:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
يستند مازن بيأس على جدار غرفة العمليات و هو يمسح لحيته بتعب واضح مغمض العينين، فيضع علي يديه على كتفه و يقبض عليها بقوة محاولا اثبات دعمه له . في هذه الاثناء يفتح باب الغرفة ثانية و تخرج ممرضتين تجران السرير ذو العجلات الذي يسلتقى فيه اسامة النائم ببراءة لا توصف و رأسه الضغيرة ملفوفة بالشاش الابيض، و ما ان رأه مازن حتى اندفع نحوه ليمسك بيده الصغير و ينهال عليه بالقبل الحانية مرداد بصوت يرتجف " أسامة ...بابا انت عم تسمعني ؟؟ عم تسمعني يا ابني ...لا تخاف يا روحي انت البابا معك وما رح يتركك ماشي .."
الممرضة/ هلاء رح ننقلو على غرفة تانية ساعتها فيك تفوت لعندو يا بيك
يحاول علي سحبه ليترك المجال للتحرك بالسرير
علي / مازن ...مازن خلاص خليهم يشوفو شغلهم هلاء بنفوت لعندو
يستسلم مازن لطللب عمه فيفلت ببطئ يد اسامة بينما يستمر الممرضون بالدفع الى الامام . في هذه الاثناء يرن هاتف ريما بجيب معطفها فتخرجه و اذا به مديرها بالعمل" ألو ..نعم يا بيك ... لا انا بالطريق بس علقت بالزحمة ..ماشي مسافة الطريق و بكون بالمكتب " ثم تلتف نحو علي و مازن :
ريما / هاد مديري بالشغل لازم روح هلاء
علي / ماشي ، بدك وصلك
/ لا مافي داعي بروح بتاكسي ( ثم تواصل وهي تخاطب مازن) ...مازن الحمد الله على سلامة اسامة، ماعلى قلبو شر
/ الله يسلمك
ريما( و رجليها يرفضان الحراك و الخروج من المشفى) يالله رح روح
مازن/ ماشي ...الله معك و شكرا لانك أجيتي
/ لا تشكرني ..معقول اسامة يفوت عالمشفى و ما أجي شوفو ...بس يفيق برجع لعندو ..ممكن ؟
/ اكيد ..فيكي تجي بأي وقت بدك
تهز ريما رأسها موافقة ثم تلتفت نحو علي لتودعه
/ مع السلامة صهري ...بشوفك
علي / الله معك
تخطو ريما خطوات بطيئة نحو بوابة المشفى لكن عقلها و قلبها و روحها ظلوا مع مازن .
يهم مازن بدوره اللحاق بأسامة قبل ان يستوقفه علي بصوت حازم
علي / مازن ...شو عم بصير (وهو يغمز بعينه اليسرى)
مازن( يمثل الغباء) شو قصدك عمي ؟
/ سؤالي واضح شو عم بصير بينك و بين ريما ؟ و ليش أجت لهون ؟ لتكون مدخلها هي كمان بماشكلك ؟
مازن ( بإرتباك خفي ) / لا عمي ...مافي شي بيني و بينها بس هي قالت لك كيف عرفت بالموضوع وهي جاية بحسن نية وبس بعدين متسحيل ورطها لريما بشي
/ بتمنى يكون كلامك صحيح ...(يواصل بنبرة حانية وهو يقبض على ذراعه ) ليك ابني انت عم تشوف شو عملو هالمجرمين بإبنك ومو بعيد يعملو هيك بأي حدا تاني يكون قريب منك ...انا فهمان عليك اذا انت حابب تكمل حياتك مع شي بنت هالشي مو عيب ولا حرام بس بالاول لازم تحل مشاكلك و ترتب امورك و تحميه لاسامة هو مسؤليتك هاي وصية المرحومة ومو لازم تحط ببالك اي شي تاني قبلو ...فهمان علي
مازن/ طمن عمي ما عم فكر بريما ولا بأي حد تاني ...ما عم فكر بهيك شي بنوب
يقول مازن هذا وهو يشعر بغصة في حلقه، هو ليس لديه الحق في الحب، ليس لديه الحق في ريما، هو ارهابي سابق لا يستحق عيش حياة طبعية .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &
يصل عماد الى المنزل لملاقة ادام كما طلب منه، و ببينما ركن سيارته و بدأ اولى خطواته نحو المنزل ظنا منه انه موجود في الداخل سمع صوت بوق سيارة من وراءه و لما التفت ا ذبه ادام على بعد خطوات منه يؤشر له بيده لموافاته داخل سيارته . يعود عماد ادراجه للخلف نحو سيارة ادام و لما فتح الباب الامامي يقابله وجهه المزرق من الكدمات فينصدم عماد:
عماد/ ادام شو صاير معك ومين عمل فيك هيك ؟
ادام / طلع عالسيارة خليني حاكيك هون
يصعد عماد السيارة و يغلق الباب خلفة دون ان يناقشه و لما استوى في مكانه يعودللسؤال مرة ثانية
عماد/ انت متخانق مع شي حدا ؟
أدام / بالاول بدي مساعدتك بعدين بحكي لك ( وهو ينظر للمعقد الخلفي اين كانت تجلس كاترين بهدوء لدرجة ان عماد لم يلاحظ وجودها ) ..ليك عماد هاي كاترين وهي حبيبتي من (...) و بدنا نتزوج بس من دون ما يعرفوا هلي
عماد ( بدهشة) انت مجنون شي ؟
ادام / ليسا ما جنيت بس اذا ابوها لكاترين اخذها مني قبل ما نتزوج ساعتها رح جن عالاكيد
/ انت شو عم تخرف يا زلمة ؟
يبدأ ادام بسرد قصته مع كاثرين لعماد كيف جاءت من "..." لوحدها و كيف لحق بها عندما أخذها والدها من الفندق و كيف تشاجر معه و مع ابن عمها الليلة الماضية ...الخ بعدها عرض عليه الاقتراح الذي وجده الانسب لكاثرين راجيا منه ان يوافق
عماد/ ايه بس هلاء تينا مو بالبيت هي بالجامعة
/ خلاص نستاناها لتجي بعدين أحكي معها ...قنعها بترجاك ...ليك عماد انتو الوحدين القدرانين على مساعدتي مافيني أوثق بحدا تاني غيركم
يسكت عماد للحظة يحلل طلب ادام له، ثم يلتفت ناحيته و هو يهز رأسه بعدم اقتناع
عماد/ يالله امرنا لله ...بس تجي تينا بحاكيها
ادام( وقد تهللت اسارير وجهه ) شكراا الك ...انت ما بتعرف أديش ريحتني
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &
بالجامعة
جالسة بكافيتريا الجامعة، وهي ضائعة بأفكارها . موعد الخطبة تحدد في نهاية الاسبوع، لا تفهم السبب في هذا الاستعجال كله لكنها بطبيعة الحال لا تستطيع ان تبدي اية معارضة . ستتزوج من اسلام المقرف على حد قولها ولا تملك يدا في القرار، بعد فعلته معها ذاك اليوم سقط من عينها تماما . ستبدأ حياة جديدة، حياة زوجية مؤكد انا الكثير من الاحداث ستقابلها . وهي شاردة يقطع تفكرها، قبلة مفاجئة على خدها الايمن فنتتفظ من مكانها، ولما التفتت وقع بصرها على تينا
تينا (بضحكة ) شو خوفتك ؟ مفكرة شي شاب باسك ؟
اميرة (وهي تدور عيناها بغرور ) يسترجي اي حدا يقرب مني و رح ورجيه نجوم الظهر
تينا (وقد جلست على الكرسي مقابلة لها )اييه بشو كنتي شاردة ؟
اميرة / موعد الخطبة تحدد ...نهاية الاسبوع
/ جد اللف مبروك ...إمتا قررتو هالشي ؟
/ مبارح ...عالعشا
كان واضح على اميرة انها غير سعيدة بهذا الزواج لكنها لم تخبر تينا شيئا عن السبب الذي جعلها توافق، بالعكس حكت لها انها موافقة و سعيدة بإسلام، فأميرة يستحيل ان تكلم اين كان على خلجات صدرها حتى لو كانت تينا صديقتها الوحيدة. تقول دائما في نفسها ان الاخرون سيسخرون منها و من ضعفها و مشاكلها حالما تدير لهم ظهرها، هي شخصية لا تثق بأي احد مهما كانت صفته ، حتى موضوع الشباب الذين تكلمهم عالمسنجر و التلفون لم تخبر تينا عنهم. لكن تينا لاحظت انها غير متحمسة للخطبة فسألأتها قائلة :
تينا/ ميمي انتي مبسوطة بهالزواج ؟
اميرة / اكيد ...شو هالسؤال
/ ما بعرف كأنك مزعوجة من شي ؟ ليكون اسلام عم بيزعلك من هلاء
