الملاحظات
شعبة ادب وفلسفـــة :: تحضير بكالوريا شعبة اداب و فلسفة
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2014-06-02, 20:08
#1
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
B10 مقالات فلسفية حول الذاكرة والخيال - شعبة اداب وفلسفة
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقدم لكم موجموعة من المقالات الفلسفية تتمحور حول : الذاكرة والخيال
فهرس المقالات موجودة في هذا موضوع :

1- أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة " إن الحاجة هي أم الاختراع "
2- إذا كنت أمام موقفين متعارضين أحدهما يقول الذاكرة مرتبطة بالدماغ والأخر يقول الذاكرة أساسها نفسي
وطلب منك الفصل والبحث عن الحل فما عساك تصنع؟
3- مقالة باستقصاء بالرفع : فند القول التالي "النسيان سلبي"
4- مقارنة : إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية، فما مدى علاقته بالذاكرة ؟
5- مقالة جدلية : هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية؟
6- مقالة جدلية : هل ترجع عملية الإبداع إلى شروط نفسية فقط ؟
7- مقالة جدلية : هل الإبداع من طبيعة نفسية أو اجتماعية ؟
8-
مقالة جدلية حول الذاكرة : الذاكرة حادثة بيولوجية ام الذاكرة حادثة فردية ؟
9-
هل يعود الإبداع إلى عوامل نفسية أم اجتماعية ؟

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
التعديل الأخير تم بواسطة Tassilialgerie ; 2014-06-02 الساعة 20:28
2014-06-02, 20:09
#2
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة " إن الحاجة هي أم الاختراع "
نص السؤال :
1- أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة " إن الحاجة هي أم الاختراع "

2- إذا افترضنا الأطروحة إن الحاجة هي أم الاختراع " فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبينها فما عساك تصنع ؟
الطريقة: استقصاء بالوضع

طرح المشكلة:
يعتقد الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس أن الإبداع هو نتاج تفكير فردي واعي غير أن هناك من يرى أن الحاجة هي أم الاختراع وتبدو هذه الأطروحة التي تضمنها نص السؤال صحيحة لا نشك فيها ولكن تأييدها المطلق بها يلزمنا بتقديم البرهان فما هي الأدلة والبراهين التي تؤكد صحتها ؟

محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة : ينطلق أنصار هذا الموقف من فكرة مفادها أن الحاجة هي أم الاختراع ومن مسلمات هذا الموقف أن الإبداع هو ظاهرة اجتماعية أي أن العوامل الاجتماعية هي المتحكمة والمسئولة عن ظاهرة الإبداع .
ولتدعيم موقفهم اعتمدوا على جملة من الحجج نذكر منها :
إن الوضع الاجتماعي هو الذي يسمح أولا يسمح بالإبداع .
إن المسائل التي يريد المخترع معالجتها لا تتولد إلا في وسط اجتماعي بلغ درجة معينة من التطور الاقتصادي والعلمي حيث يقول جاك بيكارد "لا يمكن حصول كشف علمي أو اختراع جديد إلا إذا كانت حالة العلم تسمح به فإذا سمحت بذلك تولد الاختراع ونمى بالضرورة " وقد أكد على هذه الفكرة الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي اميل دوركايم حيث يرى أن الإبداع في شتى المجالات يرجع إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشها المبدع ذلك أن الفرد إلا عجينه في يد المجتمع الذي يوفر له قاعدة الانطلاق في عمله الإبداعي .
فالإنسان لا يبدع من العدم وإنما يبدع انطلاقا مما تقدمه البيئة وما تفرضة من مشاكل والدليل على ذلك أن تاريخ العلوم يؤكد أن بعض الاختراعات تأخرت عن الظهور وإذ كانت مهيئة لذلك منذ مدة طويلة
ومن جهة أخرى نجد تشابها بين الاختراعات التي تعود إلى نفس العصر "لينتز"مثلا أبدع حساب اللامتناهيات في نفس الوقت التي ابتدعها نيوتن رغم أن هذا الأخير كان في انجلترا ولينتز كان في ألمانيا ولم يطلع أحدهما على بحوث الأخر كذلك بالنسبة للهندسات اللااقليدية التي وضعها كل من الروسي "لو تيشفيسكي" والألماني "ريمان" حيث لم يبع هؤلاء نفس المعارف لأن إلهاما واحدا نزل عليهم وإنما أبدعوا لأن حالة العلم بلغت درجة معينة تحتم التساؤل والتعبير حيث يقول لوروا "ليس هناك أجيال تلقائية ليس هناك عبقري دون سابق أو بدون تعلم أو مدرسة خاصة " فالمخترعون الممتازون تتلمذوا على أيدي أساتذة ، كما أن الاختراعات التكنولوجية والاكتشافات العلمية ليست من إنتاج مخترع واحد مهما كانت عبقريته إنما هي نتاج عمل مستمر للعديد من العلماء انشغلوا لفترات متعاقبة من الزمن وأمكنة مختلفة وهذا ما أكده أحدهم أن آلة النسيج مثلا هي تركيب حوالي ثمان مئة اختراع .
كما أن المبدع كفرد اجتماعي يتأثر بحاجات مجتمعه ومشاكله فينكب عليها محاولا إيجاد الحلول المناسبة لها فكل إبداع يشهد على روح العصر وحاجته حيث يقول باستور : إن الأفكار الخصبة هي ثبات الحاجة

عرض خصوم الأطروحة :
يذهب بعض الفلاسفة إلى اعتبار الإبداع ظاهرة خاصة توجد لدى بعض الأفراد دون غيرهم لأن الأحوال النفسية والعقلية من ميول ورغبات واهتمام ومواهب وقدرات عقلية هي التي تدفع بالفرد إلى الإبداع بدليل أن العباقرة يمتازون بخصائص وقدرات نفسية وعقلية تمكنهم من تجاوز ما يعجز عنه الآخرون .
نقد خصوم الأطروحة:
إن الإبداع ليس مجرد إلهام مفاجئ يحضى به بعض الأفراد بل هو ظاهرة اجتماعية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية التي يأخذ منها المبدع مادته هذا من جهة ومن جهة أخرى أن الفرد لا يمكن عزله عن البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها .
الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية :
أعتقد أن الإبداع لا يعود إلى عوامل فردية بل يعود إلى عوامل اجتماعية إما أن يعود الإبداع إلى عوامل نفسية أو اجتماعية لكنه لا يعود إلى عوامل نفسية إذن فهو يعود إلى عوامل اجتماعية .
ذلك أن الواقع والتاريخ يؤكد أن معظم العباقرة المخترعين كان الفضل في إبداعهم يعود إلى البيئة الاجتماعية التي عاشوا فيها وكمثال على ذلك الرقي والتطور والازدهار التي عرفته الدولة الإسلامية في ظل الدولة العباسية حيث كانت البيئة الاجتماعية تساعد على الإبداع وهذه الفكرة تؤكدها المدرسة الاجتماعية حيث يقول دور كايم "إن الإبداع في شتى المجالات يرجع للظروف الاجتماعية التي يعيشها المبدع".
حل المشكلة:
ومما سبق نخلص إلى أن الأطروحة صحيحة وقابلة للدفاع والتبني وهذا ما تؤكده المشاكل التي نعيشها والتي كانت سببا رئيسيا ومباشرا للإبداع وهذا ما نلمسه في انشغال العلماء والمختصين لإيجاد حلول لها مثل مرض السرطان والايدز ...

