:: عضو مميز ::
تاريخ التسجيل : Feb 2017
الدولة : الجزائر - س بلعباس
العمر : 10 - 15
الجنس : انثى
المشاركات : 1,238
تقييم المستوى : 9
حضن ولدي
*الزوج :
السلام عليكم ..
أنا في الطريق هل تحتاجين أي شئ أشتريه وانا قادم؟
*الزوجة :
لا شكراً لا شئ ..
*الزوج : تمام إذاً مسافة الطريق وأكون في البيت جهزي الغداء لأني جائع ..
*الزوجة : حاضر ..
تركت هاتفها نسيت أن تغلق الخط ،،
وقبل أن يقفل الزوج هاتفه ،
سمع زوجته وإبنه سمير يتحدثون ..
*سمير :
هل سأل عني أبي ؟ ..
*الأم :أكيد يا حبيبي ، فهو يحبك كثيراً
*سمير : أنا متأكد هو لم يسأل عني ،
هو لو يحبني كما تقولين لعلمني الشطرنج رغم الحاحي عليه ..
وكان الأب لا يزال يضع الهاتف على أذنه ويسمع ،،ثم أوقف السياره لكي يستمع بوضوح إلى حديثهم ..
سمع سمير يكمل حديثه و يقول لها ..
هل تذكرين الشطرنج الذي حصلت عليه كهدية لنجاحي السنه الماضيه ،،
تمنيت ان يعلمني طلبت منه فعلمني حركتين ثم جاءه إتصال فتركني وذهب وكلما طلبت منه تعليمي يكون مشغولاً ..هل تعرفين من علمني الشطرنج ؟..
والد صديقي أحمد ..
عندما سمعني أتوسل بأبنه احمد ان يعلمني قال لي تعال أعلمك ..
*الأم :أخفض صوتك لأنه على وشك الوصول ..
كل هذا و الأب يسمع ..
*سمير :هل أصارحك بشئ يا امي
عندما أذهب الى بيت أحمد صديقي ويعود أبوه من العمل ،،
يستأذن أحمد مني ليفتح الباب لأبيه ..
وعندما يفتح الباب يسلم على أبيه يسأله ابوه وهو يفتح يداه ،،
أين حضن أحمد ..؟
فيقول له احمد هنا ويرمي بنفسه في حضن ابوه ، وبعدها يعود لنكمل اللعب
..الكلمة هزته كثيراً وهو يجلس في السياره ..أم سمير حضنت ولدها بقوة وقالت له ؛
ألم أحضنك أنا كل يوم عند عودتك من المدرسة ..
وهنا سمع الكلمة اللي فتحت سيول دموعه ..وهو لا يزال في السيارة ..
قال لها : يا أمي أنا جائع لحضن ابي ..
قالت له :يا سمير ابوك يعود وقد انهكه التعب ..
قال لها : اعرف ويحمل معه دائما احتياجات البيت ،،وعندما يجلس ليستريح يمسك الهاتف ويكمل اتصالاته ..
وبعدها طلب سمير من امه هاتفها ليلعب به حتى يحين موعد الغداء ..بسرعة أقفل أبو سمير الخط قبل يحس إبنه ..
أخذ يفكر في كلام ولده ..
فبدأ يعيد علاقته في بيته كشريط سنيمائي ..ويعيد الكلام الذي سمعه
فكانت مشاعره تتهز ..وسأل نفسه سؤالاً ؟كيف عدّت سنين من عمر ابنه ..
من غير أن يفكر بأحتضانه ؟
ساعتها أحس إنه هو المحتاج كثيراً لحضن ولده ..مر على محل ،،واشترى شطرنج جديد ..وغلفه كأحلى هدية ..ورجع مسرعاً الى البيت ..لم يكن يعرف ماذا سيفعل أو كيف يبدأ ..كل الذي كان يعرفه انه عليه تغيير نفسه وتصليح الاوضاع ..ترك أوراق عمله فى سيارته ..لم يكن في يده غير الهديه
..وقف بالهدية على باب الشقة ..
ولم يفتح الباب بالمفتاح ..رن الجرس وأنتظر ..لأنه يعلم أن سمير سوف يجري ليفتح الباب ..وعندما فتح سمير الباب وجد أبوه واقفاً يحمل الهدية و على وجهه ابتسامة حب عريضه لم يراها سمير من قبل !!
قالت الام : من بالباب يا سمير ..
قال لها : إنه ابي !!
علق سمير عينيه على الهدية و قال في سره أكيد هي ليست لي ..
دخل ابوه وقفل سمير الباب ..
وهو فى طريق عودته لغرفته ..
كان أبوه لا يزال واقفاً عند الباب ..
سمع أبوه يقول له :أين حضن سمير ..؟
تسمرسمير في مكانه !!
وابدأ يدور براسه كأنه يبحث ليتأكد إن ما سمعه صحيح قال لأبيه :
هل قلت شيئاً يا ابي !!
قال له :نعم قلت لك أين حضن سمير ؟
صرخ سمير وهو يفتح ذراعيه ويرتمي في حضن أبوه ..
هذاااا حضننن سمييير ..رمى أبوه الهدية على الأرض ..وحضن ابنه ..
وظل يقبل إبنه في كل مكان وهو يحمله ..وكأنه يراه للمره الأولى ..
خرجت الأم من المطبخ وهي تقول حالاً سيكون الغداء جاهـــز ...
فوقفت مكانها مستغربه وهي تشاهد زوجها يحمل سمير !!
وكأن الاثنين في دنيا ثانية حتى لم ينتبهوا لدخولها ..
-ثم جلس وهو في حضنه
وهمس لزوجته ان تؤجل الغداء ..
مر الوقت وسمير لا يريد ان يترك حضن أباه حتى غط في نوم عميق ..
وبعدها نام الأب الذي أدرك أنه هو من كان الجائع الأكثر لحضن ولده .. استيقظ سمير نظر إلى أبيه وهو نائم ..!!إبتسم وقرص نفسه ليتأكد انه ليس حلما ..
و أكمل نومه ..لكنهم لما استيقظوا ..كانت هناك حياة جديدة أجمل تنتظرهم ..انتبهوا الى تصرفاتكم مع اولادكم ..
لا تتركوهم يحسوا بالغيرة من بيوت أصحابهم ..دعوهم يعرفوا ويشعروا بدفء أحضان آبائهم وأمهاتهم ..لأنهم اذا لم يجدوا الدفء بأحضانكم داخل البيت سوف #يبحثون_عنه_في_الخارج ..
وما يكون بالخارج سوف يكون ثمنه غالى ..وانتم من سيدفع الفاتورة ..
وعلى فكرة ..أنتم أيضاً جائعون لأحضان فلذات أكبادكم ..أنا واثق بأن سمير وأبوه هي ليست مجرد قصة ،،سمیر وأبوه موجود فى بيوت الکثیرين ..وهناك أيضاً الكثير من الآباء والأمهات جائعون لحضن أولادهم ..
أشبعوا من أولادكم وأشبّعوهم منکم
قبل فوات الأوان ..