الملاحظات
سنـة أولـى ثانـوي :: تحضير نصوص الادب العربي , حلول تمارين الكتب المدرسية ’ بنك الفروض والاختبارات , حلول تمارين الرياضيات , حلول تمارين الفيزياء , حلول تمارين اللغة العربية , حلول تمارين الفرنسية , حلول تمارين الانكليزية .
2012-01-27, 12:34
#1
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 بحث عن الادب الجاهلي

السلام عليكم و رحمة الله
الادب الجاهلي:
هو أدب الفترة التي سبقت ظهور الاسلام بنحو قرن ونصف قرن، وليس معني ذلك أن تلك الفترة هي كل العصر الجاهلي، فالواقع أن العصر الجاهلي أطول من ذلك كثيرا،لكن الأدب الذي وصل إلينا عاش أصحابه قبل الإسلام بقرن ونصف قرن فقط،وضاع أدب السابقين عليهم؛لأن العصر الجاهلي لم يكن عصر تدوين،فقد كان الاعتماد علي الحفظ والرواية جيلا بعد جيل.ويشمل الادب في العصر الجاهلي فنّي القول: فن الشعر،وفن النثر
تعريف الشعر:
الشِّـعـْـرُ فنُّ العربية الأول، وأكثر فنون القول هيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب، خصوصًا في عصورها الأولى؛ لسهولة حفظه وتداوله. وقد شاركته في الأهمية بعض الفنون الأدبية الأخرى كالخطابة. وبعد تطور الكتابة وانتشارها واتصال العرب بغيرهم، دخلت بقية الفنون الأدبية الأخرى، المتمثلة في النثر بأشكاله المختلفة لتساهم جنبا إلى جنب، مع الشعر في تكوين تراث الأدب العربي.
الشعر في أيام العرب
كانت أحداث البيئة العربية عاملاً مهمًا في شحذ القرائح وتهييج العواطف وتحريك الدوافع في نفوس الشعراء لقول الشعر. فهم يقولونه قبل المعركة لإثارة الموتورين وتأليب الرجال ودعوة الحلفاء. ويقولونه في أثناء المعارك لتشجيع المنخذلين والخائرين. ويقولونه بعد المعركة ازدهاء بالنصر أو تسويفًا للهزيمة أو رثاءً للرجال الذين فجعت بهم القبائل. ولذا فإننا نطالع هذا الفيض الغامر من التراث الشعري المرتبط بأحداث الأيام. والشعر عند الجاهليين ينمو ويزدهر في أيام الحرب ويذوي ويضمر عند خمودها.
كان أكثر شعر الأيام الذي يقال في أثناء المعركة رجزًا، لما له من خفة تناسب جو المعارك، ولسهولة نظمه قياسًا إلى بحور الشعر الأخرى. وغلب على أراجيز المعارك القِصَر، إذ لا تعدو مهمتها أن تكون بث الحماسة في نفوس الرجال. ثم إن جو المعركة لا يسمح بالإطالة التي تشغل الرجال عن القتال. ومن أمثلة ما ارتجز به الشاعر الجاهلي أثناء المعركة قول امرأة من عجل في يوم ذي قار تحض آل بكر على قتال الفرس:
إن تَهْزِموا نعانق ونفرش النمارق
أو تُهْزَموا نفارق فراق غير وامق
أما الشعر الذي كان يقال عقب المعارك فقصائد مطولة متنوعة في بحورها وأغراضها. تستمد هذه القصائد صورها من مشاهد المدن والحرب والضرب، والكر والفر، والرماح المشرعة، والسيوف المسلولة. وقيل هذا الشعر في الحماسة والفخر والرثاء والمدح والهجاء والوعيد والتحذير والعتاب والاعتذار عن الهزيمة والحكمة.
اتسمت معاني هذا الشعر بما اتسمت به معاني الشعر الجاهلي من حيث إنها مستمدة من بيئة العربي الجاهلي محدودة العناصر. فهي تمثل مظاهر الطبيعة حوله من نهار وليل وجبل وسهل وحر وقر، وما حوله من حيوانات وطيور وأدوات يستخدمها في حياته البسيطة. وهذا الشعر بطبيعة الحال بعيد عن الخيال الخصب الذي يعكس الإحساس بصور متخيلة غير مرئية.
يقع أكثر الشعر العربي المنحول في الشعر الذي قيل في البيئة العربية؛ فقد اجتمع لها من الأسباب ما يسَّر انتحال شعرها. ومن هذه الأسباب:
1- لم يكن شعر الأيام مدوَّنًا شأنه في ذلك شأن الشعر الجاهلي عامة، وإنما اعتمد على الرواة الحافظين. وفي ذلك ما فيه من ضعف يعتري الحافظة البشرية.
2- ثم إن التعصب القبلي للرواة أسهم بباع طويل في هذا النحل بما يبعثه من دوافع إلى تحريف الأحداث واختلاقها وما يصاحبها من شعر.
3- أصبحت الأيام بفعل توالي العصور مادة قصصية يأنس الناس إليها، مما حدا بالرواة إلى تنسيق حوادثها لتغنى بجانب تشويقي يشبع لهفة السامع والقارئ، وانعكس ذلك على أشعارها.
حفلت المعلقات بذكر البيئة العربية، إذ إن شعراءها ينتمون إلى هذه القبائل المتنازعة، ومنهم من كان فارسًا شارك في معاركها. ومن أشهر ما ورد في المعلقات من شعر يتصل بالبيئة العربية ماجاء في معلقة زهير من ذكر لحرب داحس والغبراء ومدح للسيدين هرم بن سنان والحارث بن عوف اللذين أصلحا بين قبيلتي عبس وذبيان، يقول زهير:
يمينًا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبسًا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعًا بمال ومعروف من القول نسلم
أشهر أيام العرب
تشير المصادر إلى استحالة حصر البيئة العربية في عدد معلوم لكثرتها، وقد أشار بعضها إلى 1,700 يوم، وبعضها إلى 1,200 ، وبعضها إلى 75 يومًا. من أشهر هذه الأيام ما وقع بين العرب والفرس، وما وقع بين القحطانيين والعدنانيين، وما وقع من أيام داخلية بين القحطانيين أنفسهم أو العدنانيين أنفسهم.