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:11
#3
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
افتراضي مقالة جدلية حول الذاكرة
مقالة جدلية حول الذاكرة

السؤال :
إذا كنت أمام موقفين متعارضين أحدهما يقول الذاكرة مرتبطة بالدماغوالأخر يقول الذاكرة أساسها نفسي وطلب منك الفصل والبحث عن الحل فما عساكتصنع؟

المقدمة : طرح الإشكالية
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع العالم الخارجي بما فيه من أشياء مادية وأفراديشكلون محيطه الاجتماعي ,يتجلى ذلك في سلوكات بعضها ظاهري والأخر باطنيالمتمثل في الحياة النفسية والتي من مكوناتها << الذاكرة >> ,فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما أرجع الذاكرة إلى الدماغ ,والأخرربطها بالعوامل النفسية فالمشكلة المطروحة: هل أساس الذاكرة مادي أم نفسي ؟
التحليل:
عرض الأطروحة الأولى
ربطت النظرية المادية بين الذاكرة والدماغ فهي في نظرهم ظاهرة بيولوجية , أي أساس حفظ واسترجاع الذكريات"فيزيولوجي"وهذا ما ذهبإليه ريبو الذي قال >> الذاكرة حادثة بيولوجية بالماهية << حيث أرجع الذاكرة إلى الجملة العصبية وحدٌد 600مليون خلية عصبية في نظرههي المسؤولية على الحفظ و الاسترجاع بحكم المرونة التي تتصف بها , فمثلهاتحتفظ مادة الشمع بما يطبع عليها, كذلك الخلايا العصبية تحتفظ بالأسماءوالصور والأماكن ومن الحجج التي تذمم هذه الأطروحة>> تجارب بروكا << الذي أثبت أن إصابة الدماغ بنزيف يؤدي إلى خلل في الذاكرة, مثلالفتاة التي أصيبت برصاصة في الجدار الأيسر من دماغها أصبحت لا تتذكر ولاتتعرف على الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينيها , كما ترتبطهذه الأطروحة بالفيلسوف ابن سينا الذي قال >> الذاكرة محلها التجويفالأخير من الدماغ >> , << ونفس التفسير نجده في العصر الحديث عندالفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي أرجع الذاكرة إلى الجسم وهذا واضح في قوله"تكمن الذاكرة في ثنايا الجسم"
النقــــــد:
هذه الأطروحة نزعت من الذاكرة"الجانب الشعوري"والإنسان عندما يتذكر فإنه يسترجع الماضي بما فيه من مشاعر وانفعالات.
عرض الأطروحة الثانية
يرى أصحاب النظرية النفسية أن الذاكرة تتبع الشعور الذي يربط الحاضربالماضي وذلك من أجل وشم معالم المستقبل وحجتهم في ذلك أن الذكريات عبارةعن< أفكار , تصورات, حالات نفسية >, وهي معنوية وليست من طبيعةمادية تعود هذه الأطروحة إلى الفرنسي برغسون الذي قسم الذاكرة إلى قسمين : "ذاكرة حركية"أطلق عليها مصطلح العادة"<وذاكرة نفسية"وصفها بأنها ذاكرة حقيقية , وحجته التي استند إليها في ربط الذاكرةبالجانب النفسي أن فاقد الذاكرة يستعيدها تحت تأثير صدمة نفسية كما يثبتذلك الواقع , لذلك قال في كتابه:الذاكرة والمادة"الانفعالاتالقوية من شأنها أن تعيد إلينا الذكريات التي اعتقدنا أنها ضاعت إلى الأبد"وفسرت هذه النظرية استرجاع بقانون"تداعي الأفكار"حيثقال جميل صليبا"في كل عنصر نفسي ميل إلى استرجاع ذكريات المجموعة النفسية التي هو أحدأجزائها"ومن الأمثلة التوضيحية أنة الأم التي ترى لباس ابنهاالبعيد عنها تسترجع مجموعة من الذكريات الحزينة , وهذا يثبت الطابع النفسيللذاكرة .
النقــــد:
النظرية النفسية رغم تبريرها لكيفية استرجاع الذكريات إلا أنها عجزت عن تحديد مكان تواجد الذكريات
التركيب :
الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والنفسية والاجتماعية , هذا الأخيريساهم في استرجاع الذكريات كما قال هال فاكس"عندما أتذكر فإنالغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر"ولكن بشرط سلامة الجملةالعصبية <الدماغ> , فقد أكد الأطباء استحالة استرجاع الذكريات دونتدخل الدماغ دون إهمال العوامل النفسية هذا الحل التوفيقي لخصه"دولاكروا"في قوله"الذاكرة نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص".
الخاتمة :
ومجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظ والاسترجاع ولكن الإشكالية لاترتبط بمفهوم الذاكرة بل بالأساس الذي يبني عليه , فهناك من ربطها بشروطنفسية وكمخرج للمشكلة نستنتج أن :
الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والاجتماعية والنفسية.

