عرض مشاركة واحدة
2020-03-31, 19:33
#1
محمد 1993
:: عضو مبدع ::
تاريخ التسجيل : Oct 2017
الدولة : الجزائر - ع تموشنت
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 586
تقييم المستوى : 7
محمد 1993 غير متواجد حالياً
افتراضي أيتها المستقيمة على دينك إحذري من أن تدمّر أسرتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شك أن الإستقامة على دين الله من الأمور المطلوبة و من الأمور التي يحيا بها الإنسان حياة طيبة في الدنيا والبرزخ والآخرة .

وما أجمل أن تكون المرأة المسلمة مستقيمة على دينها قائمة بواجباتها إتجاه غيرها في الأسرة والمجتمع فهي كنز يبذل فيه الرجل التقي الغالي والنفيس للظفر بها ، كيف لا وهي صمامة الأمان لعرضه وماله ودينه

قال الله تعالى : فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ

قال السعدي رحمه الله في التفسير : { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ } أي: مطيعات لله تعالى { حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ } أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها وماله.

ولا شك أن سبب تشتت الأسر هو البعد عن الدين من طرف الزوجين علما وعملا ولطالما كانت المرأة المستقيمة سببا في إستمرارية الأسرة ودوام المودة والرحمة ولهذا نجد أن حالات الطلاق عند من وفقهم الله للإستقامة على دينه قليلة جدا مقارنة بغيرهم ولكن هناك نوع من النساء المستقيمات يحتجن إلى توجيه وإرشاد منهجي في كيفية التعامل مع واقع الأمور وذلك أن التصرف أحيانا أو غالبا ولو كان صحيحا وشرعيا إلا أنه ما كان ليكون في تلك الواقعة وهذا ما صرنا نلاحظه في بعض النساء من شبه تعنت وعدم مراعاة للحالة الأسرية والإجتماعية والعرفية بحجة أنها لم تخالف شرع ربها .

وقد روى لي أحد الإصدقاء قصة لشخص تزوج بفتاة ما شاء الله مستقيمة على دينها وطالبة للعلم وكانت في كل مسألة فقهية تقول له قول الجمهور كذا .

وكان هذا الرجل يعيش مع أمه ويترك زوجته معها ، فكانت الأم تقوم بكل واجبات المنزل والزوجة لا تفعل أي شيء و ذلك طبعا بمبرر شرعي مفاده أنه ليس واجب على الزوجة أن تخدم أم زوجها أو تساعدها ،وهذا وإن كان صحيحا أي أنه لا يوجد ما يلزم المرأة شرعا أن تفعل هذا ولكن هل يعقل أن ترى الزوجة أم زوجها على كبر سنها تعمل أعمال المنزل ولا تساعدها حتى من باب الإحسان ودوام العشرة !!!!!!!!!!!!!!!!

أليس في هذا نوع من التعنت ؟؟ ألم يأمرنا الله سبحانه بالإحسان بشكل عام وخاصة إلى المقربين !!

يعني هل من المعقول أن أكون أنا جالس في الحافلة وأمامي إمرأة عجوز واقفة ، فأتركها وأبقى أنا جالس بحجة أنه ليس هناك ما يلزمني شرعا بأن أترك لها مكاني ؟

علينا أن نفهم أن في الشريعة الإسلامية أمورا تفصيلية وأمورا عامة ، ومن الأمور العامة التي أمرنا الله بها الإحسان إلى الخلق ، والإحسان ليس له وجه محدد بل تتعدد صوره بتعدد الوقائع والأحداث .

فهذا ما فعلته هذه المرأة المستقيمة على دينها والتي لم تفرط في حق زوجها من شيء ، ولكن سرعان ما إكتشف الزوج هذا بعد مدة بأن والدته تفعل كل شيء وزوجته لا تلق لها بالا ، فقال لها من اليوم فصاعدا أنا هو الجمهور وطلقها .

أرأيتم أيها الإخوة والأخوات أين وصلت بنفسها هذه المرأة رغم دينها وعلمها ، كل هذا بسبب ماذا ؟ بسبب التعنت .

ورأيت حالة أخرى مشابهة لأحد الأخوات تنصح وتقول بأنه ليس من حق أم الزوج أن تدخل إلى غرفة ابنه وزوجته وتستدل على ذلك بفتاوى أهل العلم وهذا صحيح لا شك فيه ، ولكن ماذا سيكون مصير هذه الزوجة لو قالت لأم زوجها لا تدخل إلى غرفتي ؟؟؟؟؟؟

عباد الله إن الدين يأمرنا بإستعمال العقل والحكمة و مخاطبة الناس على حسب ما يفهمون كما يجب إحترام الأعراف الأسرية التي لا تخالف الدين إن كان في مخالفتها ضرر على الأسرة والعائلة ، ولهذا أكرر وأقول حذاري من التعنت أيتها الأخت المسلمة المحبة لدينها فإنك تدمرين أسرتك وتنهين حياتك الزوجية من حيث لا تشعرين وتحسبين أنك تحسنين صنعا .