ذلك ..فكلمة "حسناء" لا تعبر عن مدى جمالها ..بل هي ..هي كحور العين ..لابل إنها حور عين حقيقية ... شعر أشقر طبيعي ، عيون زرقاء واسعة ، بشرة بيضاء ناعمة، جسم ممشوق ، طول كعارضات الازياء ، غمازة تزين خدها الايمن ..إنها رائعة فحسب وإن داخت "ريما" عند رؤيتها فماحال الجنس الاخر عندما يراها .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

متكئة بظهرها على الجدار تلعب بسلسالها الذهبي المنقوش عليه إسمها بالكامل بيد ، وباليد الاخرى تمسك الجوال وهي تتكلم بإندماج كأنها وحدها في المكان ولا احد يستطيع مفجأتها في أي لحظة :
_ صار لي ساعة عم قول اني كمان بحبك بس مو راضي تصدقني
_ لانك كذاااابة ..
_ (بشهقة ) انااااااا عيب عليك ..والله عيب عليك هلاء بعد ما تركت الحفلة وجيت أحكي معك..وبعد ما عترفت لك شي مليون مرة تجي وتقول بكل ثقة اني كذاابة ..عافكرة جرحتني هيك كتتير
_ انا عم قول الحقيقة ..انتي ما بتحبيني وعم تتسلي وبس لو غير هيك كنت قبلتي نتقابل و نشوف بعضنا ..بعدين انا مارح اكلك رح نقعد بس ونحكي وهيك بشوفك ..ويا ستي رح نروح على اي مكان انتي بتختاره اذا كنت خايفة ؟ هاا شو قلتي ؟
_ لك مو مسألة خوف ؟
_ لكان ؟؟ ....ليكون انتي وحدة بشعة لهيك خايفة تفرجيني حالك
_ (بضحكة ثقة ) من هالناحية مو خايفة ابداا لاني متأكدة انو لهلاء عيونك ماشوفو وحدة بنص جمالي حتى ولا رح يشوفو بنوب ..(وما إن أنهت جملتها حتى إنتفضت على قبضة بكتفها جعلتها توقع هاتفها أرضا من شدة المفاجأة ولما إلتفت الى صاحب القبضة إرتجفت كل قطعة بجسمها و شعرت بلقبها ينقبض و انها لم تعد قادرة على سحب الهواء الكافي لجعله يتقلص و ينبض بشكل عادي مجددا
_ (بإرتباك ) إ ..إسلام ( يلقي عليها نظرة من فوق الى تحت وهو يضع يديه داخل جيوب بنطلونه قبل ان يعلق على ما سمعه )
_ تعرفي من اول يوم شفت فيه بالبيت عرفت من نظراتك و طريقة كلامك انك وحدة تحبي حالك و فيكي غرور ما بينوصف بس اللي ما توقعتو انك تكوني من هالنوع من البنات ...
_ (بإرتباك اكبر) لا ..أنت فهمتني غلط انا...
_ (يقاطعها ) لالالا مافي داعي تبرري لي اي شي ..ماكتير بهمني
_(بغضب من اسلوب حديثه معها ) لكان ليش جاي لعندي ؟ ليش لحقتني لهون ؟
_ بس مين قال اني لاحقك ..هاي امك اللي دورت عليكي بكل مكان جوا ومالقيتك فطلبت مني أطلع و شوف وينك ..(يسترسل بإستهزاء) المسكينة فكرت انو صار معك شي سيئ ماخلت أحد ما سألتو عنك بس ما كانت عارفة انو بنتها مو فاضية حتى تخبرها عن مكانها لانها ملتهية بالحكي مع عشيقها ومافيها تصبر للمسا لحتى تحكي معو ( إستشاظت "اميرة" غضبا و إحمر وجهها من العصبية ..لماذا يشعرها انها بلا أخلاق وبلا تربية ..لما يجعلها تشعر انها مدنسة و متسخة وأنها لا تمت للطهارة بصلة ..لما يفعل هذا من دون حتى ان يعرف السبب وراء هذه المكالمة ؟ لماذا لا يلتمس لها عذراا و يحاول معرفة ما بقلبها وما يجعلها تقدم على هذه االاشياء السيئة واللاأخلاقية بدل ان يسممها بكلامه ونظراته اللتي كلها قرف وتقزز . تشحن كل هذه التساؤلات "اميرة" بقوة ليست بقليلة فترفع يدها مصوبة إياها على خد "اسلام" لكن هذا الاخير يتدارك نفسه و يمسك ذراعها حتى قبل ان تصله ريحُها . يطبق عليه بقوة و عيناه قد إتسعتا من هول المفاجأة عليه، فلم يسبق أن رفع أحد يده في وجهه والان تأتي فتاة وتفعل هذا معه، هذا شيئ لم يكن ليتساهل معه ابداا .
_ عم ترفعي إيديك علي انا يا حقيرة ...ياواطية
_(وهي تتألم ) ترك إيدي يا حيوان رح تكسرها
_ (وهو يزيد من قبضته ) اي رح كسرها وكسر راسك الفاضي هاد وكل عضو فيكي لحتى تتربي من أول وجديد لانو الظاهر انك مو مربية بنوب ...(بإستهزاء) بس مين رح يربيكي لا أب ولا أخ ..و أمك المسكينة على نياتها وواثقة فيكي ثقة عمية " لك هاد كيف عم يحكي عن تربيتي ..كيف عم بيجيب سيرة بابا وماما على لسانو الوسخ "
_(تصرخ بغضب ) لك انت اللي مو مربي ..كيف عم تحكي عن امي هيك وتقول انها ما عرفت تربيني ...يكون بعلمك انا مرابية أحسن منك و أنا أشرف منك ومن أمثالك ..الله اعلم كيف كانت حياتك ب (...) وشوكنت عم تساوي ...يمكن كل وقتك تقضيه مع البنات و الكل هون مفكرك عم تدرس ..( يحمر وجه اسلام من الغضب و ظهرت عروق جبينه و رقبته من شدة محاولته لكضم غيظه وهو يدفعها هذه المرة و تضرب ظهرها بالجدار بقوة ويقترب منها كثيرا بحيث شعرت بأنفاسه تلفح وجهها )
- انتي اخر وحدة يحق لها تحكي عن الشرف والاخلاق فهمانة ..عم تبعي ثقك امك مقابل هالعلاقات السخيفة ..وعافكرة انا متأكد انو هاد اللي عم تحكي معو عم يتسلى فيكي ويعبى فراغو مو اكتر ..لانو مستحيل اي رجال بالكون يحب وحدة مايعة مثلك ويلتزم معها ولا بأي شكل من الاشكال ...البنت اللي تقبل تفوت بعلاقة غير رسمية مع اي شاب صدقيني ما بتشرف اي رجال ( بصعوبة تحاول اميرة كتم بكائها امام هذه الكلمات اللاسعة التي تسمعها دون ان تتمكن من الدفاع عن نفسها لان ماتفعله هكذا سيحلله كل من يسمعها او يعلم بأمرها لانه غير قادر على رؤية مابقلبها وما تواريه خلف غرورها ولامبالاتها . وبينما هما على هذا الوضع ينتفضان على وقع صوت والد اسلام القادم من وراءهما فينفض يده من على ذراعها ويبتعد عنها ملتفتا نحو والده بإرتباك
- اسلام!؛!
- نعم بابا ( وهو يتقدم نحوهما )
- اميرة انتي هون ؟؟ امك عم تدور عليكي جوا ( بنبرة منكسرة )
- اي عمو ... انا بس طلعت شم شوية هوا وهلاء كنت راجعة ( ينقل والد اسلام بصره بين ابنه واميرة وهو يهز رأسه بعدم إقتناع )
- اي ماشي يالله لكان خلونا نرجع لجوا ...
- ماشي
تتقدم اميرة بخطوات ثقيلة ..مكسورة القلب والخاطر ...انها اول مرة تشعر فيها بالحقارة و الدنس ...اول مرة تواجه حقيقة سوء ماتفعله ...و في هذه اللحظة تولد بداخلها خوف من المستقبل ....خوف الا تجد فعلا رجلا يحبها ويلتزم معها وهي التي تخاف منذ الازل من ان تكبر وتشيخ و تموت وحيدة من دون شريك حياة .
يتبعها اسلام من خلفها بخطوات غير محددة فذهنه مشغول بما حدث قبل قليل ...يلومها على انحرافها بينما هو غارق فيه حتى النخاع ...يذلها ويهينها على اغلاطها بينما يبرر لنفسه اغلاطه هو التى ملئت ميزان سيئاته ...انها لفعلا تصرفات متناقضة .
يعقبهم ابو اسلام وتفكيره مشغول بما رأه قبل قليل...صورة اسلام واميرة بتلك الوضعية أثارات الشكوك بداخله حول مايجري بينها ...هما شابان ويعيشان تحت سقف واحد دون ان تجمعهما اي نوع من العلاقات فدب في قلبه شعور الخوف من تولد شيئ ما بينهما دون علمه
2017-06-04, 16:09
#46
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
عند ريما
تتقدم منها الفتاة بمظرها الانيق والذي يبدو من خلاله انها ذاهبة الى حفلة او ماشابه وتكلمها بعربية مكسرة :
_ مين أنت ؟ وشو بدو ؟
_ (وهي تمسح دموعها بإحراج ) لا لا أنا أسفة خربطت بالغرفة ..اسفة بعتذر ..(وتفتح الباب لتخرج لكنها تلمح "مازن والصبية" يخرجان من جناح علي و بين يديها "أسامة" فتعود بسرعة الى الداخل وتغلق الباب، وهي ترجف من داخلها. بعدها تلتفت خلفها عندما شعرت بقبضة يد على كتفها
_ شوفي ؟ ليش انت عم يبكي ؟ وليش خايف يطلع من غرفة ؟ ...تعال تعال لا يخاف مني عادي اوكي (تتقدم "ريما" معها بإستسلام ناحية السرير فتجلس على طرفه بينما تتجه الفتاة لتحضر لها كأس من الماء
_ خذ شرب ماي ..منيح (ترتشف بضع قطرات ثم تعيد لها الكاس وهي تبكي بصمت و ألم ) ليش انت عم يبكي احكي يمكن انا يساعدك (تهز رأسها بالنفي دون ان تتكلم، فتضمها الى صدرها بحنان وهي تربت على كتفها )
- it' s OK ...it' s OK ...خلاص ما ينفع هيك ...انت مريض بيتصل بالدكتور انا ؟
_ لا أنا منيحة بس (وتبكي ) بس ...
_ ليكي انا إسمي كاثرين وانت ؟ ( تحاول بث الراحة إلى نفسها كي تستطيع الكلام )
_ ريما ..اسمي ريما
_ ليكي ريما انا بيحكي english وشوي عربي تمام ..لهيك انت يحكي شوي شوي عشان انا يفهم ok؟
_ انا بفهم انجليزي اذا حابة تحكي
_ لا لا عربي عشان يتعلم انا ..
_انا إيجا من "...."
_(وقد إرتاحت لها نوعا ما ) جيتي سياحة ؟؟
_ لا مو سياحة انا إجا ايشوف حدا ويحل معو سوء تفاهم ؟ ( تعقد "ريما" حاجبيها بعدم فهم ثم تسترسل "كاثرين" كلامها بإبتسامة ) أنا هون عشان حبيبي ..إجا دون ما يخبر انا فلحقتو
_ (بدهشة ) جد ؟
_ اي كان لازم يجي انا و يحكي معو والحمد الله نحل المشكلة ...هلاء صار دوور انت ليش عم يبكي ؟ ...بسبب حبيبك ؟
_(بإندفاع ) لا ماعندي حبيب ..
_so## ممنوع من الادراة ##?????
تشيح ريما بنظراتها الى الارض وهي تلعب باصابعها بخجل
_ هو واحد أعجبت فيه من أول مرة بس الظاهر انو مالي نصيب فيه
_ ليش ؟؟ ...(بضيق ) احكي ..انا عم يحسب كلام منك سحب
هنا بدأت "ريما" تحكي "لكاثرين" عنها وعن مازن وعما تشعر به، وحكت لها عن إبنه و عن الصبية التي راتها معه قبل قليل و "كاثرين" تستمع إليها بإهتمام و لما إنتهت من سرد ما بقلبها سكتت "كاثرين" لبعض الوقت كأنها تحلل القصة ثم إلتفتت إليها وتخاطبها بثقة
_ انت مو معجب بهالشاب ..أنت بيهبو ..بيهبو كثير
_ ( بإستنكار ) لا مو حب ...يمكن يكون إعجاب بس مو حب أصلا انا ما بعرفو كتير لحتى حبو ..ولا انتي مفكرة انو حب من اول نظرة
_ سْماع شو بدو يقول أنا ..انت بيعرف شو الفرق بين الاعجاب والهب ..الاعجاب بيكون من هون (وهي تشير بسببتها الى عيون ريما ) اما الهب بيكون من هون (وهي تشير بنفس الطريقة الى قلبها ) لو كنت بس معجب ماهمك لما شفتو مع وحدة تانية وما هبيت تتعرف عليه اكتر ..بس قلبك هو اللي بيهب لهيك هو موجوع وعم يبكي ..هالدموع مو من عيون هدول من قلب انت ..وانا ما يقول انو هاد هب من اول نظرة لا هو مو هيك ..هو هب من أول لقاء و اول كلمة ..لما انت حكيت معو ببيت عمو و بمطعم و غيرو قلب انت هبو ...هب تصرفاتو وكلامو و أسلوبو وكل شي فيه
كل هذا الكلام هو الذي لم تريد "ريما" الاعتراف به او سماعه من احد على الاقل قبل ان تعرف شعور "مازن" ناحيتها لكنها الان لم تعد تقدر ففاض قلبها بمافيه " انا بحبو لمازن ...بحب مازن ....بحبو كتييير "
_(ببكاء) بس هو مو إلي هو ملك حبيبتو هديك او مرتو ..هوملكها هي مو أنا
_ لا هو مو ملك هدا غير انت ..الا اذا انت بدك هيك ..انا إجا من "....." وترك كل شي ولحق أدام هون وانت لازم يعمل نفس الشي و يلحق هبو ..لازم يلحق مازن
تكتفى "ريما" بالنظر إليها بحيرة فهذه أول مرة تحب في حياتها ولاتعرف كيف تتصرف ...لاتعرف اتستسلم لمشاعرها وتركض فعلا خلف قلبها كما تشجعها هذه المخلوقة او تدفن هذا الحب بقلبها ولا تعترف به الى الابد .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