أيام بين العرب والفرس. وقع بين العرب والفرس يومان هما: يوم الصفقة ويوم ذي قار، وأشهرهما يوم ذي قار.
يوم ذي قار حرب جرت بين العرب والفرس بعد ظهور الإسلام ولكن مصنفات الأيام تدخله ضمن البيئة العربية مع بعض ما وقع منها بعد البعثة كيومي الشيطين وسحبل لكونها محض حروب جاهلية في بواعثها. وتتلخص قصة هذا اليوم في أن كسرى سمع وشاية عن النعمان بن المنذر وأرسل إليه كتابًا يطلب فيه أن يُرسل إليه بعضًا من حرائر فتياتهم، فأبى النعمان ذلك. وطلب كسرى النعمان في المدائن فأيقن بالهلاك وسار حتى استودع أهله وأمواله هانئ بن مسعود من بني بكر بن وائل. قتل كسرى النعمان وبعث يطلب من هانئ بن مسعود ما خلَّفه النعمان عنده، فأبى هانئ ذلك. عزم كسرى على الإغارة على بني بكر ابن وائل فنصحه بعض مستشاريه من العرب أن ينتظر حتى الصيف حيث ترد بكر ماءً يقال له ذو قار ففعل كسرى. ولما حان الصيف ونزلت بكر بذي قار أتاهم جند كسرى مع حلفائهم من العرب، وخيَّرهم قائد الجند بين أن يعطوا ما بأيديهم أو يأذنوا بحرب. فاختاروا الحرب بعد ما جرى بينهم من مشورة. تقابل الجيشان، فخرج قائد من قواد كسرى يطلب المبارزة فبرز له يزيد بن حارثة من بني يشكر وشد عليه بالرمح فقتله. ثم تحرك رجال من بني بكر وكمنوا لجيش الفرس كمينًا في مكان يقال له الجبئ، ثم خرجوا عليهم وشدوا على قلب الجيش وولت بعض أحلافهم هاربة، وانهزم الفرس وتبعتهم بكر تقتلهم بقية يومهم.
تأثر العرب كثيرًا بهذا اليوم إذ إنه أول يوم تهزم فيه العرب الفرس، فقالوا فيه شعرًا كثيرًا، من أشهره قول الأعشى:
لما رأونا كشفنا عن جماجمنا ليعلموا أننا بكر فينصرفوا
قالوا البقية ! والهندي يحصدهم ولا بقية إلا السيف فانكشفوا
لو أن كل معدّْ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف
اشتهر عند العرب الجاهليين ثلاثة أسواق وهي: 1- سوق عكاظ 2- سوق مِجَنَّة 3- ذي المجاز .
لم تكن هذه الأسواق للتّجارة فقط ، بل كانت للتّحكيم في الخصومات والتّشاور في المهمّات وكانت أيضاً للمفاخرة والتحدّي بالشعر ومفاداة الأسرى . ومن أشهر المحكمين فيها النابغة الذبياني .
ساعدت على تقريب لهجات القبائل . على الأدب : أسهمت في ازدهار الأدب من خلال تجويد أدبهم لينالوا رضا الناس .

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2012-01-27, 12:35
#2
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205
الشعر الجاهلي
منزلته :
كان للشعر منزلة عظيمة ، وكان دور الشعر بارز في نشر أمجاد القبائل والإشادة بأحسابها ، ويسجل للأجيال مفاخرها .
أغراض الشعر الجاهلي :
أولاً : الفخر والحماسة :
هو ذكر المرء لخصال نفسه و قومه و التحدث عن حسن بلائهم و مكارمهم و رفعة حسبهم و نسبهم و شهرة شجاعتهم.و يكون الفخر بالشجاعة والكرم والصدق والعفاف .- لقول ساموال بن غريض بن عادياء الأزدري:
تعيرنا بأنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل
وما ضرنا أنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل.