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:14
#4
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 مقالة باستقصاء بالرفع : فند القول التالي "النسيان سلبي"
فند القول التالي "النسيان سلبي"
المقدمة
يتميز الإنسان بقدرته على استرجاع ماضيه ودلك بواسطة الذاكرة كوظيفة نفسية تعمل على جمع الماضي والاحتفاظ به غير انه لا يقوى في بعض الحالات على دلك وهو ما يعرف بالنسيان لهدا الأخير أكثر من ضرورة في تكيف الإنسان مع محيطه وذاته رغم أن البعض يصرون على إمكانية الاستغناء عنه بل بوصفه (بالسلبي )في السلوك .فكيف يتسنى لنا تفنيد الأطروحة ودحضها ؟؟
"محاولة حل الإشكالية" :
عرض منطق الأطروحة:
إن النظرية السطحية لهده الوظيفة النفسية جعلت البعض يزعم انه لا يؤدي أي دور في السلوك (النسيان ) خاصة وانه كثيرا ما يكون السبب في فشلنا في الامتحانات والمسابقات كما انه يعمل على تبديل وضايا ما عملت الذاكرة على جمعه وتعبت في الاحتفاظ به فعلماء التربية مثلا:يرفعون شعار(آفة العلم النسيان )
رفع الأطروحة بحجج شخصية:
إن المقولة القائلة "النسيان سلبي " مقولة مشكوك في صحتها وزعم مبني على حجج يقينية هدا ما تؤكده حجج شخصية وأخرى علمية فشتان بين أن ننضر للنسيان نضرة سطحية وبان نتعمق في حقيقتها فانا شخصيا لا يمكنني الاستغناء عنه فهو يلعب في حياتي أكثر من ضرورة فكثيرا من المواضيع المأساوية التي باتت تؤرقني وتشكل حاجزا أمام تكيفي لولا أن تدخل النسيان وعمل على تفتيتها وتبديدها ومحوها من الذاكرة .
وان البعض يرجح تسمية الإنسان بهدا الاسم كون النسيان يدخل في صميمه وجوهره فانا شخصيا كدالك أشاطر الدين يرفعون شعار"ا أننا نعيش تحت رحمة النسيان". فطبيعي في الإنسان أن يترفع عن بعض سفاسف الأمور يقول روبرت طوني "إنالذاكرة الأخاذة والحافظة تشكل عائقا أمام تكيف الفرد"
نقول للدين ينضرون للنسيان نضرة سلبية انه لولا النسيان لما أمكن للإنسان أن يتقدم ولو شبرا من المعرفة لان دلك يقتضي غض النضر عن بعض ما ينحل في اهتماماتها إن دل على شيء فإنما يدل على أن للنسيان أكثر من ضرورة في السلوك وتكفيه ضرورة بمعنى انه لا يوجد أي شخص ينسى .
نقد مناصري الأطروحة
في مقابل هدا هناك من يشكك في صدق هدا الطرح معتبرا النسيان نقمة ضنا منه على انه يعني إتلاف كل الماضي وضنا منه أن الذاكرة تعني الاحتفاظ بكل الماضي. وكذلك مما يعاب عليه انه نظر للنسيان نضرة أحادية الطرف
الخاتمة:
وما نخلص إليه هو أن المقولة القائلة "النسيان سلبي" قولة مشكوك فيها فالنسيان ضرورة وليس ضريبة وإلا: ما هي الغاية من وجوده .نقول دلك بعد عرض الأطروحة ورفعها ونقد مناصريها اتضح انه لا ينبغي الأخذ بها ولا تبنيها.

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:16
#5
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 مقارنة : إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية، فما مدى علاقته بالذاكرة ؟
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية، فما مدى علاقته بالذاكرة ؟
الطريقة : مقارنة
مقدمة : في الحقيقة أن الإنسان يسعى دوما للتكيف مع بيئته طبيعية كانت أو اجتماعية، ولا يكون ذلك إلا باستخدامه للعقل الذي يقوم بوظائف معينة ، من بين هذه الوظائف عملية الإدراك والتي هي عملية معقدة من خلالها نصل إلى معرفة العالم المحيط بنا عن طريف المنبهات الحسية، لكن إدراكنا للأشياء الخارجية من حيث هي حقيقة مستقلة عن الذات لا يستند إلى الإحساسات فقط بل يستند إلى وظائف عقلية أخرى كالتخيل والذاكرة، فالتخيل له دور يؤديه في عملية الإدراك ويزداد دوره عندما تعجز الذاكرة عن إتمام صورة الشيء المدرك.فإذا كانالتخيل قدرة الفكر على استحضار الصور، بعد غياب الأشياء التي أحدثتها، وتركيب الصور تركيبا حرا، والذاكرة هي الوظيفة التي تعمل على حفظ الخبرات الماضية، والقدرة على إعادة إحيائها واسترجاعها، قصد التكيف مع الوضع الراهن. فإن الإشكال المطروح: ما الفرق بين التخيل والذاكرة ؟

التحليل :
أوجه الاختلاف:
ـ يتميز التخيل بالحرية حيث أن الأفكار والمواضيع التي نتخيلها لن نكون مقيدون بأي شيء، على عكس الذاكرة
التي تتقيد بما تم حفظه في الماضي بطريقة مرتبة.
ـ مواضيع الذاكرة واقعية حيث ترتبط بحقيقة ما عشناه، على عكس التخيل الذي يبدأ بشق طريقه حيث يتنهي
الواقع ، فأين ما ينتهي الواقع يبدأ الخيال.
ـ كل الناس يملكون ملكة الذاكرة، أما ملكة التخيل فهي خاصة بخواص الناس من العلماء والفلاسفة والأدباء
والمفكرون.
ـ قد يتدخل الوعي في عملية التذكر ولكن كثيرا ما يكون اللاوعي وراء التخيل.
ـ مواضيع الذاكرة معلومة أما الخيال فكثيرا ما يكون مجهول المغزى.
ـ تقوم الذاكرة بإعادة ما هو قديم، أما التخيل فهو يبني الجديد.
ـ الذاكرة محدودة أما إطار الخيال فغير محدود.
أوجه التشابه:
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتبران من العمليات النفسية.
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتمدان على العقل، باعتبارهما وظائف عقلية.
ـ كلاهما الذاكرة والتخيل يستعمل الماضي للتعامل مع الحاضر.
ـ كلاهما التذكر والتخيل يساعد على تكيف الإنسان مع بيئته.
أوجه التداخل: : في الحقيقة أن التخيل والتذكر وظيفتان مترابطتان ومتداخلتان، ولا يمكن أن نستغني عن بعض من التخيل ونحن نمارس فعل التذكر، ولا أن نستغني عن بعض من التذكر ونحن بصدد التخيل. فالتخيل يضيف إلى الذاكرة ويعيد إحياءها ويبعث فيها الحيوية، كما أن الذاكرة قد تساعد التخيل فهي كثيرا من الأحيان ما تكون مرجعا مهما له.

الخاتمة: في الأخير يمكن أن نؤكد أن العلاقة بين التخيل والذاكرة هي علاقة تأثر وتأثير وتعاون على فهم الواقع المحيط بالإنسان، وهما يتعاونان مع بقية الوظائف والقدرات النفسية عند الإنسان لمواجهة مختلف مواقف الحياة المعرفية والعملية مع السعي للتكيف مع شروطها المتغيرة.

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:17
#6
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 مقالة جدلية : هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية؟
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال: هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية؟
الطريقة: جدلية
مقدمة: يسعى الإنسان دائما لتغيير وضعه إلى الأحسن، وهذا التغيير يتطلب القدرة على التحرر من الصور الماضية وعلى تركيبها بأسلوب جديد وتأليفها في تركيبات جديدة ليست موجودة في الواقع، ولذلك فإبداع أساليب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية جديدة لا يتسنى لجميع الناس، فالمبدع لا يقتفي أثر الأشياء الموجودة من قبل، بل يأتي ببناء جديد قلما يتهيأ لسواه. فهل لهذا التميز الإبداعي جذور شخصية تكمن فيما يتمتع به المبدع من مواهب أم أن البيئة الاجتماعية هي الدافع للإبداع؟