لحظات وتعود الامور طبيعية ...ريما توقفت عن البكاء ورجعت الى قاعة الزفاف .....اميرة هدأت مشاعر القرف تجاه نفسها ولما عرفت بوجود صديقتها تينا بنفس المكان إستغربت ولما علمت انها أتت من طرف أدام فرحت و أمضت معها بقية الامسية محاولة نسيان موقفها مع اسلام ...اما كاثرين حبيبة ادام النازلة بنفس الاوتيل قررت ان تفاجئ ادام بإحدى مفاجأتها المعتادة والتى دائما ما تتنهي بمشاجرة بينهما لان مفاجأتها هي اقرب الى وضعه تحت امر الواقع . وهاهي تظهر امامه بكامل انوثتها ...بفستان ازرق تحت الركبة بأكمام طويلة وحذاء كعب عالي بنفس اللون والذي برز مع لون عيونها الازرق الغامق وشعرها الاشقر مسببة صدمة لادام الذي فتح ثغره و عينيه على وسعيهما وهو يراها وافقة عند عتبة باب القاعة تبحث عنه بعينيها فينهض من مكانه مسرعا نحوها و هو يتوعد لها بداخله ولما وصل أمامها سحبها من يدها بقوة الى الخارج ليمنع حدوث كارثة ان رأها والديه ....
- مالذي تفعلنه هنا ؟؟ الم اقل لكي الا تنزلي مهما جرى ؟ ....لكن هذا خطئي انا ماكان ينبغى ان اخبرك بشأن الحفلة وانها ستقام هنا
- ترك إيد انا عم يتوجع ...بعدين لايحكي هيك ويصرخ علي انا حب يعمل لأنتsurprise
- لك بلا مفاجأة بلا بطيخ ...يالله يالله بسرعة رجعي عاغرفتك قبل مايشوفك حدا من اهلي
- شوي شوي مو فهمان شي انا ....شو يعني بطيخ ؟ عن شو عم يحكي انت ....
- كاثرين بليييز رجعي لفوق هلاء بيطلع ابي او امي ويشوفوكي ...انا ليسا ماحكيت معن ...
- بس هاي حفلة نجاح تبع انت وانا حب يشاركك فرحتك ويكون معك ....( تقترب منه وتتطوق خصره بذراعيها، تميل برأسها الى الخلف وبنبرة طفولية تحاول استعطافه) please honey let me stay with you ....i' ll be quite i promese ...
- واذ سألوني عنك ؟؟
- امممم يقول اني مخربط بالقاعة ولما لقى الجو حلو قعد يحضر معكن ( ادام وقد هام فيها وبسحر عيونها نسى كل شي من حوله فيرد عليها بضحكة وهو يرجع خصلة من شعرها وراء أذنها )
- وانتي مفكرة انك رح تضحكي عليهن بهالكلام ...بابا لحالو ذكاؤ بيوزن بلد اما امي بس تشوفك قلبها رح ينغزها وتقول اككيد هاي سراقة ...ورح نسرق ابني مني ( وهما منسجمين بوضعهما يخرج عليهما والد أدام وخلفه امه ويفاجأنهما معا ....فتحدث الكارثة ...

