في عين الأرملة قرأت ...
أنا إنسان بشر من بين الأنام وهؤلاء الورى..أخطو خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء...
في مقلتيها أمواج تعج والصبر شيمتها’ بكيت حظي التعس فأنا الأعرج كيف لا أسعفها’..
في عين الأرملة قرأت الحرفين لا سواهما ’ ’ستة وإثنين لا ترقى الحروف رقيهما’ سبحان الذي سمّاها...
سألتها.. أجبتني والحياء يتلفعها’ على رسلك أخ العرب ’ ما أصعب السير في البيداء وما أشد حر رمالها ..
لها قلت – وبلساني تأتأة- لا تعذليني أخيه ’ خُلقت لحراسة الغزلان لا لخداعها..
أما رأيت صبابة الفؤاد تؤز الكبد من عطش الجوى’ أما أحسست بجمر تحته يغلي مرجلي وقد كواه الهوى...
كلا وربك فلست ذاك العابر المستهتر ’ لكنني صاحب منٍّ وأمن وسلوى
قلب خافق بإذن خالقه’ وعقل شُد قيدا ’ وكبد سال برحيق الود يهفو لطيب مأوى...
بالصمت طويلا لاذت حتى ظننتها ذات نفور وقسوة’ بالسكوت اتسمت فسمت في عيني فازدادت عزا وتقوى..
فراح خيالي يحصد ما زرع ’ لعلي بذرت حبا في أرض ’ ما كان لي أن أطأ أديمها ’ أبنشوة سقيت تربتها ’ أم بفرات من عرق سويداء سريرتي رويت جذور حبها...
عقر فكري’ جف بئر سري’ حاش لله ’ ناءت والوساوس خافت ساحتها...
عذرا يا مهى’ عذرا يا حرة الحرائر ’ عذرا ما قصدت.. أشقاني الله إن أنا تعمدت ’ اللهَ اسأل أن يسعدها..
وجاءني عشاء يعتذر فما قبلتُ حجته ’ فقط أعلمته ندمي لعلي دون شعور آذيتها..
هي أسمى’ هي أعظم ’ هي أرقى ’ هي أتقى ’ هي أنقى’ هي أكبر ’ سبحان الذي بالعفة كساها
لها ما يكفيها مما تعانيه ’ فأنّى لمثلي أن يرفع رأسه ’ وبحبه يجهر لها..
يا ماشيا على سيوف الرمال ’ خفف الوطأ ’ إن ما تحت الرمال أمال وأماني من الصعب بلوغها..
مشت والأرض تهتز تحت قدميها ’ وبقيت وحيدا أنا أفكر في طيب خصالها..
هل لي يا رب من رجاء تمن به على عبدك وقد ضاقت رحابة الصدر والدنيا بي رغم إتساعها...
يا رب.. يارب.. يا رب وأنت تعلم كنه جوهري ’ فيسّر لي أمري واشرح لي صدري ’ لعل بعد نصب تلقاني وألقاها ...