/ لا ...مو هيك ...الموضوع انو كل العيلة عم تتدخل بالموضوع و انا كان بدي رتب لهالمناسبة مثل ما بدي
/ ااه اذا هيك معك حق ...هاد زواجك ..احكي مع اسلام وخليه يتصرف
/ لا خليهم ...هيك عالاقل بشوف دراستي و هنن خليهم يرتبو مثل ما بدهم
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &
في المساء
فور وصول تينا الى المنزل صعدت الى غرفتها كي تغير ملابسها، لكنها ما لبثت ان وضعت حقيبتها على السرير حتى دق عليها باب الغرفة ، و مع الطرقات تسمع صوت عماد من ورائها فتشعر بنغزة في القلب. تتجه بسرغة البرق نحو مرأة الخزانة لترتب شعرها، و هيئته ملابسها، وبعد ان تأكدت من انها مرتبة بشكل جيد، تلتفت ناحية الباب قائلة " تفضل " . يفتح عماد الباب و يطل من وراءه بهيئته المهيبة كالعادة ووجه خال من أي تعبير كالعادة ايضا
عماد / مسالخير
تينا/ اهلين ...تعا فوت
/ اممم ليكي تينا بدي حاكيكي بموضوع بخص ادام
تمنت تينا ان يأتي يوم بحدثها فيه عماد بموضوع يخصها هي أو يخصه هو او يخصهما معا، لكن الواضح ان هذا اليوم ببساطة ليس اليوم، لان اليوم سيحدثها بموضوع ادام، "لا بأس ربما في يوم اخر" هكذا تعزي نفسها في كل مرة
تينا / شو هو ؟
عماد( وهو يغلق الباب خلفه ويتقدم ليجلس على طرف السرير) بإختصار ادام تعرف على وحدة لما كان ب (....) و هي هلاء هون معو..
/ (بدهشة ) كيف يعني ..هو اللي جابها لهون ؟
/ قال انو لحقتو لحالها و هلاء بدهم يتزوجو، بس المشكلة انو أهلو رافضين الموضوع وحسب ما فهمت اهلها كمان ما بدهم هالعلاقة
/ إييييه ؟
/ وهلاء بدهم يتزوجو بالسر، و لبين ما يرتب امور الزواج ما في محل لتقعد فيه البنت لهيك طلب مني اذا فينا نخليها عندنا بالبيت كم يوم عاأساس انها رفيقتك لمسافرة برا البلد و هلاء لما أجت سياحة انتي عزمتيها عالبيت لتظل معك لبين ما ترجع تسافر
/ (بتسأل وهي تجليس على كرسي مكتبها مقابلة لعماد ) رح نكذب على ماما يعني ؟
/ هيك الظاهر بس بعد ما يتزوجو رح فهمها انو عملنا هيك بس لحتى يظل الامر سري و ما يوصل خبر لابوه و اكييد رح تتفهم
/ انا ما بعرف متل ما بدك انت، اذا بدك خبرها هيك أوك .. بس نشالله ما تكون مثل هديك الاجنبيات اللي بنشوفهم بالتلفزيون ولا ماما رح تتضايق من وجودها معنا
/ ( بحسن نية ) لا ما بظن ، لما حكيت مع ادام كانت موجودة معنا و مبين انها بنت هادئة و مو تبع مشاكل
تفتح تينا كلتا عينيها على اخرهما مما قاله عماد، انه يمدح فتاة غريبة امامها، دون ان يراعي شعورها، دون ان يشعر بالخجل، لم يسبق له ان تكلم عن فتاة بحياته، تعرفه جيدا، هو لا يفكر فيهن ابدا، بالنسبة له عمله ثم عمله ثم عمله لا شيئ اخر، لكن من الواضح انا هذه الاجنبية اثرت عليه بجمالها، مؤكد انها جميلة و شقراء و مثيرة و عماد رجل مثله مثل غيره، اكيد شعر بالانجذاب نحوها. هذه كل الافكار التى عبرت رأس تينا خلال ثانية من الزمن، شعرت بشيئ أخضر يتسلل الى قلبها و يملأ كل صدرها و يعبى الغرفة كلها برائحته، انها الغيرة . تينا شعرت بغيرة جامحة و هي تحلل كلام عماد في رأسها .
تينا / عم تحكي كانك تعرفها من زمان
عماد / شو ؟؟
/ هاي البنت واضح انو إلها تأثير قوي عليكم انتو لتنين ، بالاول أقنعت واحد يتزوجها بالسر و بعدين خلت التاني يرتب لزاوجها كمان بالسر
/ تينا ...