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

جالس على احدى الطاولات هو واعز صديق له ..او بالتحديد صديقه الوحيد خلال هاتين السنتين الماضيتين ...والضحكة لانفارق شفتيه ابداا ....من شدة فرحه يود ان يصرخ ويقفز ويضحك بصوت عالي ... هم وأزيل على صدره ... فرحة كان يتماناها منذ زمن واليوم تحققت بعون الله ....ردد على مسامع صديقه ماحدث له اليوم وكيف سامحه والديه وعاد الى كنف عائلته مرة اخرى ...كيف بكى هو ووالده معا وفي حضن بعضهما ....حاول قدر الامكان وصف حجم سعادته وإرتياحه وماكان بيد صديقه سوى الانصات اليه بإهتمام ومشاركته فرحته ....
- ما بتتصور قديش فرحت لك ...واخيراا رح ترجع عابيتكم وارتاح منك و من نقك...ياخي صرعت راسي كل يوم زن زن ....
يضحك لانه على دراية بأنه يمزح معه
- حتى لو تأكد انك ماراح نخلص مني ...بالعكس هلاء رح افضى لك اكتر .....
- شو بدي احكي ...انت رفيقي الوحيد ولازم اتحملك ...بعدين رح اكسب ثواب فيك ...يعني مافي حدا واقف جنبك فخليني انا كون غير وصاحبك ...
- اي اي على اساس انت اللي عندك ....اي لو مو انا اللي مدبر لك مكان لتساوي فيه عرسك وببلاش كمان كان عمرك ماسويت حفلة ....
- اي والله بهاي معك حق حتى لو أني كنت قدران دور ولاقي غير محل بس قلت مطعم رفيقي احسن ...يالله سو بدي بتكسيرة هالراس
- ياناكر الجميل انت....والله لو كان حدا غريب كان عالاقل تشكرني ....حكيت مع لمعلم حجزت لك المطعم ببلاش على أساس عرس رفيقي الوحيد وهلاء عم تقول انك قدران تلاقي غير محل ....
-( وهو يمسكه من كتفه) شبك يالمزيون عم بمزح ...انت بتعرف انك مو بس رفيقي انت اخي وبدونك كان كتير اشيا ماعرفت اعملها ...
- مثل شو ...
-اممممم ( يضحك ) مابعرف والله بس الي بعرفو انك اخي اللي جابتو إلي الدنيا وغلاوتك من غلاوة اخي هيثم
وقبل ان يعلق مازن ويرد على صديقه سيف يسمع صوت إبنه الجالس بحضن عمته بالطاولة المجاورة لهم ينادي " ماما ريما " فيلتفت اليه ثم يلتفت ناحية الباب اين كان اسامة يحدق ويرى صبية فاتنة بفستان احمر وشعر اسود طويل يمتد على طول ظهرها، بوجه ملائكي وبالرغم من طبقة الميكياج الناعم المغطى بها الا ملامح الحزن والانكسار واضحة وضوح الشمس .
للحظة تثبتت عيون مازن عليها ...جالها بعيونه من قمة رأسها الى أخمص قدميها ...عيونها السوداء القاتلة ...إنحناءات جسمها الرقيق ....شعرها الكثيف ذو الخصلات القصيرة المتناثرة على وجنتيها ورقبتها ...
سابقا لم يكن ليطيل النظر اليها بهذه الطريقة ..ليس لانها اصبحت فجأة جميلة بالفستان و المكياج لا ...انما سابقا لم يكن ليتجرأ على فعل ذلك وهو مدنس بالذنوب والخطايا ...لم يكن ليسمح لنفسه بالنظر اليها او التغزل بها وهو يعلم انه لاطريق يجمعهما ..كان غارقا في التفكير بشي واحد وهو كيف يحصل على مسامحة والديه وكيف يعود فردا من عائلة " النوري" من جديد ...لكن الان وبعد مصالحته مع عائلته الامور تغيرت واصبح يسمح لنفسه في التفكير في اشياء اخرى غير ماضيه والمشاكل التي كان يعيش فيها .
تتقدم ريما من بوابة القاعة الى داخلها ونظرات مازن لم تخفى عليها...لاحظت كيف ينظر اليها ..او بالاحرى كيف كان يتفحصها لكن بداخلها شيئ ما ينهرها و يطلب منها الاشاحة بنظراتها بعيدا عنه لانه ليس ملكا لها ...لحظات مرت بعد ان رأته يحضن فتاة أخرى والان ينظر اليها ويبتسم لها ...يبتسم لها؟؟؟ نعم مازن ولاول مرة يبتسم لها ..سابقا ابتساماته كلها كانت ابتسامة مجاملة ...يوم كانت بالمطعم ..يوم كانت بمنزله ..لكن اليوم ابتسامته مختلفة ..انها ابتسامة إعجاب على الاقل هكذا فسرتها ريما بداخلها ..لكنها للاسف لم تستطيع مبادلته اياها لانها لازالت تشعر بالغصة مما رأته فكلما وقع ناظريها عليه قفزت صورة تلك الفتاة الى ذهنها فتتجمع الدموع بعينيها ولما رأتها جالسة على نفس الطاولة اين جلس والدي مازن شعرت بغصة اكبر فأول ما خطر على بالها انه أحضرها الى هنا كي يعرفها على والديه إذن فهي تعني له الكثير ..وربما ليست حبيبته فحسب بل ربما خطيبته او ربما يصدق إحساسها وتكون فعلا أم أسامة الغير متوفية...ولكي تتجنب فضيحة البكاء امام العلن مرة اخرى تعلن استسلامها وتبعد نظراتها بعيدا عنه تاركتا إياه يقع في مستنقع الاحراج والاستغراب في نفس الوقت فيما شعر من قبل انها تتودد اليه لكنها اليوم تحرجه و تتركه يبتسم للهواء .
في هذه الاثناء كان اسامة قد نزل من حضن عمته و مباشرة نحو ريما راكضا ويمد يديه نحوها، فتستقبله ريما بأبتستمة مجاملة وتاخذه بين ذراعيها
- اهلين حبيبي كيفك ؟
- منيح ...
تندمج ريما بحديثها الطفولي مع اسامة وسط استغراب عائلة مازن وصديقه تصرف اسامة فالمعروف عندهم ان امه توفيت وان ريما تكون قريبة لهم لا أكثر فمالقصة ؟؟
يخاطب سيف مازن بدهشة قائلا
- مازن شوهاد اللي سمعتو ؟ هاي امو لاسامة ؟ انت ماقلت لي انها متوفية ( يجيبه مازن بضيق من ردة فعل ريما نحوه)
- وهو هيك
- لكان ليش عم بيناديها ماما ومين هاي اصلا انت بتعرفها؟
- هاي ريما اخت العروس ..ورغبة اسامة انو يكون عندو ام عم بتخليه ينادي الرايحة والجاية ب ماما .. بس هيك
-( بابتسامة خبث) متأكد ؟؟...يعنى مو انت اللي لمحت لو انك رح تجيب لو ام جديدة ؟؟
- اكييد ماقلت لو لاني ماعم فكر بهيك شئ
- بس ليش ليساتك شاب بأول عمرك واصلا ماعشت حياتك من قبل فشو المانع انك تشوف حياتك هلاء و تفرح ابنك معك بمرا تحبو تربيه وتمنحو شعور الامومة ...حرام المسكين ليسه صغير
- رح فهمو انو هاي مو امو ومع الوقت رح يتعود وينسى ..حتى فتون كان بينادها ماما زمان بس هلاء بطل لما عرف انها مو أمو الحقيقية صار يناديها عمتى عادي
- بس ...
- سيف الله يخليك سكر عالسيرة ...( بإستهزاء ) خلينا نلتهى اول شي لزواجك التاني بعدين ربك بيفرجها
- تهرب من الموضوع هلاء ....

دهشة والدي مازن لاتقل عن دهشه سيف فماإن ركض اسامة نحو ريما حتى بدوا بنقل نظراتهم فيما بينهم، متسألين عما يحدث . واول من علق على الموضوع هو تلك الفتاة
- مين هاي ؟؟
- هاي ريما اختها لشيما
تسكت للحظات وهي تنظر اليها لمدة كأنها تحاول تذكرها، تاركة التعليق هذه المرة لامها و ابيها ..
- سمعت الولد شو قال ...قال ماما ريما
- هي ومازن بيعرفو بعضن شي ؟
- لا مابظن ...
يسكت ابو محمد وام محمد يحليلان كلام اسامة بينما تنتفض الفتاة من مكانها متوجهة نحو ريما واسامة بإبتسامة وقد تذكرت اين ومتى رأتها
- مرحبا
- اهلين
- مين حضرتك ؟
- (بضيق ) انا ريما ..اخت العروس ..( لم تسألها عنها هي لانها في بالها ظنت انها عرفت الجواب مسبقا)
- كأنو اسامة كتير بحبك ...ناداكي ماما قبل شوي
- اي ..وبعتذر عن هالشي بس مابعرف ليش ناداني هيك مع انى هلاء قلت لو انى ماني امو وانو حضرتك بتكوني أمو الحقيقية بس ....( وهنا تنفجر الفتاة ضحكا وهي تردد )
- شو ...شو ...امو امو الحقيقية ؟؟؟ ( وتضحك بهسيتريا)
- ليش عم تضحكي ؟ مو انتي ام اسامة ؟
- مين قالك اني امو ؟ بعدين ماحدا قلك انو امو متوفية
- ( تتكلم دون وعي لما تقوله المسكينة) بس شفتك انتي ومازن بال...( وفجأة تسكت لما أحست بهول ما تقوله )
- وين ؟؟ ...شفتينا فوء .
- لالا مو هيك ...انا ماشفت حدا ( وفي هذه اللحظة يأتي مازن من خلف الفتاة، وما أن رأه اسامة حتى مد يديه نحوة وهويردد " بابا" فيأخذه في حضنه
- شوفي ؟؟ ليش عم تضحكي هيك صوتك وصل لبرا ..( ثم يلتفت نحو ريما) مرحبا ريما
- اهلين
تستغل الفتاة الوضع وتقترب منه وتحاوط خصره بذراعيها
- خلاص لاتصرخ علي ...بعدين كنت عم اتعرف على ريما ..مو هيك ( تهز ريما برأسها بحيرة وهي لم تفهم من الوضع شيئا )
- لا تهتمى بحكي هالفصعونة ريما ...لسانها متبرى منها
- لاااا عيب عليك ...عيب تحكي على أختك لصغيرة هيك

اختو
اختو
هاي بتكون اختو لمازن ...مو معقول
- هااا ي أختك ؟
- اي ...هاي عائشة اختى لصغيرة ...ماعرفتها عن حالك ؟
- ما سألتني ...اصلا هي مفكرتني ...( تتكلم وهي تنظر الى ريما بإبتسامة خبث بينما تترجاها ريما بعيونها الا تتكلم ولا تحرجها مع مازن ) رفيقة ديمة بنت عمي علي ..
- اي شي طبيعي مو مبينة انك اكبر منها ب 6 سنين ..مبينين بنفس العمر ..
- لاا اا مو صحيح ...ريما قولي الحقيقة مبين علي طفلة بعمر ال14 قولي ا لحقيقة ولاقول انا الحقيقة ( بنبرة ذات معنى)
- لا مبينة صبية مشالله
يكتم مازن وعائشة ضحكتهما لانهما علما انها تكذب فمظهر عائشة شقيقة مازن الصغرى والتى رأتها معه بالجناح قبل قليل، لا يمت للصبا بصلة ...فهي قصيرة القامة و جسمها نحيف وملامح وجهها طفولية كثيرا وبالرغم من انها تبلغ تمانية عشر سنة الا ان من يراها يظنها بعمر الخامسة او السادسة عشر ...لكن اليوم بفضل الكعب العالي اكتسبت بعضا من الطول .


