أين أتجه بعد رحيلها, وقد حُجبت عني الأنوار..؟
ساعة زرت قبرها , لحظة رأيت رمسها’ أفي غيبوبة أنا...؟, أم أنا مغبون حقا بعد رحيلها..؟....
لبثت غير بعيد أحرس تراب قبرها , خشية من ريح أسقام قوم تكشف باطن مرقدها.....
من عين منهمرة دموعا يمينا سقيت أديم لحدها’ وباليسرى ,آآآآه من يسرى’ جمر يقذف بشمالها
نامت ’’’ نامت نوم الأبدين ...... باطن الأرض توسدت ترابا ’ ليت ساعدي كان وسادتها’ وليتني كنت قد سبقتها لأكون نسيج فراشها’ لأكون غطاءها...؟
عنها سألني جيراني , عنها استفسرني إخواني’ عنها جادت عيناي دموعا فجرت جريان الأنهاروالأودية’ عنها ولها ومن أجلها وحولها’ عنها ولديها وعندها’ عنها أبكي لا سواها’ ما تبقى لي من أيام العمر في هذا الزمان ’
رباه قد شُد حبلٌ المشنقة حول عنقي ضيقا واختناقا’ هل من نفَس من نفْس زكية تحتضن بعد رحيلها قلب هذا التائه اليتيم الولهان...؟
أين أتجه بعد رحيلها,وقد حُجبت عني الأنوار...’ على أي قبيلة أنزل وهل يرضى بي الجار هل يقاسمني رغيف خبز صاحب هذه الدار...؟ رحت غدوًّا ووفاضي خاويا, جئت بعد إعياء وكبدي دامية , على من أطرق الباب اليوم وقد دفنتُ مفتاح القفل قرب قبرها على ظهر هذه الفانية....
هنا حسبي نثرا لحروف لطالما خبأتها لحين رؤيتها لحين تقبيل يديها’ لحين محادثتها ’ إلى حين أن ألثم قدميها’, إلى حين استئناسي بنفَسها’ إلى حين نومي في حجرها إلى حين الإستمتاع بحكاياتها’ إلى حين أرقد وأنا متأكد أنني في حمايتها .... إنها أمي وانا كبدها....