_ الذئب: أهلاً بك يا صديقي الديك.
_ الديك يرد باستغراب: صديقك؟ أهلاً بك على كل حال.
_ الذئب: و لما هذه النبرة الغريبة في صوتك؟ ألا تصدق أننا فعلاً أصبحنا أصدقاء؟
_ الديك: أنا الديك و أنت الذئب نصبح أصدقاء؟ ربما إذا نبت لي أنياب مثلك. قالها الديك و هو يضحك.
_ الذئب: ليكن في علمك أيها الديك و من غير أي سخرية، لقد تم توقيع اتفاقية صلح بين جميع الحيوانات، لذا عليك أن تنزل لأُقَبِّلك قبلة المودة و الصفاء التي وردت في الاتفاقية، فهي بمثابة توقيع عليها، و ها أنا ذا قد جئت إليك راغباً في توقيع اتفاقية الصلح.
لا يزال الديك مستغرباً و غير مستوعب للقصة التي رواها الذئب، يسأل الديك و هو لا يزال على الشجرة: و كيف لي أن أتأكد من صحة كلامك؟ ربما تكون هذه إحدى حيلك حتى أنزل إليك و تنقض عليّ.
الذئب هذه المرة يتكلم بكل ثقة و ثبات: أليس من العيب و العار عليك أن تتهمني بالحيلة و أنا في هذه السن؟ إذا أردت أن تتأكد فبإمكانك أن تسأل إحدى دجاجاتك أو أحد الطيور أو الحيوانات.
_ الديك: والله يا أخي الذئب تاريخك المُشرِّف جداً يثبت صحة كلامي.
_ الذئب بكل خنوع: نعم يا صديقي، لقد صدقت، لكني و بعد اتفاقية الصلح غيرت أسلوبي و طريقتي في التعامل مع أمثالك من الحيوانات، لو تعلم عقاب من أخلّ ببنود الاتفاقية لأدركت قيمة ما أقوم به.
_ الديك يستفسر: و ما هو العقاب يا ترى؟
_ الذئب: إنّ كل من أخلّ بأحد بنود الاتفاقية يكون جزاؤه النفي إلى أحد القطبين المتجمدين، الشمالي أو الجنوبي على الخيار، و حتى تصدقني و تثق في كلامي إليك صورة من الاتفاقية التي وُزِّعت على جميع الحيوانات التي كانت حاضرة وقت إصدار البيان.
و في دهشة من أمره يحاول الديك التطلّع إلى ما ورد في البيان، لكنه بعيد عن الأرض في أعلى الشجرة لا يستطيع الرؤية بشكل جيد. يشير إليه الذئب بالنزول، يتردد الديك في بادئ الأمر لكنه يستقر على قرار و هو النزول من على الشجرة، يتقدم الديك نحو الأرض بخطى متثاقلة و عيناه واقعتان على الذئب. الذئب يبتعد بعض الشيء عن الشجرة حتى يبين حسن نيته للديك، خطوة وراء خطوة و يصبح الديك على الأرض، يتقدم الذئب نحوه قليلاً، ثم يتقدم أكثر إلى أن يصبحا وجهاً لوجه، في تلك الأثناء يُظهر الذئب للديك البيان الذي وردت فيه اتفاقية الصلح، ينظر الديك إلى البيان بكل تمعن.
_ الذئب: ما رأيك الآن؟
_ الديك: معك حق، لا يمكن إلاّ أن أقول لك: يا صديقي الذئب.
_ الذئب: تعالى يا صديقي الديك لأقبِّلك قبلة المودة و الصفاء التي ستكون بداية لحياة جديدة جميلة بيننا.
_ الديك: طبعاً يا صديقي، بكل سرور.
قبَّل الذئب الديك القبلة التي وعده بها و التي كان صادقاً في ذِكرها، فكانت هذه البداية لحياة الصلح و المحبة و الإخاء بين كل الحيوانات.

شكرا لك اخي الكريم