-و قول عنترة بن شداد:
سَكَتُّ فَغرَّ أعدائِيَ السُّكوتُ وظنُّونِي لأهْلِي قد نَسيتُ
وكيف أنامُ عن ساداتِ قوْمٍ أنا في فضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيتُ
وإنْ دارتْ بهم خَيْلُ الأعاَدِي ونَادَوْني أجبْتُ متَى دُعِيتُ
بِسيفٍ حدُّه يزْجِي المنايَا ورُمْحٍ صَدرُه الحَتْفُ المُميتُ
خُلِقْتُ من الحَديدِ أشدَّ قَلْباً وقَد بَلِي الحديدُ وما بَلِيتُ
وفي الحربِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلاً ومن لَبَنِ المعَامِعِ قد سُقِيتُ
وَلي بيتٌ علا فلَكَ الثُّريَّا تخِرُّ لِعظمِ هَيْبَتِه البُيوتُ
ثانياً : الهجاء :
هو تعداد مثالب المرء و مساوئ قبيلته،و نفي المكارم و المحاسن عنه، و كانت العرب في بدء أمرها لا تفحش في هجومها،ثم أقذع فيه بعض إقذاع المحترفين بالشعر،و حاكاهم السفهاء في ذلك.وكان عفيفاً مهذّباً خالياً من السبّ والشتم. و تمثل في:
**********
الأعشى
ألَمْ تَرَوْا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ، * إنّ بَني قِلابَةَ القَلُوبِ،
أُنُوفُهُمْ مِالْفَخْرِ في أُسْلُوبِ * وَشَعَرُ الـأسْتَاهِ، بِالجَبُوبِ
يا رَخَماً قَاظَ عَلى يَنْخُوبِ * يُعْجِلُ كَفّ الخارِىءِ المُطِيبِ
أهْلُ النُّهَى وَالحَسَبِ الحَسِيبِ، * وَالخَمْرِ وَالتّرْيَاق وَالزّبِيبِ
**********
الذبياني
فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهلاً، * فإنّ مَظِنّةَ الجَهْلِ الشّبابُ
فكُنْ كأبيكَ، أو كأبي بَراءٍ، * توافِقْكَ الحُكومَةُ والصّوابُ
ولا تَذهَبْ. بحِلمِكَ، طامِياتٌ * مِنَ الخُيَلاءِ، ليس لـهُنّ بابُ
**********
إمرؤ القيس
أبْلِغْ بَني زَيْدٍ مَا لَقِيتَهُمْ وَأبْلِغْ * بَني لُبْنى وَأبْلِغْ تُماضِرَا
وَأبْلِغْ وَلا تَتْرُكْ بَني ابنَةِ مِنْقَرٍ * أُفَقِّرُهُمْ، إني أُفَقِّرُ نابِرَا
أحَنظَلَ لَوْ كُنتُم كِرَاماً صَبرْتُمُ * وَحْطْتُمْ وَلا يُلقَى التّميميُّ صَابِرَا
**********
تأبط شراً
أغَرَّكَ مِنِّي يَا بْنَ فَعْلَةَ عِلَّتِي * عَشِيَّةَ أَنْ رَابَتْ عَلَيَّ رَوَائِبِي
وَمَوْقِدُ نِيرَانٍ ثَلاثٍ فَشَرُّهَا * وأَلـأمُهَا إذْ قُدْتُهَا غَيْرَ عَازِبِ
سَلَبْتَ سِلاَحِي بَائِساً وَشَتَمْتَنِي * فَيَا خَيْرَ مَسْلُوبٍ وَيَا شَرَّ سَالِبِ
فَإنْ أَكُ لَمْ أُخُضِبْكَ فِيهَا فَإنَّهَا * نيُوبُ أَسَاوِيدٍ وَشَوْلُ عَقَارِبِ
وَيَا رَكْبَةَ الحَمْرَاءِ شَرَّةَ رَكْبَةٍ * وَكَادَتْ تَكُونُ شَرَّ رَكْبَةِ رَاكِبِ
**********
طرفة بن العبد
مِنَ الشّرِّ والتّبريحِ أوْلادُ مَعشَرٍ * كثيرٍ ولا يُعْطونَ في حادِثٍ بَكْرا
هُمُ حَرْمَلٌ أعْيَا على كُلّ آكِلٍ، * مُبِيرٌ، ولو أمْسى سَوَامُهُمُ دَثْرَا
جَمادٌ بها البَسْباسُ تَرْهُصُ مَعْزُها * بَناتِ اللّبُونِ والسّلاقِمَةَ الحُمرا
فما ذنبُنا في أنْ أداءَتْ خُصَاكُمُ، * وأن كنتُمُ في قوْمِكمْ مَعشراً أُدْرَ
عروة بن الورد
تمنّى غُربتي قيسٌ، وإنّي * لـأخشى،إن طحا بك، ما تقولُ
وصارَتْ دارُنا شَحطاً عليكم * وجُفُّ السيفِ كنتَ به تصول
عليكَ السلمُ، فاسلمها، إذا ما * أواكَ لـه مَبيتٌ، أو مَقيل
بأن يَعيا القليلُ عليك، حتى * تصيرَ لـه، ويأكُلك الذليلُ
فإنّ الحربَ، لو دارَتْ رحاها * وفاض العزُّ، واتُّبِعَ القليل
أخذتَ، وراءنا، بذُنابِ عَيشٍ * إذا ما الشّمسُ قامت لا تزُول
**********
لبيد بن ربيعة
رَبيعُ لا يَسُقْكَ نحْوي سَائِقُ * فَتطْلُبَ الـأذْحَالُ والحَقائِقُ
ويَعْلَمَ المُعْيَا بهِ والسّابقُ * ما أنتَ إنْ ضُمَّ علَيكَ المازِقُ
إلاَّ كشيىءٍ عاقَهُ العَوائِقُ * وأنتَ حاسٍ حسوَةً فَذائِقُ
لا بُدَّ أنْ يُغْمَزَ منكَ الفائِقُ * غَمزاً تَرَى أنّكَ منهُ ذارِقُ
إنّكَ شَيْخٌ خائِنٌ مُنافِقُ * بالمُخْزِياتِ ظاهِرٌ مُطابِقُ

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2012-01-27, 12:37
#3
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
افتراضي
ثالثاً : الغزل :
يسمى التشبيب و النسيب،و طريقه عند الجاهلين يكون بذكر النساء و محاسنهن و شرح أحوالهن من السفر فوق الجمال و إقامة في الخيام، ووصف الديار و الأطلال بعد مغادرتهن، و التشوق إليهن بحنين الإبل.و كانت تفتتح به القصائد لما فيه من لهو النفس،و ارتياح الخاطر،و لأن باعثه الفرد هو الحب، و هو السير في كل اجتماع إنساني.و أهل البدو أكثر الناس حبا لفراغهم و تلاقى قبائلهم المختلفة في المصاريف و المرابع. وأن المرأة كانت عفيفة مما زاد ولوع الرّجال بأخلاقها .وأن البيئة الصّحراوية لم يكن فيها ما هو أجمل من المرأة ،وكان عفيفاً رفيع المستوى يصوّر حياء وعفاف المرأة. هناك تشابه كبير بين تعاريف الغزل والنسيب والتشبيب، حتّى أنّ المؤرخين وكذلك النقاد اختلفوا على تعاريفها .
