الملاحظات
طاسيلي الإسلامي :: خاص بالدين و الشريعة الإسلامية على منهج اهل السنة و الجماعة
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2020-09-01, 13:04
#1
abdul202
:: عضو نشيط ::
تاريخ التسجيل : Feb 2020
الدولة : الجزائر - ادرار
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 53
تقييم المستوى : 5
abdul202 غير متواجد حالياً
افتراضي تفسير الاحلام والرؤى
المسألة الأولى: الرؤى في اللغة
الرؤى: جمع رُؤْيَا وهي ما يراه الإنسان في منامه. على وزن فُعْلى كالسقيا والبشرى.

قال العلامة ابن منظور في لسان العرب: «والرُّؤْيا: ما رأيته في منامك، وهي الرُّؤى، ورأيت عنك رؤى حسنة: حلمتها وأرْأى الرجل إذا كثر رؤاه، بوزن رُعاه، وهي أحْلامه، جمع الرؤيا، ورأى في منامه رُؤيا، على فعلى بلا تنوين وجمع الرؤيا رؤى بالتنوين، مثل رعى» .

وقال الراغب الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن: «والرؤيا ما يرى في المنام، وهو فعلي، وقد يخفف فيه الهمزة فيقال بالواو» .

والألف فيها للتأنيث ولذلك لم تنصرف .

المسألة الثانية: الرؤى اصطلاحًا
birds tafsir ahlam
إذا عرفنا أن الرؤى في اللغة جمع رؤيا، وهي ما يراه الإنسان في منامه، فإننا لا نجد فرقًا بين المعنى اللغوي، والمعنى الاصطلاحي، وإنما اختلف الناس في بيان كيفية هذه الرؤى وحقيقتها اختلافًا عظيمًا {فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213].

وسبب اختلافهم في حقيقة الرؤيا، هو إعراضهم عن الكتاب والسنة، ومحاولة الوقوف على أمور لا تدرك بالعقول.

قال المازري رحمه الله: «كثر كلام الناس في حقيقة الرؤيا، وقال فيها غير الإسلاميين أقاويل كثيرة منكرة، لما حاولوا الوقوف على حقائق لا تعلم بالعقل، ولا يقوم عليها البرهان، وهم لا يصدقون بالسمع، فاضطربت لذلك مقالاتهم» .

وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله في كتابه المفهم: “وقد اختلف في كيفية الرؤيا قديمًا وحديثًا، فقال غير الشرعيين أقوالاً مختلفة وصاروا فيها إلى مذاهب مضطربة قد عريت عن البرهان فأشبهت الهذيان، وسبب ذلك التخليط العظيم؛ الإعراض عما جاءت به الأنبياء من الصراط المستقيم .

ونتيجة لهذا السبب تعددت أقوالهم في الرؤيا، وقد ذكر جملة من هذه الأقوال الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين والإمام ابن حزم رحمه الله في كتابيه الفصل في الملل والأهواء والنحل والأصول والفروع وذكرها ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح وغيرهم.

وسأذكر – بعون الله – أهم هذه الأقوال وأشهرها، مع المناقشة لكل قول ثم أختم بقول أهل الحق مع بيان أدلته النقلية والعقلية إن شاء الله تعالى.

القول الأول: قال صالح بن قبة : إن الرؤيا حق، وما يراه النائم في نومه صحيح كرؤية العينين في اليقظة، فإذا رأى الإنسان في المنام كأنه بأفريقية وهو ببغداد فقد اخترعه الله سبحانه بأفريقية في ذلك الوقت .

الرد: قوله: «إن الرؤيا حق» هذه العبارة فيها إجمال فإن كان المقصود بها أن الرؤيا الصالحة حق بمعنى أنها ليست خيالات باطلة، فهذا صحيح.

أما إن كان قصده بهذه العبارة أن ما يراه النائم كرؤية اليقظة فهذا لا يشك عاقل في بطلانه فهو في غاية الفساد والبطلان، فالواقع والعقل يبطلانه.

أما الواقع: فنحن نشاهد أن النائم عندنا، ورأى نفسه في ذلك الوقت في أفريقية مثلاً.

وأما من طريق العقل، فإن النائم يرى من الأحلام من كونه مقطوع الرأس مثلا، وهو حي، وما أشبه ذلك، كما جاء أعرابي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله: رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للأعرابي: «لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك» فعلى هذا القول يكون رأسه قد قطعت حقيقة وهو حي، وهذا من الباطل بمكان .

القول الثاني: قال أكثر المعتزلة إن ما يراه الإنسان في منامه إنما هو تخيلات باطلة لا حقيقة لها ولا تدل على شيء .

الرد: إن القول بأن الرؤيا جميعها خيالات باطلة، قول باطل وغريب، حيث دل كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – على أن الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام ومنها الرؤيا الصادقة، والتي منها رؤيا الأنبياء والتي هي من الوحي.

فمن الكتاب قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} [الفتح: 27] ورؤيا الحق

هي التي لا بد من وقوعها وصدقها، فهي ليست من قبيل أضغاث الأحلام.

ومن السنة قوله – صلى الله عليه وسلم -: «الرؤيا ثلاث: فرؤيا حق، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان ..» .

قال الخوارزمي في كتابه مفيد العلوم ومبيد الهموم: «الباب السادس في سؤال المعتزلة في الرؤيا».

قالوا: كيف يجوز أن يرى ألف إنسان في وقت واحد النبي – صلى الله عليه وسلم – وكل واحد منهم في بلد غير بلد صاحبه، وهل يجوز أن يكون جسم واحد في ألف مكان، فلهذا أجمعنا على إبطال الرؤيا سوى رؤية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

أجاب الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: تجويزكم صحة رؤيا الأنبياء يبطل قولكم ببطلانها لغير الأنبياء .. .

وقال أبو بكر بن العربي رحمه الله في رده على قول المعتزلة السابق: «وهذا على أصلهم في تخييلهم على العوام وإنكار أصول الشرع كإنكارهم الجن وإنكارهم كلام الملائكة للبشر، وأن جبريل لو كلم محمدًا – صلى الله عليه وسلم – لسمعه الحاضرون» .

وقال رحمه الله: «قد قيل: إن الرؤيا لا حقيقة لها وهم القدرية ، تعسًا لهم، وغلا صالح قبة، فقال: كل الرؤيا والرؤية بعين الرأس حقيقة».
المصدر تفسير الاحلام والرؤى

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابن سيرين وروائع تفسير الاحلام abdul202 طاسيلي الإسلامي 1 2020-08-06 17:07
تفسير الاحلام سامية عبدالرحمن طاسيلي الإسلامي 1 2020-03-12 09:56
تطبيق تفسير الاحلام بدون انترنت سمير كمال منتدى شبكات الاتصال و الهواتف الـنقالة 1 2019-11-07 10:28
تفسير الاحلام omomar12 قسـم الصـحة و الحـيـاة 1 2019-02-02 10:51

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 03:22
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)