الجزائر العاصمة (باللهجة المحلية: دْزَايرْ[4])؛(باللغة الأمازيغية:لزاير تامنايت (Lezzayer Tamanaɣt) [5] هي عاصمة الجمهورية الجزائرية وأكبر مُدنها من حيث عدد السكان .
كانت مدينة الجزائر تُدعى إكوزيوم في زمن الإمبراطورية الرومانية، ومن مُسمّياتها الحالية البهجة، المحروسة والجزائر البيضاء، وذلك لبياض ولمعان عماراتها ومبانيها والتي يُخيّل للناظر على أنها ترتفع عن سطح البحر، وهي أيضا عاصمة ولاية الجزائر.
تقع المدينة في شمال وسط البلاد مُطلّة على الجانب الغربي لخليج البحر الأبيض المتوسط وتتركب المدينة من جزأين: جزء قديم والذي يتمثل في القصبة والتي توجد على حافة تلة شديدة الانحدار (122 متر فوق سطح البحر) خلف المدينة الحديثة، وجزء حديث يتواجد على مستوى الساحل القريب من البحر.
وفقًا لمعجم العالم الجغرافي فلقد بلغ عدد سكان المدينة 3.335.418 نسمة،[6] في حين أن التجمعات الحضرية تبلغ حوالي 6727806 نسمة في عام 2010 وفقًا لتصنيف أكبر 100 مدينة في العالم،[7] وبذلك تصبح مدينة الجزائر العاصمة أكبر مدينة في المغرب العربي من حيث عدد السكان،[7][8] كما تعتبر مدينة الجزائر المركز الاقتصادي والاجتماعي الرئيسي في البلاد.
يُقال بأن التسمية أُخِذت من مجموعة الجزر التي كانت متواجدةً قُبالة ساحل المدينة إذ أن جمع جموع جزيرة هو جزائر، [9] وجاء في لسان العرب:[10]
الجزائر (مدينة) الجزِيرةُ أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ. التهذيب: الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو، وكذلك الأَرض التي لا يعلوها السيل ويُحْدقُ بها، فهي جزيرة. الجوهري: الجزيرة واحدة جزائر البحر، سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض
ووفقًا للأسطورة اليونانية، أسّس "الجزائر" 20 من مرافقي هرقل الأمازيغي،[12] واسمها الأصلي بالـفينيقية هو إيكوسيم ،[12] يُقال أن الاسم اليوناني إكوزيون (باليونانية: Ικοσιον)) مستمدٌ من الكلمة ("εικοσι") اليونانية التي تعني عشرين.
ويعتبر جون هاردوين (بالفرنسية: Jean Hardouin) أول من اقترح تحديد إكوسيوم بالجزائر العاصمة،[19] وأكد ذلك العثور على حُطام مزهريات أصلية تعود للقرن الثالث قبل الميلاد في بئر عمقها عشرون مترا في ديسمبر 1952، كما أكدت الحفريات أن تاريخ تأسيس إكوسيم يعود إلى ماقبل القرن الرابع قبل الميلاد.[19]
وفي القرن الثالث قبل الميلاد استوطن البونيقيون الموقعَ إكوسيم، وأطلقوا عليها اسم يكسم (Yksm). ويُعتقد أن المقصود منه جزيرة البوم والتي تُرجمت إلى اللاتينية (إكوسيوم)، (Icosium)[12] وبقيت إكوسيم موقعًا تجاريًا صغيرًا في الفترات الفينيقية والقرطاجية.
تقع مدينة الجزائر على خط عرض 6 َ4 ، 36° شمالاً، وخط طول 3 َ5,3 ° إلى الشرق من خط جرينيتش، وتتميز بموقعها البري والبحري الممتاز،[64] فهي تقع على حافة السفوح الشمالية الشرقية لجبل بوزريعة، المطل على البحر المتوسط، والذي يحميها من الرياح الشمالية، والشمالية الغربية.[64] ويمتد خليجها من رأس الرّيس حميدو، إلى رأس تمنفوست، في شكل قوس طوله 31كم. كما تنتهي إليها أهم الطرق البرية والحديدية في البلاد.[64]
وقد بنيت مدينة الجزائر على سفوح جبال الساحل الجزائري، وشيدت القصبة أحد أقدم أحياء مدينة الجزائر على أحد التلال المطلة على الطرف الغربي لخليج مدينة الجزائر العاصمة على ارتفاع يقدر بحوالي 150 متر،[65] خارج التحصينات العثمانية أبصرت أحياء جديدة النور على طول التلة المطلة على الخليج من بينها أول الأحياء التي بناها الفرنسيون.[65]
وتوسعت المدينة فيما بعد نحو الشمال الغربي على سفح جبل بوزريعة الذي يبلغ ارتفاعه 400 متر مثل حي باب الواد ثم على طول الحافة المحيطة بالجبل.[65] وظهرت أوائل الضواحي المدينة الجزائر في جنوب شرق المدينة على طول الشريط الساحلي الصغير على الأراضي الرطبة القديمة حتى مصب وادي الحراش.[65]
وتواصل امتداد المدينة نحو الشرق خلف مصب واد الحراش على حساب الأراضي الخصبة لسهل متيجة وذلك على طول الخليج ليمتد في السنوات الأخيرة باتجاه الجنوب والجنوب الغربي على التلال المنحدرة للساحل لتضم المدينة القرى الزراعية السابقة
تتمتع الجزائر بمناخ متوسطي،[66][67] وهي معروفة بفصل صيف طويل حار وجاف (عموما ساخنة خصوصاً من منتصف جويلية إلى منتصف أوت) وشتاء معتدل ورطب،[68] أما الثلوج فهي نادرة ولكنها ليست مستحيلة مع أمطار وفيرة يمكن أن تكون طوفانية.[69].