التحليل:
الموقف الأول: إن المبدع في نظر الفلاسفة الاجتماعيين لا يستمد مادة إبداعه من واقع المجتمع فحسب، بل نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر الأخرى، وهذا ما رآه دوركايم وبين أن عملية الإبداع مهما تعددت مجالاتها تتحكم فيها شروط اجتماعية، لأن الإبداع يتوقف من جهة على حاجات المجتمع، وعلى درجة النمو التي بلغها من جهة أخرى، فالإبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا اجتماعيا تتناقله الأجيال، وما دام الفرد من صنع المجتمع فلا بد أن تكون سلوكاته بما فيها السلوكات الإبداعية من نتاج المجتمع، إن الفنانين والعلماء لا يبدعون لأنفسهم وإنما يبدعون وفق ما يحتاج إليه المجتمع وما يسمح به وما يمدحه ويباركه، وكل تراث علمي أو فني هو شاهد على روح العصر والثقافة السائدة في المجتمع وهذا يدل على أن المبدع لا يعالج إلا المشاكل التي تظهر في وسطه الاجتماعي. ولا يبدع أي شيء إلا إذا توفرت لديه جملة من الشروط الاجتماعية، وهذا ما أكده العالم الفرنسي ريبو حين قال:" مهما كان الإبداع فرديا فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي".
مناقشة: لا يعقل أن يحصل الإبداع كلما احتاج المجتمع إلى هذا الإبداع مهما كانت الشروط الاجتماعية والوسائل التي يوفرها لأن هذا مخالف للواقع ، فالفروق الفردية تشير إلى تفاوت الناس في القدرات العقلية بصفة عامة وفي الذكاء بصفة خاصة مما يجعلنا نعتقد أن المبدعين لهم طبيعة خاصة، كما أن تاريخ المبدعين في حقب خلت حافل بالأمثلة الدالة على ما لقيه بعضهم من اضطهاد وإساءة من المجتمع.
الموقف الثاني: يرى علماء النفس أن الإبداع ليس ظاهرة عامة منتشرة في المجتمع، وإنما هو ظاهرة خاصة نجدها عند بعض الأفراد، ولا نجدها عند غيرهم بدليل أن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات الحادثة في تاريخ الفكر والحضارة يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة، فالإبداع من هذا المنظور كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة، ويثير فيها حالة انفعالية وفكرية معينة. ولا شك في أن عملية الإبداع طويلة وشاقة لأنها مبنية على المعاناة الدائمة، لأن تجسيد الإلهام أو تحقيق الفكرة الأصيلة يتطلب جهدا كبيرا وصبرا طويلا، وإن كان له صلة بميول ورغبات الشخص المبدع، كما يرى

فرويد أن العمل المبدع في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي تحقق عن طريق الخيال. وهذا يدل على أن لعملية الإبداع أصولا نفسية عميقة، وهي كثيرا ما تكون مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة، وهذا ما أراد برغسون أن يبينه فقال:" إن العظماء الذين يتخيلون الفروض والأبطال والقديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية، لا يبدعونها في حالة جمود الدم، وإنما يبدعون في جو حماسي، وتيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار".
مناقشة: لا يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية الإبداع لأن الإبداع تجسيد لما يختلج في النفس من معاني وصور ولكن تحقيقه يحتاج إلى مناخ اجتماعي وحضاري يوفر للمبدع جملة من الشروط الموضوعية التي بدونها تصبح عملية الإبداع أمرا صعبا، لذا فالعوامل السيكولوجية لا تكفي لخلق عملية الإبداع وبالتالي فالكثير من المفكرين يرون أن كل إبداع لا بد له من مناخ اجتماعي.
التركيب:
إن عملية الإبداع ترجع بالدرجة الأولى إلى العوامل الذاتية " النفسية " لأن الكثير من العباقرة ظهروا في بيئة اجتماعية غير ملائمة، لكن هذا لا يعني عدم تأثير البيئة الاجتماعية " العوامل الموضوعية " على عملية الإبداع، فالتوجيه التربوي يؤثر في تنمية الملكات الذهنية وتوجيهها لدى الإنسان، لذا فالإبداع يعود إلى حيوية المبدع وما يتمتع به من خصائص نفسية وعقلية كتظافر الوظائف النفسية من ذكاء وتخيل وذاكرة وتوفر الميول الكافية من رغبات وآمال كما أن المبدع يستمد عناصر إبداعه من المجتمع، فالوسط الاجتماعي الملائم من حاجات وظروف وأفكار وتطور علمي وثقافي حافز على الإبداع.

خاتمة: في الأخير يمكن أن نؤكد على أن الإبداع ليس مجرد الهام مفاجئ يحظى به بعض الأفراد في المجتمع، بل هو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية التي منها يأخذ المبدع مادته، فالإبداع يستمد حيويته من ميول الفرد ويستمد مادته من حاجة المجتمع، وعليه فالإبداع يكون بالتكامل بين الشروط الاجتماعية " الموضوعية " والشروط النفسية " الذاتية ".


أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:19
#7
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 مقالة جدلية : هل ترجع عملية الإبداع إلى شروط نفسية فقط ؟
المقالة الثانية حول الإبداع :هل ترجع عملية الإبداع إلى شروط نفسية فقط ؟(جدلية)