فمنهم من قال إنّها بمعنى واحد، ومنهم من اعترف باختلافها ولكن مع صعوبة التفريق بينها. إلاّ أنّ هناك من جعل الغزل خاصّاً بذكر الأعضاء الظاهرة في المحبوب، ثمّ بوصفها وبمدحها أيضاً، وجعل النسيب خاصّاً ببثّ الشوق وتذكّر ماضي الأيّام الخالية، وتمنّي التمتّع المقبل باللهو. أمّا التشبيب فقد توقفوا عنده لما فيه من اضطراب في المعالم؛ ففي تاج العروس عُرّف التشبيب أنّه ذكر أيّام الشباب واللهو والغزل.
لقد أفرط الجاهليّون في مدحها وأحبوا المرأة العظيمة الجسم.
- قال المراد بن المنقذ العدويّ:
قطف المشي قريبات الخطى ............ بدّنا مثل الغمام المزمخر
- كقول عمرو بن كلثوم في معلقته :
............ سمنت وطالت روادفها تنوء بما ولينا .
-يقول أمرؤ القيس:
غذائرها مستشذرات إلى العلى ............... تضّل العقاص في مثنى ومرسل.
- وكما قال:
وفرع يزيّن المتن أسود فاحما ................ أثيث كفتؤ النحلة المتعثكل.
وبتتبعنا لشعر الجاهليين نجد أنّ العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم، بل إلى السبط المتموّج. وربّما كانت المرأة العربية ترسل بعض الغدائر في مقدّمة رأسها حتّى قال سويد بن أبي كاهل اليشكريّ :
....... وقروناً سابقاً أطرافها .
وقد استحسن امرؤ القيس كثافة هذه القرون حتّى شبّه بها شعر فرسه حيث قال:
لها غدر كقرون النساء....
-قال زهير:
فأمّا ما فويق العقد منها ........... فمن أدماء مرتعها الكلاء
وأمّا المقلتان فمن مهاة ............ وللدرّ الملاحة والصفاء.
- وقال الأعشى:
ظبية من ظباء وجرة أدماء ........ تسف الكباث تحت الهدال.
- كعبيد بن الابرص :
وإنّها كمهاة الجوّ ناعمة ............ تدني النصيف بكفّ غير موشومة.
رابعاً : الوصف :
هو شرح حال الشيء و هيئته على ما هو عليه في الواقع، فالجاهليون في شعرهم وصفوا من الحيوان الابل،كما وصفوا الخيل في ضروب خلقها و أحوال سيرها ، و من أشهرهم في ذلك امرؤ القيس و أبو داود الإيادي، كما وصفوا السباع و جوارح الطيور وغيرهامن الهوام،كما وصف بعضهم أحوال الطبيعة من رياح و أمطار و سحب، و هو ما نجده في الشعر عبيد بن الأبرص،و باب الوصف عند العرب أكبر فنون الشعر.و هو وصف كل ما يحيط خيمة البدوي من ليل ونجوم وصحراء وجبال وخيل وإبل وأمطار وغيرها.منها:
وبيداء مــــــرت ليس لسالك يمــــــــــــــر بها الا ضباب وعنظب
تعسفتها والليل قد صبغ الربى بوجناء تطفو في الظلام وترسب
-و النابغة الذبياني:
كليني لهم يااميمــــــــة ناصب وليــل اقاسيــــه بطئ الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض وليس الذي يرعى النجوم بآيب.
خامساً : المدح :
هو الثناء على ذي شأن بما يستحسن من الأخلاق النفسية كرجاحة العقل و العدل و العفة و الشجاعة،و أن هذه الصفات عريقة فيه و في قومه، و تعداد محاسنه الخلقية كالجمال و بسطة الجسم.و شاع المدح عندما ابتذل الشعر و اتخذه الشعراء مهنة،و من أوائل مديحهم زهير و النابغة و الأعشى.
-امرؤ القيس
مَنَعتَ اللّيثَ من أكلِ ابنِ حُجْرِ * وَكادَ اللّيثُ يُودِي بِابنِ حُجْرِ
مَنَعْتَ فَأنْتَ ذُو مَنٍّ وَنُعْمَى * عَلَيَّ ابنَ الضَّبَابِ بحَيثُ نَدْرِي
سَأشْكُرُكَ الّذِي دَافَعْتَ عَني * وَمَا يَجْزِيكَ مِني غَيْرُ شُكْرِي
فَمَا جَارٌ بِأوْثَقَ مِنْكَ جَاراً * وَنَصْرُكَ للفَرِيدِ أعَزُّ نَصْرِ
سادساً : الرّثاء :
و هو تعداد مناقب و مزايا الميت،و إظهار التفجع و التلهف عليه،و استعظام المصيبة فيه.و من عادات الجاهلية في الرثاء كما قال ابن رشيق في كتابه "العمدة" ضرب المثال بفناء الملوك العظام،و الممالك الكثيرة،و الأمم القوية و الوعول الممتعة في أقاصي الجبال، و بالناور و العقبان و الحيات لبأسها و طول أعمارها.و من خصائصه: صدق العاطفة،رقة الإحساس والبعد عن التهويل والكذب ويتحلّى بالصبر والجَلَد .كقول الخنساء:
ما بال عينيك منها دمعها سرب اراعها حزن أم عادها الطرب
أم ذكر صخر بعيد النوم هيجها فالدمع منها عليه الدهر ينسكب
يا لهف نفسي على صخر إذا ركبت خيل لخيل تنادي ثم تضطرب
قد كان حصنا شديد الركن ممتنعا ليثا إذا نزل الفتيان أو ركبوا
أغر أزهر مثل البدر صورته صاف عتيق فما في وجهه ندب
يا فارس الخيل إذا شدت رحائلها ومطعم الجوع الهلكى إذا سغبوا
سابعاً : الاعتذار :
هو إبعاد الشاعر التهمة عنه،و الترفق في الاحتجاج على براءته منها،و استمالة قلب المعتذر إليه، و النابغة الذبياني في الجاهلية فارس هذه الحلبة.و تمثل في:
ثامناً : الحكمة :
تأتي الحِكَم في بعض أبيات النص ، وتمتزج بالإحساس والعاطفة المؤثرة .مثل:
