:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Nov 2017
الدولة : الجزائر - البويرة
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 3,813
تقييم المستوى : 19
عد تنازلي .. طيلة ثلاث ايام "
غادرت المشفى بعد سماع الخبر ، لا فائدة من البقاء وسط عائلتي .. الجميع ينظر الي كأني مت ، فجأة أشعر انها مراسم دفني ، كما لو اني مدعوة لجنازتي ..
اعتقد انه من الافضل المغادرة حقا ، الامر عادي حتى الان .. صحيح هه فأنا قد أردت خنقي الف ليلة ، لكني الآن لن اعيش ليلة رابعة .. !!
انا لن افتقد احدا مجددا ، لن اختنق مجددا ، لن ابكي و لن أردد في قلبي " اتمنى ان لا استيقظ " بعد الآن ..
لكن ، لماذا انا أبكي الان !؟ // لابأس للنظر للعالم كلافتة اعلان لمنتوج جديد ؛ الساعة الآن الثانية زاولا ، الاطفال يلعبون في هذا الجو الحار كما كل يوم ، الجميع يعيش ، الجميع يضحك .
اما التلفاز .. انظروا إنه يبث جميع اخبار العالم عدا خبر وفاتي !! الجميع بخير هه لا احد يبكي لم يتبخر البحر ، لم تنهار الجبال ، لم يتغير لون السماء .. لا شىء تغير في هذا العالم انا لست شخص مهما بالنسبة لهذا العالم او لهذا الكوكب ،
غدا سأذهب للثانوية صباحا سأقوم بتوديع الجميع و لكن بقي لي يومان ماذا سافعل لابأس ساعود للمنزل الان ..
الآن الثامنة صباحا .. الجميع داخل القسم توجهت نحو المعلمة اني أملك اشياء ارغب بأن اخبر الجميع بها الان و وافقت ..
" مرحبا سأقول مرحبا لآخر مرة ، ثم وداعا لكم ..
لا اعتقد أن الجميع هنا قد يعرف اسمي ، المدير لن يعرفني فأبي بقال عادي وامي ربة بيت عادية و نحن لا نملك وسائط مع الشرطة ولا مع اي أسياد لهذه البلاد ..
أعترف انه لا احد سيبكي لمدة ثلاث ايام ، أعترف اني لست مهما بالنسبة لاي أحد ، لكن .. هل استطيع ان أقول لكم وداعا ؟ هه لن يتغير اي شىء لهذا المكان سوى مقعد فارغ في اخر الصف ونقص ورقة في تصحيح الاختبار و نقص اسم ردىء في المناداة فقط ، لا بأس ..
لا بأس ايضا أن أعي ذلك ، ان هذا سيحزن اصدقائي - رغم انني لست صديقة لهم - أنا أعي ذلك ، أنا لم أدفع لهم الفطور في المطعم ، لم أدعهم لحفل عيد ميلادي ، لم املك قصص ممتعة يمكنهم سماعها يوميا ، #أنا بلا شىء .. انا فقط شخص يمكنه سماع هرائهم اليومي ..
مرحبا معلمتي أنت لا تعرفين اسمي ، صحيح اجل لست الأولى في الصف ،و لست شخصا مبهرا و لا شخصا لامعا ، فقط مجرد كتلة من الامعاء على قيد الحياة وفقط .
بعد يومين سيكون هذا المكرر العادي تحت التراب في مثل هذا الوقت ، مع النمل ، مع الحشارات .. أجل لن يكون أحد هناك و لن يبكي احد هناك ، لن يصرخ أحد بإسمي /بعد دفني/ "
لن يرغب احد أن أعود ، هه لم ارغب أن أموت و أنا ممتلئة بالكثير من الأشياء ، لم اقع بالحب على ما يبدو .. لذلك لن اضطر للاعتراف و الموت بعدها =)
" وداعا " .. لن اقول مرحبا مجددا ، أستاذتي هل ستبكين بعد ثلاث ايام وانت تقولين مرحبا ولا تسمعين صوتي مع رد التحية ؟ هل انت قادرة على تمييز صوتي من بين اصوات الجميع حتى !؟ هل أبدو كشخص مهم بالنسبة لأحد في هذا المكان ؟ لن يبكي احد انا أعلم ، و لن يحزن أحد ، أنا أعلم ولا حتى عن طريق الخطأ !
ربما ستأتي فتاة خذلها شخص تحبه ولم تستطع البكاء براحة في المنزل اجزم أنها ستبكي بقوة في جنازتي لأبدو كسبب بكائها ..
وداعا " .. ولا توجد مرحبا بعدها ، شكرا لهذه الغرفة لقد كانت دافئة في الأيام الباردة ، شكرا لذلك التلميذ الذي كان يلقي نكات لأصدقائه - مع علمي مسبقا أن هدفه لم يكن اضحاكي هه - اعلم .. لكني ضحكت مع الجميع ..
شكرا لجميع المجتهدين خاصة ، الذين كانوا يجيبون بسرعة و يحلون التمرين بسرعة قبل ان يصل إبهام المعلمة لي ، شكرا لقد انقذتموني كذلك ..
شكرا لك معلمتي أيضا لأنك ألقيت كراسي على عرض الحائط و أنت تصرخين بتأكيد أني سأموت قبل كتابة سطر سليم ، حسنا أنا سأموت قبل العشرين و ليس قبل كتابة سطر سليم ..
شكرا لأنك طردتني من القسم و طلبت كراس بحجم اكبر ، اخبرتك أني نسيت شراءه .. لكن في الواقع لم أملك ثمنه و لم ارغب بإخبارك حتى لا ابدو كشخص مثير للشفقة .."
" مرحبا " لك كذلك يا سلوى .. أذكر أنك كنت دائمة السؤال عن سبب ارتدائي لنفس الحذاء دائما ، مرت سنتين - على الأرجح - ، أخبرتك أنني أحبه ، لكن اليوم صبعي الصغير يحاول ان يقول مرحبا كذلك .. أجل انه حذائي الوحيد ، حسنا ؟
أنا لا أشتري حذاءا عندما يتسخ القديم خاصتي ، انا أشتري فقط ثوبا واحدا في كل عيد لذلك ابتهج للعيد دوما ..
- " لماذا ترتدين ثوبين فقط لسنة كاملة "
أذكر انك قلت لي هذا في أحد الأيام ، حسنا سأجيبك الآن بصدق .. أخبرتك حينها انني أمتلك الكثير و لكن ذلكين الاثنين أحببتهما لأنهما كانا هدية من جدتي ، ضحكت و هنأتني على الجدة التي املك .. و لكن ، هل تعلمين ؟ عندما عدت للمنزل بكيت و صرخت في وجه أمي ، أخبرتها " لماذا ولدت في هذه العائلة !؟ لماذا ولدت في مكان هكذا !؟ "
ع*
التعديل الأخير تم بواسطة عواطف * ; 2021-04-24 الساعة 16:44