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

- ادام !! ....شوهالمنظر؟؟؟ ومين هاااي ؟؟؟
-( بإرتباك ) بابا ...
- جاوب ابوك يا ادام ...احكي مين هاي وشوعم تساوي هون معها؟؟
- بابا هاي كاثرين .... كنا ندرس سوا بالجامعة و ...و ...إجات هون سياحة وصدفة لتقينا فسلمت عليها ...( تمسكه كاثرين من ذراعه وتكلمه بصوت منخفض
- ادام لا يكذب عليهن ...قولن الحقيقة ..هاي فرصة منيح عشان يعرفوا انو نحب بعض وبدو يتزوج
تلتقط والدة ادام هذه الكلمة " بدنا نتجوز" فتصرخ بدهشة
- شو ؟ ..زواج شو ؟؟ ..انا سمعت صح مو ...سمعت تقول زواج؟ ....ادام احكي هلاء من هااي وعن شو عم تحكي والا ....( يزمجر الاب بغضب وهو يقاطعها)
- خلاص بقى سكتي انتي وبلا لعي ....سدي بوزك وخلينا نفهم شو الموضوع ...وانت نطاق يالله ولا تخليني اطلع من طوري ...مين البنت ؟؟
- بابا قلت لكن هاي كاثرين و ..
- عمو سماع انا شو بدو يقول ...انا وادام حبيبين و بدنا نتزوج و أدام بدو موافقة انت على هالشي ( تضرب ام ادام بيدها على صدرها بشهقة بينما تتسع حدقتا والده غضبا اما كاثرين تسترسل كلامها وتحكي لهم قصتهما كاملة ...اين وكيف التقيا وكيف لحقت به الى هنا و مالسبب الذي دفع ادام لتركها كما انها اخبرتهم عن نيتها في أعتناق دين الاسلام ان إضطرت لذلك لكن حدث مالم تتوقعه كاثرين اذ ان والد ادام وبعدما علم انها فتاة مسيحية اجتمعت شياطين الجن والانس امام عيناه :
- هالشي مستحيل يصير ....عم تفهمو انتو لتنين ..انا ماني موافق ومارح وافق ...
- بس يابابا ليش ؟ ..اذ بسبب انو مسيحية فهي قالت لك انها مستعدة تأسلم ..فليش لا ؟؟
- ادااام هي كلمة وحدة وماراح اتراجع عنها هالزواج مارح يتم طول ماني عم اتنفس ...مستحيل وحدة كافرة تدس عتبة بيتي
- ابوك معو حق انا كمان ماراح اسمح بهالشي ...شوماعاد فيه بنات بالبلد كلو لحتى تجيب لي وحدة من الشارع لتسويها مرتك ...
تسقط دموع كاثرين دون عناء وهي تسمع هذا الكم من الذل والاهانات من والدي حبيبها الذي لاترى سواه في الدنيا واكثر ما يؤلمها هو عدم دفاعه عنها امامهم لكنها لم تكن لتلومه ابداا لانها تعلم كم يحب ويحترم والديه وبالنسبة له رضا الوالدين قبل كل شيئ وهذا اكثر ماشدها أليه اخلاقه وتربيته العالية . فتنسحب من المكان ببطئ وداخلها محطم ولما هم ادام بملاحقتها مسكه والده من ذراعه وهو يقول بصرامة
- خليها ترووح ....ادام حط عقلك براسك هالبنت مابتناسبك ولا بتناسبنا لهيك الاحسن تخليها تروح ..
- صحيح ابني هي مو مثلنا ولا يمكن تصير ابداا ..
يستسلم ادام بعدم اقتناع لرغبة والديه لكنه في قرارة نفسه أخذ وعد أنه لن يتخلى عن حبه بسهولة وأنه سيحاول معهم مرة ثانية و ثالثة وعاشرة حتى يوافقو، وما ان همو بالدخول الى القاعة مرة ثانية يسمعان صوت مروحية خارج الفندق وبعد ثواني يسمعان طلق نار قوي على القاعة المجاورة لهم ...نعم انها قاعة زفاف علي وشيماء. فبينما الكل مستمع بالحفلة فجاة يسمعون صوت مروحية خارج القاعة وماهي الاثواني حتى بدأ ثلاث رجال ملثمين بلثام اسود لايظهر الا عيونهم بإطلاق الرصاص من داخل المروحية فيقع الزجاج مهشم عالارض من جهة اليمين مسببا حالة ذعر وهلع شديدين للحاضرين بالقاعة والذين بدؤؤا بالصراخ والركوض تلقائيا نحو الباب هروبا من الطلقات النارية .....صراخ ...بكاء ....ركض هنا وهناك ....فوضى رهييبة حدثت في غمضة عين .
كذلك حال ابطالي فهم ايضا لم يسلمو من هذه المشاعر، فمازن اول ما سمع صوت الرصاص انتفض من مكانه باحثا عن ابنه الصغير فيلمحه مع ريما الجاليسين مباشرة على جهة الجدار الزجاجي والمروحية مباشرة ورائهما، فيهرع نحوهما برعب وهو يصرخ " اساااااااااامة لااااااااااااا......ريييييييما" ، ولما وصل عندهما وجد ريما متكورة على اسامة لتحميه تحت الطاولة كأول ردة فعل قامت بها لما سمعت صوت الرصاص ورائها، فيدنو ٱليهما بذعر شديد
- ريماا ريماا ...انتي منيحة ...صار لك شي ...واسامة منيح ؟؟ اسامة بابا انت منيح ؟؟
- ( بخوف) مازن ..مازن شو عم بيصير ...
- ما بعرف بس انتي لاتخافي ماشي ....انا هون ..انا هون معكن ...( وهو يضمها بذراعه الى صدره واليد الاخرى يضم بها ابنه الذي يكاد يغمى عليه من البكاء والخوف وفجأة تتنفض وهي تردد بخوف وبكاء
- ماما وين ماما ....( وبلمح البصر تقف من مكانها باحثة عن امها بعيونها و لسانها يصرخ بلا وعي ..." امي ...وينك امي .....اااااااامي ....وين امي ." لكنها لاترى امها في اي مكان ...لاترى سوى المدعوين وهم يفرون من القاعة واحداا تلو الاخر لينجو بأنفسهم بينما يتزايد طلق الرصاص من داخل المروحية التى تصدر صوت أرعب من صوت الرصاص . فتتقدم الى وسط القاعة باحثة عنها غير مبالية بخطورة الوضع . وبينما تتقدم الى الامام يطلق احد الملثمين رصاصة من رشاشه وكانت مصوبة مباشرة اليها ولولا فضل الله ثم تدخل مازن لكانت الرصاصة فجرت رأسها.لكن مازن يتدخل في اخر لحظة و يسحبها من ذراعها الى الوراء فتصطدم بصدره ويلتف حولها كي يحميها بظهره فتمر الرصاصة بجانبهما فتصيب الجدار الزجاجي من الجهة الاخرى لكن بعدما جرحت مازن من ذراعه جرح طفيف .لكن لاوقت ليهتم به بل يسحب ريما بخفة ويعيدها الى تحت الطاولة اين ترك اسامة
- انتي مجنونة ؟؟ كنتي رح تروحي حالك ...شوي والرصاصة كانت رح تفجر راسك
- ( ببكاء ) امي ...مازن بترجاك ...بترجاك دور على امي انا مو ملاقيتها ...ماشفتها بأي مكان هون ....بترجاك بترجاك ..انا رح موت اذ صاير لها شي
- خلاص لاتخافي ريما ...يمكن طلعت لبرا مع الناس التانيين ...
وقبل ان تعلق ريما تضرب رصاصتين على الطاولة فتنقلب الى الارض فتصرخ ريما بفزع وهي تدفن رأسها بحض مازن و تسد أذنيها بيدها، فيأخذ مازن اسامة على ذراعه و يتهيأ ليقف وباليد الاخرى يسحب ريما من يدها كي تقف معه
- يالله ..يالله ريما قومي معي يالله ...رح نتخبى هنيك
تقف ريما برجلين مرتجفتين
- مازن انا رح دور على امي ...
- اي تعي معي هلاء
و يسحبها من ذراعها بسرعة هاربا من الطلقات و يختبئ وراء احدى مكبرات الصوت الضخمة عند الزاوية والتي سلمت من الطلقات .
أما علي فقد اسرع بهلع الى شيماء وحضنها من ظهرها كي يتلقى اي شيئ سيئ بدالها ..بعدها سحبها ببطئ وهو ينظر يمنة و يساراا لتفادي الطلقات النارية بينما هي تصرخ ببكاء
- ماااامااا وينك ماما ....ريما ....ريما اختى ....علي علي وين امي ...وينها دور عليها ...تريكني ودور عليها الله يخليك ...علي ...
- خلاص شيماء لاتخافي ...تعي تعي لهون ...رح نتخبى هون ( وهو يسحبها وراء مكبر الصوت الاخر الضخم الموجود بالجهة المقابلة لمكان اختباء مازن وريما.
- علي بترجاك روح جيبك امي ...انا ماراح اقدر عيش اذ صار لها شي ...( يضمها بقوة، يقبلها على جبهتها ثم يقول لها )
- انتى ضلي هون عم تسمعي ....شوماصار لاتطلعي ابداا ..ظلي بس هون رح دور على امك و لولاد وارجع ...( تهز رأسها ببكاء ثم تفلت يدها من يده وتتركه يذهب الى وسط الطلقات، لكن قبل ان يذهب يليفت الى الجهة الاخرى ويلمح ريما، اسامة و مازن الذي يلوح له بيده بأن يبقى مكانه والا يغادر خشية عليه من أي رصاصة طائشة، لكن علي لم يلقيه اهتماما ، هو وعد شيماء بإنقاذ أمها و غير هذا فإن أولاده لا يرى لهم اثر . يطل علي برأسه من وراء المكبر ويلقى نظرة على المكان فيجد الصالة خالية من شيئ اسمه بشر تماما، فيعود الى الوراء وهو يكلم شيماء
- مافي حدا هون ...
- كيف يعني ؟؟ و امي و ريما وينهم ؟؟
- ريما مع مازن هنيك لا تخافي ....وامك يمكن تكون طلعت لبرا مع الباقين ...لا تخافي ماشي ...ونحنا كمان لازم نطلع ..
ثم يلتفت ناحية مازن وهو يؤشر له بضرورة خروجهم من القاعة سريعا عندما ينتهى من العد الى ثلاثة بأصابعه، فيومئ برأسه موافقا . وما ان تهيؤؤ للخروج ......
يتبع ........
فمان الرحمن
2017-06-04, 17:39
#47
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
التكملة بعد رمضان
2017-06-12, 23:33
#48
الصورة الرمزية meriem mary
meriem mary
:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Jan 2017
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 1,211
تقييم المستوى : 12
meriem mary غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
مشكوووووورة ربي يحفظك راني نستنى ان شاء الله
2017-06-30, 12:27
#49
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله
تكملة الحلقة السابقة