قد قيل ما قيل إن صدقا و إن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيلا
و أكذب النفس إذا حدثتها أن صدق النفس يزري بالأمل
إذا المرء لم يدنس من لؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
و من لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم و من لا يظلم الناس يظلم
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه فليس على شيء سواه بخزان
و لست بمستبق أخا لا تلمه على شعث و أي الرجال المهذب
رواية الشعر الجاهلي وتدوينه :
وصل إلينا الشعر الجاهلي عن طريق الرواة الذين حفظوا الشعر من الشعراء ، فيحفظها الراوي ويذيعها على الناس وهكذا إلى أن جاء عصر التدوين ، حيث ظهرت جماعة سموا ( الرواة ) ومن أشهرهم : حمّاد بن سَلَمة ، خلف الأحمر ، أبو عمرو بن العلاء ، الأصمعي ، المفضّل الضبّي ، وعُرِف عن ( حمّاد وخلف ) الكذب فاشتهرا بالانتحال حيث أصبح الشعر تجارة بالنسبة لهما ، ومن أشهر الكتب التي جُمِع فيها الشعر الجاهلي : ( الأصمعيّات ) للأصمعي ، و ( المفضلـيّات ) للمفضّل الضبّي ، و ( طبقات فحول الشعراء ) لمحمد بن سلاّم الـجُمَحي
المعلقات :
وهي قصائد ممتازة من أجود الشعر الجاهلي ، وسمّيت بالمعلقات :
1- تشبيهاً لها بعقود الدرّ التي تُعلّق على نحور النساء الحسان .
2- وقيل لأنها كُتِبَت بماء الذّهب وعُلِّقَتْ على أستار الكعبة .
3- وقيل لأنها سريعة التعلّق في أذهان الناس فحفظوها ، وهذا الرأي هو الأصح .
شعراء المعلقات:
- معلقة زهير بن أبي سلمى. – معلقة امرؤ القيس.
- معلقة النابغة الذبياني. – معلقة عنترة بن شداد.
- معلقة طرفة بن العبد. – معلقة لبيد بن ربعة العامري.
- معلقة الأعشى. – معلقة عمرو بن كلثوم.
- معلقة حارث بن حلزة. – معلقة عبيد بن الأبرص.
نهج القصيدة العربية :
أكثر القصائد الجاهلية تبدأ بالبكاء على الأطلال ليتغزّل الشاعر بـحبيبته ، ثمّ ينتقل إلى وصف الطّريق الذي قطعه ، ثمّ يصف النّاقة أو الفرس ، ثمّ يـتّجه إلى الغرض الرئيسي المقصود من فخر أو حماسة أو مدح أو هجاء …
خصائص الشعر الجاهلي :
أ‌- خصائص الألفاظ :
1- تميل إلى الخشونة والفخامة .
2- خالية من الأخطاء ، والألفاظ الأعجميّة لأنـّهم لم يختلطوا بغيرهم .
3- تخلو من الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة .
4- تميل إلى الإيجاز .
ب‌- خصائص المعنى :
1- تخلو من المبالغة الممقوتة .
2- بعيدة عن التعقيد .
3- غالباً تقوم على وحدة البيت لا وحدة القصيدة .
4- منتزعة من البيئة البدوية .
5- الاستطراد .
ج- خصائص الخيال :
1- واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة .
2- صور الشعر الجاهلي تمثّل البيئة البدوية .
3- صور الشعر الجاهلي ليست متكلّفة .
4- الصّور الجاهلية تعتمد على الطابع الحسّي .
تعريف النثر:
يعرف النثر الأدبي بتعريفات متعددة إلا أن أوضحها التعريف التالي :
(( التعبير عن الأفكار والعواطف والانفعالات بكلام جميل لا يتقيد بالوزن ولا القافية ))
فهو كلام يعبر عما يجيش في نفس الإنسان من أفكار وخواطر ومشاعر وانفعالات , وهذا الكلام يستخدم لغة أدبية ويستخدم الخيال الذي يولد الصورة الفنية الرائعة التي تعبر عما يجول في فكر الإنسان , إلا أن هذا الكلام لا يكون له وزن ولا قافية مثل الشعر.
عرف العرب النثر في جميع عصورهم وعني به كبار كُتابهم وأدبائهم، وكانوا يهدفون من ورائه إلى التأثير في نفوس السّامعين والقُرّاء، ومن هنا كان اهتمامهم بالصياغة وجمال الأسلوب.
لم تصل إلينا وثائق تثبت أن العرب عرفوا في الجاهلية الرسائل الأدبية، كما عرفوا الشعر وأبدعوا فيه، وبالرغم من عدم وجود تلك الوثائق، فمن الأرجح أنه كانت للجاهليين ألوان مختلفة من النثر، كالقصص والأمثال والخطابة، فقد شُغف العرب بالقصص وساعدتهم على ذلك أوقات فراغهم الطويلة، وكثيرًا ما كانوا يجتمعون في الليالي للأنس والسمر وقص القصص، وكان معظم تلك القصص يدور حول أيام العرب وحروبهم وما وقع فيها من بطولات وانتصارات.
كان النثر في الجاهلية يسيرًا، وكذلك كان شأنه في العصر الأمويّ، أمّا في العصر العباسي، فقد تطوَّر النثر تطورًا كبيرًا. فعندما تدفقت ثقافات اليونان والفرس والهند، كان على العربية أن تستوعب كلَّ ذلك، وتُعبِّر عنه، كما قام علماء العربية بوضع العلوم الشَّرعيِّة واللغوية، وتمكن النثر العربي من حمل العلوم والفلسفة والآداب، في يسر وسلاسة. وقد أدَّى ذلك إلى تطور النثر في ألفاظه وصوره وتراكيبه ومصطلحاته وأساليبه وأفكاره، وظهرت جملة من أعلام الكُتّاب على رأسهم: ابن المُقفَّع، وسهل ابن هارون وابن الزيات، والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم.