/ شو حكيت انا ؟مو صح ؟ عم بفتري عليها شيئ ...
/ ( وهو يقف و يهم بالخروج)الظاهر انك تعبانة و مو عرفانة شو عم تحكي
/ اييه تعبانة و جوعانة وهلاء لو سمحت طلع من غرفتي لحتى غير تيابي ( تقولها وهي تقف و تدير له بظهرها )
يحدق بها عماد لبرهة ثم يتجه نحو الباب، يفتحه ثم يخرج مبتسما من ردة فعلها، فهو قد فهم لماذا تصرفت هكذا، يغلق الباب وراه متمتما بينه و بين نفسه وهو لايزال يبتسم " غيورة ". اما تينا و هي تسمعه يغلق الباب، تسقط من عيناها دمعتان، لم تتمكن من إمساكهما أكثر، ثم تستدير ناحية الكرسي و تركله تعيدا ليصطدم بالجدار مرددة " قال هادئة قال ... يقول انها حلوة و يخلصني ...بعدين مارح جيبها عالبيت، مارح أستقبلها وما رح كذب على ماما كرمالها ...و لا كرمالك انت (وهي تنظر ناحية الباب كانه يسمعها ) " و تعود لتجلس على طرف السرير بغضب، اين ترمي بحقيبتها أرضا بقهر، ليس لسبب الا لانها منزعجة و تريد افشاء غضبها بأي شيئ .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &
في الليل
واقفة باللبلكونة و الهاتف على اذنها، تحدث حبيبها، تحاول ان تعزي عيناها اللتين لم تراه اليوم بطوله بإعطاء سمعها جرعة زائدة من صوته الشجي الذي تطرب لسامعه:
/ حياتي والله البيت مو حلو بدونك ...بدي هاليومين يخلصو بسرعة لحتى تجي لعندي بئى
/ لك أخخخخ يا ملاكي ..لو الموضوع بإيدي ما كنت بعدت عنك ولو ثانية وحدة، بس حظنا هيك شو نعمل
ملاك / معليش ولا يهمك، انا رضيانة بهالشي المهم انك حلالي ..
سيف ( مكيف عالاخير) وشو كمان ؟
/ وزوجي ...
/ و بعدو ؟
(بضحكة )/ حبيبي و حياتي و روح روحي و كل شيئ حلو بدنيتي
/ وبس ؟؟
/ امممم و ابو ولادي نشالله
( بضيق مصطنع) همم ابو ولادك ؟؟ ... مولحتى يصير عندنا ولاد بالاول ..و لحتى يصير عندنا ولاد انتى بتعرفي شو لازم يصير بيننا، ولا شو يا مدام ملاك سيف الاحمدي ؟؟
(وقد فهمت قصده )/ سيييف الاحمدي عم تقلل أدب معي ...عتذر فوراا
/ لا ستي ما قلت غلط لحتى اعتذر ...اصلا انتى اللي لازم تعذري على كل الوقت ياللي راعيتك فيه
/ سيفو حبيبي نعسانة هلاء ( وهي تتظاهر بالتثاؤب ) بحاكيك بكرا اول واحد و أول ما بفيق
/ عم تتهربي ملوك ... ماشي بس لأجي عالبيت بورجيكي
/ تصبح على خير حياتي ...
