عرض مشاركة واحدة
2017-07-10, 18:08
#62
الصورة الرمزية الكاتبة الروائية
الكاتبة الروائية
:: عضو مجتهد ::
تاريخ التسجيل : Dec 2016
الدولة : الجزائر - الجزائر
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 156
تقييم المستوى : 8
الكاتبة الروائية غير متواجد حالياً
افتراضي رد: روايــــــــــــــــــة الحـــــــــــب بين التضحــــــــــية و الانـــــــــــــ
الحلقة السابعة

نائمة بغرفتها بالفندق بكل سلام، و فجأة تسمع دقات على الباب، في البداية لم تسمعها لكن مع تواصل الدقات، أخذت تفتح عيناها بهدووء لتتأكد من ان الصوت حقيقي وليس توهم، و بعد تيقنها تتبسم بكسل لانها على دراية بالطارق، فتقفز من سريرها متجهة نحو الباب، و عند مرورها من جانب الخزانة، تلاحظ انعكاس صورتها على المراة و ملابس النوم التى ترتديها، والتى هي عبارة عن Tشرت بنصف اكمام، و شورت قصير وكلاهما بنفس اللون الاحمر، كانت ستهم للعودة و تغير ملابسها، لكن فجأة تلمع ببالها فكرة، فتتبسم بشقاوة، وهي تتجه مرة أخرى نحو الباب لتفتحه .
تفتح كاثرين باب الغرفة، و البسمة تعلو محياها، ولكن ما لبثت أن تغيرت ملامح وجهها، و خمدت الفرحة المتأججة بصدرها لرؤية أدام. تنصدم صدمة عمرها، وهي ترى أخر شخص ممكن ان تتوقعه يقف امامها ..تضيع الكلمات منها و هي تحاول تشكيل حروف اسمه، و بين الواقع والوهم ...و الحقيقة و الكذب ...تهمس بدهشة " dad )أبي) .

في هذه الاثناء أدام كان في طريقه اليها، كان قد وعدها بالمرور لرؤيتها قبل ذهابه الى عمله في " شركة صقر للبناء و التعمير "، كما أنه وعدها بالاحتفال فيما بعد بحصوله على الوظيفة .
يصل الى الفندق و كله طاقة وحيوية، يتوجه مباشرة الى الغرفة الواقعة في الطابق الثالث، ولما وصل يدب في قلبه الخوف و هو يبصر باب الغرفة مفتوح، لكنه يحاول التماسك و عدم التفكير في شيئ سيئ، فربما كاثرين هي من تركتها مفتوحة من اجله، او ربما عاملة النظافة موجودة بالداخل . يتقدم داخل الغرفة بهدوء وهو ينادي " كاثرين ...كاتي وينك ...، انتى بالحمام شي ( وهو يطرق على باب الحمام ) ليش تاركة الباب مفتوح ....كاثرين انتى جوا ....كاثرين!!!!
تتسارع دقات قلب ادام وهو ينادي لكاثرين ولا يجدها، فيفتح باب الحمام و يبحث بداخله ولا يجدها، يخرج و يقلب الغرفة رأسا على عقب باحثا عنها بشكل هستيري، و فجأة يبصر على باب الخزانة دم، فتنتفض كل خلية في جسمه . يسرع نحو الخزانة و يتحسس مكان الدم بأصابعه..." معقول هاد دمها لكاثرين ...معقول ؟ بس ..بس مين عمل هيك ...مين إلو مصلحة يأذيها لكاثرين أصلا مابتعرف حدا هون ...ولا ليكون حدا من البيت إيجا لهون و ضربها .....معقول امي أجت لهون و تخانقت معها او حدا كن اخواتى ...
يضيع أدام بين كل هذه الاحتمالات، و هو يدوور في وسط الغرفة يحيرة " بس لا هلاء تركت الكل بالبيت، بعدين لو ضربنها كنت لقيتها هون لوين بدهم يأخذونها ....يالله يالله رح جن .....
يخرج من الغرفة و حالته مزيجا من الخوف على كاثرين و غضبا ممن تجرأ على الاقتراب من حبيبته، يتوجه مباشرة نحو الاستقبال و يخاطب العامل بلهجة أقرب الى الصراخ
ادام / البنت اللي بالغرفة 211 بالطابق الثالث وينها ؟؟
العامل / لحظة شوي
يلتفت العامل نحو جهاز الكمبيوتر، ليتأكد من اخر الاجراءات التى قامت بها، من خروج او استقبال زوار
العامل/ اي الانسة كاثرين ويليامز ....قبل شوي إيجا لعندها زلمة و شاب و طلبو يشوفوها ....بعدين طلعوا لعندها عالغرفة
/ كيف ؟؟ مين هنن ؟؟ ووينهم هلاء الغرفة بابها مفتوح و كل شي قايم قاعد جوا هالناس خاطفنها وانتو مالكم خبر ...
/استاذ مستحيل هالشي اللي عم تحكيه ...الزلمة اللي إيجا قال انو أبوها واللي معو أخوها للانسة لهيك مو معقول يخطفوها يمكن صاير سوء تفاهم
ينهار العالم حول ادام، ذهبت كاثرين ...ذهبت الحبيبة و ذهب نور الحياة معها ....كاد ان يفقد تماسكه وهو يردد " أبوها لكاثرين إيجا لهون ...بس إمتا و كيف لقاها ... يا رب كاثرين وينك هلاء ...ياترى لوين أخذوكي "
يخرج أدام من الفندق عازما البحث عنها، لو كانت في السماء او في سابع ارض سيأتي بها، سيأتي بها ولن يقف في وجهه شيئ . يشغل السيارة وعيناه تقدح شرراا مرددا في نفسه " أنا بعرف كيف بدي لاقي كاثرين و رجعها لعندي " و ينطلق بالسيارة الى أول مكان فكر أن والد كاثرين قد أخذها الى هناك ....