- طرح المشكلة :إن الإبداعهو إيجاد شيء جديد ، وذلك ما يكشف عن اختلافه عن ماهو مألوف ومتعارف عليه ، وعنتحرره من التقليد ومحاكاة الواقع . ومن جهة أخرى ، فإن عدد المبدين – في جميعالمجالات – قليل جدا مقارنة بغير المبدعين ، وهو ما يوحي أن تلك القلة المبدعةتتوافر فيها صفات وشروط خاصة تنعدم عند غيرهم ، فهل معنى ذلك أن الإبداع يتوقف علىشروط ذاتية خاصة بالمبدع ؟
محاولة حل المشكلة :
– عرضالأطروحة :يرى بعض العلماء ، أن الإبداعيعود أصلا إلى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع وتميزه عن غيره من غير المبدعينكالذكاء وقوة الذاكرة وسعة الخيال والاهتمام والإرادة والشجاعة الأدبية والجرأةوالصبر والرغبة في التجديد إضافة إلى الانفعالات من عواطف وهيجانات مختلفة . ومنيذهب إلى هذه الوجهة من النظر الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) والعالم النفساني(سيغموند فرويد ) الذي يزعم أن الإبداع يكشف عن فاعلية اللاشعور وتعبير غير مباشر عنالرغبات المكبوتة .
-الحجة :ويؤكد ذلك ، أن استقراء حياةالمبدعين – في مختلف ميادين الإبداع – يكشف أن هؤلاء المبدعين إنما يمتازون بخصائصنفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة وإيجاد الحلول لها .
فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء والعبقرية ،فإذا كان الذكاء – في احد تعاريفه – قدرة على حل المشكلات ، فإنه يساعد المبدع علىطرح المشاكل طرحا صحيحا وإيجاد الحلول الجديدة لها . ثم أن المبدع في تركيبه لأجزاءوعناصر سابقة لإبداع جديد إنما يكشف في الحقيقة عن علاقة بين هذه الأجزاء أوالعناصر ، والذكاء – كما يعرف أيضا – هو إدراك العلاقات بين الأشياء أو الأفكار .
واصل كل إبداع التخيل المبدع ، والتخيل – أصلاهو تمثل الصور مع تركيبها تركيبا حرا وجديدا ، لذلك فالإبداع يقتضي مخيلة قويةوخيالا واسعا خصبا ، فكلما كانت قدرة الإنسان على التخيل أوسع كلما استطاع تصور صورخصبة وجديدة ، وفي المقابل كلما كانت هذه القدرة ضيقة كان رهينة الحاضر ومعطياتالواقع .
ويشترط الإبداع ذاكرة قوية ، فالعقل لايبدع من العدم بل استنادا إلى معلومات وخبرات سابقة التي تقتضي تذكرها ، لذلكفالذاكرة تمثل المادة الخام والعناصر الأولية للإبداع .
هذا ، واستقراء حياة المبدعين وتتبع أقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبلالإبداع اواثنائه ، يؤكد دور الإرادة والاهتمام في عملية الإبداع ، فمن كثرة اهتمامالعالم الرياضي الفرنسي ( بوانكاريه ) بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضيةالمعقدة ، غالبا ما كان يجد تلك الحلول وهو يضع قدميه على درج الحافلة ، وهذا ( ابنسينا ) قبله من شدة اهتمامه بمواضيع بحثه كثيرا ما كان يجد الحلول للمشكلات التياستعصت عليه إثناء النوم . والعالم ( نيوتن ) لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوطالتفاحة ، وإنما كان يفكر باهتمام بالغ وتركيز قوي في ظاهرة سقوط الأجسام ، وماسقوط التفاحة الا مناسبة لاكتشاف القانون .
ومايثبت دورالحالات الوجدانية الانفعالية في عملية الإبداع أن التاريخ يثبت – على حدقول برغسون – ان « كبار العلماء والفانين يبدعون وهم في حالة انفعال قوي » . ذلك انمعطيات علم النفس كشفت ان الانفعالات والعواطف القوية تنشط المخيلة التي هيالمسؤولية عن عملية الإبداع . وبالفعل ، فاروع الإبداعات الفنية والفكرية تعبر عنحالات وجدانية ملتهبة ، فلقد اجتمعت عواطف المحبة الأخوية والحزن عند ( الخنساء ) فأبدعت في الرثاء .
ولما كان الإبداع هو إيجاد شيئجديد ، فما هو جديد – في جميع المجالات – يقابل برفض المجتمع لتحكم العادة ، فمثلاأفكار( سقراط ) و ( غاليلي ) قوبلت بالرفض والاستنكار ، ودفعا حياتهما ثمنالأفكارهما الجديدة ، وعليه فالمبدع إذا لم يتصف بالشجاعة الفكرية والأدبية والروحالنقدية والميل إلى التحرر .. فإنه لن يبدع خشية مقاومة المجتمع له .
- النقد :ولكن الشروط النفسية المتعلقة بذاتالمبدع وحدها ليست كافية لحصول الإبداع ، إذ معنى ذلك وجود إبداع من العدم . والحقيقة انه مهما طالت حياة المبدع فانه من المحال ان يجد بمفرده أجزاء الإبداع ثميركبها من العدم . ومن جهة أخرى ، فالذكاء – الذي يساهم في عملية الابداع – وان كانفي أصله وراثيا ، فإنه يبقى مجرد استعدادات فطرية كامنة لا تؤدي الى الابداع مالمتقم البيئة الاجتماعية بتنميتها وإبرازها . كما يستحيل الحديث عن ذاكرة فردية محضةبمعزل عن المجتمع . واخيرا ، فإن ان هذه الشروط حتى وان توفرت فهي لا تؤدي الىالإبداع مالم تكن هناك بيئة اجتماعية ملائمة تساعد على ذلك . وهذا يعني ان للمجتمعنصيب في عملية الإبداع .
عرض نقيض الأطروحة :وعلى هذا الأساس ،يذهب الاجتماعيون إلى ان الإبداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى ، تقوم على مايوفره المجتمع من شروط مادية او معنوية ، تلك الشروط التي تهيئ الفرد وتسح بالإبداع . وهو ما يذهب إليه أنصار النزعة الاجتماعية ومنهم ( دوركايم ) الذي يؤكد علىارتباط صور الإبداع المختلفة بالأطر الاجتماعية .
– الحجة :وما يثبت ذلك ، أن الإبداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية امالجلب منفعة او دفع ضرر ، فالحاجة هي التي تدفع إلى لإبداع وهي ام الاختراع ، وتظهرالحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا ، فإبـداع ( ماركس ) لفكرة " الاشتراكية " انما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة الحقوق ، و اكتشاف " تورشيلي"لقانون الضغط جاء كحل لمشكلة اجتماعية طرحها السقاءون عند تعذر ارتفاع الماء إلىأكثر من 10.33م .
كما ان التنافس بين المجتمعاتوسعي كل مجتمع إلى إثبات الوجود ما يجعل المجتمع يحفز أفراده على الإبداع ويوفر لهمشروط ذلك ؛ فاليابان – مثلا – لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العالمية الثانية ، لكنتنافسها الاقتصادي مع أمريكا واروبا الغربية جعل منها قوة خلاقة مبدعة . كما انالتنافس العسكري بين أمريكا والاتحاد السوفياتي سابقا أدى الابداع في مجال التسلحوكما ترتبط ظاهرة الابداع بحالة العلم والثقافةالقائمة ؛ وما يثبت ذلك مثلا انه من المحال ان يكتشف المصباح الكهربائي في القرنالسابع ، لأنه كإبداع يقوم على نظريات علمية رياضية فيزيائية لم تكن متوفرة وقتذاك . ولم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ( ديكارت ) ، لأن الجبر والهندسةلم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما . ولم يبدع شعراء كبار مثل ( المتنبي ،أبو تمام .. ) الشعر المسرحي في عصرهم ، لأن الأدب المسرحي لم يكن معروفا حينذاك . وتعذر على ( عباس بن فرناس ) الطيران ، لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف فيذلك العصر ويرتبط الإبداع – ايضا - بمختلف الظروفالسياسية ؛ حيث يكثر الابداع اليوم في الدول التي تخصص ميزانية ضخمة للبحث العلميوتهيئ كل الظروف التي تساعد عى الإبداع . ولقد عرفت الحضارة الاسلامية ازهى عصورالابداع ، لما كان المبدع يأخذ مقابل إبداعه ذهبا وتشريفا .
- النقد :غير ان التسليم بأن الشروط الاجتماعية وحدها كافية لحصول الإبداعيلزم عنه التسليم أيضا أن كل أفراد المجتمع الواحد مبدعين عند توفر تلك الشروط وهذاغير واقع . كما ان الاعتقاد ان الحاجة ام الاختراع غير صحيح ، فليس من المعقول انيحصل اختراع او إبداع كلما احتاج المجتمع الى ذلك مهما وفره من شروط ووسائل . ومايقلل من أهمية الشروط الاجتماعية هو أن المجتمع ذاته كثيرا ما يقف عائقا أمامالإبداع ويعمل على عرقلته ، كما كان الحال في اروبا إبّـان سيطرة الكنيسة في العصورالوسطى .
التركيب :ان الإبداع كعملية لا تحصل إلا إذا توفرتلها شروط ذلك ، فهي تتطلب أولا قدرات خاصة لعلها لا تتوفر عند الكثير ، مما يعني انتلك القلة المبدعة لم تكن لتبدع لولا توفرها على تلك الشروط ، غير انه ينبغيالتسليم ان تلك الشروط وحدها لا تكفي ، فقد تتوفر كل الصفات لكن صاحبها لا يبدع ،مالم يجد مناخ اجتماعي مناسب يساعده على ذلك ، مما يعني ان المجتمع يساهم بدرجةكبيرة في عملية الإبداع بما يوفره من شروط مادية ومعنوية ، مما يؤدي بنا إلى القولأن الإبداع لا يكون الا بتوفر الشروط النفسية والاجتماعية معا .
حل المشكلة :وهكذا يتضح ان عملية الابداع لا ترجع الىشروط نفسية فقط ، بل وتتطلب بالإضافة إلى ذلك جملة من الشروط الاجتماعية فالشروطالاولى عديمة الجدوى بدون الثانية ، الأمر الذي يدعونا ان نقول مع ( ريبو ) : « مهما كان الابداع فرديا ، فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي » .



أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:22
#8
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 مقالة جدلية : هل الإبداع من طبيعة نفسية أو اجتماعية ؟
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
نص المقال : هل الإبداع من طبيعة نفسية أو اجتماعية ؟

طرح المشكلة : إن استقراء تاريخ الحضارات يكشف لنا أن الأمم التي لها ذكر في التاريخ عبر أزمانه إنما هي أمم على درجة من الإبداع سواء في المجال الفني أو العلمي أو الفلسفي... وبالنظر إلى أهمية الإبداع في وجود الأمة واستمرارها فقد كان موضوع دراسة بعض الفلاسفة والعلماء ,قصد تفسير طبيعته وبيان الدوافع التي تحفز المبدعين وتدفعهم إلى الإنتاج الإبداعي .
ومن بين الإشكاليات التي أثيرت بشأن تفسير ظاهرة الإبداع نذكر : هل الإبداع عملية سحرية يمتاز بها عدد من البشر الملهمين ؟ أو هو ظاهرة وضعية تتحدد بشروطها الاجتماعية ؟ وبمعنى أشمل : هل الإبداع من طبيعة نفسية أو من طبيعة اجتماعية ؟
محاولة حل المشكلة :
الرأي الأول الموقف القائل إن الإبداع من طبيعة نفسية ) إن الإبداع من منظور النظرية النفسية ظاهرة نجدها عند البعض الأفراد ولا نجدها عند غيرهم بدليل إن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات الحادثة في تاريخ الفكر والحضارة يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية , وكل ما يشحذ الذات ويدفعها إلى الإبداع من دوافع وانفعالات سارة أو مؤلمة تساعد على انجاز العمل الإبداعي . ومن المفكرين والفلاسفة الذين أكدوا أن الإبداع كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة عالم الكلام – حجة الإسلام –( أبو حامد الغزالي ) حيث قال : " إن الإلهام كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف لطيف فارغ " . وأكد عالم الطبيعة الفرنسي (جوس ) نفس الفكرة حيث قال : " وأخيرا ... نجحت لا لأنني بذلت جهودا مضنية , ولكن بهبة من الله كأن إشراقا حدث فجأة وحل اللغز ." إذن الإلهام لحظات قصيرة تتفتق فيها عبقرية الإنسان عن إبداعات قد تحدث في لحظات مغايرة للمنطق فتكون أثرا لا يقاس على مثال .فقد ذكر أفلاطون في محاورة ( أيون ) والتي تحدث فيها عن الإلياذة وهوميروس : " إن الشاعر كائن أثيري مقدس , ذو جناحين لا يمكن أن يبتكر قبل أن يلهم , فيفقد صوابه وعقله , ومدام الإنسان يحتفظ بعقله فانه لا يستطيع أن ينظم الشعر ". و يقال أن (فاجنر ) سمع في منامه اللحن الأساسي الذي يتردد في افتتاحية رائعته الموسيقية ( ذهب الرين ) . ويحكى عن الشاعر الانجليزي (كولردج ) أنه كان يطالع ذات صباح فغلبه النعاس ثم أفاق من نومه وأخذ يخط بسرعة قصيدته المشهورة ( كوبلاخان ) حتى وصل إلى البيت 54 منها ...ثم خمدت نار الإلهام فكف عن الكتابة وترك القصيدة ولم يعد لها قط . غير أن الموهبة والإلهام بدون عمل وجهد لا معنى لهما . فلقد عبر( بوانكريه ) عن اكتشافاته الرياضية بأنها بدت له فجأة وفي مناسبات لم يكن يفكر أثناءها في هذه الموضوعات لكن حدث هذا بعد جهود السنين الطوال فتظهر له الحلول فجأة في صورة الهام غير متوقع لذلك قال : " إن الحظ يحالف النفس المهيأة " . ويؤكد الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) أن لعملية الإبداع أصول نفسية عميقة , وهي كثيرا ما تكون مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة إذ ذكر : " أن العظماء الذين يتخيلون الفروض , و الأبطال , والقديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية , لا يبدعونها في حالة جمود الدم , وإنما يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار " . و تذهب مدرسة التحليل النفسي إلى بيان أن الإبداع ظاهرة نفسية لاشعورية ففرو يد يرى أن التسامي هو المسئول عن كل الانجازات الحضارية التي قام بها الإنسان : " إن الصراعات الجنسية الطفيلية والرغبات العدوانية التي تؤدي إلى السلوك العصابي لدى من لا يستطيعون حلها حلا سويا , هي نفسها التي يحلها المبدع عن طريق التسامي أو الإعلاء فينشأ عن ذلك أشكال النشاط الإبداعي المختلفة " .
مناقشة : أن الأدلة التي أستند إليها القائلون بالطبيعة النفسية للإبداع لا تشكل دليلا قاطعا على صحة هذا الرأي فالموهبة والذكاء الفطري الحاد إذا لم يجدا البيئة المناسبة التي ينموان من فأنها حتما سيضمحلان . كما أن الإلهام ليس ضربا من الوهم فهو مهما كانت صفته فأن مصدره الواقع إذ أن المبدع وإن كان يتجاوز بخياله الواقع إلا أنه ينطلق منه . كما أن تفسير ( فرويد )لم تؤِكده التجربة العلمية .
الرأي الثاني الموقف القائل إن الإبداع من طبيعة اجتماعية )غير أن المبدع في نظر الفلاسفة الاجتماعين لا يستمد مادة إبداعه من واقع المجتمع فحسب , بل إن نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر الاجتماعية الأخرى وهذا ما يراه ( دوركايم ) وبين أن عملية الإبداع مهما تعددت مجالاتها تتحكم فيها شروطا اجتماعية , لان الإبداع يتوقف من جهة أخرى على حاجات المجتمع , وعلى درجة النمو التي بلغها من جهة أخرى .فالإبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا اجتماعيا تتناقله الأجيال , ومدام الفرد من صنع الجماعة فلابد أن تكون سلوكا ته بما فيها السلوكات الإبداعية من نتاج المجتمع . إن الفنانين والعلماء لا يبدعون لأنفسهم و وإنما وفق ما يحتاج أليه المجتمع , وما يسمح به وكل تراث علمي أو فني هو شاهد على روح العصر و الثقافة السائدة في المجتمع فأدب الفروسية هو تجسيد لطبيعة المجتمع القبلي , واختراع وسائل الحرب ما هو إلا وسيلة للمحافظة على كيان المجتمع ... كما أن المصباح الكهربائي الذي اخترعه ( أيدسون ) دعت إليه حاجة المجتمع للإنارة , وكذلك وسائل النقل
وهذا يدل على أن المبدع لا يعالج إلا المشاكل التي تظهر في وسطه الاجتماعي , ولا يبدع أي شيء إلا إذا توفر ت لديه جملة من الشروط الاجتماعية منها ما يتعلق بالشروط الاقتصادية فالإبداع سمة المجتمعات الراقية المتطورة حضاريا و المزدهرة اقتصاديا . وكذلك المجتمعات التي لايتوفر فيها الأمن و الاستقرار و الحياة الاجتماعية العادلة لايمكن أن توفر شروط الإبداع .
مناقشة : وعلى الرغم من أن المبدع يستقي مادة إبداعه من الواقع الاجتماعي , عملية الإبداع تحمل في طياتها بصمات تعبر عن حرية العقل ذلك أن الأ فكار الجديدة غالبا ما تقابل بالرفض من قبل المجتمع إن كانت تخالف عاداته ومعتقداته وهدا ما حدث ل (غاليي ) عندما اكتشف فكرة دوران الأرض حول الشمس , حيث قوبلت بالرفض والاستنكار من قبل المجتمع لأنها تتناقص الفكرة السائدة التي تقول بثبات الأرض وأكد المفكر ( غاستون بوتول) في سياق نقده لفكرة المجتمع كشرط ضروري للإبداع : " فليس هناك فكر بدون ذات مفكرة , ولا إبداع بدون مبدع , فعوامل الإبداع يجب أن توجد كاملة في وظائف المبدع الثقافية التي لا يمكن تصورها طبعا بدون الحياة الاجتماعية التي تقويها وتعمل على التعبير عنها " . ويؤكد ( روني بوار يل) : " إن الاختراع لا يتحقق في غياب عقل قادر عليه , وان كانت البنيات الثقافية في المجتمع ملائمة
التركيب :من خلال تحليل الرأيين تتبين مغالاة كل نظرية في تأكيد ما اعتقدت أنه الطبيعة الوحيدة للإبداع والأقرب إلى الموضوعية هو القول إن الإبداع من طبيعة نفسية كم انه من طبيعة اجتماعية . إذ لا يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية الإبداع , لأن الإبداع تجسيد لما يختلج في النفس من معاني وصور , ولكن تحقيقه يحتاج إلى مناخ اجتماعي وحضاري يوفر للمبدع حملة من الشروط الاجتماعية التي من دونها تصبح عملية الإبداع أمرا صعبا , مما يجعلنا في النهاية نعتقد أن عملية الإبداع تقوم على التكامل بين الشروط النفسية و الشروط الاجتماعية .
حل المشكلة :نستنتج من خلال ما تقدم إن عملية الإبداع لا تنطلق من العدم , بل لابد أن تستند إلى معطيات موجودة في الواقع فالمبدع ينتقي عناصر إبداعه من هذه المعطيات غير أنها لوحدها غير كافية فلابد أن ترتكز على القدرة الفطرية على الإبداع . وعليه يمكن القول إن الإبداع موهبة صقلتها الأعمال والجهود وهيأتها التربية الاجتماعية المناسبة والإلهام هو لحظات اقتطاف تلك الثمرة اليافعة والمفيدة .

