الملاحظات
قـسم القصـص و الروايات :: خاص بالادب و القصة الصغيـرة و كتابات القصصية حصرية للاعضاء و الرواية
مشاهدة نتائج الإستطلاع: رأيكم في القصة .. ؟
ممتازة/جيدة 8 72.73%
متوسطة 0 0%
سيئة ، 3 27.27%
المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

 
2019-01-13, 19:05
#1
الصورة الرمزية Dr.ikrams
Dr.ikrams
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Sep 2015
الدولة : الجزائر - البويرة
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 28,526
تقييم المستوى : 49
Dr.ikrams غير متواجد حالياً
افتراضي عسى أن يكون فرج الله قريب [ مشاركتي في مسابقة أفضل كاتب قصة قصيرة ]
" عسى أن يكون فرج الله قريب " : جملة لطالما ترددت على شفاه مريم
تلك الفتاة ذات العشرين عاما تعيش مع أمها في كوخ من طين يعود إلى سنوات الثمانينات بعدما توفي والدها و هي لا تزال طفلة لم يتجاوز عمرها 10 سنين ، فعاشت يتيمة في ظل والدتها التي تعاني من مرض في القلب زاد من حدة معاناتها ..
الأسرة المكونة من الأم و ابنتها بالكاد تجد قوت يومها ، تسيران ممسكتان كل بيد الأخرى لا ندري من تسند من و من تخفف على من ..
تمضي الأيام بهما تهيمان من شارع إلى آخر و لولا بعض المحسنين لانتهى بهما الأمر في عداد الموتى ..
حدث ذات يوم و هما على حالهما تسيران في الشارع الرئيسي أن سمعتا آذان الظهر مباشرة من أمام مصدره ، فقد كان الصوت عاليا ، أعلى بكثير من المألوف ، طبعا كيف لها و هما تقفان بجانب باب المسجد ، تستندان على الجدار الخارجي لهذا الأخير ، اقترحت مريم على أمها فكرة الدخول من الباب المخصص للنساء و آداء الفريضة ، وافقت الأم فدخلتا و في آخر سجدة لم تقم الأم للتشهد بل طال سجودها و خالفت في ذلك الإمام الذي قام مكبرا من السجود ، انتهت الصلاة و همت مريم مباشرة لتفقد والدتها التي بقيت مسمرة في وضعية السجود ، نادتها فلم تجب ، أقامتها فسقطت مثقلة ، - توفيت الأم - صرخت المسكينة و شرعت بالنحيب ، " لا جدوى من ذلك يا صغيرتي ، أخذ الله أمانته ، نسأل الله أن يجعلها من ورثة جنته ، صبرا على قضاء الله وقدره " هو كلام امرأة تواسي و تخفف به عن مريم ، كانت في طريقها لنفس المسجد بغية وضع مجموعة مصاحف فيه كصدقة جارية .. كانت صالحة فعلا
صدمة كبيرة تلقتها مريم ذلك اليوم ، كيف لا و قد باتت وحيدة ، لا ملجأ لها و لا مأوى غير كوخهم المهترئ . و من المبادئ التي تربت عليها مريم التعلق بالله وحده ، فكانت لا تمر ساعة إلا وقد ذكرته تعالى فيها و ألحقت أمها بداية كل دعاء و دائمة ارتياد ذلك المسجد الذي فقدت فيه آخر سند لها..
مرت الأيام سراعا و هاهي الآن سنتان كاملتان تمر على رحيل الوالدة ، تجلس مريم و على وجهها آثار الحزن بادية ، تجلس أمام قبر أمها عساها تشعر بقرب الحبيبة منها . تشكو لها و مدامعها تفيض و كأنه دمع هتون لا ينضب ، و كأن تلك المدامع لا تجف ..
مسحت بيديها دموعها و قامت راجعة أدراجها ، مرورا بالشارع الرئيسي و المسجد الذي يحمل ذكريات حزينة لها ، في وسط ازدحام الناس و أصواتهم المزعجة التي ما عادت تتحملها مريم ، لم تعد بينها و كوخها إلا أمتار قليلة فهي تستطيع رؤية البيت الطيني بوضوح الآن