/ ستني ستني ... وينها بوسة قبل النوم ؟
تبعد ملاك الهاتف عن اذنها و تقربها من شفتيها و هي تبتسم و تطبع عليه قبلتين متتاليتين ثم تعيد الهاتف الى اذنها وهي تسمع سيف يتنهد
/ أأأأه يالقهر ليتك هلاء جنبي ...ما كنت خليتك بسلام
/ بموت فيك يا عيون ملاك انت
/ كلمة تانية و رح اتصرف بجنون ...رح شغل السيارة و طير لعندك
(بضحكة عالية ) / عارفة انك ممكن تعملها ليهيك رح صكر هلاء ...تصبر على خير
/ وانت بخير ...نحكي الصبح
تغلق ملاك الهاتف ثم تضمه لصدرها، و هي تتنهد براحة و بإبتسامة . ترفع بصرها للسماء و تتمتم " بحمد و بشكرك يالله ...صحيح انو سيف بعيد عني هلاء بس انا كتير مبسوطة من كوني معو...شكر لانك خليتو يكونمن نصيبي " و هي على هذه الحال تسمع صوتا يصدر من داخل المنزل ، فتلتفت وراءها، ثم تتقدم بخطوات بطيئة لداخل المنزل، تقترب شيئا فشيئا من قابس الضوء و لما تحسسته ببيدها تشعل النور، فيتجلى امامها رجل بملابس سوداء و قناع بنفس اللون على وجهه قرب الباب . وهي تراه يغلق الباب وراءه تطلق صرخة ذعر، لكن الرجل يستعجل خطواته نحوها و يغلق فمها بيدها مانعا اياها من التنفس حتى، قائلا بعنف " خرسي يا وقحة ...خرسي والا رح اذبحك بأرضك " يقولها و هو يخرج سكينا من وراء ظهره و يضعه على رقبتها . بعدها يواصل قائلا :
" وهلاء سمعي منيح هالكلمتين و حطيهم حلقة بأذنك ...ماشي "
تمتنع ملاك عن اية ردة فعل، اولا لانها مرعوبة، ثانية هو يخنقها بيده. فيعود الغريب و هو يضغط بيده على فمها ويقرب السكين أكثر، فتهز ملاك رأسها موافقة و دمعتان خوف تنحذر من عيناها
" ايييه هلاء بلشنا نتفاهم، سمعي يا شيطانة خانوم، انت رتكبتي خطا كبير لما حطيتي عينك على رجال مو إلك، و اذا ما بدك يصير معك شيئ مو منيح تنسحبي من حياة سيف بكل هدوء، تهربي من البيت...تطلبي الطلاق...تساوي شو ما بدك المهم تنقلعي من خلقتو لسيف و تتركيه بحالو ...مفهوم ..و اذا ما أخذتي تحذيري هاد بعين الاعتبار و فكرتي اني عم امزح معك رح أرجع مرة تانية لهون، ساعتها يا ويلك منى، رح اعمل فيك العمايل بعدين برميكي لكلاب الشوارع بعدها ورجيني كيف رح تتطلعي بوجهو لسيف ...مفهوم" ( وهو يهزها بعنف، فتهز ملاك برأسها كما المرة الماضية ) يا عيني عليكي فهمتي الدرس من أولو ...قالولي عنك عنيدة بس طلعتي مطيعة كتير، يالله هلاء رح روح بكل هدوء، لا مين شاف ولا مين درى، ماشي ...بس هاا مثل ما قلت لك سمعي الحكي ولا تورطي حالك بشي مانك قدو، عندي ناس عزاز على قلبي ما بتهون علي دموعهم و كرمالهم مستعد أمحيكي من الوجود نهائيا، انت و اللي خلفوكي كمان و صدقني ما بهمني إذا قضيت كل حياتي بالسجن ...سمعانة ..."
تستمر ملاك بهز رأسها بضعف ووجل و فجأة لم تشعر الا و بصفعة قوية تستقر على خدها و من قوتها تقع على الارض و تضر برأسها بقوة على أرضية المنزل فقتقد بذلك وعيها، بينما يستغل الغريب وقوعها على الارض و يخرج من المنزل بكل أريحية .
تمضي مدة وهي لا تزال على تلك الحال، و لما إستعادت وعيها، بدأت تفتح عيناها ببطئ و تحاول ان تعدل جلستها على الارض، ولما إستوت بمكانها، تأخذ بالنظر حوليها بالصالة ان كان لا يزال الغريب موجودا و لما شعرت انها لوحدها، إطمأنت قيليلا. فترفع يدها لتتحسس مكان الضربة وهي تحاول تذكر كل كلمة قالها ذلك الرجل الغريب، قائلة في نفسها " هاد اكيد من طرف اهلو لسيف... معقول تكون أمو هي اللي بعثتو عشان يخوفني بهالطريقة ؟ قال انو عندو ناس غاليين على قلبو و مستعد يدخل السجن كرمالهم، معقول بيقصد امولسيف ؟ او مرتو ؟ معقول يكون حدا من طرف نورا ؟ ... ما بعرف ما بقدر أجزم بشي هلاء، بس اللي بعرفو انو ما رح أتركو لسيف بهالسهولة هو زوجي و هو بحبني أنا ...مارح اتخلى عليه لو بدهم يقتلوني ...بس كمان الشي لمتأكدة منو أني مارح سيف بشي من هاد ..اذا نورا او ام سيف بدهم الحرب انا مستعدة واجههم لحالي ...سيف مارح يعرف و انا رح حارب كرمالو" . تتحسس مكان الضربة ثانية فتتأوه بالم، تحاول النهوض بهدوء، تتأكد من ان الباب مغلق ثم تتجه نحو الحمام لتضع مرهما لجبينها .
نهاية الحلقة التاسعة