مشاهدة النسخة كاملة : حل تطبيقات وحدة الوحي ومقدماته في التربية الاسلامية - السنة الاولى متوسط


Tassilialgerie
2013-07-12, 03:01
الوحي ومقدماته

التمرين الأول:
اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل أنبياءه ورسله بشراً كغيرهم ، لا يميّزهم سوى ما اختصّهم به سبحانه من أمور تتطلبها الرسالة وتقتضيها النبوّة ، فهم يشتركون مع سائر الناس في الصحّة والمرض ، والجوع والشبع ، ويسعون كغيرهم للبحث عن الرزق ، ويقومون بالأعمال التي يحتاج إليها الناس في حياتهم ، ولا يستقيم أمرهم إلا بها.

التمرين الثاني:
سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – غنيّةٌ بالمواقف الدالّة على مشاركته لقومه في الأنشطة المختلفة ، والتي كان من أبرزها :
ـ ممارسته لرعي الأغنام في مراحل عمره الأولى ، وذلك لأنّ عمّه أبا طالب لم يكن لديه ما يكفيه من المال للقيام بشؤون أسرته فأراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يعينه على نفقاته ، فكان يأخذ الغنم من أهل مكّة ويرعاها مقابل أجرٍ معلوم
ـ لما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – مرحلة الشباب كان يخرج مع عمّه أبي طالب في رحلاته التجاريّة إلى الشام وما حولها فاستطاع خلال فترةٍ قصيرةٍ أن يتعلّم فنون التجارة ويعرف مداخلها ، حتى أصبح من التجّار المعروفين وانتشر خبره بين الناس كما استطاع – صلى الله عليه وسلم أن يكتسب ثقة الناس من خلال صدقه وأمانته ، حتّى إنهم لقّبوه بالصادق الأمين .
ـ في مجال الحرب شارك النبي – صلى الله عليه وسلم - في الدفاع عن مكّة وهو ابن أربع عشرة سنة ، عندما أرادت هوازان الهجوم على الحرم واستباحة مقدّساته لقتال قريش ، واقتصرت مشاركته عندئذٍ على جمع السهام ومناولتها لأعمامه
ـ كان للنبي - صلى الله عليه وسلم – حضورٌ في الندوات والاجتماعات التي يعقدها قومه لبحث القضايا المهمة ، ومن ذلك دخوله فيما سمي بـ ( حلف الفضول) ، وهو عقدٌ تمّ بين مجموعةٍ من قبائل مكّة كان منها بنو هاشم وبنو عبد المطلب وبنو أسد وغيرها ، واتّفقوا على حماية المظلوم ونصرته ، ومواجهة الظالم مهما كانت مكانته وسلطته ، وقد مدح صلى الله عليه وسلم هذا الحلف وقال عنه : ( شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حُمُر النعم ، ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت) رواه أحمد .
ـ عندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – خمسة وثلاثين عاماً كان له دورٌ مهم في إعادة بناء الكعبة وتجديدها بعد أن تشقّقت جدرانها بفعل السيول والأمطار ، حيث شارك قومه في نقل الأحجار مع عمّه العباس بن عبد المطلب .
ـ لقد اختاره قومه ليكون حكماً بينهم بعد أن اختلفوا في وضع الحجر الأسود ، فأشار عليهم أن يبسطوا رداء ويضعوا الحجر عليه ، ثم تحمله كل قبيلة من زاوية ، ويتولى بنفسه إعادة الحجر إلى الكعبة ، وبذلك استطاع أن يمنع معركة كادت أن تقع بينهم