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

تترجل من سيارة الطاكسي على مقربة من مقر عمله في المطعم، بوجه شاحب و اطراف مرتعشة، محاولة بيأس إمساك دموعها و محل قلبها بات في أمعائها و ليس بصدرها من الرهبة .
تتقدم ببطئ و خوف، و لما لمحها مازن من خلف زجاج المطعم، يتبسم بتلقائية و هو يتقدم لها للخارج ...
مازن/ ريما ...اهلين
ريما( وهي لم تعد تتكمن من حبس دموعها) م...ماا...زن ...ماازن ..مازن
تسود الدنيا بعيني مازن، وهو يري ريما غير قادرة على الكلام وسط دموعها، كما ان الخوف مسيطر عليها ...
مازن( وهو يمسك بها من ذراعها ) ريما شبك ...ليش عم تبكي ...
تحاول ريما الكلام، لكن لسانها إنلجم، فالصدمة لاتزال مسيطرة عليها، فيصرخ ماازن من خوفه مما يكون قد حدث معها ...
مازن /ريما أحكي شو صاير معك ؟؟
ريما/ ماازن هننيك ...في ناس بدهم ياااك ( وهي تشير نحو سيارة الطاكسي المركونة على جنب وعلى بعد بضعة أمتار من مكانهم
/ أنا ؟ ...بس مين هنن و شو عملوا معك لحتى هيك عم تبكي ؟؟ ...أذوكي شي؟
/ ما بعرفهم ...مابعرفهم ..بس قالو لي نادي لك ...
/ خلاص لا تخافي ....رح رووح شوف شو بدهم
يتقدم ماازن نحو السيارة، و هو لا يملك أدنى فكرة عمن بداخلها، لكنه يتوقف و يلتفت لخلفه عندما شعر بخطوات ريما وراءه ...
مازن / لوين ؟
ريما/ جاية معك ....
/جنيتي شي ؟ انتى ظلي هون ....شوي وراجع ...
/ مستحيل مابتركك تروح لعندن لحالك ...
/(بغضب) قلت لك تظلي هون ...انتى ليش عنيدة هيك ....
تتنفض ريما من صرخته عليها، بالرغم من انه لم يقصد ان يخوفها، لكن ليس من المعقول ان يأخذها معه الى المجهول فهو لا يعلم بهوية اولئك الاشخاص، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فقبل ان تجيبه ريما، تتحرك السيارة من مكانها مغادرة المكان بأسره، فتصرخ ريما باكية و هي ترى السيارة تمر من أمامهما و تبتعد ....
ريما/ لاااا ستنو ....مااازن لحقهم ...لحقهم بترجاك
مازن/ خلاص ريما أهدى شوي ...و قولي لي مين هالناس
/مازن بترجاك هنن أخذو أسامة ....أسامة جوا بالسيارة ...
خنجر و طعن به مازن في وسط قلبه، ....أسامة ..قطعة روحه ...سبب تمسكه بالحياة رغم وحدته و ضياعه ....أسامة ولده ...خليفته .... خطفوه ....أخذووه من بين يديه بلحظة ولم يتمكن من فعل شيئ ....
للحظة لم يستوعب ماقالته ريما..
مازن/ شو ؟؟ شو قلتي ..اسامة معهم
ريما/ اي ...كننا جايين لعندك و بالطريق وقفوه للطاكسي و قتلوا السواق بعدين جابونا لهون ...مازن بترجاك عمل شي اسامة كان خايف و عم يبكي كتتتير
يهرع ماازن نحو سيارته و هو يردد بدون وعي " أسامة أبني " و وراءه ريما بنفس الحالة .
يسوق مازن السيارة بسرعة جنونية ماجعل ريما تضرب رأسها على زجاج السيارة، لكن لا مازن ولا حتى هي أهتموا بالامر جل تفكيرهم منصب على أسامة و على كيفية العثور عليه. يقود مازن لمدة و هو يتفقد الطريق محاولا إيجاد طاكسي الخاطفين لكن كأن الارض إنشقت و إبتلعتهم، فيبدأ مازن باللعن و الصراخ بشكل هيستري
مازن / لك الله يلعنهم وينهم لكلاب ....
تكتفى ريما بالبكاء و البحث بعينيها على السيارة على طول الطريق ...
مازن / يمين بالله اذا لمسوا شعرة وحدة من أبني رح أقتلهم بإيدي ....ريما ....قولي لي انتى شفتهم شي ...قصدي شفتى وجوههم ولا لا ....و بعدين كيف هيك صار
تحاول ريما جهدها ترتيب أفكارها، و استجماع قدرتها على الكلام، لتروى ما حدث لمازن
ريما / الصبح و انا طالعة عالشغل تصلت فيني شيماء كانت ببيت أهلك هي و صهري علي، و قالت انو اسامة عم يبكي و بدو ياك قال انو حاولوا يتصلو فيك لتروح لعندو بس طلعت نسيان موبايلك بالبيت فقالت لي مر لعندنهم و جيب أسامة معي واعطيك يااه بما أنو طريق شغلي على طريق شغلك انت ...بعدين أهلك مابيعرفو عنوان المطعم لهيك طلبو مني جب لك يااه لانو مافي يقول خذوني لعند بابا ..خذوني لعند بابا ...
اغرورقت عيناي مازن بالدموع وهو يسمع بلهفة ابنه الوحيد لرؤيته، و كيف أنه جد متعلق به ولا يستطيع البعد عنه، وكذلك يتخيله الان بين يدي اؤلئك الاشرار و بتصور حجم خوفه معهم، لكنه يمسح على عيونه رافضا الضعف و الاستسلام، مردد بحزم وهو يضغط بقوة على البنزين ليزيد سرعة فوق سرعته " لا تخاف ياروحي ...بابا جاي لعندك لا تخاف " .