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:25
#9
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 مقالة جدلية حول الذاكرة : الذاكرة حادثة بيولوجية ام الذاكرة حادثة فردية ؟
إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما (إن الذاكرة حادثة بيولوجية )و يقول ثانيهما (إن الذاكرة حادثة فردية)مع العلم أن كلاهما صحيح في سياقه و نسقه ويدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر فتضع التفسير الحقيقي للذاكرة فما عساك أن تفعل؟
مقدمة:
تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسبات تجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة,بل إن الإنسان يتميز بقدرته اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضي معا وهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه ماضي, وقد اختلف الفلاسفة في تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ طبيعة الذكريات هل هي عضوية لهما مكان معين في الدماغ أم هي قدرة عقلية نفسية ؟ وهل يمكن تفسير الذاكرة بالاعتماد على النشاط العصبي ؟ وهل تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم تحتاج الى غير ذالك ؟
عرض الأطروحة الأولى :
يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلايا الدماغ, و يقول عنها ابن سينا (أنها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ ) إن ملاحظات "ريبو" على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة ( الفتاة التي أصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف على المشط الذي كانت تضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقية تستطيع الإحساس به فتأكد له أن إتلاف بعض الخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة إلى فقدان جزئي أو كلي للذاكرة و جعلته يستنتج أن الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي. و لقد تأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمل في ثنايا الجسم و أن الذكريات تترك أثر في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل، و كان المخ وعاء يستقبل و يختزن مختلف الذكريات، و هي تثبيت بطريقة آلية. أي شبيهة بالعبادة و لقد أستطاع "ريبو" أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات و يعيد 600 مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الإنطباعات التي تاتينا من الخارج مستفيدا مما أثبته بعد تجارب بروكا من أن نزيفاً دمويا في قاعدة التلفيف من ناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة و أن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد العمى اللفظي و غيرها، و يقول ريبو ( إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية و ظاهرة بسيكولوجية بالعرض) و من خلال كتابه أمراض الذاكرة رأى ( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي).
مناقشة :
لو كانت الذكريات مخزونة في خلايا القشرة الدماغية فكيف تفسر زوال جميع الذكريات أحياناً و ضعف التذكر أحياناً أخرى.
عرض الأطروحة الثانية :
يرى "برغسون" أن الذاكرة نوعان- ذاكرة حركية تثمتل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم و هي ليست موجودة فيه ... إنها ديمومة نفسية أي روح و يعرف لالاند الذاكرة بأنها وضيفة نفسية تمثل في بناء حالة شعورية ماضية و يرى "برغسون" بأن عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات و الميول و الدوافع فبمقدرة الشاعر على حفظ الشعر أكبر من قدرة الرياضي. و مقدرة الرياضي في حفظ الأرقام والمسائل الرياضية أكبر من مقدرة الفيلسوف... و هكذا، و الفرض في حالة القلق والتعب يكون أقل قدرة على الحفظ، و هذا بالإضافة إلى سمات شخصية التي تأثر إيجابا و سلباً على القدرة على التعلم و التذكر كعامل السن و مستوى الذكاء و الخبرات السابقة ... و منه و حسب "برغسون" أن وظيفة الدماغ لا تتجاوز المحافظة على آليات الحركية أما الذكريات فتبقى أحوال نفسية محضة.
مناقشة :
إن "برغسون" لا يقدم لنا أي حل للمشكل عندما أستبدل الآثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة في اللاشعور و هو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريق إثارتها كمعطيات ماضية، كما أن الفصل المطلق بين ما هو جسمي و ما هو نفسي أمر غير ممكن واقعياً.
التركيب:
إذا كان "ريبو" أعاد الذاكرة إلى الدماغ، و إذا كان "برغسون" أرجعها إلى النفس فإنها هالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها إلى مجتمع يقول ) ليس هناك ما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات و أين تحفظ إذ أنني أتذكرها من الخارج ... فالزمرة الاجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي جميع الوسائل لإعادة بنائها) و يقول أيضا ( إنني عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر و نحن عندما نتذكر ننطلق من مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضي بل تجديد لبنائها وفقاًَ لتجربة الجماعة و أعتبر "بيار" جاني ( أن الذاكرة الاجتماعية تتمثل في اللغة و أن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط الاجتماعي و لا يوجد ماضي محفوظ في الذاكرة الفردية كما هو و الماضي يعاد بنائه على ضوء المنطق الاجتماعي.
الخاتمة :
و أخيراً نستنتج أن الذاكرة هي وضيفة تكاملية بين الجسم و النفس و المجتمع و يقول "دولاكروا" إن التذكر نشاط يقوم به الفكر و يمارسه الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا لاهتماماته و أحواله و يبقى كل قول صحيح في سياقه و نسقه.