التمرين الثالث:
1ـ بشارات الأنبياء بمبعثه عليه الصلاة والسلام، فمن ذلك ما ورد في القرآن في قوله تعالى: (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (الصف:6)
2ـ بشارات أهل الكتاب من أخبار اليهود ورهبان النصارى، فقد روى الإمام أحمد من حديث سلمة بن وقش قال : كان لنا جار من اليهود بالمدينة فخرج علينا قبل البعثة بزمان فذكر الحشر والجنة والنار، فقلنا له : وما آية ذلك ؟ قال خروج نبي يبعث من هذه البلاد ـ وأشار إلى مكة ـ فقالوا متى يقع ذلك ؟ قال فرمى بطرفه إلى السماء ـ وأنا أصغر القوم فقال إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه ، قال فما ذهبت الأيام والليالي حتى بعث الله تعالى نبيه ، وهو حي ـ أي اليهودي ـ فآمنَّا به وكفر هو بغياً وحسداً.
3ـ قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى عليهما السلام ، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام) أخرجه أحمد بسند صحيح.
4ـ ما جاء في قصة حليمة السعدية حين أخبرت أنها لما أخذته من أمه، كثر اللبن في ثديها، ووجد زوجها اللبن في ناقته، وكثر اللبن في شياهها، إلى غير ذلك من الأمور التي خرجت عن مألوف العادة، وحصلت ببركة وجود النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم.
5ـ حادثة شق صدره -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربع سنين، فقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن أنس رضي الله عنه ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقةً وقال: هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم جمعه فأعاده إلى مكانه ) .

التمرين الرابع:
قصة بدء الوحي:
لما قربت أيام الوحي حبب الله إلى الرسول(ص) الخلوة فكان يختلي في غار حراء يتعبد فيه الليالي ذوات العدد ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها، وكانت عبادته على دين إبراهيم عليه السلام، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وكانت تلك الرؤيا الصادقة مقدمات الوحي. قيل مدتها ستة أشهر.
فلما تم له أربعون سنة جاء جبريل بالنبوة فكان عمره إذ ذاك أربعين سنة قمرية .
جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت:
"أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو بغار حراء فجاءه الملك فقال له أقرأ، فقال له ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني. فقال أقرأ. فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال أقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني ثالثة ثم أرسلني فقال أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق ، أقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع. فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي.فقالت خديجة: كلا واللّه ما يحزنك اللّه أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال لي ورقة يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أومخرجي هم؟ قال نعم. لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عودى، وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزراً .

التمرين الخامس:
كيفية نزول جبريل عليه السلام على الرسول صلّى الله عليه وسلم:
الحالة الأولى : يأتيه مثل صلصلة الجرس (صوت وقوع الحديد بعضه على بعض)، وهو أشده على الرسول صلّى الله عليه وسلم، لأن هذه الحالة انسلاخ من البشرية الجسمانية واتصال بالملكية الروحانية.
الحالة الثانية : أن يتمثل له الملك رجلاً، ويأتيه في صورة بشر وهذه الحالة أخف على الرسول صلّى الله عليه وسلم، لأنها عكس الحالة الأولى، فهي الملك من الروحانية المحضة إلى البشرية الجسمانية.
الحالة الثالثة: النفث في الرُّوْع (الإلقاء في القلب والخاطر) .
الحالة الرابعة: دوي النَّحْل(صوت النحل) .

التمرين السادس:
آثار الوحي ومظاهره على النبي صلى الله عليه وسلم:
1ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) [ القيامة: 16] ، قال:كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه… فأنزل الله عز وجل: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) [القيامة: 16-17]. قال ابن عباس في ( جَمْعَهُ ) : جمعه لك في صدرك. فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلّى الله عليه وسلم كما كان قرأ.
2ـ كان إذا نزل عليه --صلّى الله عليه وسلم - الوحي سُمع عند وجهه دويٌّ كدوي النحل. كان إذا نزل عليه -صلّى الله عليه وسلم - الوحي ثقل جسمه حتى يكاد يرضّ فخذه فخذ الجالس إلى جنبه.
3ـ كان إذا نزل عليه -صلّى الله عليه وسلم - الوحي بركت به راحلته ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن كان يوحى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب ، بِجِرانها(باطن عنق الناقة).