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2012-01-27, 12:38
#4
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
افتراضي
مظاهر الحياة الأدبية للعرب في العصر الجاهلي
إن الباحث ليفاجأ حين يحاول ولوج بنية العادات والتقاليد الجاهلية، من خلال الكتب، ففي كل منحنى ثمة عادة أو تقليد، يشكلان كوَة نجاة للفرد والجماعة إزاء صعوبات جمة قد تعترض سبل حياتهم.
ولعل الخطوة المنهجية الأولى التي يجدر البدء بها، هي محاولة التفريق بين مفهومي العادة والتقليد في سياق عملنا. والأمر شاق دونه خرط القتاد، نظرا للتماس بين عناصر السلوكين الفردي والجماعي من جهة، واختلاط الدلالات والرموز والوظائف الاجتماعية بعضها ببعضها الآخر، من جهة أخرى؛ فضلاً عن أن الأبحاث الأكاديمية، في هذا المجال، تتسم بالإبهام والغموض في مجملها، خلا لمعات قليلة مبثوثة في شذرة هنا، أو في شذرة هناك، لا تفي بغرض الباحث في هذا المضمار.
والسمة الغالبة للآراء في العادات و التقاليد، هي سمة الخلط وعدم الوضوح. يقول 'سابير': «العادات الاجتماعية، مصطلح يستعمل للدلالة على مجموعة الأنماط السلوكية، التي تحتفظ بها الجماعة مَعْلَماً تقتفي آثاره تقليدياً» .
ويقول جبلين: «العادات الاجتماعية، هي سلوك متكرر، يُكْتَسَب ويُتَعَلَم ويمارس ويتوارث، اجتماعياً» .
ويقول لَمْبِرْج عن التقاليد:«إنها الذكريات والتقارير الشفوية، للعادات والأعراف القديمة، وللتجارب الماضية التي مرت بها الجماعة» .
أما إبراهيم مذكور، فقد حاول التفريق بين دلالتي العادات والتقاليد، بقوله: «العادات السلوك المكتسب، الذي يشترك فيه أفراد شعب معين، وتعد هذه العادات معايير ينظر إليها، على أنها ذات قيمة اجتماعية من شأنها أن تحدث رد فعل في المجتمع، يتمثل في الفزع والاستهجان والاستياء والاشمئزاز؛ الأمر الذي يبرر توقيع جزاءات، على المخالف الذي يتعدى حرمها»1.
وقعات وغارات ومعارك دارت بين العرب في العصر الجاهلي تناقل الرواة قصصها مع ما صحبها من أشعار. دارت معارك هذه الأيام بين قبائل العرب فيما بينها، وقليل منها دار بين الفرس والعرب. أكثر هذه الأيام وقع بين العدنانيين (عرب الشمال) بسبب شح موارد الصحراء. غير أنهم في بعض الأحيان أحسوا وطأة القحطانيين (عرب الجنوب) عليهم فناهضوهم في معارك سجلتها البيئة العربية.
ليست البيئة العربية في العصر الجاهلي محض وثائق عسكرية تتحدث عن وقعات حربية، وتصور روحًا قتالية مستمرة، ولكنها ذات محتوى درامي ورسالة أدبية ووظيفة ملحمية تكتسبها من الصوت الإبداعي المنبثق من وجدان الأمة العربية.
تورد بعض المصادر المعارك التي خاضها الرسول ³ضمن البيئة العربية. ويقسِّم بعضها البيئة العربية إلى أيام قبل الإسلام وأيام بعد الإسلام. غير أن المعارك الإسلامية غلب عليها وصف المغازي. وتناقش هذه المقالة البيئة العربية في الجاهلية من حيث احتواؤها على تفاصيل المعارك والأحداث التاريخية ومن حيث قيمتها الأدبية بما اشتملت عليه من الروايات المتناقلة نثرًا، وسير أبطالها الملحمية التي تمثل جانبًا مهمًا في بنية الشخصية العربية الجاهلية.
يرى بعض الباحثين أنه لا يصح للمؤرخ المحقق الاعتماد على البيئة العربية مصدرًا من مصادر التاريخ الجاهلي، ذلك أن أحداثها مظنة للشك بسبب رواياتها المتناقلة شفاهة. ثم إن للرواة من الغرض والهوى ما يدفعهم لتفضيل بعض القبائل المتنازعة على بعض بحكم انتمائهم العصبي. ولكن هؤلاء الباحثين لا ينكرون أن لها من الفائدة التاريخية نصيبًا يتمثل في إشاراتها إلى طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين العرب وغيرهم من الأمم كالفرس والروم والعرب فيما بينهم.
أكثر البيئة العربية غارات تقع في يوم واحد وقليلاً ما استمرت المعارك أكثر من يوم واحد، ولكن بعض الأيام استمرت معاركها إلى عشرات الأعوام مثل أيام داحس والغبراء وأيام البسوس. واشتملت هذه المعارك على عدة أيام مشهورة بين أيام القتال فيها، وكانت تتخللها فترات من الترقب ـ قد تطول ـ بين معركة وأخرى.
ويعني اليوم النهار دون الليل إذ كانوا يتوقفون عن القتال في الليل ليعاودوا الاقتتال غداة اليوم التالي. وكان من عادة الجاهليين الإغارة صباحًا وقليلاً ما دارت المعارك ليلاً. ومن أشهر صرخاتهم " يا سوء صباحاه" يصيح بها الصريخ في قومه إعلامًا بزحف الأعداء نحوهم.