و ما ان تهيؤا للخروج، فجأة سمعوا صوت المروحية تبتعد عن المكان و بعدها سمعوا صوت رجولي يقترب منهم و هو يصرخ " في حدا هون ؟؟...عم تسمعوني ؟؟ ...اذا في حدا يرد علي ...خلاص الوضع أمن و مافي داعي للخوف ..."
يتبادل "مازن وعلي " النظرات و بنظرة ذات معنى يتفقان على الخروج من مخبإهما ولما راهما صاحب الصوت تقدم نحوهما باندفاع :
.....: أنتو مناح ؟؟؟...كلكن بخير ؟؟ ( يتقدم علي و هو ممسك بيد شيماء ليساله بلهفة عن بقية الحاضرين بينما كل خلية من جسم مازن إهتزت، شعر بقشريرة سرت من قمة راسه الى اخمص قدميه فور وقوع عينيه على صاحب الصوت الذي كان يناديهما )
علي : ايه ...ايه ...بس وين البقية ؟؟...ولادي وينهم ؟؟
....: الكل برا ...طلعو لبرات الفندق و انتو كمان لازم تطلعوا ...تصلت بمركز الشرطة وباي لحظة رح يوصلوا و نبلش تحقيق... انا المحقق عماد ناصر ..
تصدق توقعات مازن فور نطق المحقق باسمه، اصلا عرفه من ملامحه و لكن الان تاكد اكثر و اكثر
"يالله هاد هو ...هاد نفس المحقق اللي هاجمنا هداك اليوم ...هو نفسو المحقق عماد ناصر ..." و يسترجع ذكريات ذلك اليوم الذي كان اخر يوم له في الجبال مع اخطر ارهابين يمكن تصورهم ...رجال الشرطة محاصرين المكان ..طلق نيران ..جثث هنا و هناك و اخر شيء حريق هائل قلب في دقائق الغابة الى موقد نار مشتعلة وهنا استغل مازن الوضع وهرب منهم كلهم بعدما نفذ خطة كانت وليدة اللحظة، و اليوم هاهو يقف امام اكبر عدو لما كان يفعله بعد مضي عاماين على تلك الحادثة ." لازم اطلع من هون بسرعة ...لالا الاحسن اني اتصرف عادي هو اصلا ما بيعرفني ولا حتى شافني يوم صار الحريق لهيك الاحسن ظل هادي "
علي : وانا علي النوري ...
عماد : ماشي ..يالله بسرعة طلعوا لبرا
يتقدم عماد يعقبه علي ،شيماء و مازن للخروج دون ان يلاحظو "ريما" التي لم تتبعهم و لما انتبه "مازن" التفت لورائه باحثا عنها فيلمحها امام الجدار المهشم واقفة مورية إياه ظهرها و بين يدها شيئا ما، فيتقدم نحوها بسرعة و "اسامة" متعلق برقبته من الخوف فيسحبها من ذراعها بقوة و همجية ليخرجها من المكان " خلينا نطلع يالله " . و ما ان شعرت به "ريما" حتى أخفت يدها الاخرى وراء ظهرها لتخفي بذالك ما كانت ممسكة به و ما جعلها تتاخر عنهم قبل قليل وهي تناظر مازن بخوف و حيرة .
يخرج الخمسة خارج الفندق متجهين نحو البقية التي سبقتهم بالخروج، فتتجه "ريما و شيماء" مباشرة نحو امهما الواقفة مع عائلة "مازن" منتظرة خروج بناتها بخير و سلامة، بينما يهرع علي نحو أيهم الجالس بعيدا يبكي .
ام شيما: ريما ...شيما ..(وهي تركض ناحيتهما باكية )
ريما(وهي ترتمي في حضنها) : ماما ...ماما انتي منيحة ؟؟ ..ماصار لك شي ما ؟؟
شيما : ايه ماما طمنينا عنك ..ما تاذيتي ماهيك ؟
اما شيما : لا لا ...لاتخافوا علي انا منيحة ...انا كنت رح موت من خوفي عليكم و بس ..يالله هلاء طمنو لي قلبي انتو تنيناتكم مناح ..ما ؟؟
ريما : ايه ماما ...انا و اختى مافينا شي ...لا تخافي ..
بنفس المكان خوف عائلة "مازن" عليه و على "علي" لا يقل عن خوف والدة ريما عليهما ، فما ان خرج حتى هرعت اليه امه و اخته عائشة و من ورائهما والده واخوه . تلقى عائشة بنفسها في حضن مازن و هي تكاد ان يغمى عليها من البكاء بينما تاخذها والدتها اسامة بين يديه وتحضنه بقوة عسى ان تهدئ بكائه .
عائشة (ببكاء) مازن اخي ..اخي ..
مازن : خلاص عائشة انا منيح
-خفت ليصير شي مو منيح معك
-لا تخافي حبيبتي انا منيح ومافيني شي
ام محمد (وهي تحضنه بيد و اليد الاخرى تمسك بها اسامة ) مازن ابني انت منيح ؟؟ ما صار لك شي
مازن : لا تخافي امي انا منيح
الحب غريب يجعلك تترك كل العالم حتى لوكانو اقرب الناس اليك و تركض خلف محبوبك هذا حال مراهقتي ديمة فعوض ان تقلق على والدها الذي هو كل اسرتها و الذي كان من الممكن ان يموت بسبب هذا الهجوم هي صبت كل قلقها و خوفها على مازن...مازن حبيبها الاول ..رجل حياتها كما تسميه ..تعلقت به مذ عرفته ..ووقعت اسيرة شخصه و اخلاقه و طوله الفاره ..تحب تواجده حولها..تعشق حديثه معها ..تبرق عيناها بمجرد خطوره على بالها..تبتسم تلقائيا عندما يذكره احدهم امامها ...مازن هو حبيب ديما الاول و الاخير .
تركض هي الاخرى ناحيته و بصرها مركز على ذراعه ..مكان اصابته و بكل اندفاع ممزوج بخوف تمسكه بكلتا يديها و تردد ببكاء
ديما : مازن ايدك عم تنزف ...
يصرخون كلهم على حدة " شووو"
تقترب عائشة اولا كي تتاكد عن كثب
عائشة : خليني شوف
بينما تمرر امه اسامة لزوجها مازن كي يمسكه عنها فتجد عائشة ان كلام ديما صحيح و ان ذراع مازن تنزف جراء جرح طفيف
عائشة( بشهقة ) مازن ..ايدك كلو دم ...(وتلتفت ناحية والدها كانها تستنجد به ) بابا ...
مازن : جرح صغير لا تخافي
ام محمد: كيف جرح صغير ..يالله لازم يشوفك دكتور هلاء و فوراا ..مازن حكي معو يالله ...
ابو محمد : امك معها حق عالاقل بيعقم لك ياها حتى لو ما كان الجرح عميق ...محمد يالله انت خوذ اخوك مازن عالمشفى بعدين (يسكت لبرهة و هو يناظر مازن بحنية و شوق ) بعدين رجعوا سوا عالبيت ..
يندهش الكل للحظة ...وهم يحاولون استعاب ما قاله مازن الاب ...لقد طلب من ابنه ان يعود الى البيت ما يعني ان الامور تصلحت و سيعودون اسرة كاملة كما كانو من قبل و بعدها تتهلل اسارير وجهوهم كلهم و تسيل دموع الفرح من عيون والدته و اخته دوون ان يهمسوا بكلمة واحدة .
بدأت الاسر تتفرق بعدما اتفقوا على ما يلي :
-محمد ، عائشة و ديما يرافقون مازن الى المشفى
-علي و شيما يعودون الى منزل علي بعدما الغوا حجزهما لليلة مخافة هجوم اخر
-ايهم و ديمة يبقيان في بيت عمهما مازن الاب
-ريما و والدتها يعودان الى منزلهما