في هذه الاثناء أسامة يبكي بحرقة بسيارة الخاطفين الذين مالبثوا ان ابتعدو عن المكان حتى كشفوا عن وجهوههم، فيتبين انهم ليسوا سوى الارهابي سعيد و رفقائه " علي و أيوب " و الذين إنتقلوا لخطتهم الثانية و التى كانت تقتضي خطف أسامة و إجبار مازن على الذهاب اليهم في حال لم يستجب للتهديد الاول، و بالفعل هذا ماحدث فبسبب عدم إعطاء ريما ورقة التهديد لمازن لم يعرف هو بمخططهم و لم ينفذ أوامرهم لذا خطفوا إبنه أسامة لجعله يجتمع بهم .
مل أيوب و انزعج من صراخ و بكاء أسامة، فيبدأ بالصراخ عليه كونه مو الجالس معه بالمقعد الخلفي، بينما سعيد في المقعد الامامي و علي يسوق السيارة
أيوب / لك جاح بكي بقى ...صرعت راسي .." بابا ..بابا " .سكووت ولا رح تاكل كف مرتب
صراخ أيوب لا يزيد أسامة الا صراخا وهو يردد " بابا ...بابا ....بدي بابا "
سعيد / ايوب ترك الولد عم تخوفو هيك ...
علي / دخلك اذا ما حس بالخوف منا شو بدو يحس بالفرحة مثلا ..أخذينو على ملاهي نحنا ؟؟
سعيد /سكووت انت التاني و سوق بسرعة ...اذا صار للولد شي أبو عمر رح ينتفك تنتيف ....هو الطعم اللي رح يجيب لنا مازن لهيك قد ما حافظنا عليه قد ما سهلت علينا المهمة
ويكملون دربهم نحو أعالي الجبال خارجين من المدينة برمتها .

