ولد صالح
يملك السيد عامر محلا لبيع الخضار و لكنه كان يبخص الميزان
و ينقص بالمكيال و ذات مرة دخل إبنه عليه فرآه يزن الفاكهة لأحد زبائنه الأثرياء
فحاز في نفسه شيئ من الأسف و الخوف على أبيه ,و لم يكتف بهذا بل استرسل يقول له:
هذا حرام يا أبي
كيف تنقص له بالفاكهة و أنت تأخذ حقها كاملا
قال الوالد:يا بني هؤلاء أغنياء و لا يمكن لبضع الدراهم هذه أن تفلسهم
قال الفتى في استغراب:
هداك الله
و انصرف الى غرفته يفكر
في حل ينجي والده من هذا الفعل الذميم
و قد أصبح يتواجد بالدكان كل يوم لمساعدته و في كل مرة ينقص الأب من الميزان
لذلك الرجل الغني يأخذ الفتى حقه من المال من الدرج و يخبئه بالحصالة
انتبه عامر لحضور ابنه المستمر للمحل و المساعدة الدائمة فقال له:
بارك الله فيك يا علي لكن أراك تغدو على المكان بفرح و سرور
قال الفتى : نعم يا أبي قررت ان اعينك على مغريات الحياة و أحمل عنك من وزرها
مرت الأيام و مرض الوالد و أشرف على الموت فكان في كل يوم يبكي و يتذكر
تطفيفه للميزان و أكله مال الرجل الغني بالباطل
حتى دخل علي و وجده على هذه الحال
فقال له : يا أبتي نم قرير العين
لأني قد رددت حق الزبون و من
أول يوم رأيتك فيه
و لكن لا أعلم كم مرة أنقصت له من المشتريات
قال :إعلم أنه ذاك هو اليوم الأول الذي أراد الله لي به خيرا فكنت موجودا
لتعينني على شر نفسي و تبعد عني السوء
ما أجمل أن يعيش المرء و يترك وراءه ثمرة زواجه ولد صالح يعينه
على أمور دينه و دنياه
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له،رواه مسلم