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في الليل
في القرية
الدنيا بأسرها لم تعد تسع ملاك من الفرحة كلها ساعات معدودة و ستجتمع و اخيرا مع محبوبها الوحيد ...من يوم ما تقرر زواجها من سيف و هي يوميا تصلى ركعتين شكر لله لاستجابته لدعوتها
ملاك(وهي تدور في وسط القاعة بفرح و سرور) يالله يا تينا انا كتير كتيير مبسوطة ماعم صدق اني بكرا رح اتزوجو لسيف و صير و اخير مرتو ..رح صير مدام ملاك سيف الاحمدي ...يااااااااي مجرد التفكير فيه بخليني طير من الفرح ...
وفجأة تتوقف عن الكلام والدوران لما شعرت انها تتكلم لوحدها، فتلتفت ناحية صديقة عمرها و طفولتها تينا و تلاحظ انها شاردة وفي عالم اخر غير هذا العالم كليا ...فتلقى بنفسها على السرير بحركة واحدة مما جعلها تنتفض من مكانها و تستفيق من شرودها ...
تينا (وهي تضربها بالخفيف على راسها) سخيفة ...شبك ؟؟ليش عم تنطي هيك ؟؟
ملاك: انتي اللي شبك صار لي ساعة عم احكي معك و انتي غايبة عن هالعالم تماما ...شوفي ؟؟ شو شاغل بالك؟؟
تينا (وهي تتنهد بحزن ) عماد ...
ملاك : شوبو عماد ؟؟ صاير شي بينتكن ؟؟
تينا: لا مو هيك ...بس اليوم لما رحنا عاعزيمة ادام ، انتى بتعرفه جارنا اللي فوق ..
ملاك: ايه ..
تينا : فجأة صار هجوم عالاوتيل بمروحية (تشهق تينا بخوف وهي تضع يدها على فمها ) ..وصارو عم يضربو بالرصاص عالصالة اللي جنبنا وعماد قال عنن انهم ارهابيين فبعثني عالبيت مع ادام و خالتي زهرة و هو ظل هنيك ميشان التحقيق ..
ملاك : وانتي هاد اللي شاغل بالك ؟؟ ليساتك خايفة لهلاء ...
تينا(وهي ترفع ساقيها و تضمهما الى صدرها بضيق ) لك لا ...مو خايفة علي ..انا خايفة على عماد ..شغلو هاد مع المجرمين و الارهابين مو مريحني بنوب ..عاطول بظل خايفة انو حدا منهم يأذيه او ساوي شي مو منيح معو بسبب الانتقام او شي و انا اذا بصير لو شي ما رح اتحمل ( و تدفن وجهها بين ركبتيها نافية هذه الافكار من راسها و استعدادا لنوبة بكاء، فتسرع ملاك نحوها و تحضنها بحنية محاولة تهديئتها
ملاك : لك لا ياروحي انتي لا تفاولي عليه هيك ..عماد زلمة و قد حالو و بيعرف شغلو كتتير منيح ...يعرف كيف يتعامل مع هالنوعية من الناس و بيعرف كمان كيف بيحمي حالو ...صدقني ياقلبي انتي بس دعي الله يحفظو وما رح يصير مع شي سيئ ..ماشي
تينا(ببكاء ) نشالله ...نشالله الله يحميه عشاني انا ما عندي غيرو لحتى عيش كرمالو ...انا ماعندي لا اب ولا ام ولا اخوان ولا اي شي بس كنت دايمن بحس انو عماد هو كل عيلتي ..هو سندي و معيني بهالحياة ..لما بطلع عليه بحس اني مالكة الدنيا ومافيها ..بحس اني اغنى وحدة بهالكون ...صحيح هو قاسي كتتير و بارد بس انا مابدي شي تاني من هالحياة غيرو ..مابدي غير عماد
ملاك : اوووش خلاص ...خلاص ياقلبي
وبنفس اللحظة يدق جرس المنزل و بعدها بلحظات تسمع والدتها ترحب بعماد، فتهرع من سريرها و هي تمسح دموعها لتتاكد من سلامته بنفسها.
تصل الى قاعة الجلوس و خلفها ملاك تحاول اللحاق بها فترى امها على احدى الارائك و بحضنها حفيدها الصغير ذو 8 اشهر ( ابن بنتها ) و على الاريكة المقابلة تراه جالسا بهيبته المعتادة ..صحيح انه يبدو متعب و مرهق لكنه سالم و لم يتأذي من شيئ
تينا(بابتسامة) : عمااد ...اهليين خلصت تحقيق
عماد: لا ليسا...أجيت غير تيابي و أرجع عالمخفر ...القضية معقدة ولهلاء ماعرفنا شي
تختفى الابتسامة من على ثغرها تدريجيا لكنها تحاول التماسك امامهم، بينما يوجه عماد كلامه لملاك بإبتسامة
عماد : ملوكة تجي شوي لبرا بدي احكي معك كلمتين
ملاك( وهي تنقل بصرها بين تينا ووالدة عماد بتردد) اكييد ...يالله

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
بالمدينة
جالس بغرفته التي غادرها منذ 3 سنوات ..وللان لاتزال كما هي ..نظيفة و مرتبة كانه لم يغادرها يوما ...اغراضه لاتزال في مكانها و ملابسه لاتزال داخل الخزانة صحيح انها لم تعد تصلح له لانه كبر و اصبح اطول لكن لم يتمكن احد من المنزل من رميها .
يجلس مازن على طرف سريره وهو غارق في تفكيره...يتذكر كيف تخلى عن عائلته و مستقبله و كل حياته في لحظة طيش ..بسبب الرفقة السيئة و قلة مراقبة الاهل ..
مازن كان شابا طيبا ذو قلب كبير ..كان سريع التأثر بغيره و اي احد كان قادر على تسيره كما يريد و هذا تماما السبب الرئيسي لانظمامه الى الجماعات الارهابية ..تأثر بفكر أحد أصدقائه بالجامعة و هو الذي جره بهذا الطريق، أوهمه انهم ينصرون الدين و يعملون على رفع راية الاسلام بالعالم ..اقنعه ان قتل الكفار و معاداة الدولة و اولياء الامور من واجب المسلمين ومكافئة كل ذلك هو رضا الله و الجنة من غير حساب او عقاب .لكنه يوم عاش بينهم و شاهد بأم عينه افعالهم الشنيعة و جرائمهم التي يرتكبونها دون رحمة لعن نفسه مليون مرة ..تمنى الموت على الاستمرار على تلك الحالة بالرغم من انه ارتكب بعضا من تللك الافعال لكنها كانت كلها دون اقتناع ..بل كان يحاول اقناع نفسه بطيب ما يفعله .
يقطع عليه حبل افكاره طرق على الباب و دخول ديما بإبسامة طفولية
ديما : معليش فوت ؟
مازن:اكييد ..تعي لهون (وهو يربت على السرير بجانبه، فتهرع ديما نحوه بدون تردد
ديما (بقلق وهي تتحسس مكانه جرحه برفق ) عم يوجعك شي ؟
مازن(وهو يهز راسه نفيا ) لا ..ابدا
ديما : كتتير خفت لما شفت الدم على إيدك ...فكرت انك تأذيت كتيير
مازن(بإبتسامة جذابة ) خفتي علي ؟ ؟؟ هالشي يعني انك بتحبيني ولو شوي ؟؟
ديما(بإندفاع ) اكييد بحبك مازن ...
يضحك مازن ضحكة رنانة على براءة ابنة عمه و هو يطوق عنقها بذراعه حاضنا إياها على صدره
مازن: يخلي لي ياكي دمدوم ...احلى بنت عم والله
ديما (بتسأل ) وانت ...انت بتحبني مازن ؟
مازن (بحسن نية ) هالشي اككييد وما بدو سؤال ...بحبك كتتير
ديما على دراية تامة بنوع الحب الذي يكنه اياها مازن، تعرف انه يحبها مثلما يحب عائشة اخته، يحبها فقط كما يحب اي ابن عم ابنة عمه، حب أخوة، حب قرابة، أي نوع حب أخر لكن مؤكد انه ليس حب رجل لإمرأة لكنها تتجاهل هذه الحقيقة قدر المستطاع، دائما تقنع نفسها أن حب مازن لها مماثل لحبها له، وكلما قال لها "احبك" بحسن نية تفرح بداخلها و تقنع نفسها بطريقة عجيبة ان مازن فعلا مغرم بها . تتطوق خصره و تدفن رأسها بحضنه بقوة و البسمة لاتفارق ثغرها، فبسبب حبها له لا تضيع اي فرصة للاقتراب منه لكن طرقة الباب مرة ثانية تفسد اللحظة عليها.
2017-06-30, 12:31
#50
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
تنزل من غرفتها بكسل وعلامات النوم لاتزال واضحة على وجهها. تفرك عينها محاولة طرد شبح النعاس عليها، فلولا شعورها بالعطش لما قطعت نومها و نزلت، تتجه نحو الصالة ومنها مباشرة الى المطبخ المطل عليها. كانت تتقدم بخطوات ثقيلة و هي تدخل الصالة يستوقفها ضوء خفيف منبعث من لاب توب موضوع على الطاولة الصغيرة بجهة الارائك و أصوات خافتة مرافقة له، كأن احد كان هنا و كان يتابع فيلما او ما شابه و قد خرج و تركه شاغلا . فتتقدم بدافع الفضول لرؤيته و ياليتها لم تفعل ...تصل الى مكان اللاب و تلقى نظرة فتنصدم صدمة عمرها و مع الصدمة تنشل حركتها كليا، حتى رموشها تجمدت ولم تتمكن من تحريكها، تكتفى بالتحديق على الشاشة دوون أدنى ردة فعل تجاه أسوء مشهد يمكن أن تقع عيناها عليه، و فجأة تسمع صوتا خلفها هز أضلع صدرها من الرعب" كأنو العرض عاجبك ؟ "، وكردة فعل لا ارادية تخفى وجهها بكفيها نافية رؤيتها ما رأته . فيتقدم منها صاحب الصوت حتى وصل خلفها تماما، يمسكها من ذراعه و يديرها نحوها، و لما إستدارت و أنزلت كفيها من على وجهها تنصدم مرة ثانية من الشخص، " إسلام ....هاد إسلام ...معناتو هو اللي كان عم يتفرج على هالاشيا الوسخة ...يالله ماعم صدق "
....(بصدمة ) اسلام ...هاد انت ؟؟
إسلام (بإستفزاز) لا هاد خيال إسلام سمو الاميرة ...(و يترك ذراعها و هو يتوجه بهدوء نحو اللاب توب ليطفئه و بيده قنينة مشروب غازي، ثم يتابع كلامه ) انا ماقلت لك تضلي بعيدة عنى وعن غراضي ؟..ماسبق و حذرتك تقربي من لاب توبي ؟ قولي ...
اميرة (بإرتباك) ااانا ...انا ماقربت ...ولاشفت شي ...والله
اسلام (وهو يجلس على الاريكة و يقابلها) لا تحلفي لأني شفتك و أنتي عم تطلعي عالفيلم ..(بإبتسامة خبث ) عجبك المشهد ؟ ...بدك تكمليه ..شغلك ياه مرة تانية ؟
أميرة (بغيظ و قرف ) انت عن جد واحد ما بتستحي و مو مربي ..انا قرفانة منك كتير ومن هاللحظة مابدي تحكي معي بنوب و انا اللي عم حذرك هالمرة انك تقرب مني
وتهم بالخروج بغضب لكن حركة اسلام اسرع منها حيث نهض بخفة و سحبها من ذراعها بقوة، فتلفت اليه وتصطدم بصدره العاري
اسلام (من بين اسنانه و بغضب ) انت كيف تتجرئي تحكي معي هيك يافلتانة ..
اميرة : اذا انا فلتانة لكان انت شو ؟اللي عم ينزل لمستوى انو يشوف هيك اشيا مقرفة شو بتسميه ؟...عاأساس انت متعلم و معاك شهادة من برات البلد ..وين العلم والاخلاق والتربية العالية اللي عاطول تفتخر فيهن ؟ اليوم الصبح كنت عم تعطيني محاضرة بالاخلاق و الثقة تريك انت كمان مضيع ثقة اهلك فيك و غارق بالذنوب و الاغلاط لأذانك وجاي عم تنصحني إلي
اسلام وهو يقربها اكثر اليه بحيث اصبح وجهيهما شبه متلاصقين، يأخذ ولاول مرة بالتركيز بملامح وجهها الدائري و عيناها الزرقاوين و خدودها الممتلئة و شفتيها ...شفتيها المغريتان و اللواتي ترسل دعوات واضحة للتقبيل من شدة إمتلائها و إحمرارها، فيضعف امام كل هذا،وهو المتعطش لتجربة هذا الفعل، طليه الفترة الماضية وهو يحاول الابتعاد عن كل هذه الامور و المحرمات حتى وقع في شيئ أسوء منه ..حاول أن يكون ذلك الشاب العفيف و الطاهر لكنه أوقع نفسه في دوامة أخرى أتعبته أكثر .
يطوق خصرها بيديه بقوة و يلصقها بصدره أكثر وهو يتحسس وجهها بأنفه بحركات بطيئة يشم معها رائحتها المميزة، ثم يهمس وهو شبه غائب عن الوعي) تعرفي شو ؟ ...بدي جرب شيء معك ..
أميرة (وهي تحاول الفكاك من بين ذراعيه) اسلام بعد عني احسن لك ...
اسلام(على نفس حالته) اششش ...بعرف انو انتي كمان بدك هالشي .. بدك قرب منك و ...(يأخذ نفسا عميقا و قد بدأ يفقد السيطرة على نفسه ثم يزفر انفاسه كلها على وجهها ) بوسك ولا شو ...انتى مابدك تجربي هالشعور.. لما حدا تاني يحط شفايفو فوق شفايفك ..ووتصيري تاخذي من أنفاسو وانت تعطيه من انفاسك..ما رح يكون في اي شي بيناتكم بس تَمو على تَمك والباقي بتنسيه .. مرة وحدة خلينا نجرب هالشي انا و انتي بعدين رح ننسى كل شي صار
أميرة : لا إسلام بعد عني و إلا بصرخ و لم عليك العالم ....
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