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله
2014-06-02, 20:27
#10
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205 هل يعود الإبداع إلى عوامل نفسية أم اجتماعية ؟
هل يعود الإبداع إلى عوامل نفسية أم اجتماعية ؟
ا- الاتجاه النفســــــي/يتوقفالإبداع على عوامل نفسية تتعلق بالذات المبدعة ، و ما يؤكد ذلك أنالمبدعين يتميزون بقدرات ذاتية و خصائص نفسية و انفعالية متطورة حددهارينيه بواريل R.Boirel في الإرادة الكبيرة و الاهتمام و الميل والفضول العلمي و حب الإطلاع والحس الإشكالي ، ان المبدع يطرح الأسئلة باستمرار ، و ينظر الى الأشياءالعادية نظرة غير عادية تطرح أمامه إشكالية تستدعي الحل ، مثل العالمالفيزيائي نيوتن مكتشف الجاذبية و العالم أرخميدس مكتشف قانون الدافعة. كما يتميز المبدعون بقوة الذاكرة و حدة الذكاء و التخيل الواسع و التأملالعميق ، و هي صفات يفتقر اليها الكثير من الناس
يعود السلوك الابداعيفي نظر العالم النفساني س . فرويد الى الدوافع النفسية اللاشعورية ، حيثتنفجر الرغبات المكبوتة و النزوات الخفية في صور ابداعية رائعة سماهابظاهرة الإعلاء.
المبدع شخص متحمس ذو انفعال كبير يقول هنري برغسون H.Bergson " إنالعلماء الذين يتخيلون الفروض ، و الابطال و القدسين الذين يبدعونالمفاهيم الخلقية لا يبدعون في حالة جمود الدم بل يبدعون في جو حماسي وتيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكــــار"

النقد/ ان العوامل النفسية غير كافية لتجعل من المرء مبدعا ، لأن الإبداع يحتاج أيضا الى امكانتيات مادية والىبيئة مشجعة ، و لعل هجرة الأدمغة الى المجتمعات المتقدمة لأحسن دليل على أن للمجتمع دور في هذه الملكة

ب- الاتجاه الاجتماعـــــي/يرى فلاسفة الاجتماع و على رأسهم إميل دوركايم E.Durckeime أن الابداع له طبيعة اجتماعية ، و الدليل على ذلك أن الإبداع يتوقف علىحاجات المجتمع من جهة ، و على درجة نموه من جهة ثانية . فالحاجة أمالاختراع ، عندما تظهر مشكلة في المجتمع يلجأ البعض الى اختراع الحلول لها، لذلك لا يمكن أن نتصور إبداعا خارج حاجات المجتمع، فلما كان الناس بحاجةالى التنقل اخترعت وسائل النقل كالسيارة و القطار و الطائرة ، و لما كانالمجتمع بحاجة الى الدفاع عن نفسه اخترعت مختلف الأسلحة ،و لما كان المرضىايضا بحاجة الى العلاج اخترعت مختلف الأدوية و الأجهزة الطبية ، و لايستطيع المبدع أن يبتكر شيئا الا اذا توفرت لديه الإمكانيات المادية التييوفرها المجتمع ، لذلك لم يكن باستطاعة الناس أن يصنعوا القنبلة الذرية فيالعصور الوسطى رغم ذكائهم و خيالهم الواسع الذي برز في الفلسفة و الأدبلأن صنعها يتطلب تيكنولوجيا عالية
ان الإبداع يكثر كذلكفي الدول المتقدمة ، و يكاد ينعدم في الدول المتخلفة مما يؤكد أنه مرتبطبحالة المجتمع الاقتصادية و السياسية و الثقافية ،و يرى دوركايم ان المبدعفي مختلف المجالات لا يبدع لنفسه بل يبدع للغير ، فأروع الفنانين مثلا همالذين يثيرون مشاعر الجماهير ، و يتركون أثرا في حياة الجماعة

النقد/لوكان الابداع يعود الى عوامل اجتماعية لكان افراد المجتمع المتقدم كلهممبدعين ، و العكس بالنسبة الى أفراد المجتمع المتخلف ، الا أن الواقع يثبتالعكس.مما يؤكد أن للعوامل الذاتية دخل في هذه الوظيفـــــة
الحل بعد التركيب/ التخيل المبدع وليد عوامل نفسية و اجتماعية معا

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقالات فلسفية لسنة الثانية ثانوي شعبة ادب وفلسفة . Tassilialgerie سنـة ثانيــة ثانـوي 39 2023-05-24 13:44
مقالات فلسفية حول الشعور واللاشعور - شعبة اداب وفلسفة Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 34 2021-04-13 09:13
مقالات فلسفية حول الإدراك و الاحساس - شعبة اداب وفلسفة Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 47 2021-03-31 10:34
مقالات فلسفية حول الرياضيات - شعبة اداب وفلسفة Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 0 2014-05-27 21:03
مواضيع البكالوريا2008+2009+2010+2011+2012 شعبة اداب وفلسفة انسان شعبة ادب وفلسفـــة 7 2014-05-23 21:50

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 12:26
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)