النثر الجاهلي:
عرف الجاهليون نثرا كثيرا ظل شفهيا طويلا طوال القرن الأول للهجرة، وصل إلى درجة كبيرة من الإتقان. و من مظاهره: الخطابة، الحكم ، الوصايا، و سجع، الكهان،إلا أن أكثره فقد لعدم تدوينه،فقل المروى منه،و لا يمكن بأي حال أن تبلغ قريش في جاهليتها،ما بلغته من التقدم التجاري و يكون لها اتصال باليمن و الشام و العراق و فارس و لا يكون لها نثر كالذي أشرنا ،و حسبك أن في القرآن إشارات عديدة إلى حياة مكة و المدينة الاقتصادية و الاجتماعية، و منه فقد كانت التجارة عاملا من عامل الإبداع الأدبي.
مظاهر النثر الجاهلي:
الأمثال و الحكم:
لقد عنيت العرب بالأمثال و الحكم شعرا و نثرا و هي تتسم بالجودة و الصقل و التحبير و يطمئن كثيرا من الدارسين و أهل الأدب إلى صحتها نظرا لما حضيت به من عناية و يمكن لها أن تعطي فكرة عن صورة النثر أنذاك. و المثل إسم جامع لنوع من الكلام و هو يختلف عن الحكمة لأن الحكمة تفيد أمرا واحدا و هي النصح و الإرشاد و الامر،أما المثل فيفيد معنيين: معنى ظاهرا و الآخر باطنا.فالأول: حدث من أحداث التاريخ،و الثاني: يمتزج مع الحكمة و يلتقي معها في المؤدى.و مازال الحكماء و الأدباء يضربون للناس الأمثال،و يبينون للناس تصرف الأحوال بالنظائر و الأشباه و الأشكال،و يرون هذا النوع من القول انجح مطلبا،و أقرب مذهبا.مثل:
إن البغاث بأرضنا يستنير،إذا عز أخوك فهن،الحديث ذو شجون،ما يوم حليمة بسر،وراء الأكمة ما ورائها،عند الصبح يحمد القوم السري،هدنة على دخن.
و مما تمثل به على لسان الحيوان:
في بيته يؤتي الحكم،تلذع العقرب و تصيء: ورد على لسان الضب.كيف أعاودك و هذا أثر فأسك :ورد على لسان الحية.و هكذا تصبح الأمثال ميزان به رقي الشعوب و انحطاطها و أدبها و لغتها.
السجع:
يعتبر أهل العرب السجع مرحلة بدائية،من مراحل الشعر مرحلة تركها الشعر وراءه عندما سار في سلم النطور،و يعتقدون أنه أقدم صورة من صور التعبير الشعري في العربية،إذ يسبق الأراجيز و القصائد،و يعده القدامى قسيما للنثر و فنا قائما بذاته،و قد عرفوا منه نوعا اتصل بالحياة الدينية و بالكهانة بالذات و يسمى سجع الكهان،و ميز أهل البلاغة بين السجع الذي ورد بلغة الكهان على أساليب يستقبحها أهل اللغة لغرابة ألفاظها و ركاكة تركيبها،و يحبذ أهل البلاغة أن تكون الفواصل في كلام العرب على وزن واحد،إذا لم يمكن أن تكون على حرف واحد،حتى يقع ذلك التعادل و التوازن بين أقسام الكلام و فقره.
لقد كان السجع فنا من فنون القول و الدعاء عند الجاهليين،و الصلوات بطبيعتها تحتاج إلى لون من الفن يتمثل في السجع،لأن فيه إستجابة للموسيقى الوجدانية في قلوب المتبتلين،ولا يقصد به المجانسة اللفظية و إنما يقصد به صدق المعنى و موافقته للفظ.

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2012-01-27, 12:39
#5
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
افتراضي
الخطابة الجاهلية:
عرف العرب الخطابة و هي لون آخر من ألوان اللسن و البيان ازدهر على أيدي العرب في الجاهلية ازدهارا كبيرا و الخطابة في ترتيب أجزائها اقرب إلى المنطق منها إلى الشعر.و قد ارتبط هذا الفن بحياة العرب الاجتماعية،من منفرات و مفاخرات فهي:في إصلاح ذات البين،و إطفاء ثائرة الحرب و حمالة الدماء و التسديد للملك و التأكيد للعهد و في عقد الأملاك،و في الدعاء إلى الله...و في الإشادة بالمناقب و لكل ما أريده و نشره و شهرته في الناس إلا أن هذا اللون من الخطابة زال من حياة العرب بظهور الإسلام الذي نبذ التفاخر و التكاثر بالأحساب و الأنساب.و من خطباء العرب،قس بن ساعد: المضروب به المثل في البلاغة و الحكمة و الموعظة الحسنة،كان يدين بالتوحيد و يؤمن بالتوحيد و يؤمن بالبعث و يدعو إلى نبذ الأوثان و كان مهذب الألفاظ قوي التأثير يبتعد عن الحشو و اللغو في كلامه .و من خطباء العرب،لبيد بن ربيعة و هرم بن قطبة الفزاري و عمرو بن كلثوم و ضمرة بن ضمرة وقيس بن عاصم و عمرو بن الأهتم خطيب زمانه،و اكتم بن صيفي المشهور بقلة المجاز و حسن الإيجاز و كان يكثر الأمثال و لا يلتزم السجع و يميل إلى الإقناع و يعتمد على التأثير يقول:
"إن أفضل الأشياء أعاليها،و أعلى الرجال ملوكهم،و أفضل الملوك أعمها نفعا،و خير الأزمة أخصبها و أفضل الخطباء أصدقها ،الصدق منجاة،و الكذب مهواة،و الشر لجاجة،و الحزم مركب صعب،و العجز مركب و طيء،آفة الرأي الهوى،و العجز مفتاح الفقر،و خير الأمور الصبر،و حسن الظن ورطة." على أن هذه الخطب و أمثالها مما وصلنا عن العرب الجاهليين قليل بالمقارنة إلى ما ضاع من منثور كلامهم و نحن عندما نقرأ ما يسمى بخطب الجاهليين فإننا نتصور هذه الخطبة،التي رقى شأنها، تصورا مقاربا ليس دقيقا،و كل هذا يعطينا فكرة لا يستهان بها في نظرنا عن النثر الجاهلي.