جالسة بين ذراعيه على احدى الارائك الموجودة في غرفة الفندق الجديدة، والتي نقلها اليها اليوم بعد الاحداث المرعبة الاخيرة، والمكان كله هدووء وضلام الا من ضوء القمر الذي يتوسط السماء و الذي ينير الغرفة كضوء حقيقي ....
.....كاتي حبيبي أنا أسف عالشي اللي قالو أبي و امي عنك ....بس هنن متضايقين منى انا لاني ماخبرتن من الاول لهيك عصبوا و فشو خلقهم فيكي
كاثربن : عادي انا مو زعلان من باباو ماما ....المهم عندي انك تحب أنا و بدو ياني ...
ادام : اكييد بحبك و بوعدك أنو بأقرب وقت أهلي رح يوافقو على زواجنا و ساعتها كل شي رح يتصلح
كاثربن : ماشي .....صحي شكرااا كتيير لأنو أنت يظل معي هون
(بضحكة )ايه لأني صدقتك لما قلتي أنك خايفة تظلي لحالك
ترفع رأسها من حضنه و هي تتصنع البرأءة
كاثرين: بس أنا عن جد خايف ...تخيل يهجموا علينا هون كمان ويصير شي مو منيح لأنا ...رح تقدر تتحمل؟؟ ...(تواصل كلامة بنبرة تمثيلية حزينة ) شبح أنا رح يجيك بكل مكان ....صوت أنا عاطول بأذان أنت ...و ضمير أنت رح بعذبك for ever ..... رح تصير بس تنادي ( وهي تضع يدها على رأسها و تمثل الصراخ ) كاتي ...كاتي ....أنا بدوو كاتي ...جيبو لي كاثرين حبيبي ....
ينفجر أدام ضحكا على تمثيلها الفاشل و طريقة كلامها الغير مرتب، فتتوقف كاثرين عن الكلام و تكتفي بالنظر اليه و الفرحة تغمر قلبها، تعشق أن ترى ضحكته الساحرة فمابالك ان تكون هي السبب في هذه الضحكة، و لما إنتبه لها أدام يتوقف عن الضحك، و يبادلها نفس النظرات ...نظرات الحب الحقيقي النابع من القلب ...نظرات شوق و ولهه ...فتنجر كاثرين وراء رغبتها و تبدأ بالاقتراب منه بهدوء رغبة منها بتقبيله ...تقترب شيئا فشيئا حتى لامس جبينها جبينه ...وأنفها أنفه ..وكاد أدام يركن إليها شيئا قليلا لكنه إبتعد عنها في أخر لحظة ...صحيح أنه يعشقها حد الثمالة لكنه لن يرضي بتجاوز الحدود قبل ان تكون علاقتهما رسمية...دائما ما تحاول كاثرين التقرب منه و ذالك ليس بسبب دانئتها او قلة ادبها لكن أولا لانها نشأت في مجتمع يعتبر هذه الافعال اشياء طبيعية وعااادية و كذلك حبها لادام و ثقتها العمياء فيه تجعلها تسير معه مغمضة العنينين دوون ان تخاف ان يؤذيها، حتى وان صار وحدث شيئ بينهما فهي متأكدة مئة بالمئة أنه لن يتخلى عنها....
أدام ( وهو يبعدها بهدوء) كاثرين ...مابصير ..
كاثرين(بضيق) i love you Adam ...and i can' t keep myself away from you any more ....look i wanna be with you, i don' t minde because i know that you love me .....adamm!!!
ادام : look Kate ...i am not going to make love with you till i make sure that you're mine ...my wife ...after marige i promesse that we will be togather ...OK ...and also we don' t want to make god angry with us so as wa get all what we want .....OK ???
تسكت كاثرين مقهورة من رفض ادام لها....
ادام : OK katherin ????
كاثرين( بعدم إقتناع ) okkk
ادام: يالله لكان أنا رح روح و بكرا لمسا رح مر عليك ...
كاثرين: لااا ....نام هون ....أنا بنام عالتخت و أنت
عاالcoach
أدام : كاثرين شو حكينا من دقيقة ...ماقلت لك لا تستعجلي ...مصيرنا نكون مع بعض اليوم او بكراا ..
كاثرين: ماقال شي أنا بس ننام نوم بريئة كل واحد بحال..مثل زمان كنا بشقة وحدة ....
أدام : الوضع مختلف هديك شقة كبيرة و كل واحد منا ينام بغرفة لحالو بعدين ماكنا لحالنا ميسيز جانا كانت معنا بس هون لحالنا ... يالله حبيبي انا بروح عالبيت و انتي نامي ...بعدين بكرا عندي مقابلة شغل ...ماشي
كاثرين : ماشي ....

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

لم تعد تشعر اميرة برجليها على الارض، كأنها مخدرة تماما، اول مرة يحصل معها هذا الموقف، صحيح انها تكلم الشباب عبر الهاتف، لكن علاقاتها بهم لا تتجاوز تلك المحادثات، حتى انه واثناء حديثها معهم لا تتطرق ابداا الى المواضيع المحظورة، و اليوم توضع بهذا الموقف الذي لا يرحم، انها اول مرة تكتشف اشياء سيئة عن اسلام، اكتشفت انه من مهوسي الافلام الاباحية، و اكتشفت انه لا يتوانى لحظة واحدة على تطبيق كل تلك الاشياء التي يراها على ارض الواقع، فخافت منه لوهلة، خافت ان يرتكب بها شيئا سيئا و يدنس سمعتها، و هي الشي الوحيد الذي تملكه لنفسها، خافت كذلك ان تصرخ و يجتمع من في المنزل و يعتبرونها المسؤولة على ماحدث، فمن الممكن ان ينكر اسلام كل شيئ امامهم و يتهمها انها هي من بدأت بالاقتراب منه، و عندها شيئ طبيعي ان يصدقوه لانه من العائلة و يكذبوها هي لانها مجرد ضيفة لا اكثر و ان كبر مقامها بينهم فهي فقط اخت كنتهم لا اكثر ولا اقل، فأثرت إلتزام الصمت و بداخلها قلب يناجي الله ان ينقذها من هذه الورطة ولكن اسلام سرعان ما فقد قدرته على التمسك، فأنقض على شفتيتها و بدأ بتقبليها بعنف و بقوة، مطلقا لغرائزه العنان، فاتحا الباب امام عطشه المكبوت للإرتواء على فم اميرة ...فطيلة اربع سنين وهو يشاهد هذه الامور خلف شاشة اللاب توب فقط و اليوم تجرأ على ممارستها على ارض الواقع .
تتجمد اميرة مكانها و قد استسلمت كليا ليس إعجابا و إستمتاعا لما يفعله اسلام ..لا..انما لانها لم تعرف كيف تتصرف و هي تشعر بالهواء لا يدخل الى رئتيها ..و بمغص بمعدتها ..وبكل خلية ترتعش في جسمها ..تغمض عيناها بقوة محاولة جعل الامر ينتهي بسرعة لكن هيهات ان يبتعد اسلام عنها..فالبنسبة له هذه هي الفرصة التي لطالما أرادها ولم يكن لينهي الامر بهذه السهولة، لكن ما لم يعلمه هي بالعيون التي كانت تبصره، فعيون الله لا تنام و كذا عيون شخص اخر لطالما شعر بالخوف تجاه علاقتهما و الى اين ستؤؤل كانت ترقبهما من بعيد وكله خيبة أمل مما شاهده .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

