كان أيوب رجلا من رجال الروم , وكان قوي البنيان عظيم الثراء .. كثير الذرية وقد أراد الله تعالي ان يبتليه .. ( يختبر قوة إيمانه وصبره ) فذهب ماله .. وذهب زرعه , ونفقت ماشيته .. ( أي ماتت ) ثم مات أولاده .


وبعد ذلك إصابته العلل والأمراض , فتمزق جسده من البثور والندوب . وأصبح مثل الجيفة يعاف الناس الاقتراب منه .


وانفض عنه الأصدقاء وابتعد عنه المعارف وأصبح وحيدا مهملا لا يؤانسه ولا يخدمه الا زوجته ( رحمة ) .


ورماه قومه في مزبلة .. تأففا منهم واشمئزازا .


واستمر بلاء أيوب علي هذه الصورة سنوات طويلة , قيل سبع سنين , وقيل ثلاث وقيل ثماني عشرة سنة ..


وكانت زوجته .. تأيته بالطعام وتباشر أحواله من عيادة ونظافة .


وفي احدي المرات .. آتت " رحمة " زوجها أيوب بقدر من الخبز يزيد عما اعتادت ان تأتيه به في كل يوم , فظن أنها ارتكبت محرما فاقسم ان يضربها ـ اذا برئ ـ مائة جلدة .


وقيل في السبب ذلك أيضا ان إبليس اللعين اعترض طريق " رحمة " .. فذكرها بالمجد الزائل , والثروة الضائعة والصحة المفقودة ثم أرشدها إلي طريقة يخلص أيوب من عذابه وتشفي آلامه .. فلما نقلت رحمة بأيوب ذلك قال لها :


أتاك عدو الله فنفخ فيك فأجبته


ثم ذكرها بالسنوات الماضية التي قضتها معه في نعيم لا يوصف , وخير كثير .. ثم اقسم قائلا :


والله لئن شفاني الله لا جلدنك مائة جلدة .


واقسم أيضا الا يذوق طعامها او شرابا الذي تأتيه به , ثم طردها .. وبعد ذلك خر ساجدا وقال : رب مسني الضر ( أي أصابني الاذي والبلاء ) وأنت ارحم الراحمين .


فأوحي الله تعالي إليه " اركض برجلك " .. أي اضرب الأرض برجلك فما ان فعل أيوب ذلك حتي نبعث عين ماء فاغتسل منها فلم يبق داء في جسمه الا وذهب .


وأكمل الله نعمته علي العبد الصابر .. فعاد إليه شبابه وجماله أحسن مما كان وأفضل مما مضي .


يقول المفسرون : .. وبمعجزة من الله تعالي .. ضاعف الله أمواله وثروته , وعادت إليه كافة مميزاته من ولد وأهل .


أما " رحمة " .. فقد سارت بعد ان طردها أيوب وقد عرفت ان الشيطان أغواها , وأشفقت ان تترك زوجها وهو في هذه الحالة يتضور جوعا او يموت عطشا وربما أكلته السباع والوحوش ..


فعادت إلي المكان .. فلم تجد أثرا للمزبلة .. بل وجدت رجلا في أبهي صورة وأحسن ثياب فسألته :


ـ أين المريض الذي كان هنا ؟


فأجابها أيوب : هو انا ..


وهكذا كوفئ أيوب عليه السلام علي صبره , وأصبح مضرب الأمثال في الحمد والشكر وقوة الإيمان والامتثال لأمر الله مهما كان

شكرا لك اختي على الموضوع

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا

جعلنا الله تعالى ان شاء من المؤمنين الصابرين الشاكرين

بارك الله فيك

جزاك الله خير

بارك الله فيك

شكرااا لك اخي العزيز

بارك الله فيك
جزاك الله كل خير