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

بعد الحادثة التى تعرض لها عماااد يوم أمس في طريقه للبيت، بقي اليوم بأكمله في المنزل، تحت أمر أمه ، بالرغم من أن إصاباته ليست خطيرة، فكلها عبارة عن إلتواء معصم يده، و بعض الكدمات في وجهه من جراء البوكسات التى تلقاها، اضافة الى بعض الالام في صدره بسبب الضرب، لكن أمه رفضت جملة و تفصيلا ذهابه الى العمل مالم يتحسن، و ما لم يظهر الفاعل .
تتقدم تينا بهدووء معاكس لبركان الخوف الذي يجثم على صدرها نحو غرفته، و بين يديها صينية من الاكل ...سلطة، شربة خفيفة إضافة الى كأس عصير برتقال، و لدى وصولها الى باب الغرفة، والذي لم يغلق تماما تستوقفها المكالمة الهاتفية التى يجريها عمااد و التى من الواضح بخصوص حادثة البارحة ...." لا ياسين أنا متأكد ان اللي تهجموا علي عمي صافي اللي بعثهم، ..اي ميشان البيت ماقلت لك هو رافع قضية ضدي و ضد امي ...أي اي اول مبارح ستلمت التبليغ ....لا والله ليسا ماخبرت حدا ....اول شي لازم شوف المحامي و أعرف رأيو بالموصوع ....لالا مافي داعي دلوني على واحد و رح روح شوفوا ...ماشي ياسين بسوفك بعدين ونحكي ...يالله مع السلامة " .
يغلق عماد الخط، و كان يحاول الاستلقاء بهدووء على السرير، لكن طرق الباب يمنعه، و يجعله يعدل من جلسته مرة ثانية
تينا/ معليش فوت ...
تشيح تينا بعيناها بعيدا و هي ترى عمااد عاري الصدر، بينما يمد يده نحو قميصه الموضوع على طرف السرير و يضعه على جسمه، محاولا كتم ضحكته و هو يرى وجنتي تينا تكادان تنفجران من الاحراج
عمااد / تعي تينا ...فوتي ..
/ جبت لك الاكل ....
يلقى نظرة عمااد على الكل، فيعلق بضحك
/ شو هاد تينا ....أنا بس ضربت و نضربت ما طلعت من عملية لحتى تجيبي لي شربة و عصير برتقال ..
تينا بطبعها، لم تكن يوما ربة بيت يعتمد عليها، بسبب تربية ام عمااد لها بدلال منذ الصغر، لا تعرف كيف تدبر أي أمر من امور المنزل ....لاتعرف لا أكل المريض من اكل السالم ....لا تعرف للمطبخ طريق الا في حال توجهها نحو الثلاجة ....لا تجلى ...لا تكنس ...لا تضع ولا ترفع ...فكيف لها ان تعرف الاكل المناسب لعمااد، إنما أردات فقط المساعدة و الاهتمام به بنفسهالكن الظاهر انها لم تفلح .
يضحك عمااد مرة اخرى لكن هذه المرة لتلطيف الجو، عندما لاحظ احراجها ...
عماد/ ( وهو يسحبها من يدها و تجلس على طرف السرير) عم امزح معك ....انا مافيني شي، انا منيح بس ماحبيت زعل امي لهيك مارحت عالشغل
تينا/ عمااد
/نعم
/عمك صافي هو اللي عمل فيك هيك ... اسفة ماقصدت اتسمع عليك بس كانت صدفة والله
/ مو متأكد بس شاكك فيه...
/ ( باندفاع) الله يكسر ايديه ...عمااد انت لازم تشتكي عليه و تحطو بالحبس ...مو انت تشتغل بالشرطة
/بس انا ماعندي دليل ضدو ...لازم اول شي اتاكد
/ و القضية شو ميشانها ؟؟
/ زوجها لملاك محامي، سيف الاحمدي ...هي حكت لو على قضيتي و وافق يمسكها، بكرا بشوفو و بنحكي بالموضوع
تسكت تينا فجأة و نظراتها على الارض، فيمسكها عمااد من يدها بخوف
عماد/ تينا لا تخافي ماشي ...كل شي رح يكون تمام أنا هون و مارح خلي شي مو منيح يصير لأي حدا منكم ....ماشي
تينا / ( تحاول رسم ابتسامة مطمئنة ) لا أنا مو خايفة ...
عماد/ اي أنا هون معك و كلو رح يكون تمام ....

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&