المخاطر الطبيعية
الزلازل
الجزائر منطقة زلزالية حساسة، مهددة من عدة مراكز زلزالية (خير الدين، زموري، الساحل، شنوة، البليدة والثنية).[71] ويعتبر زلزال 3 فيفري 1716 آخر أهم زلزال ضرب الجزائر حيث كلف حياة 20.000 شخص بالمدينة وخربت من جرائه عدة مدن مجاورة كشرشال وبجاية وقد ضربت هزات ارتدادية طيلة ايام الثالث والخامس والسادس والعشرين من شهر فبراير.[72]
في حين تأثرت عدة أحياء بالمدينة من جراء زلزال بومرداس 2003 (مركز زموري) والذي أودى بحياة حوالي 2300 شخص بين ولايتي الجزائر وبومرداس.[73]
الفيضانات
الجزائر معرضة بشدة لمخاطر الفيضانات بسبب موقعها الجغرافي وذلك عن طريق مجاري مياه الأمطار من مرتفعات المدينة إلى الأحياء المنخفضة. وفاقم هذا الوضع عدة عوامل متصلة بالتنمية الحضرية التي لم تأخذ بعين الاعتبار هذه المخاطر، فقد تم مثلاً تشييد العديد من المباني على مجرى وادي حيدرة.
وفي 10 نوفمبر 2001 أمطار طوفانية تضرب الجزائر وحولت مجاري الوديان إلى سيول من الطين. ونجم عن هذه الكارثة مقتل أكثر من 700 شخص معظمهم من باب الواد وهو حي تدمرت فيه مباني بأكملها.[74
تنظيم مدينة الجزائر العاصمة[عدل]
التنظيم البلدي لمدينة الجزائر كثيرا ما تطور على مر الزمن، خصوصا في حقبة الإستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال.
وقد كانت مدينة الجزائر في عام 1832 عبارة عن بلدية واحدة، وفي عام 1959 أصبحت المدينة مقسمة إلى 10 مقاطعات. وبعد إجراء الإصلاح في عام 1977، أصبحت المقاطعات والمدينة تدار عن طريق مجلس شعبي يدعى CPVA. ومنذ عام 2000، أصبح مصطلح المدينة لم يعد موجود قانونا، وأصبحت مدينة الجزائر ولاية مقسمة إلى 57 بلدية، التي استولت بدورها على صلاحيات المدينة.[75].
