وقائع المسرحية مستوحاة من الواقع الممزوج بالخيال.
ملاحظة:
لو تمعنت جيدا لوجدت أن جميع احرف اللغة العربية توجد في أواخر الأبيات
شخصيات المسرحية:
الفلاح*زوجة الفلاح* الغني*أولاد الغني*الحاجب*المدير* المعلم*حكيم القرية*الشاعر*الإمام*الجاهل*
تشرق الشمس فترسل اشعتها الذهبية عل قرية من اروع القرى على سطح المعمورةمخترقة جدران أحد الأكواخ الطينية,يستيقظ الفلاح فينادي زوجته:
فطوري داهمنا الصباح
عجز الديك عن الصياح
سأرى حاله ومـــــا دواه
وسأشتري اليوم ســـــواه
سأتفقده وأرى الفراخ
سمعت في الليل صراخ
ظننته فوضى الكلاب
تداعبت قرب الباب
يخرج سكان الحي إلى الشارع الرئيسي ويتهامسون فيما بينهم:
سمعنا عن سرقة في الليل
وقالوا لم يجدوا دليـــــــل
فليلا هطل الــــــــــــــمطر
خسارة زال الأثـــــــــــــــر
ياتي السارق وسط سكان الحي بمشية الواثق المحتار:
قومي مالكم تتهامسون؟
ليلة البارحة فيها سكون
لا البوم تحرك من العش
ولا الريح تطايرت بالقش
ينصرف الناس ويتجهون إلى الجانب الغربي من القرية حيث استدعى رجل غني أبناءه ليودعهم وصايا قبل مماته:
أولادي عيشكم مثل الملوك
اجتنبوا سوء الســــــــلوك
تصدقوا على المســــــكين
وساكني بيوت الطـــــــين
يحزن الاولاد لكلمات أثرت فيهم وما إن اختلوا بانفسهم قالوا:
أبونا في الفراش طريح
إن مات منه نســــتريح
نحن إخوة ثــــــــــــلاث
فكم نصيبنا من الميراث
يمر في هذه الاثناء شاعر القرية مرددا :
دعوت ربي للخــــــلاص
من جهل قومي لا مناص
سكن قلـــــــوبهم النفاق
ولم يحزنوا عند الفراق
تقترب الساعة من الثامنة صاحا حيث اجتمع طلاب العلم .فينادي المدير بصوت عال:
ياحــــــــاجب دق الـــجرس
جن من تعـــــــــلم ودرس
أريد الراحة ولو قليـــــل
ألست اخي من هذا القبيل
ستدرسون العطلة للتعويض
وغدا راحة إني مريض
يا طلابي الوقت في تسارع
إن لم نغتنمه منا ضائع
وعند انتهاء وقت الدراسة وبلوغ التلاميذ بوابة الخروج يوصيهم الحاجب:
إن اتيتم غدا للدراســـــــــة
لا أم ولا أب للحــــــــراسة
في قريتنا لا يوجد اختطاف
ولا شيئ من ذاك المصاف
يمر الشاعر في هذه الأثناء أمام المدرسة فيلقي ما يلقى باستهزاء:
عجبت من هذا النظـــام
منظومة قطيع الأغنــــام
الفلاح منها يســـــــــتفيد
والكلب الحارس الوحيد
وما إن اكمل كلامه حتى سمع صوت صراخ وبالذات من بيت الغني. فاتجه مسرعا إلى ان وصل فوجد جموعا غفيرة من الناس يعزون اهل الفقيد .وابناء الغني من حزنهم يتكلمون:
أبونا فارق الـــــــحياة
أسرتنا اليوم في شتاة
يا ليتك أبونا تعـــــود
وتختفي هذي النقود
مات من زار الطبيـــب
وتقلص عمر المشيب
الموت زائركم و زائري
في يومنا هذا أو غـدي
يستيقظ الجاهل الكسول من نومه,يطل من نافذته فيندهش:
الناس فئات في تسارع
على عجل نحو الجامع
لا ادري منهم ما الغاية
سانتظر من ربي الهداية
يخطب الإمام على الناس فيقول:
اسمعوا هذا النـــــبأ
صندوق الزكاة امتلأ
هذا لكم مني بــــــلاغ
غضب الله عن كل لاغ
عجبا لقومي مالهم
حقا لايبخلون بمالهم
حياتهم لهو وترف
ودين وصون الشرف
من خالف الشرع عذابه غليظ
فاسمعوا لكلام فيه وعيظ
نحن امة في الدين لا تفريط
ولا نقبل من جهالنا التغليط
ينتهي الإمام من خطبته ضاربا موعدا في المساء يحضره مختلف سكان القرية الذين لا تقل أعمارهم عن 18 سنة لمناقشة مواضيع حساسة تخص المجتمع. ويتفرق الناس ليصادفوا الجاهل يستقبلهم :
عجبا حالة الطفل الغريب
مستقرة قال الطـــــــبيب
لأهله زاد القلــــــــــــــق
سبحان ربي ماخلق
ياتي شخص آخر من سكان الحي:
طفل بخرطوم فيـــــل
مات بعد الولادة بقيل
مسخ حقا ذاك الولد
يلومون امه أهل البد
يجتمع السكان من جديد للتشاور في الامر الموعود ويبدأ حكيم القرية:
ضربنا الجفاف شهــور
وزاد غلاء المهـــــــور
واباح قومنا المحظور
وكثرت البنات البــــور
نحن سكان هذا الـــحي
شرعنا الدين الـــسوي
عن عاداتنا دوما ندود
ولن نرضى هذا الشذوذ
فصل النزاع بالتـــــــراض
اجزنا السروال الفضفاض
وحرمنا الشفاف كالزجاج
وحددنا تكلفــــــة الزواج
كفاكم قومي إن اللــــــــــباس
حرمة. ومن تعرى مالإحساس
الشرع بــــــين مايجــــــــــــاز
ولغير الشرع لن انحـــــــــــاز
صدقت شاعرنا فالــــــــعفو
سأفارقكم تغير الجــــــــــــو
الشمس تختفي مع المغـيب
استودعكم ربي المجـــــيب
يفترق الجميع.
لاتنسوا دعواتكم *مارد المتوسط*