:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Sep 2017
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 15 - 20
الجنس : ذكر
المشاركات : 3
تقييم المستوى : 0
علاقة السلطان سليم الاول بالجزائر
وعندما تمكن العثمانيون من مصر في عهد السلطان سليم سارعوا في محاربة البرتغاليين وسار أسطول بحري بقيادة "مير علي بك" إلى الساحل الأفريقي واستطاع تحرير مقديشو ومدنًا أخرى وأنزل بالبرتغاليين خسائر فادحة. وفي هذه الفترة كان نجم أحد القباطنة المسلمين، واسمه "خير الدين بربروس باشا"، قد سطع. وخير الدين هذا من أصول يونانيّة، كان يعمل وأخاه "عرّوج" بالقرصنة ببحر الروم، ثم أسلما ودخلا في خدمة السلطان "محمد الحفصي" صاحب تونس واستمرّا في حرفتهما وهي أسر المراكب الأوروبية التجارية وأخذ كافة ما بها من بضائع وبيع ركّأبها وملاحيها بصفة رقيق.[92] وفي ذات يوم أرسلا إلى السلطان سليم إحدى المراكب المأسورة إظهارًا لخضوعهما لسلطانه، فقبلها منهما، وأرسل لهما خلعًا سنيّة وعشر سفن ليستعينوا بها على غزو السفن البرتغالية ومساندة الدولة العثمانية في حربها ضد البرتغال،[92] فقويت شوكتهما وأقدم خير الدين على الاستيلاء على ثغر مدينة "شرشال" بالجزائر، ثم عاد إلى تونس وأرسل إلى السلطان سليم بمصر رسولاً يؤكد لديه إخلاصه وولائه للسدّة السلطانية العثمانية.[92]
أما عرّوج، فبعد أن استولى على مدينة الجزائر وهزم الجيوش الإسبانية التي أرسلها الإمبراطور "كارلوس الخامس" المعروف باسم "شارلكان"، لمساعدة أمير الجزائر على المقاومة، فتح أيضًا مدينة "تلمسان"، وقُتل في محاربة الإسبان بعد ذلك، فحفظ خير الدين المدن المفتتحة حديثًا ومنع الإسبان من السيطرة عليها وقتل أمير الجزائر.[92]
وفي خضم هذه الأحداث أرسل أهل الجزائر رسالة إلى السلطان سليم بمصر باسم الخطباء والفقهاء والعلماء والتجار والأعيان تطلب الانضواء تحت الراية العثمانية والمساعدة للوقوف في وجه الإسبان والبرتغاليين، فسارع السلطان سليم بمنح بربروس لقب "بكلر بك الجزائر" وأرسل فرقة من المدفعية وألفي إنكشاري وفتح الباب أمام المتطوعين للذهاب إلى الجزائر لمناصرة أهلها وخص المتطوعين بامتيازات الإنكشارية تشجيعًا لهم كما شرع العثمانيون بإنشاء أسطول بحري ثابت للجزائر، وصكت النقود باسم السلطان سليم الأول، ودعي له على منابر المساجد في خطب الجمعة، وبذا صار هذا الإقليم ولاية عثمانية.[92]