السلام عليكم و رحمة الله

الجزائر باختلاف مناطقها و شساعة مساحتها فإن التقاليد فيها تختلف جذريا سواء اتجهت من الشرق إلى الغرب أو من الشمال إلى الجنوب ، يأتيك ذلك الشعور أنك تنتقل من دولة لأخرى و لست تتجول في دولة واحدة ، مناظر ، لهجات ، أطباق ، مناخ ، نبات و غيرها
الجزائر عالم آخر
و بما أن موضوع النقاش يشتمل فقط عادات و تقاليد الجزائريين فسنبقى في هذا السياق

سألتِ عن مدى محافظة المجتمع على تقاليده ، عموما العادات و التقاليد تتلاشى في كل مرة بمرور الوقت ، لكن يعتمد ذلك على المناطق فنجد المدن الكبرى و المناطق العامرة إختفت منها تقريبا ، قلة قليلة من بقت محافظة على موروث الأجداد في حين نجد سكان المناطق النائية لايزالون يحتفظون بكل ما هو تراثي و تقليدي و يعلمونه للاجيال التالية ، يمكن ترجيح هذا إلى الغزو الثقافي الغربي الذي يجتاح المجتمع ، سكان المدن الكبرى يكونون أكثر تحضرا و تمدنا فيعتبرون التقاليد امورا قديمة انتهى عهدها و لا يهتمون بها و يسارعون لمواكبة الحضارة و كل ماهو جديد و عصري ، في حين سكان المناطق النائية و البعيدة عن المدينة يورثونها لأبنائهم و يعتزون بها و يعتبرون الحضارة التي يدعيها سكان المدن عنصرا دخيلا على المجتمع الجزائري ، فما يميز المجتمع عاداته و تقاليده فإن تخلى عنها فقد تخلى على جزء كبير من هويته ..

في منطقتنا يمكن القول عن الحفاظ على التقاليد أنه في مستوى متوسط ، لا زالت هنالك لمة النساء لـ " فتيل الطعام " اي الكسكس عند كل مناسبة كالاعراس مثلا ، كذلك لاتزال هنالك الاكلات و المخبوزات التقليدية كالخميرة ، الفطير ، المثقب ، المسمن ، المحاجب ، الرفيس ، الحرشاية ، سفنج و المطلوع و الأطباق مثل الكسكس و العصبان ، تيكربابين ... في الواجهة
أما الملابس التقليدية فعلى رأسهم الجبة القبايلية التي لا يُستغنى عنها في المناسبات و لن تجدي من لا تملك واحدة أو اثنتان منها ، جداتنا لا تزلن تخرجن بها و تتجولن بها لكونها مستورة و فضفاضة مع " محرمة " على الرأس ، تلك هي القبايلية الحرة .
أفراحنا و مناسباتنا منها من لايزالون على الطريقة التقليدية بالدربوكة و الأغاني القديمة خصوصا ليلة حنة العروس بالشموع و الألبسة التقليدية ، سهرة تجعلك تتنفس هواء من الماضي .
صناعة الفخار أمر لا غِنى عنه كذلك ، إن حدث و مررت علينا فلا تنسَ اقتناء أوان فخارية مصنوعة محليا بطين و صلصال منطقتنا ، حتى الماكلة فيها عندها بنة خاصة هه .
في مجال الصناعات فإن حلي الفضة و المرجان تحتل الصدارة ( سأشارككم صور كل شيء فيما بعد إن شاء الله ) من قلائد و خلخال و خواتم ...
محاصيلنا مختلفة تتنوع مابين الحمضيات و الزيتون و القمح و مختلف الخضر و الفواكه ثم إن لنا أراض واسعة و مساحات واسعة مهيئة للزراعة .
موسم جني الزيتون من أفضل المواسم ، تلتقي العائلة بصغيرها و كبيرها في جو تملؤه السعادة و البهجة ، نتجه إلى الجبال أين تتواجد أراضينا ، نفرش " باش " حول الشجرة المقصودة مسبقا ثم يبدأ التقاط الزيتون المتساقط وسط ضحكات و حكايات تتعالى ، ليتم فيما بعد عصره و تحويله لزيت زيتون حرة ندهن بيها كسرة " خميرة " ساخنة ، و ما ألذها من وجبة هه

أظن هذا كل شيء و إن أردتم أي إضافة اخبروني فقط

شكرا للأخت بشرى على فتح هذه الفسحة التي جعلتني أحب منطقتنا أكثر بعد إحصاء الجمال الذي تحتويه ^^

بوركت بشرى