لاحظت الباب مفتوحا ، فأسرعت و هي تفكر و تحاول التذكر إن كانت قد نسيته قبل خروجها ، دخلته فإذا برجل عريض الكتفين قوي البنية حسن المظهر يجلس على الطاولة الخشبية و التي بالكاد تقف على أرجلها الأربعة يحتسي فنجان قهوة ، وقفت مريم مندهشة عليها ملامح الحيرة و التساؤل ، لم يلحظها السيد على ما يبدو فنطقت مترددة بالسلام .
رفع رأسه و رد السلام عليها ، سألته عن سبب وجوده و كيف دخل البيت هكذا ، أجاب أنه ظن أن البيت غير مأهول فقد عاد من سفر طويل و أراد أن يرتاح من العناء ، راح يعتذر و يتأسف على تطفله و يستعد للمغادرة ، أثناء قيامه من مقعده سألها إن كانت تعيش بمفردها في هذا الكوخ فأومأت برأسها أن نعم ، و أثناء ارتدائه لمعطفه سألها عن اسمها فأجابت بصوت خجول و منخفض " مريم " قال : " أنا عبد الله "
ثم غادر مكررا اعتذاره في حين لم تنطق الفتاة حرفا ، و قضت الليلة تفكر في هذا السيد ذو الملابس الفاخرة و الجسد القوي كيف تبادرت لذهنه فكرة الدخول لكوخ بسيط كخاصتها .
بعد أسبوع من زيارة الرجل الغريب إذ هي متجهة نحو المسجد ( فقد أصبحت تدرس اللغة و النحو و الحساب بالمسجد لتملأ الوقت و تنتفع بما تتعلمه ) بصدد الخروج من البيت
فتحت الباب فإذا بصندوق صغير يميل لونه للرمادي موضوع على سجاد الباب ، انحنت لتحمله و هي تنظر يمينا و شمالا لعلها تجد صاحبه فلم تجد أحدا ، أدخلته للبيت ، جلست على السرير الذي أكل عليه الدهر و شرب ، ثم فتحت الصندوق فوجدت به بضعة قروش و رسالة .. أخذت الرسالة * مكتوب عليها : من عبد الله * فتحتها فوجدت بها ورقتين ، الأولى ورقة طلب توظيف في شركة إلكترونية و الثانية رسالة بخط اليد * قروش لك و طلب خطي للعمل .. لا تعطني السمكة علمني كيف أصطادها * ( المثل بمعنى أن تتعلم العمل بدلا من انتظار الحصول على المال جاهزا )
ذهبت مريم للعمل في الشركة و قُبلت كموظفة استقبال بها بعدما اتضح أن مدير الشركة تلك كان عبد الله ، فاستطاعت بذلك العمل استعادة كرامتها و شرفها ، و حصلت على سيارة مهداة من الشركة و ميزات عديدة جعلتها تنخرط في المجتمع مرة أخرى و كأنها عادت للحياة و عادت روحها للجسد ، ... و فعلا صبرت فنالت و كان فرج الله قريب كما قالت ..

شخص واحد قد يكون السبب في تغيير حياة شخص آخر ... فقط شخص واحد
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) ( الحج / 46 )

علَيكَ مُتَوَكلين وبك نَظُن الظَن الجَميل
اللهم قدراً جميلاً ، وخَيرا يتبعهُ رِضاك

معرَّفي السابق : الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى

صــارحـنـي

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
71 خصـلـة تكفر وتذهب الذنوب و الخطايا بـإذن الله MANAL KZ طاسيلي الإسلامي 20 2021-02-08 09:06
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله محمد 1993 طاسيلي الإسلامي 7 2020-03-12 13:24
من اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم Mohamed Halhola طاسيلي الإسلامي 13 2019-11-10 14:27
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمد 1993 طاسيلي الإسلامي 8 2018-08-21 16:20
شرح الحديث الثاني من الأربعين نووية محمد 1993 طاسيلي الإسلامي 13 2017-12-25 22:50

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 05:17
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)