:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Sep 2015
الدولة : الجزائر - سكيكدة
العمر : 10 - 15
الجنس : انثى
المشاركات : 3,192
تقييم المستوى : 13
اين دهبت ايها التراث الغالي
الحايك او لملايا
لباس من الثرات الجزائري ترتديه المرأة فوق ملابسها عند الخروج من البيت عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها بطريقة خاصة جدا تستر بها جسمها بالكامل من الاعلى الى الأسفل وتغطي نصف وجهها بالعجار التقليدي المطرز (النقاب)
للحايك أنواع عديدة ففي العاصمة يسمى حايك مرمّا وفي الغرب حايك العشعاشي التلمساني حيث تميزا باللون الابيض الناصع وقماشه اما من الحرير و مزين بخيوط من الذهب اوالفضة وهو أفخر الأنواع او من الصوف او الكتان.
اما في الشرق الجزائري ظهر في قسنطينة بتاريخ 1 سبتمبر 1792 م وعرف باسم الملاية وهي سوداء اللون وكان اختيار اللون الاسود حزنا على موت الباي يقال انه أحمد باي وفي رواية اخرى صالح باي.
تضامنا مع سكان قسنطينة تم ارتداء الملاية السوداء في سطيف وتعزز ذلك الموقف وانتشر أكثر في المدن المجاورة لسطيف كالعلمة بعد احداث 8 ماي 1945 والحزن الكبير الذي ألم بهم .
لم يرتبط الحايك أو الملاية بالأوقات العصيبة والمآسي والاحزان فمنذ سنين عديدة كان الحايك الزي والرداء الذي تخرج به العروس الجزائرية من بيت أبيها انطلاقا لمنزل زوجها و من الضروري ان يكون في جهاز العروس والذي يسمى بالشورى .
لطالما كان له احتراما كبيرا في أوساط الجزائريين فكانت كل فتاة أو امرأة وقبل خروجها من البيت تتلفع وتستر جسدها به من قمة الرأس إلى الكعبين ، لا يرى منهن إلا تلك الكوة الصغيرة المعروفة بالعوينة ، أما العجائز فيضعن على رؤوسهن فوطة ويسدلنها على أسفلهن . لم يكن الحايك أبدا عائقا أمام النساء لخروجهن للعمل، متزوجات أم عازبات ، في المدارس و المستشفيات أو المصانع .
وقد استعمله الفدائيون في حرب التحرير ومعركة الجزائر للتخفي والافلات من المراقبة والقيام بعمليات في قلب المدن .
في الثمانينات و مع التغير السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفته الجزائر بدأ الحايك في الاختفاء والاندثار شيئا فشيئا و كان غزو الحجاب و الجلابة والجلباب والطايور والموضة المستوردة .لكن البعض لم يتخلين عنه خاصة العجائز و اللاتي يعتبرنه حرمة لا يمكن المساس بها.
وبالرغم من زواله كثوب الخروج من البيت بقي قطعة مهمة وأساسية في جهاز العروس لخروجها به من بيت أبيها.
لكن في اواخر التسعينات تقريبا لم نعد نراه الا نادرا جدا
في الجزائر لازالت بعض عجائز القصبة محافظات عليه
وفي قسنطينة البعض القليل جدا لازلن يخرجن بالملاية السوداء
واصبحت العروس تخرج بالبرنوس عوضا عن الحايك.
حتى عادات الشورى تغيرت فزال الحايك منها مثلما زالت الاواني النحاسية منه كالمحبس والسني ومطارح الصوف و غيرها من عاداتنا وتقاليدنا التي لم نعد نراها الا في الصور القديمة لامهاتنا وجداتنا ونتشوق لسماع الحديث عنها ومعرفتها منهن.
من الجميل ان لا تقاوم المرأة الجزائرية التغيير وتواكب تطورات العصر ولكن الاجمل والاروع ان نحفظ لاجيال المستقبل عادات وتقاليد مناطقهم ومدنهم والبصمات التي كانت ترسم حياة ومعيشة الاجداد في الماضي الجميل.
صحيح ان لكل جيل منطقه ومميزاته ولكن الجميل هو المحافظة على هذا اللباس العريق عراقة اصالتنا وحضارتنا والذي يزيد المرأة حشمة ووقارا و الاجمل من ذلك هو ايصال تلك البصمات التي تركها لنا الاولون والتي كانت تطبع الحياة انذاك
التعديل الأخير تم بواسطة آلريشة آلذهبية ; 2015-12-07 الساعة 14:07