الوصايا:
و هي خلاصة موجزة عن حياة الإنسان المليئة بالتجارب و الخبرة و الحنكة و المراس و المران وهي آخر ما يقدمه المرء لأبنائه و ذويه في حياته أو نهايته،بعد أن اختبر الحياة بكل ما فيها من حلو ومر.
و قد وردت الوصية عند العرب من الشعر و النثر معا و اشتهر بها حكماء من عرب الجاهلية منهم ذو الإصبع العدواني و أوس بن حارثة و قيس بن عاصم المنقري ومما يؤثر عنه وصيته لأبنائه يقول:" يا بني أحفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني،إذا مت فسودوا كباركم،و لا تسودوا صغاركم، فيسفه الناس كباركم،و تهونوا عليهم،و عليكم بإصلاح المال،فإنه منبهة للكريم،و يستغني به عن اللئيم، و إياكم و مسألة الناس،فإنها شر كسب المرء.
و للوصية هدف تربوي ترمي إليه،يتصل بحياة الأفراد والجماعات وهو فعل الرغائب،و اقتناء المحامد،و التبصر في العواقب و التروي عند الحوادث و يكثر ذلك من الحكماء و الكهتذان لعامة الناس.و من الأباء للأبناء لصالح خيرهم ليحسنوا تدبير أمورهم لأن الآباء لا يدومون لأبنائهم .و من أحسن ما ورد عن الوصايا ما خاطب به مروان بن زنباع العبسي قومه:
" يا بني عبس احفظوا عني ثلاثا: اعلموا أنه لم ينقل أحد إليكم حديثا،إلا نقل عنكم مثله،و إياكم و التزويج في بيوتات السوء،فإن له يوما ناجثا و استكثروا من الصديق ما قدرتم،و استقلوا من العدو فإن استكثاره ممكن".
بالتوفيق

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2012-05-26, 20:19
#6
الصورة الرمزية أم عبد النور
أم عبد النور
:: عضوية شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jul 2011
العمر : 20 - 25
الجنس : انثى
المشاركات : 4,704
تقييم المستوى : 17
أم عبد النور غير متواجد حالياً
افتراضي
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
الكثيرون يسألونني عن انتمائي وأقول أن انتمائي لوطني
ووطني هو كل شبر فوق سطح الارض يرفع فيه الآذان
2013-04-23, 15:04
#7
مجموعه فاي
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Apr 2013
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 1
تقييم المستوى : 0
مجموعه فاي غير متواجد حالياً
افتراضي
شكرا يعطيك الف عافيه
2013-12-28, 14:13
#8
الصورة الرمزية سندس
سندس
:: عضو مبدع ::
تاريخ التسجيل : Jan 2012
الجنس : انثى
المشاركات : 754
تقييم المستوى : 13
سندس غير متواجد حالياً
افتراضي
ربي يخليك خويا خليفو والله سلكتنا
قال تعالى : { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله } إلى صاحب الموضوع يا من صاح الورد بشذاك ، وعطرت أركان مناك نشكر ونهدي لك باقة من الامنيات والاماني ، فبارك الله لك جهودك وسدد بالخير والعطاء دربك
اختكم سندس



مرة مزطول شاف برج عالي قال:
سبحان الله
مشا شوية زاد شاف كاباري قال :
استغفر الله
زاد مشا شوية زاد مشا شوية لقا مجنون قدامو قال:
§الحمد لله
ومن بعد شاف مسجد قال:
الله اكبر
من بعد زاد مشا شوية شاف زوج متخاصمين قال :
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العضيم
شفت كيفاش خليتك تذكر ربي بلا ما تفيق وربحنا حسنات
ياو مينفع معاكم غير هذو العفايس
لازم مزطول في موضوع هههههههههه

2014-01-21, 14:39
#9
yousofi
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Jan 2014
العمر : 30 - 35
الجنس : انثى
المشاركات : 1
تقييم المستوى : 0
yousofi غير متواجد حالياً
افتراضي
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
2014-01-21, 17:46
#10
الصورة الرمزية نور²
نور²
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Sep 2011
العمر : (غير محدد)
الجنس : انثى
المشاركات : 1,991
تقييم المستوى : 14
نور² غير متواجد حالياً
افتراضي
أحسَن بحْث قُمتُ بهِ منذُ بدآيتي فِي الدّرآسة

گآن علَى الْعَصر الْجـآهلِي

رآئعْ

لسسستْ احـآوِل -آلآنتحــآرٍ
،،، فقط فضولي /اشغلني
(حين انضر الى الاسفل و ارفع قدمي للفراغ)
من سيقول و عيناه تذرف دموعا...ارجووكِ لا تفعلي

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث حول المظاهر العقلية في العصر الجاهلي للسنة الأولى ثاناوي alrai3a سنـة أولـى ثانـوي 39 2023-12-13 17:45
تحضير درس وصف البرق و المطر في الادب لسنة اولى ثانوي (ادبية) Tassilialgerie تحضير نصوص اللغة العربية للسنة الأولى ثانوي 6 2018-10-23 23:00
ااعلمك الادب ام اتعلم منك قلة الادب!!!! wissam_boubi قسـم الثقافة الجزائرية 6 2013-08-11 19:49
الاية التى ابكتنى واذرفت دمعى ملاك القدس طاسيلي الإسلامي 12 2012-11-03 18:48
فتتاح قسم جديد : منتدى الادب والثقافة Tassilialgerie منتدى الترحيب والتهاني 8 2011-12-19 22:15

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 17:58
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)