مدينة الجزائر[عدل]
بعد وصول الفرنسيين في عام 1830، كانت مدينة الجزائر مدينة محصنة وتتطابق مع بلدية القصبة حاليا. وبعد بضع سنوات تحت نظام الحكم العسكري الإستعماري الفرنسي، بدأ التطور العمراني الأوروبي يأخذ من ملامح المدينة القديمة،[76] حيث في عام 1832، أنشئت بلدية الجزائر.[76]
وفي عام 1848، تم إرفاق البلديات: الأبيار ومصطفى (حاليا سيدي امحمد) قبل أن تكون منفصلة في عام 1870، وفي عام 1904، تم ضم بلدية مصطفى نهائياً إلى مدينة الجزائر التي أصبحت بدورها تنقسم إلى 12 مقاطعة بمساحة إجمالية قدرها 15.64 كم2.[77]
التقسيم الإداري لمدينة الجزائر في 1967-1977-1985
الجزائر الكبرى[عدل]
في عام 1959 تم إنشاء "الجزائر الكبرى" التي تضم بدورها 9 بلديات (مدينة الجزائر، سانت أوجين، بوزريعة، الأبيار، دالي براهيم، بيرميندريس (حاليا دائرة بئر مراد رايس)، القبة، حسين داي وميزون كاري (حاليا الحراش)).[77] تنقسم هذه المجموعة إلى 10 مقاطعات ومساحتها 186 كم2، ويرأسها مدير عام يعين بمرسوم مجلس المدينة الذي يتشكل من 75 عضوا، ويرأس كل دائرة نائب عمدة.[78][79] وبعد الاستقلال بـ 5 سنوات أي في عام 1967، تم الإبقاء على التنظيم الإداري لمدينة الجزائر مع زيادة صلاحيات المدير العام لمدينة الجزائر.[80] وفي عام 1974، أضيفت المنطقتين بوزريعة وبير مراد رايس لمدينة الجزائر بشكل نهائي.[81]
في عام 1977، أصبحت المناطق السابقة تشكل كيان إداري مشترك، وتم إنشاء المجلس الشعبي لمدينة الجزائر (CPVA) الذي يحافظ على صلاحيات المدينة السابقة من الجزائر العاصمة.[77] وتجدر الإشارة إلى أن الكيان الجديد الذي يضم مناطق CPVA، أضيف له بلدية براقي، ليصل المجموع إلى 13 بلدية،[82] نتيجة للتقسيم الإداري لعام 1984، وفي عام 1985، تم إعادة تنظيم المدينة مرة أخرى ليصل المجموع إلى 15 بلدية، وتم تقسيم المنطقة إلى ثلاثة، حيث من جهة الشرق المناطق النائية حول الحراش، ومن جهة الغرب بوزريعة والجنوب بئر مراد رايس. وتدار من قبل البلديات وCPVA لكن هذا الأخير يوضع تحت وصاية الولاية.[83].
الولاية تحل محل المدينة[عدل]
منذ تأجيل الانتخابات البلدية لعام 1989،[84] لم يعد تنظيم CPVA موجودا. وحل محله في البداية المجلس البلدي المؤقت للتكتل الحضري لمدينة الجزائر (CCPAUA).[85] وبعد بضعة أشهر وتحديدا في أفريل 1990، أصدر قانونان جديدان يتعلقان بالبلديات والولاية،[86] وتم إنشاء مجلس التنسيق الحضري لولاية الجزائر العاصمة (CUC)،[87] وتم ضم البلديات الذين يشكلوا مدينة الجزائر تحت اسم اللجنة المشتركة بين مجلس الجزائر . ومنذ تلك اللحظة، المدينة تدار عن طريق المجلس الولائي. وهكذا، أصبحت الخدمات التقنية المتصلة بـ CPVA تحت الوصاية الولاية.[88]
أحياء المدينة
حي القصبة (من آل القصبة، "القلعة")،هو أحد الأحياء القديمة في الجزائر، وقد بني الحي على أنقاض أيكوسيوم القديمة. كما أن الحي مسجل في لائحة اليونيسكو الخاصة بالتراث العالمي،[89] وصنفته إرثا إنسانيا عام 1992.[90] ويحتوي الحي على عدة معالم تاريخية نذكر منها:
مسجد كتشاوة: من أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية. ويعود تاريخ تشييده إلى العهد العثماني إلى سنة 1021 هـ/1612 م.[91]
مسجد محمد دجديد: ويعود تاريخ تشييده إلى العهد العثماني عام 1660م.[92]
المسجد الكبير: من أقدم المساجد، ويعود تاريخ تشييده إلى عهد المرابطين على يد يوسف بن تاشفين وأعيد بناؤه في وقت لاحق في عام 1794م.[92]
مسجد علي بتشنين: يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1622م، بأمر من القائد الإيطالي بتشنينو بعد تخليه عن الديانة المسيحية و اعتناقه للإسلام عام 1599م على يد رفيقه القائد فتح الله بن خوجة بن بيري.[93]كما يوجد في القصبة متاهات للحارات والبيوت رائعة جدا، وإذا فقد أحد طريقة فيكفي أن يذهب مرة أخرى باتجاه البحر لإعادة تصحيح وضعه ومكان
باب الوادي
يعتبر حي باب الوادي من الأحياء الشعبية القديمة والمكتظّة بعدد السكان. ويعود تاريخ تشييد معظم بناياته من طرف الفرنسيين. ويقال بأن الحي سمي بهذا الاسم لأنه في الحقيقة كان عبارة عن واد يصب بالبحر أوبسبب وقوعه في منخفض،[94] وخلال حرب التحرير أطلق عليه اسم باب الوادي الشهداء نظراً لسقوط عدد كبير من الشهداء في هذا الحي على يد الاستعمار الفرنسي.[94]

و اخياء اخرى مثل القبة (دائرة حسين داي) حيدرة، بن عكنون، الأبيار وبوزريعة و الحراش و شارع ديدوش مراد و بلوزداد
مقتبس من وبكيديا