الفصل الثاني:
منعطف الحياة :
كان حدثا لا ينسى في تاريخ جانسو الصغيرة، فقد تعودت على شجارات والديها الدائمة لكنها لم تتوقع أن الأمر سيصل إلى هذا الحد حد الطلاق مستحيل ، وهي بعقلها الطفولي تظن أن الطلاق هو أن لا يعودا يسكنان معا "هل هي غلطتي؟؟؟" تساءلت قائلة "ولنني لم أعرف فقط طريق العودة للبيت". واستمر حبل الأفكار يزداد طولا وهي واقفة أمام النافذة تراقب حبات الثلج تنزل بلطف من السماء الرمادية التي اكتسبت رونقا آخر ، وتغازل الأرض التعبة من برد الشتاء وصقيعه فتبتهج بعروسها البيضاء .
ثم نزلت دمعة لؤلؤية من عينها وانسابت على خدها الوردي الناعم لتحدث لمعانا خافتا ، ثم تلتها أخرى وأخرى ...
دخل جينك الغرفة و وجدها واقفة أمام النافذة .
_"جانسو حبيبتي ألم تنامي بعد ؟؟"
التفتت إليه وأطلقت سيلا من عينيها ثم ارتمت في أحضانه وأجهشت بالبكاء .
_" جانسو حبيبتي لا تخيفيني ما بك ؟ "
_ هل حقا غدا ستتطلقان ...." وخنقتها عبراتها قبل إكمال جملتها ...
_" نعم حبيبتي وهذا لمصلحتك ، ثم لماذا تشغلين رأسك بهذه الأفكار ؟؟"
_" كل هذا بسببي أليس كذلك ؟؟"
_"لا ... بسبب أمك فقد تجاوزت الحدود"
_"أمي مهملة و "
قاطعها جينك قائلا: " في النهاية هي أمك ولا يجوز أن نتحدث عنها بسوء ...هيا امسحي هاتين العينين البراقتين ولا تشغلي رأسك بهذه الأفكار، غدا سيسألك عم مع من تريدين البقاء و أنت اتخذي قرارك ولا تترددي"
لمثته على خده بشفتيها القرمزيتين و عانقته عناقا شديدا أعقبه صمت مخيف ثم ازلقت من حضنه وخلدت للنوم .
بداية المعاناة :
في اليوم الموعود، يوم الجلسة تقابل الطرفان عند طاولة الفطور بدون إلقاء التحية ، جانسو ترقبهما بعينين غائرتين ، التفت جينك إلى جانسو وقال :"هل تجهزت حبيبتي ؟؟ هيا لنسارع في الذهاب"
لم تنطق جانسو ببنت شفة ثم سقطت مغشيا عليها .
هرع جينك إلى تفقد ابنته مع زينب و حملاها ففتحت عينيها وقالت :" أنتما معا " ثم أغمضت عينيها .
أخذاها إلى الطبيب فعاينها ثم أخبرهما أنه ليس بها شيء، ثم أخبراه بظرفهما العائلي فأوضح أنه باحتمال كبير تتصنع هذا لمنعهما ، ولكن جانسو الصغيرة تقسم أنها تشعر بألم شديد في ذراعها تحديدا ولكنهما لم يعيراها اهتماما كبيرا وتم تأجيل الجلسة .
يتبع ...

قصة راقية صراحة كلماتها روعة يعني ماعندي مانقول كتر من هك فايتيينغ

شكرا يا عسل انت المبدعة 🤗

قصة في قمة الروعة ، اعجز عن وصف كلماتك يا مبدعة ، واصلي انا متشوقة لمعرفة الأجزاء القادمة

شكرا عزيزتي هذا من ذوقك الاجزاء القادمة في الطريق 😁🚗

لا داعي للشكر هذا واجبي ، انا انتظرها

متابعة الفصل الثاني:
الحقيقة :
أصبح الألم يزداد يوما بعد يوم و والدا جانسو لا يصدقانها ، الى ان حصل تورم في ذراعها ، واصبحت تحرك ذراعها بصعوبة ، و نقص وزنها وشحب لونها ، وذبل جمالها الفتان ، واصبحت كالجثة الهامدة تتنفس بصعوبة ، وهنا استيقظ جينك من غفلته ،ـ وأدرك خطأه الفادح في التهاون عنها وتجاهلها فقط من اجل انهاء قضية الطلاق ،فناداها ليذهب بها الى الطبيب ، لبت ندائه وهي تجر قدميها لا تقوى على الحراك، وما إن وصلت حتى دوى في الغرفة صراخها الأليم الذي يكسر القلوب وكأنه صوت رعد رقيق على ارض قاحلة .
نزلت دموعها كالنهر الجاري تروي سهول خديها الجافتين ، وأصبح الاندهاش سيد المكان ، صرخت صراخ وجع يمزق القلوب بين يدي والدها الذي أسرع بها الى الطبيب ، وانهارت دموعه هي االاخرى بعد تذكره غفلته عن زهرة عمره ، من أجل زينب التي لا تستحق حتى نظرة الى وجهيهما ، وأدرك قساوة قلبها عندما وصفت معاناة فلذة كبدها ب :" شقاوة البنات" وقطع حبال أفكاره صوت ابنته وهي تئن انينا مؤلما يرق له قلب الحجر .
تم نقلها الى الطوارئ وتم اخذ عينة من دمها وخزعة ، وهنا ادرك جينك خطورة الموقف واصبحت لا تحمله قدماه وهو يرى تلك الفتاة التي كانت منبع سعادته يهرول بها الاطباء هنا وهناك .
أصبحت حالته كالبائس المتشرد متكئا على جدار بعينين غائرتين لا تعرف هل هو من اهل الدنيا او الاخرة ، حتى نادى عليه الطبيب وأدخله غرفة مكتبه :
_" أرجوك يا سيدي قل لي الحقيقة ماذا جرى لابنتي؟"
_"“ لا تحزن أبدا، فالدنيا ليست بإرادتنا، إنما بأمر الله، وأمر الله كله خير.أعلم أن قول هذا صعب لكن ابنتك مصابة بسرطان العظام مع كل أسف ....وقد أعطيناها مخفف ألم "
يا لهول ذلك المنظر الفظيع، منظر يفتت الصخور وتنفطر لرؤيته الأكباد
صعق جينك ووقف مذهولا من هول الفاجعة
انقلب المكان إلى مناحة تمزق نياط القلوب
أحس بالحسرة والندم وانهمرت الدموع مدرارا فغسلت وجهه وبللت جسمه .
ضرب صدره ذاهلا وصرخ صرخة اليائس المصروع وراح يجهش بالبكاء.
يتبع ....

مبدعة ماذا عساي ان أقول غير ذلك .... واصلي

شكرا على المرور يا غاليتي لك الف تحية واحترام

شكرا عزيزتي... لك المثل😉