يُطرق الباب مرة ثانية، فيجيبه بالدخول، و اذ بها اخته عائشة، والتي بدت على وجهها علامات التكشير و الضيقة بمجرد ان رأت مازن يحضن ديما ببرأة
مازن : عيوش تعالي ...
تتقدم عائشة بإندفاع و لما وصلت قربهما تبعد ديما عن مازن و تفسح لها مجالا للجلوس بينهما، ماجعل ديما تشعر بالاستياء لفعلها لكنها لا تبدي اي ردة فعل
عائشة( وهي تقبل ذراعه مكان الجرح بحنية) اخي مازن الجرح عم بيوجعك شي ؟
مازن : لا والله مابيوجع ...
عائشة : تعرف انا كتتير مبسوطة لرجعتك ...لهلاء ماعم صدق انك خلاص رح تظل معنا على طول
مازن : حتى انا مبسوط كتتير ...
عائشة : حبيبي اسامة نايم ...يوئبر قلبي اكل أكلاتو و غسلت لو ونام دغري ...تعرف شو هلاء مابدي تهكل همو لاسامة بنوب رح نربيه سوا انا و انت ...(يبتسم مازن بإمتننان لبرأة أخته و حبها الواضح له، بينما تردف عائشة بتردد ) اخي مازن ...
مازن : هممم
عائشة : امو لاسامة مين بتكون ؟ نحنا بنعرفها شي ؟ ...قصدي هي من قرايبنا ولا لا ؟
سؤال عائشة عن ام اسامة و تذكيره بها بهذه اللحظة بالذات التي يحاول فيها نسيان ماضيه و تجاوزه يهز كيانه و يجعل سيل من الذكريات الاليمة تنهل عليه دون رحمة فيشيح بنظره الى الارض و صورتها تقفز الى ذهنه.
انه يذكرها جيدا ..يذكر الفتاة اليافعة التي لم تتجاوز الخامسة عشر ربيعا من العمر والتي وهبته اغلى ما يملكه في العالم "أسامة" ..يذكرها ومع ذكراها يشعر بغصة في صدره ..يشعر بالذنب يعتصر قلبه ..يشعر ان ما حدث معه بعد معرفته بها إنما بسبب ذنبها الذي يحمله على عاتقه..كم يتمنى لقياها مرة ثانية حتى لو في المنام ..كم يتوق الى العودة مرة اخرى الى ذلك المكان و الزمان كي لا يغتال طفولتها وكي لا يعذبها و يتعذب معها . كان قد بدأ بالاسترسال في ماضيه لولا شعوره بقبضة لطيفة على يده، فيلتفت ناحيتها و إذ بها عائشة تمسك بيده
عائشة : ضايقتك شي مازن ؟ انا اسفة
مازن : لا ....لا مو متضايق ...بس لا مابتعرفوها ..هي مو من هون ..
عائشة (تحاول تغيير الموضوع ) صحي قول لي شو رايك نام عندك بالغرفة ؟
ديما(بحماس) ايه مازن بنام كلنا سوا ؟
عائشة (بغيرة) خير يا طير ليش بدك تنامي معنا ؟؟
ديما(تدافع) : عادي غرفة مازن هاي وهو ابن عمي ...وين المشكلة ؟
كانت عائشة ستعلق بشراسة عليها، فهي تغار كثثيراا على اخوها مازن واي احد يقترب منه تشعر انه سيبعده عنها، منذ الصغر وهي متعلقة به و خلال غيابه زاد تعلقها به اكثر من السابق. لكن مازن يتدخل ليوقف النقاش
مازن : هيهيهيه اهدو ...اهدو ...حاج تتخناقوا لانو لا انتي ولا انتي (وهو يؤشر عليهما على حدا) رح تنام هون كل وحدة على غرفتها و تركوني ارتاح ...يالله يالله ( وهو يقف و يسحب عائشة و ديما خارج الغرفة ، و في نفس الوقت تدخل عليهم والدتهم و البسمة تشغر مساحة كبيرة من وجهها
ام محمد : مازن ابني...شوفي ؟
عائشة (بدلع ) ليكي ماما عم قول لمازن خلينا نسهر سوا بس مابدو ...الظاهر انو مو مشتاق لنا
مازن : انتي ما بتستحي تنامي بغرفة شاب
عائشة (وهي تحضنه ) عاادي انت اخي
ام محمد : يالله عاغرفتك لشوف و تريكي اخوك يرتاح بكرا تقعدي معو لتشبعي ..هو خلاص رجع لنا (وهي تنظر اليه بشوق) وانتي كمان ديما جهزت الغرفة التانية إلك و لأيهم لهيك يالله عالنوم.
ترضخ عائشة و ديما لطلب ام محمد و يذهبان الى النوم بينما تدخل هي عند مازن لمحادثته بدورها .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
يخرج كل من ملاك وعماد لخارج الصالة وذلك بطلب من عماد، اراد التأكد للمرة الاخيرة من قرارها و انها لم تتسرع يوم قررت الزواج برجل هو متزوج بالاصل
ملاك : خير أخي عمااد في شي ؟
عماد: ليكي ملاك انتي بتعرفي اني بعتبرك مثل اختى ندى تماما والله شاهد على كلامي ..
-اكييد عمااد ..بعرف هالشي
-و بسبب هالشي انا عطيت الحق لنفسي اني ادخل بأمورك الشخصية و اسالك لاخر مرة قبل ما تنفذي قرارك ...انت متأكدة انك بدك تتزوجي هالشاب و مستعدة انك تكون الزوجة التانية بحياتو؟
-(بابتسامة ثقة ) اككيد عماد ...انا متأكدة مية بالمية من هالقرار ..انا بعرف اني رح كون مبسوطة مع سيف ومارح اندم على هالشي ابداا
-ليكي ما تفهميني غلط بس من واجب الاخ انو يطمن على اختو ...وتأكدي اني معك بكل خطوة و إذا شي يوم صار معك شي لا سمح الله لازم كون اول من يعلم
-اكييد ...تأكد اني مارح خبي عنك شي ...شو ما كان
-لكان الله يسعدك و يهنيكي ..انا من جوات قلبي بتمنى لك كل الخير
-تسلم الله يخليك

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
جالسة داخل سريرها، والنوم قد جافاها، و ذلك بسبب تلك الورقة التي تمسك بها بين يديها. فكرة تأخذها وأخرى ترجعها، سؤال واحد يدوور بعقلها " من هو مازن النوري" .
تمسك القصاصة التي جلبتها من قاعة الزفاف وبعد انتهاء الهجوم الارهابي، والتي كانت تقرائها عندما سحبها مازن من ذراعها للخارج، و تعيد قرائتها للمرة المليون " مازن النوري هاد أول و أخر انذار إلك اذا مابدك تموت ناس تانية بسببك انت بتعرف شو تعمل، في حساب عالق بينا ولازم نصفيه لهيك ننصحك تجي بهدووء و ما تساوي شوشرة او مشاكل ..انت بتعرف المكان "، ثم تغلقها و تضغط عليها بقوة و هي تردد بخوف واضح " مين انت يامازن ؟ ومين هالناس ...وشو بدهم منك" . تغمض عيناها و تتنهد بحزن، الواضح ان حب مازن صعب لكن الاصعب هو مواجهة حقيقة مازن .
ومن الناحية الاخرى عند مازن، واقف بشرفة غرفته، و الهواء يداعب خصلات شعره المتناثرة على جبينه، عقله شارد تماما، وبسمة طفيفة تعلو شفاهه فصورة ريما وهي تدخل قاعة الزفاف بالفستان الاحمر لا تفارق مخيلته، ...نظراتها ..مشيتها ...اسلوبها ..كل شيئ فيها أخذ حيزاا من تفكيره، لكن فجأة يقشعر بدنه وهو يتذكرالرصاصة التي كانت ستفجر رأسها بسبب الهجوم، فينتفض رعبا كأن الموقف يتكرر مرة ثانية. لكنه يرجع ويتحسس مكان جرحه بهدوء، مبتسما وهو يردد " فداك ريما ..."

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

في مكان أخر بعيد عن المدينة و القرية، في اعالي الجبال و داخل احدى الغابات الكبيرة، يقطن أحد الاكواخ القديمة و المهترية مجموعة من أسوء أنواع البشرية، اناس لا يمتون للانسانية بصلة، اناس ماتت ضمائرهم و انعدمت الرحمة بقلوبهم و ذلك بسبب إعتقادهم بمبادئ خاطئة لا علاقة للدين بها. أربعة من أخطر الارهابين يعقدون اجتماعهم في هذا المكان بخصوص مازن و ما سيفعلونه به .
يدخل عليهم تلاث رجال بالاسود ووجهوهم ملثمة، وفور دخولهم يزلون اللثام و تظهر وجهوهم البشعة و لحاهم الطويلة، فيبدأ أحدهم بالكلام :
1: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته (فيرد عليه قائدهم و الذي يترأس الاجتماع )
....: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...إيه نفذتو المهمة ؟
1: كل شي صار مثل ما طلبت ...هجمنا عاقاعة الافراح و تركنا لو الرسالة ...اكييد شافها و قراها كلو كم يوم و تشوفو منزرع هون قدامك
....: بتمنى يصير مثل عم تقول و يجي ...وإلا رح أظطر أتصرف معو تصرف تاني
2: أبو عمر هاد مازن خاننا و خدعنا نحنا ببساطة فينا نخلص عليه و على كل سلالتو إذا بدنا فليش بدك ياه يرجع لعنا ؟ ماعم بفهم انت مو خايف يخوننا مرة تانية و يمكن هالمرة يبيعنا للشرطة ساعتها رح نروح كلنا فيها ..
بدا كلام الرجل منطقي فأخذ البقية ينظرون "لأبو عمر " قائدهم، منتظرين منه جواب يريحهم
ابو عمر (بهدوء ) علي مين القائد هون ؟..أنا ماهيك ...ليهك ما بحق لك تسأل بنوب انت كل شغلتك تنفذ الاوامر و بس ..مازن بدي ياه عايش لانو حياتو رح تنفعني اكتر من موتو بعدين حتى إذا بدي اقتلو ما رح أقتلو هيك بالساهل رح خليه هو يترجاني لحتى أقتلو و خلصوا من العذاب ...لهيك انت لا تستعجل و بس راقب من بعيد ...(يلتفت ناحية الشخص الذي حدثه أول مرة و يخاطبه بلهجة أمرة ) سعيد ظلكم عم تراقبوه لمازن بعد يوم واحد ...يوم واحد إذا ما نفذ اللي قلنا لو عليه ننتقل للخطة التانية ماشي ...
سعيد : ماشي

نهاية الحلقة الخامسة
فمان الله

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وعـــــــــاء الحـــــــــــب ابراهيم تايحي منتدى الشعر و الخواطـر 12 2016-11-11 18:15

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 20:33
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)